الفهرس

المؤلفات

 العلوم الاخرى

الصفحة الرئيسية

 

الخاتمة

أتضح لنا بعد هذا البيان الإجمالي لعوامل التلوّث: تلوّث المياه، وتلوّث التراب، وتلوث الهواء، أهمية وخطورة هذا الموضوع الذي أصبح يتدخل في حياة البشرية، ويضرّها ضرراً بالغاً فأصبح للتلوث تأثير على مختلف مرافق الحياة.

أصبح يحدد عمر الإنسان.

وأصبح يحدد له طعامه.

وأصبح يحدد له نوع الموت الذي يموت فيه.

وأصبح يتدخل حتى في ساعات الراحة والاستجمام.

فالتلوث بمقدوره أن يسلب من الإنسان لحظات السعادة التي يمكن أن يعيشها داخل الطبيعة.

وأصبح بمقدوره أيضاً أن يفتـك بالبشرية أكثر مما فتكت بها الحروب على طول التاريخ.

مـن هنا كان لزاماً أن يقف الجميـع حكومات وشعوباً في قِبال هذا الخطر الذي لا يهدد حياتنا وحسب بـل ويهدد مستقبل البشرية على الكرة الأرضية وهكذا حياة سائر الكائنات الحية.

فما هو الحل؟

يبدأ الحل أولاً بالوعي.

لابدّ أن تعي البشرية خطورة التلوّث، وعليها الالتزام بالقوانين والسنن التي سنّها الله في الكون والتي أوصلها إلينا عبر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف بالشكل الأشمل والأكمل.

ثم بعد ذلك تأتي الخطوة الثالثة وهي الوقوف وقفة حازمة وقوية أمام المشاريع والفعاليات التي تنتج التلوّث.

وهذه الخطوة تتوقف علـى مقدار ما تبديه البشرية من تعاون وتآزر لوقف هذه المشاريع الخطرة.

والخطوة الثالثة تقع مسؤوليّتهـا أيضاً علـى هيئة الأمم المتحدة وهي إصدار قانون دولي لحماية البيئة، ويكون هذا القانون إلزامياً بحيث تدعمه قوة تعمل على الحفاظ عليـه كما تقـوم القوات الدوليـة بتطبيق قرارات الأمم المتحدة.

والخطوة الرابعة مكافحـة جذور التلـوث سواء كان مصدره دولة أو مصنعاً أو شركة أو فرداً.

فمن مسؤولية المجتمع الدولي ـ حكومات وهيئات دولية ـ مقاومة أية دولة أو جماعة أو مؤسسـة تقـوم بتلويث البيئـة، وبذلك وبالعمل بآيات الكتاب الحيوية (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)(1)، كما قـال تعالى ستستطيع البشرية مواجهة مخاطر هذه الظاهرة التي باتت عالمية، تقضّ مضاجع البشرية جمعاء.

وقد قال سبحانه وتعـالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)(2).

وهذا ما أردنا إيراده فـي هـذا الكتاب، والله الموفق للصواب وهو المستعان.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

سبحان ربك ربّ العزة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

قم المقدسة  

محمد الشيرازي

 

1 ـ سورة الأنفال: الآية 24.

2 ـ سورة المائدة: الآية 2.