الفهرس

فهرس الفصل الأول

المؤلفات

 الثقافة الإسلامية

الصفحة الرئيسية

 

غياب دور الإيمان

السبب الأول: عدم الإيمان بالله واليوم الآخر، حيث لا قيمة للبشر عند حكام العالم المعاصر، بينما الإسلام يحرم ذلك أشد التحريم، قال سبحانه: (من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)(1).

وعن أبي جعفر في تفسير الآية: قال: (له في النار مقعد لو قتل الناس جميعاً لم يرد إلاَّ ذلك المقعد)(2).

وفي رواية أُخرى عن أبي جعفر (عليه الصلاة والسلام) قال: في معنى قول الله عزّ وجلّ: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً) قال: قلت: كأنما قتل الناس جميعاً فربما قتل واحداً؟ فقال: يوضع في موضع من جهنم إلى أن ينتهي شدة عذاب أهلها، لو قتل الناس جميعاً لكان إنما يدخل ذلك المكان، قلت: فإنه قتل آخر، قال: يُضاعف عليه)(3).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين قضى مناسكه في حجة الوداع ـ إلى أن قال ـ: أي يوم أعظم حرمة فقالوا: هذا اليوم، فقال: فأي شهر أعظم حرمة؟ فقالوا: هذا الشهر، قال: فأي بلد أعظم حرمة؟ قالوا: هذا البلد، قال: فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه، فيسألكم عن أعمالكم، ألا هل بلغت، قالوا: نعم، قال: اللَّهُمَّ اشهد، ألا من كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، فإنه لا يحل دم امرئ مسلم ولا ماله إلاَّ بطيبة نفسه، ولا تظلموا أنفسكم ولا ترجعوا بعدي كفاراً)(4).

وعن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا يغرنكم رحب الذراعين بالدم، فإن له عند الله قاتلاً لا يموت قيل: يا رسول الله وما قاتل لا يموت؟ فقال: النار)(5).

وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أول ما يحكم الله فيه يوم القيامة الدماء، فيوقف ابنا آدم فيقضي بينهما ثم الذين يلونهما من أصحاب الدماء حتى لا يبقى منهم أحد، ثم الناس بعد ذلك حتى يأتي المقتول بقاتله، فيستشخب في دمه وجهه، فيقول: هذا قتلني فيقول: أنت قتلته، فلا يستطيع أن يكتم الله حديثاً)(6).

التكبر والعدوانية

السبب الثاني: حب الجاه والسيطرة والاستعلاء والظلم والبغي، بينما كل ذلك محرم في الشريعة الإسلامية خصوصاً على الأُسلوب الذي يتبعه العالم في هذا العصر، ويدل على ذلك متواتر الروايات:

فعن الصَّادق (عليه السلام) قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر)(7).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر)(8).

وعن الصَّادق (عليه السلام) قال: (الكبر رداء الله، من نازع الله رداءه أكبه الله في النار)(9).

وفي رواية الجعفريات بسند الأئمّة (عليهم السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنه قال لإبليس كحولاً ولعوقاً وسعوطاً، فكحله النعاس ولعوقه الكذب وسعوطه الكبر)(10).

وفي رواية عن علي (عليه الصلاة والسلام) قال: (أقبل رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله أنا فلان ابن فلان حتى عد تسعة آباء فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أما أنك عاشرهم في النار)(11).

وفي رواية أبي ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (أكثر من يدخل النار المتكبرون، فقال رجل: وهل ينجو من الكبر أحد؟ قال: نعم، من لبس الصوف وركب الحمار، وحلب العنز وجالس المساكين، يا أبا ذر من حمل بضاعته فقد برئ من الكذب يا أبا ذر من رقع ذيله وخصف نعله، وعفر وجهه فقد برئ من الكبر)(12).

أقول: الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أراد التمثيل للأشياء التي توجب عدم الكبر وذهابه، لا أن الأمر خاص بالأُمور المذكورة في هذه الرواية.

وعن الصَّادق (عليه السلام) أنه قال لرفاعة بن موسى في حديث: (ألا أخبركم بأوفرهم نصيباً من الإثم قلت: بلى جعلت فداك، قال: من عاب عليه أي على المؤمن شيئاً من قوله وفعله أو رد عليه احتقاراً له وتكبراً عليه)(13).

وفي رواية في قصة لقمان (عليه السلام) أنه قال فيما وعظ به ابنه: (يا بني إياك والتجبر والتكبر والفخر فتجاور إبليس في داره، يا بني دع عنك التجبر والكبر ودع عنك الفخر واعلم أنك ساكن القبر، يا بني اعلم أن من جاور إبليس وقع في دار الهوان، لا يموت فيها ولا يحيى، يا بني ويل لمن تجبر وتكبر كيف يتعظم من خلق من طين وإلى الطين يعود، ثم لا يدري إلى ما يصير إلى الجنة فقد فاز أو إلى النار فقد خسر خسراناً مبيناً وخاب)(14).

وفي رواية: (كيف يتجبر من قد جرى في مجرى البول مرتين)(15).

وعن الصَّادق (عليه السلام) قال: (الجهل في ثلاث: الكبر وشدة المراء والجهل بالله، فأُولئك هم الخاسرون)(16).

وفي رواية عن علي (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (والمتكبر ملعون والمتواضع عند الله مرفوع إياكم والكبر فإنه رداء الله عزّ وجلّ فمن نازعه رداءه قصمه)(17).

وعن الكاظم (عليه الصلاة والسلام) قال لهشام: (يا هشام إياك والكبر، فإنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، الكبر رداء الله فمن نازعه رداءه كبّه الله في النار على وجهه إلى أن قال: يا هشام إياك والكبر على أوليائي والاستطالة بعلمك فيمقتك الله، ولا تنفعك بعد مقته دنياك ولا آخرتك، وكن في الدنيا كساكن الــدار ليست له، إنما ينتظر الرحيل)(18).

وعن الباقر (عليه السلام) قال (إياك والكبر، فإنه داعية المقت، ومن بابه تدخل النقم على صاحبه وما أقل مقامه عنده وأسرع زواله عنه)(19).

وعن المسعودي إنه روى: (أوحى إلى داود (عليه السلام) كما أن أقرب الناس إلى الله يوم القيامة المتواضعون كذلك أبعد الناس من الله المتكبرون)(20).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يقول الله: (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في ناري).

وقال (عليه السلام): (يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال يغشاهم الذل من كل مكان)(21).

قد روي عن علي (عليه الصلاة والسلام) في الغرر كلمات حول الكبر والتواضع، فقال (عليه السلام): (التواضع يرفع)(22)، و(التكبر يضع)(23)، (التواضع يرفع الوضيع)(24)، و(التكبر يضع الرفيع)(25)، (التعزز بالتكبر ذلّ)(26)، (التكبر بالدنيا ذل)(27)، (الكبر مصيدة إبليس العظمى)(28)، (الكبر خليقة مردية)، (من تكثر بها قل)(29)، (الكبر يساور القلوب مساورة السموم القاتلة)(30)، (استعيذوا بالله من لواقح الكبر كما تستعيذون به من طوارق الدهر، واستعدوا لمجاهدته حسب الطاقة)(31)، (وإياك والكبر فإنه أعظم الذنوب وألأَم العيوب، وهو حلية إبليس)(32)، (أقبح الخلق التكبر)(33)، (شرُّ آفات العقل الكبر)(34)، (لو رخص الله سبحانه بالكبر لأحد من الخلق لرخص فيه لأنبيائه لكنه كره إليهم التكبر ورضي لهم التواضع)(35)، (ما اجتلب المقت بمثل الكبر)(36).

وفي الجعفريات بسند الأئمّة إلى علي (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من مشى على الأرض اختيالاً لعنته الأرض من تحته)(37).

وعن عليّ (عليه الصلاة والسلام) قال: (بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يمشي وأنا معه إذا جماعة فقال: ما هذه الجماعة؟ قالوا: مجنون يخنث، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هذا المبتلي، ولكن المجنون الذي يخطر بيديه ويتبختر في مشيه ويحرك منخريه في موكبه يتمنى على الله جنته وهو مقيم على معصيته)(38).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا أحب الشيخ الجاهل ولا الغني الظلوم ولا الفقير المختال)(39).

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في بعض خطبه: (إنّ الخيلاء من التجبر والنخوة من التكبر، إن الشيطان عدو حاضر يعدكم الباطل)(40).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا عليّ ما للمختال الفخور خلق من نطفة ثم يعود جيفة وهو بين ذلك لا يدري ما يفعل به)(41).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (لن يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من الكبر، فقالوا: يا رسول الله إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسناً وفعله حسناً قال: إنّ الله جميل يحب الجمال ولكن الكبر بطر الحق وغمض الناس)(42).

ومن هذا القبيل حب المال والشرف حباً موجباً للوقوع في العصيان، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: (يا أبا ذر حب المال والشرف أذهب لدين الرجل من ذئبين ضاربين في زريبة الغنم، فأغارا فيها حتى أصبحا، فماذا أبقيا منها)(43).

وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما ذئبان جائعان في غنم قد فرقها راعيها أحدهما في أولها والآخر في آخرها بأفسد فيها من حب المال والشرف في دين المرء المسلم)(44).

وكذلك الظلم والبغي مما يوجب كره الناس للباغي والظالم، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما رفع الناس إلى شيء إلاَّ وضعه الله جلّ وعلا ولو بغى جبل على جبل لجعل الله تعالى الباغي منهما دكاً)(45).

وعن عليّ (عليه الصلاة والسلام) قال: (قال إبليس لجنده ألقوا بينهم البغي والحسد، فإنهما يعدلان من الشرك)(46).

وعن الباقر (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنّ أسرع الخير ثواباً البر، وأسرع الشر عقوبة البغي)(47).

وعن عليّ (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (فالله الله في عاجل البغي وآجل وخامة الظلم وسوء عاقبة الكبر، فإنهما مصيدة إبليس العظمى، ومكيدته الكبرى التي تساور قلوب الرجال مساورة السموم القاتلة، فما تكدى أبداً ولا تشوى أحداً، لا عالماً بعلمه، ولا مقلاً في طمره)(48).

وقال (عليه السلام): (من سل سيف البغي قتل به)(49)، وفي وصيته لولده الحسن (وَأَلأَم اللؤم البغي عند المقدرة)(50).

وعنه (عليه الصلاة والسلام) قال: (ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبداً حتى يرى وبالهن: البغي وقطعية الرحم، واليمين الكاذبة، يبارز الله بها)(51).

وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (اجتنب خمساً: الحسد والطيرة والبغي وسوء الظن والنميمة)(52).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (الظلم ظلمات يوم القيامة)(53).

وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (ما انتصر الله من ظالم إلاَّ بظالم وذلك قوله الله: (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون) )(54).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد)(55).

وفي نهج البلاغة: (بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد)(56).

وقال (عليه السلام): (يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم)(57).

وقال (عليه السلام): (يوم العدول على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم)(58).

وقال (عليه السلام) في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام): (ظلم الضعيف أفحش الظلم)(59).

وقال (عليه السلام) في كلام له مع عقيل: (والله لئن أبيت على حسك السعدان مسهداً وأجر في الأغلال مصفداً أحب إليَّ من أن ألقى الله سبحانه وتعالى ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشيء من الحطام ـ إلى أن قال ـ (عليه السلام): والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت)(60).

وفي رواية: أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود (عليه السلام): (قل للظالمين لا يذكرونني فإنه حق علي أن أذكر من ذكرني وأن ذكري إياهم أن ألعنهم)(61).

وفي رواية سأل أمير المؤمنين (عليه السلام): (أي ذنب أعجل عقوبة لصاحبه؟ فقال: من ظلم من لا ناصر له إلاَّ الله وجاور النعمة بالتقصير وجار بالبغي على الفقير)(62).

ولا يخفى أن الجور والبغي والظلم تطلق على شيء واحد باعتبارات، فالبغي باعتبار أن الظلم يطلب ما ليس له، والجور باعتبار ملازمة الظلم للجائر كأنه جاره، والظلم باعتبار أنه ظلمات في مقابل الأنوار وربما يفرق بينهما بفروق أُخر.

ثم إن ما ذكرناه في هذه المسألة من أنه يلزم علاج انهيار الصحة والقلق والفقر والحروب وما أشبه ذلك بتلك المعالجات التي ذكرناها أمر لازم لإقامة الدولة الإسلامية، وربما يحتمل صعوبة الأمر غاية في الصعوبة لكن:

أولاً: إن الصعب يمكن علاجه بإيجاده، أما المستحيل فهو الذي لا يمكن والشاعر يقول:

إذا لم تجد غير الأسنة مركباً           فما حيلة المضطر إلاَّ ركوبها

وثانياً: الإنسان يأتي بالقدر الممكن من هذه الأُمور إذا لم يتمكن من الوصول إلى الهدف النهائي وقد قال سبحانه: (فاتقوا الله ما استطعتم)(63) وقال سبحانه: (لا يكلف الـــله نفسا إلاَّ وسعـــها)(64) وقال سبحانه: (لا يكـــلف الله نفــــساً إلاَّ ما أتاها)(65).

وقد قال الشاعر ما تعريبه:

ولو أن مياه الأنهر لا يمكن استنفاذها           لكــن يمكن شربها بقدر رفع العطش

هذا بالإضافة إلى وعد الله سبحانه وتعالى بالنصر، وقد قال تعالى: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم) فاللازم أن يشمر المصلحون عن ساعد الجهد لهذا الإصلاح.

دور الحسد والخوف في إذكاء الحروب

السبب الثالث: من أسباب الحروب: الحسد والخوف، فإنّه إذا رأت دولة تفوق دولة أُخرى عليها صناعة أو ثقافة أو زراعة أو ما أشبه ذلك فإنّها تحاربها حسداً، لإنزالها إلى مستوى نفسها أو إنزالها من ذلك المستوى خوفاً من أن تحظى هذه الدولة باحترام أكبر من احترامها.

وقد ورد في الروايات ذم كبير للحسد:

فعن أبي جعفر (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبته يوم الغدير: (معاشر الناس إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزول أقدامكم، فإن آدم أهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة، وإن الملعون حسده على الشجرة وهو صفوة الله عزّ وجلّ، فكيف بكم وأنتم أنتم)(66).

وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام): (بينما موسى بن عمران يناجي ربه ويكلمه إذ رأى رجلاً تحت ظل عرش الله فقال: يا رب من هذا الذي أظله عرشك؟ فقال: يا موسى هذا من لم يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله(67).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث ذات يوم لأصحابه: (ألا أنه قد دب إليكم داء الأُمم من قبلكم وهو الحسد ليس كحالق الشعر لكنه حالق الدين، وينجو منه أن يـــكف الإنسان ويخـــزن لسانه ولا يـــكون ذا غمز على أخيه المؤمن)(68).

وعن الصَّادق عن أبيه (عليهما السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (لا تتحاسدوا فإن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب)(69).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا يجتمع الحسد والإيمان في قلب امرئ)(70).

وقال أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام): (الحسد يميت الإيمان في القلب كما يميت الماء الملح)(71).

وعن الكاظم (عليه الصلاة والسلام) أنه قال لهشام: (يا هشام أفضل ما تقرب به العبد إلى الله بعد المعرفة به الصَّلاة وبر الوالدين وترك الحسد والعجب والفخر)(72).

وقال الصَّادق (عليه الصلاة والسلام): (إن أبغضكم إليَّ المترأسون المشّاءون بالنمائم الحسدة لأخوانهم ليسوا مني ولا أنا منهم ـ إلى أن قال ـ: ثم قال: والله لو قدم أحدكم ملء الأرض ذهباً على الله ثم حسد مؤمناً لكان ذلك الذهب مما يكون به في النار)(73).

وعن عليّ (عليه الصلاة والسلام) قال: (ليس من أخلاق المؤمنين التملق والحسد إلاَّ في طلب العلم)(74).

أقول: الاستثناء بالنسبة إلى الأول يعني أن المؤمن يتملق في سبيل طلب العلم، أو بالنسبة إلى الثاني أيضاً، والمراد بالحسد الغبطة أي أنه يتنافس في العلم حتى لا يكون غيره فوقه، والفرق بين الحسد والغبطة هو هذا، فإن الغبطة عبارة عن أنه يرى الناس فوقه فيعمل حتى يساويهم والحسد يريد أن ينزلهم عن مرتبتهم.

مقارنة بين قوة المسلمين وقوة المستعمرين

أما قوة المسلمين الهائلة التي ذكرناها فهي عبارة عن:

أولاً: اعتقادهم بالله سبحانه وتعالى اعتقاداً راسخاً وبالأنبياء والأئمة (عليهم السلام) الذين رسّخوا فيهم معاني إنسانية نبيلة والخوف من اليوم الآخر.

ثانياً: تخلقهم بالتقوى والفضيلة والمثل الإنسانية.

ثالثاً: المبادئ الصحيحة، التي يعتقدون بها قلباً، لكن من دون قالب بينما لغيرهم القالب دون القلب.

رابعاً: التاريخ المشرق ولا أقصد تاريخ الحكام بل تاريخ الأُمة.

خامساً: الأُمة الواحدة.

وسادساً: (يُضاف على كل ذلك) ثروتهم الهائلة.

أما القوى الاستعمارية القليلة الفاعلة التي ذكرنا أنها في الميدان، فهي:

أولاً: القوى الاحتيالية، فإنهم يمسكون بلاد الإسلام والعالم الثالث بالاحتيال والمكر، ومن المعلوم أن مثل هذه القوة ضعيفة جداً، وفي المثل: (يتمكن الشخص من خداع بعض الناس في بعض الوقت، لكنه لا يتمكن من خداع كل الناس وفي كل الوقت) ولذلك نرى الاستعمار يبدل زيه بين حين وحين، من الاستعمار العسكري إلى الثقافي، إلى الاقتصادي، إلى العملائي، حيث يأتون بالعملاء إلى بلاد الإسلام ليخفوا وجوههم تحت أغطية أولئك، وهذه القوة تبطل إذا تمكن المسلمون من كشف الزيف وإنارة الجو بواسطة العلم والمعرفة.

ثانياً: القوى السلاحية، فإن المستعمر إذا ضاق به المجال أدخل سلاحه في الميدان، كما شاهدنا ذلك في النصف الأخير من هذا القرن مرّات ومرّات، سواء في لبنان، أو العراق أو إيران، أو مصر، أو أفغانستان، أو باكستان، أو الخليج أو غيرها.

وقوّة السلاح يجب أن تبطل باللاعنف، فإن سلاح الروح المتمثل في اللاعنف أقوى من سلاح المادة المتمثلة في أسلحة الغرب والشرق وقد ورد في روايات الاجتناب عن العنف (بنفس هذه اللفظ).

ثالثاً: القوى الاستبدادية المتمثلة في حكام بلاد الإسلام المرتبطين بهم ارتباطاً ظاهراً كما في البلاد ذات الحزب الواحد، أو خفياً كما في البلاد ذات الأحزاب المتعددة، ومثال الأول: عراق صدام، ومثال الثاني عراق الملكيين، نعم لا شك أن قوة الاستعمار في الأول أشد من قوته في الثاني، وقاعدة المستعمرين: أنهم إذا رأوا الانفجار بدلوا الحزب الواحد بالأحزاب المتعددة امتصاصاً للنقمة، وإذا رأوا الانفراج بدلوا الأحزاب المتعددة بالحزب الواحد كي لا ينفلت من أيديهم شيء حتى بقدر قليل مما تأتي به الحرية الأحزابية.

وهذه القوّة يمكن إبطالها بسبب الوعي ومقاطعة الأمة لكلتا الحكومتين الحزبية أو الأحزابية.

ولا يخفى أن الاستعمار الحزبي من وسائله التنكيل والإرهاب والسجون والمشانق وما إلى ذلك.

الرابع: القوى السوقية أو الاقتصادية، حيث أن القوى الاقتصادية أعم من القوى السوقية، فإن القوى السوقية خاصة بالسوق بيعاً وشراءً وما أشبه، أما القوّة الاقتصادية فهي عبارة عن تحطيم اقتصاد البلد المستعمَر (بالفتح) حيث يهيمن الاستعمار على البلاد المستعمرة، فيجعلها سوقاً يشترى منها المواد الخام بأرخص ثمن ويبيع لهم المصنوعات بأغلى ثمن، ومن هذا النوع من القوة قوة التدمير والتخريب والنهب، مما هو قوة اقتصادية بالمعنى الأعم، حسب ما ذكرناه، ففي بعض البلاد النفطية حدثني بعض المشرفين على النفط: إن الأنابيب تفتح بدون عداد كل يوم ساعات وساعات وذلك نهب صريح، قال؛ وكلما نقول لرؤسائنا ذلك يكون جوابهم اصبروا ولا شأن لكم بهذا!.

أما التخريب والتدمير فقد رأينا قصة أفغانستان وقصة العراق وإيران، كيف أن الروس دمروا أفغانستان، وكيف أن الغرب دمر العراق وإيران بسبب الحربين اللتين أقاموها في هذه البلاد، وهذه القوى يمكن إبطالها (بالإضافة إلى بعض البنود السابقة) بسبب التقشف والاكتفاء الذاتي الذي ذكرناه في بعض البحوث السابقة.

الخامس: قوة التجزئة، فإن المستعمر قطّع بلاد الإسلام جزءاً جزءاً، حتى يتمكن من إذلال المسلمين ونهبهم، ويمكن تدارك هذه القوة بالوعي وبالحركة الواحدة وغيرهما مما ذكرنا جملة منها في البحوث السابقة.

وقد ذكر بعض الكتاب الإسلاميين بعض جوانب الاستعمار في بلادنا مما يؤيد ما ذكرناه، فقال:

[هناك للفوضى في بلادنا جانب داخلي وجانب خارجي، والجانب الخارجي هو الاستعمار وهو لا يظهر في صورة أسطورة تكف العالم الإسلامي عن التطور وأوهام تشله عن التغلب على المشاكل النفسية والاجتماعية فحسب، بل يظهر أيضاً في صورة محسوسة وأعمال سالبة تهدف إلى طمس قيام الفرد وإمكانيات تطوره، ويكون هذا الجانب أكثر ظهوراً حينما يكون الاستعمار مستبداً كما كان حاله في جملة من بلاد الإسلام، هذان الجانبان ليسا منفصلين، فهما يتداخلان ويختلطان ولكنا ملزمون بفصل كل منهما عن الآخر، ولا شك أن من الضروري تحديد مفهوم عبارة الاستعمار الاستبدادي في صورتين:

إحداهما: صورة الاستعمار المتحفظ، لأنه لا يتدخل مباشرة في نواحي حياة المستعمر (بالفتح) جميعاً بل يطلق لأبناء المستعمر بعض مظاهر الحرية، وعلى العكس من ذلك صورة الاستعمار الاستبدادي الذي يتدخل تدخلاً مباشراً في جميع تفاصيل الحياة، حتى الدينية منها فتدخله يمتد إلى كل شيء، بحيث يخصص لأبناء المستعمرات المدارس التي يستعمر بها عقولهم وإذا ما سمح المستعمر (بالفتح) بأن يدير مقهى لحسابه ألزمه أن يتخذ لمقهاه عنواناً تجارياً يسم تجارته بسمة المستعمرين، ولهذا الاستعمار مجاميع علمية تتبناه وتقوم على دراسته وتوجيهه، وله خطته العامة، وهي الميثاق الاستعماري الذي يتعدى تبعاً لظروف الموقف إلى الأحداث وهناك مؤتمرات دورية تخفي أغراضها بأسماء استعمارية، وهكذا يحدق الاستعمار بحياة المستعمَر من كل جانب ويوجهها توجيهاً ماكراً لا يغفل أتفه الظروف وأقل التفاصيل.

ومن الواضح: إن الاستعمار بصورته هذه يعتبر عنصراً جوهرياً في فوضى العالم الإسلامي، فهو لا يتدخل فقط بمقتضى العلاقة المباشرة بين الحاكم والمحكوم، وإنما يتدخل أيضاً بصورة خفية في علاقات المسلمين بعضهم ببعض، فحضوره يتدخل في أتفه تفاصيل الحياة اليومية وأبعدها عن الظن، فالاستعمار ذو منهج، وهو يخرج أعماله كلها إخراجاً فنياً خدّاعاً بحيث يصبغ البلاد المستعمرة بصبغة استعمارية، وهو يذلل أي عقبة تعترض طريقه مستخدماً في ذلك علمه ومقدرته.

ومن أُصول الفن لديه: أن يقصي صفوة الناس عن أماكن القيادة لأنهم هم الذين يمثلون أسمى فضائل شعبهم، ثم يستخدم لتحقيق مآربه طائفة من خلصائه اصطفاهم ليمثل الشعب المستعمر (بالفتح) وكذلك يحول بين الشعب وبين إصلاحه نفسه، فيضع نظاماً للإفساد والإذلال والتخريب يمحو به كل كرامة أو شرف أو حياء، وهكذا يجد الشعب المستعمر نفسه محاصراً داخل دائرة مصطنعة يساعد كل تفصيل فيها على تزييف وجحود الأفراد، وهذا التضليل العلمي يعتبر تقويضاً لكيان الشعوب، يتعدل دائماً تبعاً للطوارئ ليقف في وجه كل محاولة أو طاقة جديدة، فيحدها ويهدمها، وذلك لإيقاف سير الحضارة في البلاد المستعمرة، لذلك نجده يجند جموع المتخلفين المتهالكين لتقف في وجه دعاة التجديد، حتى كأننا أمام مشهد روائي.

فأمام الجهد الإصلاحي تقف موجة من القتام الصاخب تحيي موات الأشكال البالية، والخرافات الدارسة، وهذا الزعم الشاذ الذي لم يخطر حتى بفكر جنكيز خان يعتبر اليوم الشكل السياسي لأحط ألوان الاستبداد الإنساني في القرن العشرين، قرن الحضارة الأوروبية.

كثيراً ما برزت هذه المحاولة في أفعال المستعمرين، وتختار الإدارة الاستعمارية دائماً شخوص المطعونين في خلقهم الممروضين في أبدانهم لكي يمثلوا الشعب المسلم في الجمعيات السياسية.

ولم يحدث في عصر من العصور أن ارتد الإنسان إلى خصائص الحيوان، كما حدث في هذا العصر، وذلك بما تقدم معامله من نظريات تختمر على صور وأشكال، وهي معامل مهيأة بما يلزمها من الوسائل المادية والنفسية معامل تأخذ صورة القوانين والبنوك والإدارات والصحف والسجون والمدارس وما إلى ذلك، وبفضل هذه المعامل استوى على قمة المجتمع الإسلامي الحديث رعاع الناس، بينما هبط إلى القاعة خيارهم وصفوتهم.

وما الحياة الفكرية في أي بلد مستعمر سوى تخمير يقصد به انتقاء أفكار يهتم المستعمر بها، وحتى أنه يتدخل في تقرير حياة الأطفال في مدارسهم، فما أن يبدأ التلميذ امتحانه في الشهادة الابتدائية حتى يصبح دون أن يشعر هدفاً للجنة الممتحنين المحترمين التي تقدر درجاته، فإذا بهم يتآمرون عليه كي لا يصبح متفوقاً على زملائه من الذين يريدهم الاستعمار، وهذه الفكرة نفسها هي التي تتحكم في حياة رجال الجيش وسائر الأمور الحيوية في البلاد الإسلامية، سواء بالنسبة للتلاميذ أو المثقفين المسلمين، فليست الشهادة التي ينالها أو الوظيفة التي يظفر بها حقاً من حقوقه، وإنما هي منحة ينعم بها عليه.

ولهذا كان من المشكوك فيه أن تصلح هذه العينات المحزنة من أبناء الصفوة المسلمة لعمل نافع، وقد كانت ثماراً لمنح المستعمرين، وهكذا يعوق الحياة الفكرية في البلاد، فيعوق بالتالي تطورها، والاستعمار يستخدم طبعاً نفس الطريقة في الميدان الاقتصادي والاجتماعي فهو يهدم مقومات البلاد المستعمرة، ويحول بينها وبين إعادة بنائها.

وحتى الحياة الدينية لا تنجو من الاستعمار، فإنه يفرض رقابته على الحياة الدينية فرضاً شديــداً لعلمه بأن الدين وحده الوسيلة النهائية لتصحيح أخلاق الأُمة التي فقدت في غمار أزمة تاريخية كل هم أخلاقي. والإدارة التي بيد المستعمرين هي التي تعين رجال الدين كالمفتي والإمام، لا طبقاً لمشيئة جماعة المسلمين بل طبقاً لهوى المستعمرين، وحتى خطب المساجد في أيام الجمع يلزم أن تخرج من الدوائر الاستعمارية، وبذلك تجمع في يديها أنفذ وسائل الإفساد فاختيار رجل يؤم الناس في المسجد لا يكون بناءاً على تميزه بضمير حي أو علم بأُصول العقيدة، بل يُراعي في ذلك ما يقدم للإدارة من خدمات، حتى كأنه موظف صلاة].

انتهى ما أردنا نقله باقتضاب.

وقد رأيت أنا بنفسي كل ذلك الذي ذكره هذا الكتاب منذ نصف قرن في كل الحقول التي ذكرها، بل أضعاف ما ذكره، مما هدم حياة المسلمين دينهم ودنياهم وآخرتهم تارة تحت شعار الحضارة العلمانية وتارة تحت شعار الدين والإيمان، والنتيجة أن البلد الإسلامي المجزَّأ ترجع كل خطوطه وخيوطه إلى يد جماعة باسم الحزب الواحد، أو إلى يد جماعة باسم الأحزاب المتعددة، وكلاهما يرجعان إلى شخص واحد بشكل نهائي، أو ترجع بصراحة كل تلك الأُمور إلى شخص واحد بدون حتى اسم الحزب، أو الأحزاب، والشخص الواحد (المرجع في كل الأقسام الثلاثة، من البلاد) ألعوبة الاستعمار لهدم الإسلام وبلاده.

نعم في بلاد الإسلام المباحث كل شيء، من غير فرق بين بلد الشخص الواحد أو الحزب الواحد، أو الأحزاب المتعددة والمباحث بيد شخص واحد والشخص الواحد هو الحاكم المطلق الذي لم يوجد مثله حتى في أيام الحجاج ونيرون وستالين، وهل اختلف عراق قاسم وعارف وبكر وصدام إلاَّ بالتدرج من الأشد إلى الأكثر شدة؟.

لكن كل هذه المآسي ممكنة العلاج، كما أنها شرعاً وعقلاً واجبة العلاج.

 

1 ـ سورة المائدة: الآية 31.

2 ـ البرهان ج1 ص463 ح2.

3 ـ البرهان ج1 ص463 ح1.

4 ـ من لا يحضره الفقيه ج4 ص66 باب 19 ح1.

5 ـ من لا يحضره الفقيه ج4 ص66 باب 19 ح2.

6 ـ من لا يحضره الفقيه ج4 ص69 باب 19 ح16.

7 ـ ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص264 ح4.

8 ـ عوالي اللئالي ج1 ص34 ح13.

9 ـ الكافي ج2 ص310 ح5.

10 ـ الجعفريات ص163 باب الكبر.

11 ـ البحار ج73 ص226 ح19.

12 ـ أمال الطوسي ص549ـ550.

13 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص329 باب 58 ح6.

14 ـ الاختصاص ص338.

15 ـ الاختصاص ص338.

16 ـ الاختصاص ص244.

17 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص329 باب 58 ح9.

18 ـ تحف العقول ص292ـ293.

19 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص329 باب58 ح13.

20 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص329 باب 58 ح15.

21 ـ البحار ج73 ص220 ح11 (بالمعنى).

22 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص23 ح395.

23 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص22 ح377.

24 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص23 ح396.

25 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص22 ح378.

26 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص21 ح342.

27 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص22 ح373.

28 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص55 ح1696.

29 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص55 ح1693.

30 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص55 ح1697.

31 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص87 ح49.

32 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص96 ح76.

33 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص116 ح441.

34 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص233 ح21.

35 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص319 ح20.

36 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص377 ح7.

37 ـ الجعفريات ص164.

38 ـ عن الباقر (عليه السلام) معاني الأخبار ص237، معنى المجنون، البحار ج73 ص233.

39 ـ نحوه عن الباقر (عليه السلام)، الوسائل ج11 ص302 ح1، الكافي ج2 ص235 ح14، ثواب الأعمال ص222.

40 ـ ورد نحوه في باب التكبر، الكافي ج2 ص233 باب الكبر.

41 ـ مثله عن الباقر (عليه السلام) ج11 ص335 ح5، الكافي ج2 ص247 ح4.

42 ـ معاني الأخبار ص241 ح1.

43 ـ مثله عن الصادقين (عليهما السلام)، الكافي ج2 ص238 ح2و3، الوسائل ج11 ص319 ح10 باب65.

44 ـ الوسائل ج11 ص319 ح1 باب65، الكافي ج2 ص238 ح2و3.

45 ـ الفقيه ج4 ص272 سطر11 وسطر14، الوسائل ج11 ص333 ح8، عقاب الأعمال ص275.

46 ـ عن الصَّادق (عليه السلام)، الوسائل ج11 ص332 ح3، الكافي ج2 ص246 ح2.

47 ـ الكافي ج2 ص332 ح1، الوسائل ج11 ص332 ح5، عقاب الأعمال ص275.

48 ـ نهج البلاغة نسخة (صبحي الصالح) رقم الخطبة 192 ص294.

49 ـ نهج البلاغة ص536 رقم 349.

50 ـ غرر الحكم ج1 ص181 ح144.

51 ـ الخصال ص124 ح119.

52 ـ ورد نحوه في الوسائل ج11 ص292 باب 55 تحريم الحسد في الحديث.

53 ـ الوسائل ج11 ص338 ح2.

54 ـ الكافي ج2 ص251 ح19.

55 ـ نحوه في الكافي ج2 ص249 ح7،8.

56 ـ البحار ج77 ص239، غرر الحكم ج1 ص342 ح32.

57 ـ نهج البلاغة (صبحي الصالح) ص511 رقم 241.

58 ـ نهج البلاغة ص534 رقم 341.

59 ـ تحف العقول ص83، نهج البلاغة ص402.

60 ـ نهج البلاغة ص346 رقم 224، البحار ج75 ص359.

61 ـ البحار ج75 ص319.

62 ـ البحار ج75 ص320، عن الاختصاص.

63 ـ سورة التغابن: الآية 16.

64 ـ سورة البقرة: الآية 152.

65 ـ سورة الطلاق: الآية 7.

66 ـ روضة الواعظين ص95 س9.

67 ـ البحار ج73 ص355 عن العياشي.

68 ـ الوسائل ج11 ص294 ح15، مجالس ابن الشيخ ص73.

69 ـ الوسائل ج11 ص292 ح2، الكافي ج2 ص231 ح2.

70 ـ ورد مؤداها في الوسائل ج11 ص292 باب تحريم الحسد، والبحار ج73 ص252.

71 ـ المصدر السابق.

72 ـ المصدر السابق.

73 ـ تحف العقول ص455 ص14 وصيته لهشام.

74 ـ تحف العقول ص358 س1، وصيته لمحمد بن النعمان الأحوال.