صدور (أجوبة المسائل الشرعية) العدد (251)




 

موقع الإمام الشيرازي

 

مع شهر شوال، من كل عام، ومنذ أكثر من تسعة عقود، تطل فاجعة البقيع ومأساتها، حيث نُهبَ تراث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهُدّمتْ قبور أربعة من أولاد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأزيلت آثار من تاريخ رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وبذكرى هذه الفاجعة وأحزانها واستحقاقاتها يحتفي ويستحضر ويذكّر العدد (251) من (أجوبة المسائل الشرعية) الذي صدر مع أول شهر شوال 1439ه/يوليو – تموز للعام 2017م، في عامها السادس والعشرين.

العدد يستعرض جانباً مما جرى، ويلفت الأنظار إلى ما الذي ينبغي اليوم، من خلال كلمة العدد (ما بعد نهاية الوهّابيّة) وفيها تأكيد أن الوهّابية والداعشية وجهان لعملة واحدة، وإنه لابد من البراءة العملية من بدع الوهّابيّة لطمر مخاطرها وطمس شرورها، وذلك من خلال عدة إجراءات منها إعمار أضرحة البقيع، فإن بناء قبور الأنبياء والصالحين وزيارتها دينٌ يتديّنْ به المسلمون، سنّة وشيعة على حد سواء. وهذا يحتاج إلى تشكيل لجنة من علماء وحكماء المسلمين (سنة وشيعة) تطلق حواراً من أجل إعمار البقيع.

عدد من (الاستفتاءات)، على الصفحات (2 - 7)، وتشمل مسائل عقدية وفقهية وتاريخية واجتماعية واقتصادية وحقوقية وغيرها، يتفضل المؤمنون الأكارم والمؤمنات الفاضلات، من شتى بقاع العالم، بطرحها (عبر وسائل الاتصال المتنوعة)، للحصول على الإجابات الشرعية عنها، بما يتطابق مع فتاوى سماحة المرجع الشيرازي دام ظله.

(العلم والعلماء) عمود الصفحة (7)، ويشير إلى أن الطريق الأفضل لرقيّ الإنسان هو العلم، فبالعلم يصل المرء إلى الدرجات العلى في الإيمان، وغالباً ما يكون الناجحون في حياتهم من أهل العلم والخبرة، لأنهم يستخدمون المقدمات والوسائل الصحيحة للوصول إلى تحقيق أهدافهم. لذلك فقد جعل الله تعالى لأهل العلم منزلة عظيمة. وإن من تقدير الناس للعلماء وقد قدموا الخير للمجتمع، تأمُل سيرتهم، والاطلاع على علومهم، والاقتداء بهم.

الصفحتان (8 - 9) حملت إضاءات من محاضرة لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله، بعنوان (ركيزة التغيير)، ويتطرق فيها سماحته الى مغالطة الخلط بين وحدة الموقف السياسي ووحدة العقيدة، فتصور كثير من المسلمين بأن الوحدة بين الشيعة وغيرهم تعني فرض عقيدة واحدة على الجميع، في حين أن هذا الأمر شيء مستحيل وخاطئ، إذ الاختلافات العقائدية (العقدية) من شأنها أن تُحل بالحوار فقط، وصولاً إلى الحق, وليس من الضرورة أن يتم الاتفاق على كل المعتقدات، فإن الاختلاف سنّة الحياة.

(الصفحة العاشرة) تحمل مقالاً بعنوان (حول إعمار البقيع) يبين أنه وبعد الإعلان عن أن الوهّابيّة أسّ الإرهاب، ودعماً للأخوّة بين المسلمين، وتوطيداً لقيم التعايش والخير والسلام بين الناس، وقبل كل ذلك، تبييناً لأحكام الله ودفاعاً عن الإسلام وإزاحة لما لحق بصورة الإسلام من تشويهات الذبح والتفجير والهدم، جدير بعلماء السنة تأكيد أن الإسلام دين السلام، ودين (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ)، وإظهار علمهم بأن الوهّابية رجس من عمل الشيطان وعلى المسلمين أن يتجنبوه، وإن ما جاءت به لا يمثل الإسلام، وتقديم الرأي الواضح للناس في أن هدم قبور الأنبياء والأولياء، بل القبور جميعاً، جريمة أدانها القرآن والنبي(ص) والمنتجبون من صحبه، لاسيما أن معظم القتل الذي نفذته العصابات التكفيرية كان تحت يافطة "ضرورة قتل عبّاد القبور" من الشيعة وغيرهم، والسعي لإعمار أضرحة البقيع من خلال التواصل البنّاء مع مَنْ بيده الأمر.

بعنوان (لزيارات الأربعين القادمة .. ماذا يمكن أن نعمل؟)، (الصفحة 11)، تعرض (الحلقة الثامنة عشرة) من سلسلة حول زيارة الأربعين، أن من الطبيعي أن ينعكس الواقع العراقي المأزوم على الزيارة الأربعينية، بالتالي فإن الزيارة الأربعينية، مازالت تحتاج إلى الكثير الكثير، ولابد من عمل يُعنى بمشاكل الحاضر، ويستشرف متطلبات المستقبل، وهذا لا يكون بخطوة واحدة بل بخطوات، ولا يكون برأي واحد، وإنما برأي علماء وخبراء وتقنيين، فإن زوار الأربعين مازالوا يعانون من أمور كثيرة، من الممكن حلها، لو توفرت إرادة الإنجاز، والتخطيط السليم، وتحسّن الأداء.

وفي هذه السلسلة، دعوة متواصلة للمشاركين في الزيارات السابقة، إلى مراسلة (أجوبة المسائل الشرعية) لمعرفة ما كان جيداً لتنميته، وما هو غير صحيح لإصلاحه، وكل ذلك في إطار العمل لرسم الخطط وتنظيم الأمور، ثم الشروع بالتنفيذ وإنجاز أحسن وأفضل الاستعدادات لزيارات الأربعين القادمة، والتي من المؤمّل أن يصل فيها عدد الزائرين، في غضون خمس سنوات، إلى خمسين مليون أو أكثر.

الصفحتان (12-13) ضمت مقالاً بعنوان (من فكر النهضة والبناء الحضاري) ويشير إلى جانب من المباحث الإنسانية والعقلية للمجدد الراحل، السيد محمد الحسيني الشيرازي(قده)، ورؤيته الخاصة لعناصر روح التاريخ، حيث يقاربها(قده) من خلال ثنائية الفطرة والعقل، وتأثير المادة التاريخية وعقلية المؤرخ في الوصول الى حقيقة روح التاريخ، وإدراك القوانين والعوامل الفاعلة فيها.

(أخبار) الصفحة (14) جاءت بعنوان (رقيّ الإنسان وسموّه بحسن خلقه)، وتضمنت جانباً من لقاء المرجع الشيرازي دام ظله مع جمع من الأخوات الفاضلات، زرن سماحته في بيته بمدينة قم المقدّسة، وفيه أكد سماحته أن حُسْن الخُلُق هي حقيقة معنوية يمكن لكل شخص أن يحصل عليها، وكل من وُفّق للحصول على هذه الحقيقة يمكنه أن يسمو أكثر وأكثر. وقد ورد في الحديث الشريف عن مولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: (حسن الخلق يذهب بخير الدنيا والآخرة).

مقال الصفحة الأخيرة يتضمن جانباً من رؤى وأفكار الإمام المجدد السيد محمد الحسيني الشيرازي، بعنوان (عن البقيع) وفيها يؤكد، أعلى الله مقامه، الذين هدموا بقاع البقيع وسائر البقاع المباركة لم يفعلوها إلا بالسيف من دون أي منطق عقلائيّ، وهذا خلاف سيرة جميع الأنبياء والمرسلين والأئمة الصالحين (عليهم السلام). وإنّ بقاء القبور المباركة مهدومة دليل على أنه لا يزال السيف بيد الهادمين إلى الآن، ولكن عندما يسقط السيف من أيديهم، ستجد المسلمين جميعاً في نفس اليوم آخذين في البناء.

وفي العدد فقرات متنوعة على الصفحات (9، 13، 15، 16) تتضمن ومضات وعظية وإرشادية وتاريخية، إضافة إلى صفحة (بحوث علمية) التي تحمل جانباً من الحوارات العلمية، التي يجريها جمع من أصحاب الفضيلة مع سماحة السيد المرجع، في بيته بمدينة قم المقدسة، حول مجمل المسائل الفقهية، لاسيما المستحدثة منها.

يُذكر أن (أجوبة المسائل الشرعية) تصدر عن قسم الاستفتاء في مكتب المرجع الديني، آية الله العظمى، السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، ويصل هذا المطبوع إلى عدد من البلاد العربية والإسلامية، وكذلك أميركا وأوروبا واستراليا وأفريقيا.

1/ شوال/1439هـ

انقر على الصورة لتحميل العدد