الفهرس

المؤلفات

الثقافة الإسلامية

الصفحة الرئيسية

 

الفتيات في البلاد الأجنبية  

 اللازم أن تفتح مدارس ومعاهد للفتيات في البلاد الاسلامية حتى لا تحتاج فتياتنا للسفر إلى البلاد الأجنبية لأجل تحصيل العلم، وغني عن القول، انه يجب ان تنزه معاهد الفتيات في بلادنا من كل مايخالف الاسلام، من الاختلاط، وتدريس الرجال لهن، إلى غير ذلك.

كما أن اللازم على الحكومات الاسلامية أن تخصص الوظائف في البلاد الأجنبية، على الشباب فلا توظف الفتيات، فيما إذا كانت الوظيفة تستلزم الاختلاط والسفور وما إلى ذلك، فان رسالة المرأة في الحياة رسالة إيجابية لا يلائمها ما يقترن بالشهوات والمغريات.

أما العوامل الاسلامية التي تسكن البلاد الأجنبية، فاللازم أن تتحرى لفتياتها المدارس النزيهة التي لا تفسد عقيدة الفتيات كمدارس التبشير والتي يسيطر عليها الإلحاد أو الصهيونية، أو التي توجب فساد الفتيات سلوكا أو أخلاقا (وهذا الموضوع عام حتى بالنسبة على الشباب، لكن كلامنا في هذا الفصل حول الفتيات).

بقي الكلام فيمن يرسلون فتياتهم إلى البلاد الأجنبية، لأجل الدراسة، فإن هذا الأمر محفوف بالمخاطر، فاللازم أن يتداركوها بالتقليل من الخطر،وذلك العمل بإحدى الأمور التالية:

الأول ـ أن لا تسافر الفتيات إلا مع بعض العائلة، مثل أن يسافر أخ الفتاة معها، أما للدراسة أو للعمل أو ما أشبه ذلك.

الثاني ـ أن تتزوج الفتاة، وتسافر برفقة زوجها يعلم المتزوج أن وراءه من يعقد الآمال الكبيرة.

الثالث ـ أن تذهب الفتاة إلى بلد يكون لها أقرباء أو يكون لعائلتها أصدقاء من العوائل المأمونة حتى تكون الفتاة تحت رعاية عائلة شريفة تسهر على عقيدتها وأخلاقها.

الرابع ـ أن تكون في البلاد الأجنبية (دور الرعاية) كما سيأتي في فصل آخر، وتكون هي المشرفة على الفتيات، وتسهر على الفتيات ، وعلى استقامتهن عقيدة واخلاقا وسلوكا.

وإذا لم يكن كل ذلك يصل الدور إلى (أضعف الوقايات) وهي أن يسافر بعض أقرباء الفتاة معها لتهيئ الجو الملائم النزيه لها، في مدرستها، ومحل سكناها، وسائر شؤونها، ثم يعود إلى بلاده بعد ان اطمأن على عقيدتها وسلوكها وأخلاقها.

لكن الواجب شرعا وأخلاقا، ان يتحرى أهل الفتيات، الوقاية الأكيدة المضمونة مائة في مائة من البنود الأربعة التي ذكرناها، كما أن اللازم على الحكومات الاسلامية، أن تراعي هذا الجانب المهم بكل الوسائل الممكنة، فان صحة العقيدة واستقامة السلوك، من أهم ما يوجب بناء الأجيال الصاعدة، بناء صميمياً يستلزم العزة والقوة والتقدم.

دور الرعاية

من اللازم على الحكومات الاسلامية، والشعوب المسلمة، والجمعيات الخيرية، والأثرياء، أن يهتموا لإيجاد (دور الرعاية) في البلاد الأجنبية، بأن يؤسسوا في كل بلد يتواجد فيه الشباب المسلمون، داراً أو أكثر، لاحتوائهم، بحيث يتوفر في تلك الدور، المسكن، والمأكل، وأسباب الرفاه، إما مجانا، أو باجرة أقل من أجرة سائر الفنادق والمساكن حتى يكون مغريا.

وهذه الدور تكون بمثابة ملجأ للشباب الدارسين، عن تيارات الإلحاد والفساد والتمييع، لأنها تهيئ جواً اسلاميا، وتجعل الشباب تحت الرقابة الاجتماعية، وتقوي نفوسهم للاستمرار في طريق الإيمان والفضيلة، فان الانسان يتقوى بأمثاله، بينما يتميع في المحيط العام إذا انفرد، فان الفرد أقل مقاومة، للأجواء من المجموعة.

فمثلا إذا هيأت حكومة أو جمعية خيرية، في لندن، فندقا ذا غرف كافية، وفيه مصلى، ومذبح، ومكوي، ومطعم، ومكتبة فيها مختلف الكتب الاسلامية، ويكون الفندق تحت إشراف إدارة حاذقة، يكون الشاب الساكن في هذا الفندق بمأمن من الخطر المتوجه إلى الشاب الذي يسكن بيتا مسيحيا، بعيدا عن أصدقائه المسلمين، فانه لا بد وأن يتكيف على نحو حياتهم في عقيدتهم وآدابهم وسلوكهم.

(فالطبع مكتسب ممن يجاوره)

                                   (من الفضائل والآداب والحوب)

(كالريح آخذة ممن تمر به)   

                                   (نتنا من المنتن أو طيبا من الطيب)

كما ان لندن بحاجة إلى دار رعاية، كذلك بكين، وموسكو ونيويورك، وبون، وباريس، وغيرها.. ولا يظن أن ما ذكرناه من إيجاد دور رعاية شيء صعب، فلنفرض أن البلاد التي هي بحاجة إلى مثل هذه الدور، هي مئة بلد، وبناء كل دار تحتاج إلى ثلاثة ملايين، فالمجموع ثلاثمائة مليون، ومن المعلوم ان هذا شيء سهل بالنسبة إلى الحكومات، بل تتمكن الجمعيات الخيرية ان تقدم بعض ذلك، فان أهمية ما ذكرناه، ليست أقل من أهمية بناء المساجد والحسينيات والمدارس والمكتبات وان كلا القسمين من البناء هو في سبيل الله ولأجل إنقاذ المسلمين من كالمساجد.. ـ إلى آخره ـ فليقوموا ببناء هذا القسم من المؤسسات (دور الرعاية) ابتغاء وجه الله سبحانه.  

تشكيل الجمعيات

يلزم على شبابنا الذين يذهبون إلى البلاد الأجنبية للدراسة أو العمل، أن ينظموا بين أنفسهم (جمعية خيرية) تقوم بكل الأمور الاسلامية، التي من أبرزها:

1ـ بناء مسجد للصلاة والاحتفالات، وما إلى ذلك.

2- فتح مكتبة تضم مختلف الكتب الاسلامية، وغيرها مما هي محل الحاجة.

3- الاجتماع الدوري للمداولة في شؤون انفسهم، وسائر الشؤون المرتبطة بالاسلام أو ببلاد الاسلام أو بالعلاقات بين البلاد، أو بالشؤون التبشيرية، أو غير ذلك.

4- تأسيس مجلة أسبوعية أو نصف شهرية أو شهرية، أو تأسيس جريدة إن كان بإمكانهم ذلك.

5- تأسيس دار إذاعة أو تلفزيون، لبث البرامج المختلفة التي تكون من صميم الاسلام، وتنفع المسلمين في أمور دينهم أو دنياهم.

وقد يستغرب من في بلاد الاسلام (تأسيس الإذاعة والتلفزيون) لكن علينا ان نعرف ان الاذاعة، والتلفزيون، ـ في كثير من البلاد الأجنبية ـ تعدان من الأمور التجارية، فحالهما حال المطبعة والحانوت، ولذا كثر هذان الجهازان في تلك البلاد كثرة مدهشة، حتى انه يوجد في (أمريكا) وحدها (ستة آلاف وأربعمائة دار للإذاعة) وكثير منها تجارية.

6- الإشراف على النشاطات الاسلامية في البلد، وعلى الشباب الدارسين والعاملين، الاهتمام لبعث روح الحركة والنشاط فيهم، حتى يتقدموا إلى الإمام.

ومن اللازم التنسيق بين الجمعية وبين مختلف النشاطات الاسلامية في بلد الجمعية وسائر البلاد الأجنبية.

كما ان من اللازم التنسيق بين الجمعية وبين مختلف النشاطات الاسلامية في سائر البلاد، فان فائدة التنسيق:

أولاـ عدم التضارب بين النشاطات، فان التضارب غالبا ما يقع بين النشاطات، يقول أحد الشعراء:

(وكل شيء آفة من جنسه)

                             (حتى الحديد سطا عليه المبرد)

وثانياـ التقدم إلى الأمام، فان الناشطين إذا تكاتفا كان نتاج ذلك أضعاف أضعاف النشاطات بدون التكاتف.

واللازم أن يهتم القائمون بشؤون الجمعية، على أن تكون نشاطاتهم رسمية، لئلا يتورط في المشاكل الحكومية، بدون مبرر.    

الاجتماعات

من أهم ما يلزم على المسلمين في البلاد الأجنبية، هو الحضور في الاجتماعات الدينية،من غير فرق بين الشباب والشيوخ،والرجال والنساء، والدارسين وغير الدارسين، وكالحضور في ايام الجمعة لصلاة الجماعة، وفي الاعياد الاسلامية كالفطر والأضحى والغديروالمولدالنبوي الشريف والمبعث، وفي الوفيات كوفاة الرسول والزهراء والائمة الطاهرين (عليهم افضل الصلاة والسلام)، وفي المناسبات الإسلامية،كليالي شهر رمضان المبارك،وايام عاشوراء، ويوم الأربعين للإمام الحسين (عليه السلام).

فان الاجتماع دين وقوة وثقافة وتعارف ورقي.

كما ان اللازم عليهم، السفر إلى الحج،والى العتبات المقدسة، في المناسبات، حسب القدرة، فان هذه الاسفار بمنزلة الوقود الروحي للانسان، تدفعه إلى الاستمرار في التمسك بالمثل السامية.

وقد قال (كلادستون) الزعيم البريطاني المشهور، إذا اردتم ان ترسخ اقدامكم في بلاد الإسلام، فامنعوا الحج، وارفعوا القرآن من بين المسلمين.

وقال (ستالين) الزعيم الشيوعي المشهور (بعد أن اخبروه بأنهم قتلوا الملايين من المسلمين، والالوف من العلماء) ليس المهم أن تقتلوا المسلمين والعلماء، ان المهم ان تقتلوا الحسين (عليه السلام) وكربلاء فإنه ما دام الحسين وكربلاء موجودين، لا تتمشى الشيوعية ، فان الحسين يبعث العلماء والخطباء ويكونهم، وكربلاء تجمعهم وتعطيهم الوقود.

فاللازم تقوية الاجتماعات الدينية، بكل ألوانها وصورها.

كما ان اللازم الاستفادة الانتاجية من الاجتماعات الدينية.

مثلا يمكن:

1- جمع المال لأجل المشاريع.

2- وبذر بذرة مؤسسة دينية في الاجتماع مثل أن تكون هناك (جمعية) لأجل بناء مدرسة أو مسجد أو حسينية.

3- ونشر الكتب والمناشير الدينية.

4- وتشكيل المؤتمرات التي تنفع المسلمين في دنياهم وآخرتهم.

5- واصلاح ذات البين بين الافراد والجماعات، والشعوب (في الاجتماعات الكبيرة،كالحج، مثلا).

ثم ان اللازم التهيؤ للاجتماع،ووضع جدول للأعمال، حتى يعطى الاجتماع ثمره الكامل، كما أن المجتمعين يجب أن يتصفوا، بروح (الاخوة) و(الاقدام) و(حب الصالح العام) ومن لا يجد في نفسه ذلك، فالأفضل له ان ينسحب عن الاجتماع، كما أن المجتمعين إذا وجدوا فيهم من بخلاف هذه الصفات، فالأفضل لهم أن يشاركوه في اجتماعهم.

الزواج

إذا تمكن الشاب من الزواج في بلاده واستصحاب زوجته إلى البلاد الأجنبية، حين الذهاب اليها لأجل الدراسة، أو العمل، لزم عليه أن يعمل لذلك، فان الزواج أمر طبيعي للانسان، وهو شأن من شؤون الحياة، والاحتياج اليه، في كل من الشاب والفتاة،كالاحتياج إلى اللباس والطعام والماء، والانسان الذي لم يتزوج لا يخلو من أحد حالين:

1- ان يحفظ نفسه ويكبت تطلبه الجنسي، ومثل هذا الانسان لابد وأن يصاب بالمرض الجسمي، والمرض النفسي، مما يخلف فيه عقدا نفسية، فان الرواسب المنوية، كالرواسب البولية، إذا بقيت في الجسم توجب خبالاً.

2- أن يفرغ طاقته الجنسية في الموارد المحرمة، وذلك معرض للأمراض ـ كما ذكرناه في فصل سابق ـ.

واذ لم يتمكن الشاب من الزواج هنا واستصحاب زوجته، فعليه أن يصرف طاقته الجنسية بالطريق الصحيح المحلل ـكما ذكرناه في فصل سابق ـ.

وأني أرى أن تزوج شبابنا من فتيات البلاد الأجنبية، أمر غير منطقي:

1- فان المرأة الأجنبية لا تتمكن أن تعيش في وسط البيئة الاسلامية ـ بعد رجوعها إلى بلاد الزوج ـ فان تقاليد وعادات المسلمين، لا تلائم تقاليد وعادات غير المسلمين.

2- التزوج بالفتيات الأجنبيات، يوجب بقاء الفتيات الاسلاميات ـ بذلك العدد ـ بدون الزواج، وهذه مشكلة لا يستهان بها، إذا لاحظنا حق الملاحظة.

3- حنين الفتاة الأجنبية إلى بلدها، دائما، مما يجعل العيش معها مشكلا ومتذبذباً.

4- كل ذلك مع الغض من ارتباط بعض الفتيات بالاستخبارات، مما يشكل خطرا على كيان بلاد الإسلام واستقلالها، وقد يقع الشاب فريسة لهذا الامر، فيكون قد هدم بلاده من حيث لا يشعر.

ثم ان على الشاب الذي يريد التزوج من فتاة اجنبية، ان يعلم،ان التزوج من غير الكتابية ـ كالوثنية والملحدة وعباد النار والبقر واشباههن ـ لا يجوز في شريعة الاسلام، اطلاقا، فاذا أراد التزوج، يجب ملاحظة أن تكون الزوجة كتابية.

اما بالنسبة إلى فتياتنا المسافرات إلى البلاد الأجنبية لأجل الدراسة أو العلم، فالأمر أكثر اشكالا، ويجب أن يعلمن أن التزوج من غير المسلمات لا يجوز شرعا، وإذا تزوجت فالنكاح باطل، بغير خلاف فإذا أرادت التزوج، فعليها أن تعمل لاسلام الشاب الأجنبي، فإذا أسلم جاز لها أن تتزوج به، والله العاصم.