الفهرس

فهرس الفصل الأول

المؤلفات

 السياسة والدولة

الصفحة الرئيسية

 

الظاهرة الحسنة

الأول (الظاهرة الحسنة): منزل متواضع في بنائه يحتوي على عشر غرف يسكنها أب وأم لهما من الأولاد خمسة ومن البنات ثلاث وزوجوا الأولاد بخمس فتيات، كما زوجوا البنات بأكفاء وقد خرجت البنات من المنزل بدون احتياج إلى معونة الأب والأم ـ إلا معونات بسيطة ـ كان الأبوان قد جمعاها لهن تدريجياً من بعض الملابس والأواني والفرش.

وأما الأولاد فعندما تزوجوا اتخذ كل منهم مع زوجته غرفة من غرف البيت، لأن المهور كانت بسيطة في غاية البساطة، والأثاث كان بسيطاً في غاية البساطة، فاكتفى كل ولد مع زوجته بغرفة من غرف البيت، وبقيت غرفتان للأب والأم، وغرفة للضيوف وغرفة للأكل يجتمع الكل فيها على مائدة واحدة مع حفظ الحجاب، وغرفة للمخزن، وكان في البيت مطبخ هو مخزن للوقود كالحطب والفحم ومحفظة خشبية للأواني وكان في الدار ثلاثة سراديب سردابان كبيران وسرداب صغير: الصغير للأب والأم، وأحد السردابين الكبيرين للأولاد مع زوجاتهم ـ مع ستر بين كل ولد عن الولد الآخر ـ وسرداب لأجل صنع المخللات والخوابي وما أشبه، وفي البيت حوض يسحبون إليه الماء من البئر لأجل الاستعمال، أما ماء الشرب فيأتي به سقاؤون، ولا يوجد في البيت كهرباء، وإنما كانت المصابيح النفطية المتعارفة في ذلك الزمان وكانت هنالك بئر مشتركة بين جارين كل واحد منهما ينضح منها الماء، وكان عمل العائلة صنع المخللات. وكانت الظروف مصنوعة من السفال وهناك بعض الظروف الصغيرة للمحلات كالأكواب والخوابي، وكانوا يتخذون الخل من التمر والفواكه التي كانت تزرع في نفس البلاد كالقثاء والشلغم والثوم وما أشبه، والكل يتعاونون في الطبخ والكنس وغسل الملابس وغسل المنزل وغزل المغزل لأجل اللباس وغير ذلك..

وكان أبو العائلة يشتري أول العام الأرز والسكر والشاي والفحم والدهن والحبوب والطحين لأجل حوائج السنة أو ستة أشهر، أما اللحم والفواكه والخبز فإنها تشترى يوماً بعد يوم، مع أنه كان في البيت أيضاً تنور يخبزون فيه أحياناً لاسبوعهم.

وكانت حياتهم حياة عفاف وكفاف وقناعة، والرجال والنساء يتعاونون لأجل صنع المخللات اشتراءً وعملاً وبيعاً في دكانهم المتواضع، وفي أيام الجمعة والأعياد والوفيات كانوا يذهبون إلى الحرم الشريف والمزارات المقدسة، ويزورون بيوت الأقرباء والأصدقاء، وأحياناً كانوا يزورون المقابر. كما أنهم كانوا يحضرون مجالس الوعظ والإرشاد. وكان الأب يعطي الخمس الزائد في رأس كل عام لمرجعه كما أن الأب والأم والأولاد والزوجات كانوا يحضرون صلاة الجماعة في أكثر الأيام. وقد أصبحوا أثرياء بعد مدة، فاشتروا بستاناً كانوا يستعملون حطبه في وقودهم، وثماره في أكلهم ومخللاتهم، وكانوا يبيعون من البستان للانتفاع بأثمان المبيعات، ويتنزهون فيه جملة من الأيام في كل عام، وإذا اجتاحهم مرض كانوا يعالجونه بالأدوية البسيطة الرخيصة جداً، وعند الولادة يستخدمون بعض نساء العائلة كقابلة وإذا صعب الأمر جاؤوا بقابلة محترفة، وفي كل عام في أشهر الربيع كان الأب يغلق دكانه ليذهب هو وعائلته إلى زيارة الكاظمية وسامراء والمراقد المقدسة الأخرى.

وهكذا كانوا يعيشون عيشة رغيدة مرفهة بحنان ولطف وتعاون.

أما الحمّام فلم يكن في البيت، وإنما كانوا يستحمون في أغسالهم الواجبة والمستحبة وتنظيف أجسامهم في أشهر الصيف في داخل البيت، وفي الأشهر الأخرى كانوا يذهبون إلى الحمامات العمومية.

وكان أثاثهم غالباً أثاثاً بسيطاً يقتنعون به مدة سنوات، سواء في الملابس أو الفرش أو الملاحف أو غيرها مما يحتاج إليها الإنسان.

وكانوا يعيشون نظيفين حيث إنهم يعتقدون (النظافة من الإيمان)(1) حسب الحديث الوارد فكانوا نظيفين في أجسادهم وبيتهم وأثاثهم.

الخلفية

وكانت الخلفية لهذه الظاهرة التي شاهدناها في هذه العائلة ـ ومثلهم كثيرون غيرهم ـ مبنية على خمسة أمور:

أولاً: الإيمان بالله:

الإيمان بالله واليوم الآخر، والخشية من الله في ارتكاب المعاصي أو ترك الواجبات ولذا كانوا يلتزمون بالطاعة ويجتنبون المعصية، وكانوا يلتزمون حسب المقدور بالمستحبات ويتركون المكروهات، مثلاً: يلتزمون بغسل الجمعة، كما أنهم كانوا يتركون النوم بين الطلوعين، وبعض منهم يعرف القراءة والكتابة فيقرأ القرآن في كل صباح بصوت مرتفع لما ورد من أن ذلك يوجب الثواب في الآخرة والصحة والسلامة والثروة في الدنيا.

ثانياً: الفضيلة:

فقد كانوا يتمتعون بالفضائل الخلقية كالقناعة، والتعاون، وحسن الخلق، واحترام الصغير للكبير، وعفو الكبير عن الصغير، والكفاف، والعفاف، وعدم الحرص والحسد، وغير ذلك، ولهذا تمكنوا أن يتعاونوا بينهم في صفاء ووفاء ووئام. وقد حصل للعائلة بعد سنوات عدة من الأولاد. فمن الأول ثلاثة ومن الثاني اثنان، ومن الثالث اثنان أيضاً، ومن الرابع واحد، ومن الخامس أربعة.

وقد حصلوا بسبب الأصهار والأنساب ـ سواء من أبنائهم أو من بناتهم ـ على صداقات كثيرة مع عوائل متعددة كانت ثمان عوائل، فكان بينهم التزاور والتضايف والتعاون على مختلف الأصعدة.

ثالثاً: الاقتصاد السليم:

فقد كان الاكتفاء الذاتي سائداً على البلاد وكل إنسان يمد رجله بقدر بساطه (كما يقول المثل المشهور) والرخص حاكم على المجتمع.

رابعاً: الخلفية السياسية:

فقد كان في الناس نوع من الرشد، فما كانت الضرائب المرهقة، كما كانت الحريات الواسعة، ولم يكن الربا والاحتكار والغش والمفاسد الاقتصادية الأخرى.. في البلاد مما تساعدها السياسة والاقتصاد المنحرف.

خامساً: المجتمع المستقيم:

حيث لم يكن في المجتمع التنافس الحقود وإنما كان تنافس شريف في التقدم، وما كان السخط على العيش، بل كان المجتمع مجتمع رضا، ولم يكن المتعارف بين الناس هضم حقوق الآخرين، وإنما كان كل واحد يعرف إن سحق حق الآخرين محرم.

وإنه لا يجوز أكل أموال الناس بالباطل والتعدي على حقوق الآخرين، سواء في الأموال أو في الأعراض أو غيرها.. فهذه الخلفية التي كانت مهيمنة على أذهان كل المجتمع كانت من أسباب تلك الظاهرة.

تبدل الجذور

1 ـ ضعف الإيمان والخوف من الله سبحانه وتعالى، وارتقاب ثوابه والخشية من عقابه.

2 ـ ضعفت الفضيلة فتبدل التعاون إلى التدابر، وأخذ الحرص والطمع والتجمل المتزايد والسرف والتبذير والأنانية والكبرياء والغرور مكان الفضيلة.

3 ـ صار الاقتصاد مرتبطاً بالخارج، من الخل الذي كان يأتي في قناني، إلى أنابيب الماء وأسلاك الكهرباء والقماش والمعلبات والغاز ـ الذي تبدل الحطب إليه ـ أو النفط المتزايد الذي لم يكن في السابق معروفاً بهذه الكيفية والكمية، وإنما كانت العائلة تشتري النفط لأجل المصابيح بثمن زهيد، كما استوردت الأدوية الحديثة بكثرة.

4 ـ أخذ الربا والاحتكار والغش والخداع وأكل أموال الناس بالباطل في الظهور، ولذا احتاج الناس إلى الثبت وتسجيل عقد النكاح وغير ذلك، بينما كان الإنسان يكتفي سابقاً بتسجيل العقد في ورقة صغيرة إذا باع داره أو بستانه، منتهى الأمر أن يزينوه بتوقيع عالم وشاهدين من كبار المنطقة، كما كانت القضايا تحل عند عالم المنطقة أو الصنف، أما بعد ذلك وما حصل من تبدل الجذور فالقضايا لا تحل إلا بالمحاكم والمحامين والرشوات و...

5 ـ تبدل السياسة: فجعلت الدولة الضرائب المرهقة مما سحب كثيراً من واردات الناس، وتضخم الجهاز الحكومي تضخماً كبيراً جداً، وكبتت الحريات مما أوجب عدم إمكان التحرك الاقتصادي بسهولة.

6 ـ تبدل الأخلاق: فقد حل التباغض والحسد مكان التعاون وحب الخير للآخرين، وحل التجمل والحرص محل الكفاف والعفاف.

فكل شاب ينظر إلى شاب آخر تزوج قبله مثلاً فيقول: المهر الذي دفعه فلان ألف دينار فلا يمكن أن يكون المهر الذي أدفعه أقل من ذلك، وداره أحسن وضيافته أدسم ودكانه أفضل وأثاثه وسيارته أجمل فتغيرت كل الجذور والخلفيات، وحتى أن أصوات القرآن التي كانت تسمع من البيوت والدكاكين، والأدعية التي كانت تتلى في الصباح والمساء والعصر كلها اختفت، وأصبح مكانها المذياع والتلفزة والموسيقى والرقص والمجون، وتقلص الحجاب تقلصاً سريعاً، وانتشرت الخمور ومحلات القمار ونوادي الفساد، وصار الشباب والشابات جيلاً منفصلاً عن الآباء والأمهات فلم يكونوا يحترمون الآباء والأمهات إطلاقاً، وإنما يرمونهم بالخرافة والرجعية والجمود، كما أن الآباء أيضاً عجزوا عن نصح الأولاد لأنهم رأوا أن الأولاد يقابلونهم بالسوء.

الآثار السيئة

أما الأمر الرابع فهو: الآثار السيئة التي ترتبت على تلك الجذور التي تبدلت من الجذور الحسنة إلى الجذور السيئة فهي كبيرة وكثيرة منها ـ مثلاً ـ بقاء البنين والبنات عزاباً وعوانس إلى سن متأخرة، وبذلك تفشى الاستمناء والعلاقات الجنسية اللامشروعة والأمراض التابعة لها كما كثر الفساد واختطاف البنات أو الأولاد لأغراض سيئة، وأخذ الشباب يسافرون مع زملائهم وزميلاتهم إلى مناطق الفساد كما كثرت البطالة حيث لم تكن الأعمال المرجوّة لهؤلاء الشباب. فالشباب غير مقتنعين بعمل الآباء، وإنما يذهبون إلى المدارس ويريدون الوظائف، وكذلك ازدادت السرقة، وارتفعت أسعار البضائع، وايجارات الدكاكين والبيوت، وأخذت تجمعات التخريب من الشباب ـ الذين يجدى بهم من الخارج ـ في الظهور، وكثر العداء والبغضاء والطبقات المتباعدة. ولذلك توترت العلاقات مع الأنظمة فلم يتعاون معها أحد.

وتبعاً لكل ذلك كثرت الجرائم والقتل، وامتلأت السجون، وبدأ التعذيب في السجون لانتزاع الاعتراف من جمعيات التخريب أو السراق والقتلة وأمثالهم.. وإذا بالمجتمع تبدل من الحسن إلى السيئ، وقد قال الله سبحانه وتعالى عن مثل ذلك: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) (الروم: 41).

فظهور الفساد في البر والبحر إنما هو بما كسبت أيدي الناس، لأنهم بدلوا نياتهم وعقائدهم وأخلاقهم وأسلوبهم في الاقتصاد والسياسة والاجتماع فظهر الفساد.

وهكذا كانت الظاهرة السليمة مستندة إلى خلفية سليمة، كما حصلت الظاهرة المنحرفة ذات الآثار السيئة من جذور منحرفة.

الظاهرة السلبية تعمّ

وقد أصبح الاجتماع في الوقت الحاضر هكذا في كل العالم، مع تفاوت انحراف الخلفيات زيادة ونقيصة مما سبب تفاوت في انحراف الظواهر الاجتماعية قلة وكثرة ولا علاج إلا بالرجوع إلى الجذور وتعديلها وتصحيحها حتى تستقيم الظواهر.

ثم إن الظاهرة التي ذكرناها في التفاوت بين الأسرة السابقة ـ المبنية على الصحة ـ والأسرة الحديثة ـ المبنية على السقم ـ ليست خاصة بالأسر فقط، وإنما كان ذلك مثالاً، بل ظهرت نفس الظاهرتين في المدارس والمستشفيات والمستوصفات والمعامل ودور الحكومة والشركات والدكاكين، بل ومحلات العبادة أحياناً وغيرها مع تفاوت بعضها عن بعض، فالصلاح كماء المطر إذا جاء سالت أودية بقدرها، والفساد كالنار إذا شبت كان لكل مكان نصيبه من النار، ولذا قال سبحانه: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) (الأعراف: 56، 85).

وقال سبحانه في آية أخرى: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبِئسَ المهاد) (البقرة: 204 ـ 206).

الإسلام يعالج الجذور

ولذا نرى أن الإسلام عالج الجذور أولاً وبالذات، وبنى الأسس الكفيلة لسعادة الإنسان وعمارة الأرض، ونذكر من هذه الأصول عشرين:

1 ـ أصالة الإيمان: وهي (العقيدة).

2 ـ أصالة الخضوع لله: وهي (العبادة).

3 ـ أصالة الخضوع للرسول (صلّى الله عليه وآله)، ونوّابه (عليهم السلام): وهي (الطاعة) وتتبعها (البيعة).

4 ـ أصالة الأخوة:

بأن يحب كل أحد لغيره ما يحب لنفسه وذلك يوجب الوحدة فيما بين الأفراد.

5 ـ أصالة التعاون:

وبذلك تتشكل الأمة الواحدة التي ذكرها الله تعالى في قوله: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) (آل عمران: 110).

6 ـ أصالة المساواة أمام القانون.

7 ـ أصالة المسؤولية:

وذلك بأن يسأل الإنسان عن كل شيء من أفكاره وأعماله وأقواله.

8 ـ أصالة الجزاء:

وذلك بأن يجازى كل إنسان بعمله إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.

9 ـ أصالة العدالة:

فإن لكلٍ حقه السياسي والاجتماعي والاقتصادي وحقوقه الأخرى.

10 ـ أصالة العقوبة:

وذلك بمجازاة الإنسان المتعدي على إنسان آخر نفساً أو مالاً أو عرضاً فالزنا جزاؤه الجلد، والقتل جزاؤه القتل وهكذا..

11 ـ أصالة الإحسان:

وذلك بإعطاء الإنسان أكثر مما يأخذ. وذلك مأمور به في الشريعة الإسلامية لأجل استقامة الحياة. قال سبحانه: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) (النحل: 90).

12 ـ أصالة الحرية:

وذلك عبر انطلاق الكفاءات.

13 ـ أصالة الصحة:

في عمل المسلم وقوله وسائر شؤونه.

14 ـ أصالة الطهارة:

أي نظافة الإنسان وأشيائه وكل شيء في الحياة ما لم يعلم أنها قذرة.

15 ـ أصالة الإباحة:

وتعني إباحة الأشياء للإنسان إلا ما خرج بالدليل.

16 ـ أصالة البراءة :

أي أن كل إنسان لا يتحمل مالاً أو جرماً أو ما أشبه مما لم يثبت.

17 ـ أصالة احترام الإنسان في كل شؤونه:

وهي: (الحرمة).

18 ـ أصالة الفضيلة:

أي التخلق بالأخلاق الحسنة فكراً وقولاً وعملاً. قال سبحانه: (إلا من أتى الله بقلبٍ سليم) (الشعراء: 89).

وقال في ضده: (نار الله الموقدة التي تطــلع على الأفئدة) (الهمزة: 6 ـ 7).

وقال سبحانه أيضاً: (إنه عليم بذات الصدور) (الملك: 13).

هذا بالنسبة إلى الفكر.

وأما بالنسبة إلى القول، فقد قال سبحانه: (وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم) (النور: 15).

إلى غير ذلك مما ورد في المؤاخذة على القول أو كون القول الحسن فضيلة، كما قال سبحانه: (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) (إبراهيم: 24 ـ 25).

وقال بالنسبة إلى الكلام السيئ: (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار) (إبراهيم: 26).

وأما بالنسبة إلى الأعمال الجوارحية كأعمال العين والأذن والفم والبطن والفرج واليد والرجل وغيرها، فقد قال سبحانه: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) (التوبة: 105).

وقال سبحانه: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) (النجم: 39).

فأصالة التخلق بالأخلاق الحسنة واجتناب الرذائل هي: (الفضيلة).

19 ـ أصالة الملكية:

أي كون الإنسان مالكاً لآثاره وما يحصله بسبب الأعمال وحيازة المباحات وما أشبه.

20 ـ أصالة الارتباطات الاجتماعية:

أصالة الارتباطات النسبية والسببية كالزوجية والقرابة وهي (الصلة).

وبهذه الأصول العشرين التي ألمعنا إليها إلماعاً نظّف الإسلام الجذور تنظيفاً كاملاً، وتبعاً للجذور النظيفة ظهرت الظواهر الحسنة، ولو سادت هذه الجذور في العالم ـ (وكلها عقلية قبل أن تكون شرعية لأنها كلها نابعة من الفطرة الإنسانية كما ذكرناها) ـ لصلح المجتمع، وساد الوئام والصفاء، ورفرف الخير على المجتمع وعلى الفرد.

 

1 ـ نهج الفصاحة: ص636.