محرم والشعائر

س1: حين توجه الإمام الحسين (عليه السلام) إلى العراق هل كان (عليه السلام) عالماً بقتله وأسر أهل بيته؟ وإن كان عالماً هل يعد هذا إلقاء للنفس في التهلكة؟

ج: كان عالماً بقتله وكان إقدامه عليه السلام مصداق ما نظمه الشاعر:

إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني

س2: هل كان الإمام الحسين في توجهه إلى العراق طالباً للشهادة أم للسلطة؟ وما السبب؟

ج: طالباً للشهادة، لتوقف الاسلام على ذلك؟

س3: هل الروايات التي يذكرها الخطباء عن فاجعة كربلاء هي مطابقة للواقع؟

ج: كثير منها، نعم.

س4: ما رأي سماحة السيد المرجع (دام ظله العالي) فيما يذكر أن السيدة زينب (عليها السلام) لما رأت أخيها الحسين (عليه السلام) نطحت رأسها بمقدم المحمل، فسال الدم من تحت القناع؟

ج: ثابت ذلك.

س5: ما المراد بكلمة: تالي تلو المعصوم؟

ج: أي قريب إلى العصمة.

س6: هل ضرب الرؤوس يوم العاشر من المحرم (التطبير) يشوّه سمعة الاسلام في الغرب؟

ج: بالعكس يقوي الاسلام.

س7: بماذا تفسّرون عدم ذهاب محمد بن الحنفية مع الإمام الحسين (ع) إلى العراق؟

ج: لأنه كان مريضاً وغير قادر.

س8: وبماذا تفسرون مطالبته بالخلافة بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) من الإمام السجاد(عليه السلام)؟

ج: كان لإفهام الغير.

س9: هل تعتبر اللطميات الحسينية غناءاً حين احتوائها على تراجيع الصوت؟

ج: الغناء كيفية خاصة، والمرجع فيه العُرف.

س10: لماذا البكاء على الإمام الحسين (ع)؟

ج: لفائدة الدنيا، وفائدة الآخرة.

س11: هل يعد البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) من الطرق القديمة في إحياء ذكر الميت، إذ العصر الحديث عصر الفكر والحضارة أم أن البكاء حالة حضارية؟

ج: البكاء حالة حضارية.

س12: ما هو رأيكم الشريف في تاريخ الطف المذكور في كتابي: (معالي السبطين) و(أسرار الشهادة)؟

ج: يحتاجان إلى التعليق.

س13: هل التطبير أمر يتفق عليه العقل والنقل؟ بيّنوا لنا ذلك؟

ج: هو مذكور في كتب متعددة، بهذا الشأن.

س14: العقل يخالف كل ما يؤذي النفس، والتطبير مهما كان فهو إيذاء للنفس فهل يعدّ حراماً في هذه الصورة؟

ج: لا إطلاق لما ذكرتم، مع أن الأهم يقدم دائماً على المهم.

س15: هل أن أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يؤذون أنفسهم على الإمام الحسين (ع) في تعظيم شعائره حتى نؤذي أنفسنا؟

ج: نعم، كما ورد.

س16: يذكر مؤرّخوا فاجعة الطف أن العباس (عليه السلام) حينما ذهب إلى المشرعة واغترف غرفة من الماء تذكّر عطش أخيه الحسين (عليه السلام) فألقى الماء . كيف تحللون هذه الرواية إذ لو شرب الماء لتقوّى على مقاتلة الأعداء مثلاً؟

ج: كان يُقتل على كل حال فلا ينفع شرب الماء.

س17: هل يمكن الاستفادة من قول الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) في خطابه لجده الحسين (عليه السلام): (فلأندبنّك صباحاً ومساءاً ولأبكينّ عليك بدل الدموع دماً) في أن التطبير مستحب مؤكد؟

ج: نعم.

س18: هل يجوز الاستفادة من آلات اللهو في المواكب الحسينية؟

ج: كلا.

س19: ما حكم استعمال الطبل والصنج في الشعائر الحسينية؟

ج: جائز.

س20: هل استماع الرجال إلى صوت المرأة القارئة للعزاء محرّم؟ وهل صوتها عورة؟

ج: المحرّم ما قال سبحانه: (فلا يخضعن بالقول) لا مطلقاً.

س21: هل يجوز للمرأة أن تنظر إلى صدر الرجل أثناء اللطم؟ وهل يفرق الأمر بين المشاهدة الحية وبين النظر عبر التلفزيون؟

ج: لا يجوز التعمد، والتلفزيون مثل البدن.

س22: هل يجوز شراء ملابس من أجل تمثيل مسرحية تخص واقعة الطف أو مستلزمات تخص المسرحية ؟

ج: لا إشكال فيه .

س23: هل يجوز إدخال الموسيقى الحزينة أو التأثيرية في مشاهد هذه المسرحية ؟

ج: لا يجوز استعمال آلات اللهو مطلقاً .

س24: ما هو حكم التطبير بالسيف والضرب بالزنجير ؟

ج: المشهور الاستحباب ما لم يؤد إلى شل عضو أو إتلاف النفس .

س25: هل يجوز أخذ لحن الأغنية ليكون طوراً في (اللطميات الحسينية) والأناشيد الإسلامية ؟

ج: إذا صدق عليه عنوان الغناء فهو لا يجوز .

س26: هل يجوز استخدام الآلات الموسيقية في العزاء الحسيني لإضفاء جو من الرهبة والقوة والتأثير ؟

ج: إذا كانت من آلات اللهو لا يجوز استعمالها .

س27: ما حكم قيام النساء في أيام عاشوراء بأدوار الرجال في التمثيل كأن تقوم امرأة بدور علي الأكبر مثلاً مع لبس ثياب المعاكس لا المماثل؟

ج: يجوز.

س28: أقيمت مسابقة قصصية في أحد المآتم، وكانت تحمل عنوان (لو أننا فرضنا جدلاً بأن الإمام الحسين (عليه السلام) بايع يزيد، أكتب توقعاتك عن العواقب الوخيمة التي ستحل على الأمة الإسلامية وأثرها المنعكس على واقعنا الحالي). فهل يجوز طرح مثل هذه الفرضيات، ألا يعتبر مثل هذا الطرح تعدياً على عصمة الإمام من منظور أن العصمة تقتضي بأن لا يقوم بمثل هذا العمل؟

ج: إذا لم تسبب هتكاً لحرمة الإمام الحسين(عليه السلام) فلا إشكال فيها.

س29: يطرح البعض في مجالسهم أحاديث وعبارات مفادها: لماذا لا نتبرع بالدم بدل التطبير في يوم العاشر من المحرم ألا يعتبر التبرع بالدم أكثر حضارية من التطبير الذي يضر بالبيئة ويجعل المذاهب الإسلامية تنظر إلينا بأننا متخلفين ومبتدعين، ما هو رأي سماحتكم في ذلك؟

ج: التبرع بالدم بحد ذاته جيد، لكنه لا يتعارض مع إقامة الشعائر الحسينية مضافاً إلى أن إخراج الدم من الرأس فيه فوائد صحية كثيرة وهو سنة الرسول ( صل الله عليه و اله وسلم) وكان الرسول ( صل الله عليه و اله وسلم)يسميها المغيثة والمنقذة، وقد اتفقت على ذلك العامة والخاصة، وذكر البخاري وغيره عدة روايات في ذلك، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنها شفاء من الجنون والجذام والبرص وظلمة العين ووجع الضرس، وليمارس المؤمنون التبرع بالدم في يوم أخر كيوم الثالث من شعبان يوم ولادة الإمام الحسين(عليه السلام) .

س30: هل التطبير من الواجبات في العزاء الحسيني؟

ج: ذهب المشهور إلى الاستحباب.

س31: لو أدى أمر مثل التطبير إلى التشنيع على المذهب الحق وذلك مما يؤدي إلى إضعاف بعض الشعائر العظمى مثل العزاء الحسيني في قلوب المؤمنين فما هو الحكم حينئذ؟

ج: التطبير مستحب على المشهور، ولم يثبت بالدليل القاطع أنه يسبب التشنيع ونحوه، بل إن العديد من وسائل الأعلام يذهبون إلى أنه من أهم وسائل التربية والترويج الناشط للمذهب، هذا مضافاً إلى أن التشنيع ونحوه لا يكفي لرفع اليد عن الأحكام الشرعية الإلهية الثابتة وإلا للزم التخلي عن الكثير من أحكام الله سبحانه في الجهاد والحج والصلاة والصيام ونحوها، وقد قال سبحانه: (يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤن( فهل الاستهزاء بالأنبياء يكفي لانسحابهم من الدعوة إلى الحق!!

س32: الضرر الناتج عن ضرب الرأس بالسيف إذا كان ضرراً معتداً به كالإدماء الكثير، هل يعتبر ضرراً مباحاً أو مستحباً يثاب عليه المكلف ومما حث عليه أهل البيت (عليهم السلام) ؟

ج: أما الضرر فما دام أنه لم ينته إلى:

1) قتل النفس.

2) قطع عضو من أعضاء البدن.

3) إسقاط قوة من قوى النفس كاذهاب الرؤية ونحوها.

فإنه جائز وإذا انطبق عليه عنوان محبوب لدى الشارع فانه يكون مستحباً، والتطبير بقصد مواساة سيد الشهداء (عليه السلام) وإظهار المحبة له والدفاع عن الحق وتربية النفس على الروح الإيمانية والإيثار والصمود فانه من المستحبات المؤكدة كما أفتى بذلك العلماء قديماً وحديثاً، وقد ورد في سيرة المعصومين (عليهم السلام) الكثير الذي يدل على أن تحمل الأضرار في سبيل الله وترويض النفس على التقوى من العناوين المستحبة، منها ما ورد أن سيدتنا فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) كانت تقف على قدميها للعبادة حتى تورمتا.. وكان الحسنان (عليهما السلام) يحجان إلى بيت الله مشياً على أقدامهما والنياق تساق من خلفهما.

س33: لو شارك في العزاء الحسيني(التطبير) مَن هم غير ملتزمين بضروريات الدين الإسلامي كالصلاة والصيام، وبعضهم لا يتورع عن الغيبة والكذب، فما هو التكليف حينئذٍ؟

ج: الأمر بالمعروف واجب على القادر حسب الشروط المقررة شرعاً، وعلى فرض صحة ما ذكرتم، فإنه ينبغي النصيحة والأمر بالمعروف للالتزام بكل أحكام الشرع، فانه إذا التزم بعض العباد ببعض الأحكام وتركوا البعض الآخر فإن هذا لا يجيز أن ندعوهم للتخلي عن المقدار الملتزم به أيضاً لأنهم لا يلتزمون بالجميع، بل ينبغي حثهم للبقاء على ما يلتزمون به وأيضاً حثهم على الالتزام بالأحكام المتروكة.

س34: نقوم سنوياً بتمثيل واقعة الطف ونركز على الشخصيات الأساسية فيها ومنها شخصية المعصوم وشخصية العباس وأهل البيت (عليهم السلام)، وقد يكون الممثل لهذه الشخصية شاب أسمر أو قصير القامة بعيد عن جميع المواصفات اللازمة، فهل يجوز ذلك؟

ج: من أفضل القربات إلى الله تعالى الاستفادة من مختلف الوسائل المشروعة لنشر تراث أهل البيت (عليهم السلام)، وعلى الخصوص الإمام الحسين (عليه السلام) مع مراعاة الدقة الوافية ليكون العرض كاملاً وجيداً من جميع الوجوه بحيث لا يستلزم الإهانة والهتك لهم.

س35: إذا ثبت عدم صحة زواج القاسم بن الحسن، فهل ذكر هذه القضية على المنبر الحسيني يعتبر كذباً وافتراءً على المعصوم (عليه السلام) ؟

ج: لم يثبت عدم صحته بنحو القطع واليقين، بل لا يبعد ثبوت صحته وقد ورد ذلك في بعض الكتب كالمنتخب للطريحي والظاهر عدم الإشكال في نقلها.

س36: هل يجوز الخروج للعمل يوم العاشر من المحرم؟

ج: يكره، ولا يكون فيه البركة.

س37: ما هو رأي سماحتكم في اللطم على مصاب الإمام الحسين (عليه السلام)، وهل كان في زمن المعصومين (عليهم السلام)؟

ج: اللطم على مصاب المعصومين (عليهم السلام) جائز، بل مستحب وقد قامت بذلك الفاطميات في محضر الإمام زين العابدين(عليه السلام).

س38: من ينشغل بالعزاء وخدمة مأتم الإمام الحسين(عليه السلام) ويترك التطبير، هل يعتبر مذنباً، ويستحق التحقير والإهانة؟

ج: التطبير عمل مستحب والمستحب يجوز للمكلف تركه، ولا يجوز إهانة المؤمن كما لا يجوز لمن لا يطبّر أن يستهزئ بالآخرين، أو يهينهم أو يتهمهم.

س39: أحد الأشخاص يقول إن دموعي لا تكفي للتعبير عن حزني على ما جرى للإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه في يوم عاشوراء، فهل ضرب نفسي بالسيف وتجريح جسدي جائز؟

ج: الشعائر الحسينية من العناوين الراجحة ومنها التطبير، فهو عمل مستحب إلا إذا أدى إلى قتل النفس أو قطع عضو أو فقد قوة.

س40: ما رأي سماحتكم في ضرب الرأس بالسيف دون ضرر ومع الضرر في يوم العاشر من المحرّم؟

ج: المشهور بين الفقهاء الاستحباب إذا لم يكن فيه ضرر بالغ.

س50: لو أثارت الشعائر الدينية بصورة عامة والحسينية بصورة خاصة سخرية البعض والاستهزاء بالمؤمنين الملتزمين بهذه الشعائر الحقة فهل يلزم تركها؟

ج: في القرآن الكريم (يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون) واللازم حينئذ إرشاد الجاهل وتنيبه الغافل.

س51: في هذه البرهة من الزمن يعيش بعض المسلمين حالة الضياع وفقدان الشخصية الإسلامية في البلاد الأجنبية، فهل من الأفضل تأسيس المؤسسات الثقافية لنشر الشعائر الدينية والحسينية من قبيل الحسينيات والمساجد في تلك البلاد أم في البلاد الإسلامية؟

ج: في كل البلدان، إسلامية كانت أو غير إسلامية وحسب الإمكان.

س53: التهاون في حضور المجالس الحسينية وتعظيم الشعائر إذا كان يؤدي إلى ضعف الحالة الإسلامية لدى الفرد وعياله وأبناء دينه، هل يعتبر من المعاصي؟

ج: نعم.

س54: هل يجب المحافظة على إحياء عاشوراء؟

ج: نعم، وهي من أهم الشعائر الدينية.

س55: يقولون أمة البكاء.. نحن أمة البكاء السياسي، نحن أمة تشكل بدموعها جريان السيل الذي يحطم السدود التي تقف بوجه الإسلام، فما هو رأيكم؟

ج: البكاء سلاح قوي للتعبير عن المظلومية، كما هو شأن كثير من الأنبياء والأولياء (عليهم السلام)، ولا شك أن قضية الإمام الحسين (عليه السلام) جلبت الكثير من البشر إلى حظيرة الإسلام.

س56- إذا كان عقد الهيئات الدينية والمجالس الحسينية وإصدار الصحف والمجلات مقدمة للتبليغ والإرشاد، فهل يكون ذلك واجباً؟

ج- الإمام الراحل(قدس سره): نعم يجب كل ذلك.

السيد المرجع(دام ظله): هذه كلها واجبات كفائية، وحيث لا يوجد من فيه الكفاية، تكون واجبات عينية على الظاهر.

س57- ما حكم صيام شهر محرم الحرام عموماً، ويوم عاشوراء خصوصاً؟

ج- يجوز صيام شهر محرم الحرام، ويكره صيام يوم عاشوراء، نعم يستحب فيه الإمساك إلى ما بعد الظهر حزناً، وما ورد من الروايات عن صوم يوم عاشوراء فهو محمول على ما قبل واقعة كربلاء، وغير ذلك مما ذكر في(الفقه).

س58- لما ذا لا تجدد مصائب الأنبياء السابقين ولا تقام لهم المآتم ولا ينصب لهم العزاء؟

ج- لأن مصيبة الإمام الحسين(عليه السلام) أعظم المصائب، كما ورد (لا يوم كيومك يا أبا عبد الله) وهي تجمع كل المصائب، ولأن الأنبياء والمرسلين-كما في الروايات- بكوا على الإمام الحسين(عليه السلام) وسألوا الله تعالى أن يصيبهم ما يجعلهم يتأسون به.

س59- ما حكم لبس السواد ونشره في أيام عاشوراء وغيرها من مآتم العترة الطاهرة(عليهم السلام)؟

ج- يستحب ذلك إظهاراً للحزن على الإمام الحسين(عليه السلام) وغيره من الأئمة الطاهرين(صلوات الله عليهم أجمعين).

س60- ما هو رأي الشرع في حكم تمثيل النساء- في مجلس نسائي- لشخصيات عاشوراء بما فيها الإمام الحسين(عليه السلام) وما يستلزم ذلك من لبس ملابس الرجال ومحاولة التشبه بهم؟

ج- جائز إذا لم يستلزم هتكاً أو محرماً آخر.

س61: ما هو رأيكم في مواكب ومجالس العزاء الحسينية التي تطرح بعض القضايا السياسية، كقضية فلسطين، وغيرها من القضايا الإسلامية الهامة، باعتبار أن نضال الشعوب ضد الظلم والطغيان مستلهم من ثورة الإمام الحسين(عليه السلام)؟

ج: لا بأس بذلك مع مراعاة موازين العزاء الشرعية.

س62: هل يجوز إقامة معارض فنية وعالمية لنشر مبادئ ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) وفكر أهل البيت(عليهم السلام)؟

ج: كل ذلك جائز وراجح(مستحب) في نفسه.

س63: هل يجوز التطبير في بلاد الغرب إذا كان ينفر من الإسلام عموماً، ومن المذهب خصوصاً ويثير التهكم والاشمئزاز؟

ج: أفتى مشهور الفقهاء بجواز بل باستحباب التطبير حزناً على الإمام الحسين(عليه السلام)، والواقع ان التطبير من أهم وسائل التربية والترويج الناشط للمذهب، مضافاً إلى أن التهكم وغيره لا يكفي لرفع اليد عن الأحكام الإلهية الثابتة و إلا لزم التخلي عن الكثير من الأحكام والتشريعات كالصلاة والصيام والحج ونحوها وينبغي أن يبين فلسفة الشعائر الحسينية لمن يجهلها.

س64: ألا توجد وسيلة حضارية أفضل لإحياء الشعائر الحسينية بدلاً من الشعائر السائدة والتي قد تؤثر على الحركة التجارية وتعطل حركة السير بسبب تجمهر المواكب في الشوارع العامة؟

ج: الشعائر الحسينية بما فيها المواكب العزائية توجب توجه النفوس إلى الأئمة الأطهار(عليهم السلام) وإلى الالتزام بالدين وهذا من ضروريات الحضارة في يومنا هذا وفي كل يوم، والشعائر الحسينية هي حالة سعى الأئمة الأطهار(عليهم السلام) إلى إحيائها وتكريسها في الواقع الاجتماعي للأمة، وقد قال الله تعالى:(ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، وروي عن الإمام الصادق(عليه السلام)قوله:(أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا) والشعائر الحسينية من مصاديق (شعائر الله)ولإحياء أمر أهل البيت(عليهم السلام) كما وأن إحياء المناسبات الدينية والحسينية لا يؤثر على الحركة التجارية سلباً، بل على العكس تماماً، ففي مثل هذه المناسبات تنشط الحركة الاقتصادية التي ترتبط بإقامة العزاء، هذا مضافاً إلى أن إحياء الشعائر الدينية- بشكل عام- يوفر قاعدة متينة لبناء الاقتصاد السليم عليها كما ثبت ذلك في علم الاقتصاد.

س65: ورد في بعض كتب الأدعية ضمن أعمال ليلة الجمعة ويومها أنه يكره إنشاد الشعر وإن كان حقاً، فهل ينطبق ذلك على المجالس الحسينية؟

ج: لا ينطبق، فإنه يستثنى من الكراهة ما كان في أهل البيت(عليهم السلام) فقد ورد عن الإمام الرضا(عليه السلام) أنه قال:(إرث أبا الحسن في ليلة الجمعة وفي شهر رمضان وفي الليل وفي سائر الأيام فإن الله عز وجل يكافئك على ذلك بالثواب الجزيل).

س66: هناك من يقول بأن مصيبة الإمام الحسين(عليه السلام) واقعة حدثت في الزمن الماضي، فلماذا يجدد الشيعة الحزن عليه في كل عام؟

ج: تجديد الحزن على مصاب الإمام الحسين(عليه السلام) بالبكاء وإنشاد الشعر وإقامة المجالس الحسينية وما أشبه من سائر أنواع الشعائر الحسينية مما حثت عليه الروايات الواردة عن النبي الأكرم وآله الأطهار(صلوات الله عليهم أجمعين) وهي توجب مزيد معرفة الناس بالقرآن الكريم والمعارف الدينية وعملهم بها، مما يسبب لهم السعادة في الدنيا والآخرة.

س67: ما هو واجبنا في الحال الحاضر تجاه الإمام الحسين(عليه السلام)؟

ج: واجبنا إبلاغ مظلوميته(عليه السلام) إلى كل العالم عبر الشعائر الحسينية، مضافاً إلى نشر ثقافة عاشوراء، وبيان أهداف الإمام الحسين(عليه السلام) في كل أرجاء الأرض.

س68: ما هو المقصود من شعائر الإمام الحسين (عليه السلام)؟

ج: الشعائر الحسينية ما تعارف عند الشيعة مما يكون مذكّراً بالإمام الحسين وأهل بيته وأنصاره (عليهم السلام) ومواقفه وتضحيته في سبيل الله تعالى.

س69: مراسم العزاء الحسيني المعمول بها حتى الآن في وقتنا الحاضر هل كانت موجودة في زمن الأئمة المعصومين من أهل البيت(عليهم السلام)؟

ج: نعم، كانت أصولها موجودة حتى التطبير حيث نطحت السيدة زينب (عليها السلام) جبينها بمقدم المحمل لما رأت رأس الإمام الحسين (عليه السلام) أمامها مدمياً.

س70: ما هو حكم الشعائر الحسينية مثل مجالس التعزية والرثاء واللطم على الصدور وما أشبه؟

ج: جائز، بل مستحب مؤكد.

س71: لماذا يتخوف أعداء الإسلام وأعداء أهل البيت (عليهم السلام) على طول التاريخ من إحياء شعائر الإمام الحسين (عليه السلام) ويجهدون دائماً وبكل الوسائل للحيلولة دون إقامتها؟

ج: لعل منع الأعداء لها لأجل أنها تتعامل مع عواطف الناس بصدق وتجذبهم إليها بصورة لا إرادية وتدفعهم نحو معرفة أهل البيت (عليهم السلام) والإيمان بهم والبراءة من ظالميهم.

س72: لماذا البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام)؟

ج: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (البكاء رحمة ورقة)، وقال الإمام الحسين (عليه السلام): «أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى».

وقد أمر النبي(عليه السلام) بالبكاء على عمه (حمزة) شهيد أحد ، وبكى(صلى الله عليه وآله)على الإمام الحسين(عليه السلام) قبل استشهاده.

س73: هل يكره لبس الثوب الأسود على مدار العام أي من محرم إلى محرم القادم تأسياً وحزناً على الحسين(عليه السلام) وجعله شعار الحسينيين المعزين له؟

ج: المستحب هو لبس السواد في أيام العزاء على الإمام الحسين(عليه السلام) وهو في شهري محرم وصفر والله العالم.

س74: ما هو رأي سماحتكم في اللطم، وهل كان في زمن الأئمة(عليهم السلام)؟

ج: اللطم جائز، بل مستحب، للحديث الشريف: «على مثل الحسين فلتلطم الخدود ولتخمش الوجوه...» ولقد لطمن الفاطميات (عليهن السلام).

س75: ما هو حكم التطبير وجرح الرؤوس بالقامات والسيوف؟

ج: جائز، بل مستحب مؤكد.

س76: هل يجوز تمثيل واقعة كربلاء بشكل فلم سينمائي يعرض للعالم ويراعى فيه الشروط الدينية أي عدم الهتك لحرمة الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته (عليهم السلام)؟

ج: يجوز، بل ينبغي الاهتمام بذلك مع رعاية التاريخ الصحيح وتمثيل خبراء فن التمثيل كما في المؤسسات العالمية المتقدمة في صنع الأفلام، وذلك لتنوير أذهان العالم بمعرفة أهداف الإمام الحسين (عليه السلام) وسيرته.

س77: هل يجوز للرجال تمثيل دور النساء وبالعكس؟

ج: يجوز مع رعاية الموازين الأخلاقية والشرعية.

س78: هل يجوز شرعاً للرجال لبس لباس النساء وبالعكس؟

ج: اللباس المشترك جائز، والخاص إذا كان مؤقتاً لا بأس به.

س79: لقد جرت السيرة في شعائر عاشوراء من كل عام إجراء زواج صوري للقاسم بن الإمام الحسن (عليه السلام) من سكينة بنت الإمام الحسين (عليه السلام) فهل من الصحيح أن الإمام الحسين (عليه السلام) زوّج القاسم (عليه السلام) من كريمته سكينة (عليها السلام) في يوم العاشر من محرم؟

ج: في ذلك رواية، وهو غير بعيد حتى لا يكون القاسم(عليه السلام) عزباً عند الشهادة.

س80: هل يجوز استخدام بعض الآلات الموسيقية عند المسيرات والتي لها تأثير على النفس؟

ج: يلزم أن تكون الشعائر الحسينية خالية مما لا يجوز الاستفادة منها.

س81: هل أن الإمام الحسين (عليه السلام) وصل بنهضته وشهادته إلى هدفه المنشود والمقدس وهو إحياء الإسلام وتثبيت دعائمه؟

ج: نعم، لولا استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وسبي أهل بيته، لأكل بنو أمية وشربوا على الإسلام ولحققوا ما دعا إليه معاوية حيث قال لما سمع المؤذن يؤذن: (دفناً دفنا)، وما دعا إليه أبو سفيان من قبله حيث قال: فو الذي يحلف به أبو سفيان ما من عذاب ولا حساب ولاجنة ولا نار.

س82: إذا كان الإمام الحسين (عليه السلام) قد وصل إلى أهدافه من نهضته فلماذا نجد المسلمين اليوم وهم على بعض الإحصائيات: ملياران، يعيشون في أقسى ظروف الحياة واتعس حالات الفقر والجهل والمرض والفوضى وما أشبه ذلك، ولماذا نرى الاستبداد والحروب قائمة في البلاد الإسلامية ونرى أعداء الإسلام يتحكمون برقاب المسلمين؟

ج: هذا الوضع المأساوي للمسلمين نتيجة عدم وعيهم، وعدم مواصلة نهج الإمام الحسين (عليه السلام) من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

س83: هل قضية الإمام الحسين (عليه السلام) وثورته في كربلاء تحل مشاكل المسلمين؟

ج: نعم، لو عملوا بأهدافها.

س84: حين توجه الإمام الحسين (عليه السلام) إلى العراق هل كان (عليه السلام) عالماً بقتله وأسر أهل بيته (عليهم السلام)؟ وإن كان عالماً فهل يعد هذا إلقاء للنفس إلى التهلكة ولماذا؟

ج: كان (عليه السلام) عالماً باستشهاده وأسر بنات الرسالة، لكنه (عليه السلام) كان قد سلّم لأمر الله حيث أمره جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالخروج واصطحاب أهل بيته معه إلى كربلاء وقال له: إن الله شاء أن يراك قتيلاً ونسائك سبايا، لأن في استشهاده وسبي نسائه كان بقاء الإسلام وحفظ أصول التوحيد والرسالة، وقد ورد في الزيارة الصحيحة عن الإمام الصادق (عليه السلام): «وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة».

س85: هل كان الإمام الحسين (عليه السلام) في توجهه إلى العراق طالباً للشهادة أم للسلطان؟ وما السبب؟

ج: كان (عليه السلام) في وفوده إلى العراق موفياً للعهد الذي كان بينه وبين الله عزوجل للشهادة منه والمقام السامي من الله له، وكان (عليه السلام) عالماً بالشهادة وما يترتب على الشهادة من بقاء الإسلام، ولنعم ما قيل: إن الإسلام محمدي الوجود وعلوي الاستقامة وحسيني البقاء.

س86: بماذا تفسرون عدم ذهاب محمد بن الحنفية مع الإمام الحسين (عليه السلام) إلى العراق؟

ج: في التاريخ أن محمد بن الحنفية تخلف عن كربلاء لمرض قد أصابه (كما في سفينة البحار باب الحاء بعده الميم، ويرى البعض أن الإمام الحسين (عليه السلام) أمره بالبقاء).

س87: بماذا تفسرون مطالبة محمد بن الحنفية بالخلافة بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) من الإمام السجاد (عليه السلام)؟

ج: في التاريخ أنه كان لإيقاف الناس على إمامة الإمام السجاد(عليه السلام) بالمعجزة التي ظهرت منه (عليه السلام).

س88: ماذا تقولون سيدنا في محمد بن الحنفية وعبد الله بن جعفر وجابر بن عبد الله الأنصاري وأضرابهم في تخلفهم عن نصرة الحسين (عليه السلام) وما الجواب عنهم وأي عذر لهم؟

ج: في التاريخ كما مر أن محمد بن الحنفية تخلف عن كربلاء لمرض قد أصابه، وأن ابن جعفر استخلفه الإمام الحسين (عليه السلام)، وجابر كان قد فقد بصره، مضافاً إلى أن الإمام (عليه السلام) قد أمر البعض بالبقاء لمصالح رآها.

س89: لماذا سقى الإمام الحسين (عليه السلام) جيش عدوه بقيادة (الحر بن يزيد الرياحي) ما دام يعرف أنهم قادمون في المعركة وسيحاصرون على الماء ويحتاجون إلى قطرة ماء؟

ج: سقاهم الإمام الحسين (عليه السلام) وهو يعلم بأنهم قاتلوه، كما سقى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) المشركين في الحرب، وسقى أبوه أمير المؤمنين الأعداء في صفين لأن عادتهم الإحسان وسجيتهم الكرم حتى مع الأعداء.

س90: لماذا تقام مآتم مجالس العزاء للحسين (عليه السلام) دون الأنبياء (عليهم السلام) الذين قتلوا سابقاً؟

ج: إن إحياء ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) بإقامة الشعائر الحسينية إحياء لذكرى جميع الأنبياء (عليهم السلام) لا العكس، وإن الله سبحانه وتعالى هو الذي أعطى هذه الأهمية لعزاء الإمام الحسين (عليه السلام) كما نطقت به الروايات العديدة المروية عن الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين(عليهم السلام).

س91: سماحة المرجع هل (زيارة عاشوراء) ثابتة وصحيحة كاملة عندكم؟

ج: نعم.

س92: هل يجوز الخروج للعمل يوم العاشر من محرم الحرام؟

ج: مكروه، ويستحب الاشتغال بالعزاء.

س93: ما المراد من كلمة: (تالي تلو المعصوم) الذي يقال بالنسبة إلى أبي الفضل العباس (عليه السلام) والسيدة زينب(عليها السلام)؟

ج: للتقوى درجات أعلاها درجة العصمة ثم الأعلى فالأعلى من بعد درجة العصمة.

س94: بما أنكم تقولون بأن علي بن أبي طالب( عليه السلام) أفضل من ابنه الحسين(عليه السلام), فلماذا لا تبكون عليه في ذكرى وفاته ؟ ثم إذا كان النبي(صلى الله عليه وآله)أفضل منهم جميعاً فلماذا لا تبكون عليه يوم وفاته؟

ج: لا يخفى أننا كما نبكي على الإمام الحسين(عليه السلام) كذلك نبكي على مصاب جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) وكذلك نبكي على مصاب أمير المؤمنين(عليه السلام)، نعم: لا يوم مثل يوم عاشوراء من حيث عظم المصائب التي جرت فيه، وما حدث فيه من هتك حرمات الله سبحانه وقتل خيرة الله وصفوته والتمثيل بجثثهم بعد قتلهم، وسحقها بحوافر الخيول، وقتل الأطفال والنساء وسبي حريم رسول الله(صلى الله عليه وآله) من بلد إلى بلد... إلى غير ذلك من الفجائع التي حدثت في يوم عاشوراء وما بعده، وقد قال الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) لأخيه الإمام الحسين(عليه السلام):(لا يوم كيومك يا أبا عبد الله) بحار الأنوار ج45 ص318.

س95: اسُتبدِلت كلمت نهضة الإمام الحسين(عليه السلام) بكلمة ثورة الإمام مع العلم بأنها كلمة جديدة في القاموس العربي والتاريخ الإسلامي.

تعريف مصطلح الثورة: القاموس السياسي: الثورة.. انقلاب جذري في حياة المجتمع, يؤدي إلى قلب النظام الاجتماعي الذي فات أوانه, وتوطيد نظام جديد.. بنقل السلطة من أيدي طبقة إلى طبقة أخرى.
القاموس اللغوي: الثورة.. القيام على الحاكم لإطاحته.. الضجة والهيجان، ثار.. هاج الشعب بالحاكم الظالم أي وثب عليه ليطيح به. أين تقع كلمة ثورة بتعريفها الصحيح، وأين يكمن موضعها من واقعة الطف ونهضة الإمام الحسين(عليه السلام)؟

ج: وردت كلمة(الثائر) في العديد من الأدعية والزيارات، مثل بعض زيارات الإمام الحسين(عليه السلام)، فقد ورد ما هذا نصه:(السلام على الحسين بن علي المظلوم الشهيد قتيل العبرات وأسير الكربات، اللهم إني أشهد أنه وليك وابن وليك وصفيك والثائر بحقك..) بحار الأنوار ج98 ص354. نعم: في بعض الأعراف اصطبغت كلمة(الثورة) ببعض ما لا ينسجم مع القيم الإلهية والإنسانية ولعل من أجل ذلك أبدلها البعض إلى كلمة(النهضة).

س96: ما حكم استقطاع الألحان الغنائية وخاصة المشهورة منها واستخدامها في العزاء؟

ج: إذا لم يعده العرف غناءً فلا إشكال فيه، وإلا كان محرّماً.

س97: هل يجوز للشاعر في قضية كربلاء خاصة أن ينقل الوقائع وفق ما يوحي إليه خياله عوضاً عن المذكور في الروايات بنية استثارة المشاعر؟

ج: إذا كان ما يرويه قد ورد بمضمونه الروايات والنصوص التاريخية، أو كان من قبيل لسان الحال الذي يوحي به الحال، فلا إشكال فيه.

س98: بعض الألحان -المستخدمة في العزاء- يرغب فيه الكثير وخاصة الشباب منهم وهذا يستدعي الخروج عن المألوف أحيانا، فما الحكم في ذلك؟

ج: إذا لم يستلزم ذلك محرماً ولم يصدق عليه عرفاً كونه غناءاً فلا إشكال فيه.

س99: هل يجوز أن يكون العزاء لتوجه دون الآخر أو لفئة دون الأخرى بحكم الأسبقية في إقامة ذلك؟

ج: إن الإمام الحسين(عليه السلام) هو للجميع فلا بد من أن تتسنى الفرصة للجميع حتى يساهموا في تعظيم الشعائر الحسينية.

س100: ما الحكم الشرعي في إحياء الشعائر الحسينية بمختلف أشكالها وبما يتناسب مع طبيعة المجتمع؟

ج: يستحب إحياء الشعائر الإسلامية ومنها الشعائر الحسينية، بل قد يكون ذلك واجباً إذا كان مقدمة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله تعالى.

س101: ما حكم الخروج للعمل في يوم العاشر من المحرم؟ وما حكم المبلغ الذي يكتسب مقابل العمل في ذلك اليوم ؟وهل يجب على من عمل في ذلك اليوم التبرع بالمبلغ للمآتم الحسينية؟

ج: مكروه ولا توجد فيه بركة، فقد نُدب في الإسلام إلى ترك العمل في هذا اليوم، والاشتغال بالعزاء الحسيني، وقد روي عن الإمام الرضا(عليه السلام) أنه قال:(من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة... ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر لمنزله فيه شيئاً لم يبارك له فيما ادخره)

-وسائل الشيعة ج14 ص504 الحديث 7-، وأما التبرع المذكور فهو غير واجب.

س102: تقوم مجموعة خيرة من الشباب في منطقتنا بعمل مشهد تمثيلي يوم العاشر من المحرم من أجل تجسيد واقعة الطف أمام أعين الناس، ويتطرق المشهد للشخصيات البارزة في واقعة كربلاء، ومنها شخصية الإمام الحسين (عليه السلام), فهل هنالك أي إشكال عندما يقوم شخص ما بتمثيل دور الإمام(عليه السلام) أو أية شخصية من شخصيات المعركة؟

ج: يجوز مع حفظ الموازين الشرعية، وينبغي أن يقوم بأداء دور المعصوم(عليه السلام)أهل الإيمان والتقوى ، ويلزم ان يكون التمثيل (في جميع أبعاده) بما يتناسب وقدسية الإمام(عليه السلام).

س103: في ذلك العمل التمثيلي هل يجب التقيَّد بالكلام الذي ذكره الإمام(عليه السلام) نصاً، أم يجوز تغيير الكلمات وإعادة صياغة النص بما يتناسب مع الدور التمثيلي والمحافظة على مضمون الكلام؟

ج: يجوز التغيير في التعبيرات، بشرط الالتزام بالمعنى الكامل للنصوص، وعدم ترتب محذور خارجي على ذلك.

س104: هل هناك إشكال في لبس الثياب غير السوداء يوم العاشر من المحرم؟

ج: ينبغي للمؤمن إظهار الحزن واللوعة في يوم العاشر من المحرم على مصائب سيد الشهداء وإمام المظلومين الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)، فقد ورد في الحديث الشريف:(ان ملكاً من ملائكة الفردوس نزل على البحر فنشر جناحه عليه ثم صاح صيحة وقال : يا أهل البحار البسوا أثواب الحزن، فان فرخ رسول الله(صلى الله عليه وآله) مذبوح) كامل الزيارات ص 143.

س105: مطلوب مني في قسم اللغة العربية أن أقدم بحثاً بعنوان الأعياد في الشعر العباسي لكن فكرت في إمكانية حساب أيام الذكرى أيضاً من المناسبات المذكورة وأن مصطلح الأعياد ليس حكراً على المناسبات السعيدة، هل ممكن اعتبار عاشوراء برأيكم أحد هذه الأيام؟

ج: عاشوراء من الذكريات المؤلمة والمفجعة، بل إن عاشوراء في مقدمة كل الذكريات الأليمة، ففي الخبر المأثور عن النبي(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته(عليهم السلام): بأن لا يوم كيوم الإمام الحسين(عليه السلام)، ولا مصيبة أعظم من مصيبة يوم عاشوراء، فقد بكت فيه السماء والأرض والروح والملائكة وغيرها، على أفضل إنسان بعد جده وأبيه وأمه وأخيه كان على وجه الأرض، حيث قتلوه حتى طفله الرضيع ضامئاً عطشان وهو بجنب الماء.

س106: في كثير من مجالس العزاء يقوم القائمون على المأتم بعمل مائدة باسم الإمام الحسين(عليه السلام) وذلك من أموال الوقف الحسيني الذي يديرونه، وقد ينتج عن ذلك التبذير والإسراف- أحياناً-، فهل يجوز التصرف بأموال الوقف في عمل مشاريع باسم الإمام الحسين(عليه السلام) كمساعدة المحتاجين أو عمل مشاريع منوعة لإستقطاب الشباب وما إلى ذلك؟

ج: إذا لم يشترط في الوقف شرط خاص فيجوز صرفها باسم الإمام (عليه السلام)، ويمكن إطعام الطعام للفقراء والمحتاجين أيضاً، وليجتنبوا التبذير والإسراف.

س107: ما حكم تسليم بعض الأدوار في إدارة مآتم العزاء لغير الملتزمين من الشباب؟ وهل يتحتم على الطبقة المتدينة أن تقوم بأعمال من أجل هداية أولئك الشباب؟

ج: يجوز في حد نفسه، ويجب السعي لهدايتهم عن طريق المشاريع الدينية والثقافية والاجتماعية وما شابهها.

س108: لماذا سمي يوم شهادة الحسين (عليه السلام) بعاشوراء؟

ج: لأن شهادته (عليه السلام) وقعت في اليوم العاشر من المحرم.

س109: نود معرفة رأيكم الشريف حول استخدام الطاس والطبل المعروف بـ ( الدمام) كما هو مستخدم الآن في الشعائر الحسينية، وخصوصاً في عزاء السلاسل المسمى بـ (الصنگل أو الزنجيل) حيث جرت العادة على استخدامه في هذا النوع من العزاء؟

ج: يجوز ذلك بل يستحب.

س110: ما رأيكم في الأطوار التي يأتي بها بعض الرواديد وهي قريبة من أطوار الغناء؟

ج: إن لم يعدّها العرف غناءً فهي جائزة.

س111: إذا كان إنشاء الهيئات الدينية وعقد المجالس الحسينية وإصدار الصحف والمجلات مقدمةً للتبليغ والإرشاد, فهل يكون ذلك واجباً؟

ج: مقدمات وجود كل واجب مطلق تكون واجبة، وصولاً بها إلى ذلك الواجب، وما ذكر في السؤال مصاديق لمقدمات وجود الواجب المطلق.

س112: هل يجوز للمرأة التي عليها العادة الشهرية أن تحضر المجالس الحسينية في شهر محرم الحرام؟

ج: نعم يجوز لها ذلك إلا المجالس التي تقام في المساجد, فإنه لا يجوز لها المكث فيها.

س112: ما حكم لبس السواد في محرم وصفر وأيام وفيات الأئمة(عليهم السلام)؟ وما حكم الصلاة بالسواد في تلك الأيام؟

ج: لبس السواد -في مفروض السؤال- مستحب وكذا الصلاة فيه.

س113: ما هي أهم آداب يوم العاشر من محرم الحرام؟ وما هو اللائق بالمحب الموالي لأبي عبد الله الحسين(عليه السلام) في هذا اليوم؟ وهل هناك أمور محرمة أو مكروهة؟

ج: الآداب والأعمال مذكورة في كتب الأدعية مثل(مفاتيح الجنان) و(الدعاء والزيارة) وغيرهما، ومن أهمها إظهار الحزن والجزع على مصيبة سيد الشهداء والمظلومين أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) كما كان يفعل المعصومون(عليهم السلام) في مثل هذا اليوم، وإقامة الشعائر الحسينية، والاشتراك فيها، وتوضيح الأهداف التي نهض من أجلها الإمام الحسين (عليه السلام) للعالم. وأما الأمور المكروهة فمنها الصيام إلى المغرب (ويستحب الإمساك والإفطار في آخر النهار بعد العصر بما يقتات به أهل المصائب مواساةً)، والعمل والكسب، فإن من باشر ذلك لم يوفق. وأما المحرمات فمنها إظهار الفرح والسرور والشماتة -والعياذ بالله- كما يفعل بعض أعداء أهل البيت(عليهم السلام).

س114: ماذا يترتب عليّ إذا عملت يوم عاشوراء إذا كان عملي يتطلب ذلك؟

ج: الأفضل ترك العمل مع التمكن من ذلك وعدم وجود محذور شرعي.

س115: ما هو رأيكم في الشعائر الحسينية؟ وما هو الرد على القائلين بأنها طقوس لم تكن على عهد الأئمة الأطهار(عليهم السلام) فلا مشروعية لها؟

ج: المشهور استحباب الشعائر الحسينية، وقد ورد في الروايات أنّ النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) بكى على سبطه الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) قبل وقوع قتله، وذلك عندما أخبره جبرائيل(عليه السلام) بمصرعه في أرض كربلاء، وبكى عليه أئمة أهل البيت(عليهم السلام) كما ورد عن الإمام الصادق والرضا(عليهما السلام)، وورد في زيارة الناحية المقدسة المأثورة عن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) مخاطباً جدّه الشهيد: (لأندبنك صباحاً ومساءً، ولأبكين عليك بدل الدموع دماً). والتفاصيل مذكورة في كتاب (الشعائر الحسينية).

س116: نحن نُدير موكباً حسينياً للأشبال، وكذا نعمل مسرحية للأطفال تشرح لهم ما تيسر من وقائع الطف الأليمة، وفي موكب الأشبال نعتزم على أن تتقدم الموكب كوكبة من التشبيهات، وسوف يكون شبيه السيدة زينب(عليها السلام) فتاة محاطة بكوكبة فتيات أغلبهن لم يبلغن التاسعة، وسوف تكون الفتاة مرتدية خماراً ومتسترة بالكامل، وسوف تردد كلمات، وهي: (أخي حسين، إن كنت حياً فأدركنا، وإن كنت ميتاً فأمرنا وأمرك إلى الله). فهل يجوز مثل هذا العمل؟ الأمر الآخر: إننا سنقوم بإدخال موسيقى حزينة في المسرحية، وذلك من أجل الإثارة والإبكاء، فما هو رأيكم؟

ج: أمّا التشبيه مع مراعاة الضوابط الإسلامية فجائز، بل مستحب، وأما آلات اللهو فلا يجوز استعمالها مطلقاً، ويجوز استعمال الآلات المشتركة كالطبل ونحوه. 

س117: هل يجوز تمثيل واقعة كربلاء بشكل فلم سينمائي يعرض للعالم، وتراعى فيه الشروط الدينية، أي عدم الهتك لحرمة الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته(عليهم السلام)؟

ج: يجوز ذلك مع الالتزام بالاحترام الكامل– كما ذكر في مفروض السؤال – ورعاية سائر الضوابط الشرعية، بل هو من القربات إلى الله (تعالى) ومن مصاديق إحياء ذكر أهل البيت (عليهم السلام).

س118: ما هي نصائحكم للقراء الراثين لأبي عبد الله الحسين(عليه السلام) في أيام محرم الحرام؟

ج: ينبغي للخطباء الكرام: أن يطالعوا المقاتل وكتب السير والحديث، ويستحضروا مطالب مناسبة للمجلس، ويسعوا لبيان أهداف الإمام الحسين(عليه السلام) وأخلاقه وسيرته الإنسانية حتى مع أعدائه، وأن ينشروا ثقافة القرآن وثقافة أهل البيت(عليهم السلام)، وأن يركزوا على بيان العقائد والأحكام والأخلاق من خلال منبرهم، لما ورد في المأثور من أن الحسين(عليه السلام) قتل ليستنقذ العباد (من الضلالة وحيرة الجهالة) والعمى والشك والارتياب إلى باب الهدى والنور واليقين.

س119: لماذا لم يقم المسلمون بواجبهم وتكليفهم الشرعي تجاه الإمام الحسين(عليه السلام) من النصرة على الرغم من الإعلان الكبير الذي قام به الإمام الحسين(عليه السلام) في هذا المجال؟ فإنه مع ذلك لم يخرج لنصرته إلا عدد قليل لم يبلغ المائة! ما هو السر في ذلك؟

ج: لقد أجاب الإمام الحسين(عليه السلام) على هذا السؤال بقوله: (الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قلّ الديّانون). مضافاً إلى سياسة التطميع والإغراء التي قام بها بنو أمية من جهة، وسياسة الإرهاب ونشر الرعب والخوف واعتقال وقتل مجموعة من الأفراد من جهة أخرى.

وكذلك ضعف وسائل النقل والانتقال والاتصال، فالأخبار كانت في تلك الأيام لا تصل بسرعة، لذلك فإنّ الكثير من الموالين في البصرة واليمن وغيرهما من البلاد الإسلامية لم يطلعوا على الأمر إلا بعد وقوع الحادث الأليم أو وصلوا إلى كربلاء متأخرين بعد واقعة الطف الفجيعة.

س120: هل يمكن أن يقال: إن الشعائر الحسينية واجب كفائي على المسلمين, لأن الدين حسيني البقاء, فلولا وجود مجالس العزاء و اللطم و الرثاء على أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) لاضمحل الدين؟

ج: نعم، هو كذلك في الجملة.

س121: لماذا لم يدخل الإمام الحسين(عليه السلام) الميدان هو وأصحابه أجمعين بدل دخولهم فرادى كل يحارب وحده؟

ج: كان من أخلاق النبي(صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين(عليه السلام) والإمام الحسين(عليه السلام) أنهم لا يبدؤون الأعداء بالقتال، لأن الإسلام دين السلم والسلام، ولذلك لما بدأ العدو بالقتال، وهجموا على معسكر الإمام الحسين(عليه السلام)، تصدى لهم أصحابه (عليهم السلام) بصورة جماعية، واستطاعوا دفع العدو إلى الوراء بعد أن قدموا ضحايا كثيرة تقارب نصف عددهم، ثم بعد أن رجع العدو القهقرى أخذ أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام) يستأذنون في الجهاد واحداً بعد واحد، ليفوزوا بالشهادة بين يدي إمامهم(عليه السلام)، وحتى يكون عدد القتلى من الطرفين أقل.

س122: ما حكم عقد الزواج في شهري محرم وصفر -خصوصاً العشرة الأولى من محرم-؟
ج: ينبغي اجتناب العقد فيهما وإن كان جائزاً، ولعله لا ميمنة فيه وخاصة في العشرة الأولى من المحرم، وإذا كان ذلك سبباً للهتك كان محرّماً.
س123: شاع بين بعض الطوائف الإسلامية صيام عاشوراء، وهم يرون استحبابه مؤكداً إلى درجة أن البعض منهم يصنع الدعوات العامة لإفطار الصائمين في يوم عاشوراء، وهم يقولون بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) سن صيام هذا اليوم ودعا الناس لصيامه، فيا ترى ما هو الصحيح في ذلك؟
ج: الصحيح هو بحسب الروايات الشريفة، أنه يستحب الإمساك في يوم عاشوراء عن الأكل والشرب مواساة للإمام الحسين (عليه السلام) والإفطار عند العصر على طعام أهل العزاء والمصاب، ويكره فيه الصوم.

س124: أنا رادود حسيني، وقد بدأت بالقراءة منذ سنتين، أريد أن أعرف كيف تكون أخلاق الرادود وصفاته؟
ج: ينبغي للرادود الحسيني أن يكون في أخلاقه وصفاته نموذجاً مصغّراً لأخلاق سيدنا ومولانا الإمام الحسين (سلام الله عليه) وصفاته الكريمة من صدق وصفاء، ومحبة وحنان، ومن خدمة الناس وإعانتهم في سبيل الله بلا انتظار مدح أو ثناء منهم، حتى يكسب إلى جانب وسام خدمة الإمام الحسين (سلام الله عليه) وسام المتابعة ونشر الأخلاق الحسنة، والصفات الطيبة بين الناس، هذا إضافة إلى الالتزام بموازين المروءة فعلاً وتركاً.

س125: لقد شاع بين بعض الطوائف الإسلامية صيام عاشوراء، وهم يرون استحبابه مؤكداً إلى درجة أن البعض منهم يصنع الدعوات العامة لإفطار الصائمين في يوم عاشوراء، وهم يقولون بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) سنَّ صيام هذا اليوم ودعا الناس لصيامه، فيا ترى ما هو الصحيح في ذلك؟
ج: الصحيح هو: أنه يستحب الإمساك في يوم عاشوراء عن الأكل والشرب مواساة للإمام الحسين (عليه السلام) والإفطار عند العصر على طعام أهل العزاء والمصاب،علماً بأنه يكره فيه الصوم.

س126: ما حكم ارتداء السواد في أحزان أهل البيت (عليهم السلام)؟
ج: يستحب لبس السواد في مصائب أهل البيت (عليهم السلام).

س127: هل يجوز تمثيل واقعة كربلاء بشكل فلم سينمائي يعرض للعالم، ويراعى فيه الشروط الدينية أي عدم الهتك لحرمة الإمام الحسين (عليه السلام)؟

ج: يجوز، بل ينبغي الاهتمام بذلك مع رعاية التاريخ الصحيح واستدعاء خبراء في فن التمثيل، كما في المؤسسات العالمية المتقدمة في صنع الأفلام، وذلك لتنوير أذهان العالم بمعرفة أهداف الإمام الحسين (عليه السلام) وسيرته.

س128: ما هو دورنا نحن في أيام محرم الحرام وخصوصا في يوم عاشوراء ؟
ج: يلزم أن نقتدي بأئمتنا (عليهم السلام) في إظهار الحزن والحداد، وإقامة الشعائر الحسينية تأسيساً أو حضوراً.

س129: هل السير في مسيرات العزاء حُفاة سُنة -كما يقول البعض- خصوصاً في يوم عاشوراء؟
ج: نعم، وتدل على ذلك صحيحة عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام).

س130: لماذا البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام)؟
ج: ورد عن رسول الله (ص) أنه قال: (البكاء رحمة ورقة)، وعن الإمام الحسين (عليه السلام) انه قال: (أنا قتيل العبرة لا ذكرني مؤمن إلا بكى). وقد أمر النبي (ص) بالبكاء على عمه حمزة شهيد أحد، وبكى (ص)على الإمام الحسين (عليه السلام) قبل استشهاده.

س131: هل يمكن الاستفادة من قول الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) في خطابه لجده الحسين (عليه السلام): (فلأندبنك صباحاً ومساءً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً) في أن التطبير مستحب مؤكد؟
ج: نعم، فإن جريان الدم من العين أشد من جريان الدم من الرأس.

س132: لماذا سقى الإمام الحسين (عليه السلام) جيش عدوه بقيادة (الحر بن يزيد الرياحي) مادام يعرف أنهم قادمون إلى الحرب معه، وسيمنعونه من الماء فيما بعد؟
ج: سقاهم الإمام الحسين (عليه السلام) وهو يعلم بأنهم قاتلوه، كما سقى جده رسول الله (ص) المشركين في الحرب (غزوة بدر)، وسقى أبوه أمير المؤمنين (عليه السلام) الأعداء في صفين لأن عادتهم الإحسان وسجيتهم الكرم حتى مع الأعداء.

س133: نقل عن أحد المبرّزين قوله: إن الفاجعة التي نزلت وألمت بمولانا أمير المؤمنين(عليه السلام) وبالتالي بالإسلام هي أعظم من مصيبة سيد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام)، ما هو رأيكم بهذه المقولة، مع علمنا بأن مصيبة الإمام الحسين(عليه السلام) هي من أعظم المصائب؟
ج: مصيبة فقد مولانا أمير المؤمنين(عليه السلام) واستشهاده مصيبة عظمى هدت ركن الإسلام والهداية مما جعل جبرئيل(عليه السلام) ينادي بين السماء والأرض: (تهدمت والله أركان الهدى)، ولكن الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) في ليلة استشهاده حينما كان على فراش المرض توجه إلى ولده الحسين(عليه السلام)، فرآه يبكي عليه فقال له: (ولدي حسين لا تبكِ، فلا يوم كيومك يا أبا عبد الله). وحقاً لا يوم كيوم أبي عبد الله الحسين(عليه السلام).

س134: التوازن في العدد والعدّة بين المعسكرين ولو بالنسبة هو من الشروط الأساسية في العلوم العسكرية للبدء بالحرب، مع هذا الشرط فما هو السر في قيام الإمام الحسين(ع) بهذا العدد القليل والعدّة الضئيلة، هل كان بدءاً بالحرب أو دفاعاً عن النفس، أو بالأحرى دفاعاً عن الدين أو ماذا؟
ج: كان قيام الإمام الحسين(ع) دفاعاً عن الدين، وذلك كما صرّح به هو(ع) قائلاً: «إني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي». فكان الإمام الحسين(ع) يريد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن بني أمية الأعداء الألداء للرسول الكريم ولأهل بيته المعصومين وبرئاسة يزيد، أرادوا الانتقام لقتلاهم المشركين، فبدأوا بحرب الإمام الحسين(ع) وذرية الرسول الكريم(ص) حرب إبادة جماعية، واضطرّ الإمام الحسين(ع) إلى الدفاع، وقد صرّح بذلك يزيد عندما جيء إليه برأس ابن بنت رسول الله مع سبي بنات الرسالة قائلاً:
"لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل"
"قد قتلنا القرم من ساداتهم وعدلناه ببدر فاعتدل"

س135: هل ما يؤدَّى باسم الشعائر الحسينية من مراثٍ وغير ذلك هو جائز على نحو الإطلاق، أم أنه محدد بإطار خاص، أم حسب الزمان، فكلما ارتضاه أهل الزمان واعتبروه من الشعائر كان جائزاً؟
ج: هو محدّد بإطار الاحترام والتكريم، فما عدّه العرف احتراماً وتكريماً فيجوز.

س136: ما هو رأي سماحتكم فيمن يقول بأن هذه الشعائر أو بعضها لم يكن في عهد الأئمة (عليهم السلام)؟
ج: لا يجب أن تكون الشعائر مما تعارف عليها في عهد المعصومين(ع)، وذلك لأن الدليل قائم على جواز كل ما يعدّ احتراماً وتكريماً لأهل البيت(ع).

س137: ما المقصود من استجابة الدعاء تحت قبة الإمام الحسين(ع)، والحال أنه لم تكن هناك قبة في الأزمان السابقة على بناء القبة، فكيف نوجّه هذا المفهوم؟
ج: المقصود هو الفضاء المحيط _ بالقدر المتعارف _ بالقبر الشريف والضريح المبارك.

س138: هل أصحاب الإمام الحسين(ع) أفضل من أصحاب بقية المعصومين(ع) ومنهم أصحاب النبي(ص) والإمام علي(ع) والإمام الحجة(عج)؟ وما هو الدليل عليه؟
ج: نقل عن أبي عبدالله الحسين(ع) يوم عاشوراء مخاطباً أصحابه: (إني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي)، فبشهادة الإمام المعصوم أن أصحاب أبي عبد الله(ع) أوفى وخير من جميع أصحاب الأنبياء والأئمة(ع).

س139: إذا کانت وظيفة الفقيه بيان الأحکام الکلية دون الجزئية، فهل مناقشة المقلدين ظاهرة التطبير _مثلاً_ يدخل في باب مناقشة المسائل الجزئية؟ وما هو تفسير علمائنا الماضين والحاضرين لهذه الظاهرة الحسينية على ما هو المشهور عنهم؟
ج: الفقيه الجامع لشرائط التقليد يبيّن الأحكام في المسائل الشرعية على نحو القضية الحقيقية، بمعنى أنه كلما اتفق لأحد المقلدين مسألة شرعية انطبق عليها الحكم الذي بيّنه الفقيه لها، ومسألة جواز التطبير واستحبابه أيضاً بذلك النحو المذكور، وقد اتفق الفقهاء العظام قديماً وحديثاً على جواز أو استحباب الشعائر الحسينية والتي في مقدمتها التطبير.

س140: ورد أن الزائر للإمام الحسين(ع) يعطى ثواب سبعين حجة مبرورة، كيف يكون هذا؟ وهل من دليل نقلي أو عقلي على ذلك؟
ج: لقد ورد في ثواب زيارة الإمام الحسين(ع) في يوم عرفة بأن يكتب الله لزائره: «ألف ألف حجة مع الإمام المهدي(ع) وألف ألف عمرة مع الرسول الكريم...» إلى آخر الحديث الشريف الموجود في كامل الزيارات ص169، وهذا النقل يدعمه العقل أيضاً، فإن العقل يرى أن هذا الثواب العظيم هو هدية من الله تعالى تعويضاً عن تضحية الإمام الحسين(ع) بكل ما كان يملكه في سبيل الله ونصرة لدينه، فإن الإمام الحسين أعطى كل ما يملكه لله تعالى، والله سبحانه أعطاه هذه الهدية بأن من يزوره يعطيه ثواب ألف ألف حجة، وهذا من الله الواسع الكريم ليس عجباً، مضافاً إلى ما في زيارة الإمام الحسين(ع) من الدعوة إلى الأخلاق، والعدل، والإنسانية، والإنكار على الظلم والظالمين الذين قتلوا ابن بنت نبيهم والتابعين لهم على الظلم والتعدي والطغيان.

س141: إن البعض يتصرفون بعض التصرفات التي قد تشين الشعائر الحسینیة، وإن كان لم يقصد ذلك، فهل من نصيحة وبيان لمثل هؤلاء تهذيباً للشعائر وإغلاقاً للباب بوجه المستشكل؟
ج: الشعائر الحسينية أمانة من الله تعالى في أعناق المؤمنين، وعليهم أداؤها بأمانة وأخلاق وإخلاص إن شاء الله تعالى.

س142: هل القارئ للمراثي الحسينية إذا قلّد آخر قد سبقه بقراءتها بحسب طوره وطريقته يعتبر متجاوزاً على حقوق الآخرين ؟
ج: لا يرى العرف ذلك تجاوزاً.

س143: في هذا الزمان ظهر في المراثي الحسينية لدى بعض الرواديد ما يقرأونه في الاستوديوهات الخاصة، فيدخلون معهم في القصيدة أصوات آلات غير معروفة سابقاً في الشعائر الحسينية، فهل هذا جائز؟
ج: إذا لم تكن الآلات المذكورة من آلات اللهو ولم يكن مؤدّاها مثل مؤدّى آلات اللهو فيجوز.

س144: هل ما يؤدَّى باسم الشعائر الحسينية من مراثٍ وغير ذلك هو جائز على نحو الإطلاق، أم أنها محددة بإطار خاص، أم حسب الزمان، فكلما ارتضاه أهل الزمان واعتبروه من الشعائر کان جائزاً؟
ج: هي محدّدة بإطار الاحترام والتكريم، فما عدّه العرف احتراماً وتكريماً كان جائزاً.

س145: هناك بعض الرواديد يقرؤون في لطمياتهم سورة من القرآن الكريم على شكل شعر وطور، ألا يعتبر هذا نوعاً من الانتهاك لحرمة القرآن الكريم؟
ج: يجوز تضمين القرآن في الشعر فيما إذا لم يعدّه العرف هتكاً، وتجوز قراءة القرآن بالصوت الحسن فيما لو لم يعدّه العرف غناء.

س146: التظاهر في الشعائر الحسينية جائز أم لا؟
ج: التظاهر إذا كان بمعنى الإعلان والإراءة للآخرين، فإن الإعلان في الشعائر الحسينية يوجب التشجيع عليها، فيزداد العمل بذلك فضلاً وثواباً، هذا بالنسبة إلى مطلق الشعائر الحسينية، وأما التظاهر بالنسبة إلى البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) فقد وردت فيه روايات شريفة تقول: "من أبكى على الحسين (عليه السلام) أو بكى أو تباكى فله الجنة"، والتباكي يعني: أنه لا تطاوعه الدمعة، فيجعل نفسه على هيئة الباكي، وهو يعني: التظاهر بالبكاء، والغرض منه هنا إشعار النفس بالحزن ودعوة الآخرين إليه، علماً بأن البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) يبعث الإنسان الباكي إلى أن يقتدي به (عليه السلام)، ويسير على نهجه ولو شيئاً فشيئاً، وهو مكسب عظيم لهداية الناس وتعديل سلوكهم، مضافاً إلى أن رحمة الله تعالى واسعة، ويريد أن يجعل للإنسان _حتى العاصي_ طريقاً للهداية والنجاة من نار جهنم، وذلك بسبب الاهتداء بالإمام الحسين (عليه السلام). علماً بأن المؤمن ينتخب قصد القربة في الشعائر ليحصل على أجرين، أجر الشعائر وأجر القربة.

س147: هل كان لمحمد بن الحنفية أولاد؟ وإذا كان له أولاد فلماذا لم يذهبوا مع الإمام الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء؟ فإن كان هو (محمد) معذوراً لمرض أو غيره، فما توجيه عدم ذهاب أولاده مع الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء؟
ج: كان لمحمد بن الحنفية أولاد ذكور وإناث معاً، وحيث إنه كان من القائلين بإمامة أخيه الإمام الحسين (عليه السلام) ومن المبلَّغين، لذلك فإنه لم يكن ليحرم نفسه ويحرم أولاده الذكور من نصرة إمامه ومن الاستشهاد معه إلا لعذر شرعي هو أدرى به، وهذا ما لم يكن يصلنا، أو لم نعثر عليه.
وتذكر كتب التاريخ المعتبرة أن محمد بن الحنفية عرف ببأسه وشجاعته، وقد حمل راية أمير المؤمنين (عليه السلام) في حرب الجمل، فلمّا حمل على الجيش وحمل الناس خلفه طحن عسكر أهل البصرة، وقيل لمحمّد ابن الحنفية ذات مرّة: «لِمَ يغرر بك أبوك في الحرب، ولا يغرر بالحسن والحسين (عليه السلام)؟ فقال: إنّهما عيناه، وأنا يمينه، فهو يدفع عن عينيه بيمينه». وأوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) عند وفاته ولده الحسن (عليه السلام) بأخيه محمّد بن الحنفية خيراً، حيث قال: «وأُوصيك بأخيك محمّد خيراً، فإنّه شقيقك وابن أبيك، وقد تعلم حُبّي له».

س148: قال الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء:
(إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون يوم المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم).
السؤال: لو كان المجتمع في حالة "لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون يوم المعاد"، هل من الممكن أن تكون "الحرية" هي السبيل للتعايش الأهلي السلمي، وفي الوقت نفسه، طريقاً لحفظ الدين والفضيلة في المجتمع... أم إن للحديث الحسيني الشريف معطيات أخرى.. أرجو تبيان ذلك مفصلاً؟
ج: إن لكلام الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء معطيات كثيرة، منها: الدعوة إلى الإنسانية ونبذ السبعية، فإن الإنسانية تدعو للتعايش الإنساني، ومنها: الدعوة إلى الحرية ونبذ عبادة الحكام الطغاة، فإن الطاغي ما لم يذعن له الشعب بالعبودية لا يستطيع أن يكون طاغياً فيعيش المجتمع بسلام، لكن هنا يبرز تساؤل: ما هي الأسس التي استند إليها السائل الكريم ليفصل الحرية عن الدين، ففي ثنايا سؤاله "قناعة" بأن "الحرية ليست من الدين"؟!.
الحرية قيمة عليا في الإسلام، يقول الله تعالى: ((لكم دينكم ولي دين))، ((لا إكراه في الدين)), ويشير أمير المؤمنين(ع) إلى أن للحرية في الإنسان أصالة ذاتية متجذرة فيه لا دخيلة عليه، بقوله (لا تكن عبد غيرك، وقد جعلك الله حرّاً). وقد استنبط الفقهاء من الآيات والروايات القاعدة الفقهية المشهورة (الناس مسلطون على أموالهم وأنفسهم)، وهذه القاعدة إنما تعطي الحق في حريات شاملة للإنسان في مختلف أبعاد الحياة. فقد أعطى الإسلام للإنسان حرية الفكر، وحرية القول، وحرية العمل، لكن في الإطار المعقول الصحيح (عدم الإضرار بالآخرين وعدم الإضرار البالغ بالنفس). وقد حدد رسول الله(ص) كل فكر وقول وعمل بعد الضرر، وقال (صلى الله عليه وآله) (لا ضرر ولا ضرار في الإسلام)، فالحرية عامة لجميع الناس حتى الكفار.
وفي هذا الإطار يقول الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي(قده): "الحرية في النظامِ الإسلامي كالقلب بالنسبة للجسد، ففي الإسلامِ أوسع الحريات وأشملها، فالأصل في كل شيء الحرية إلا المحرمات المعدودة". ويقول أيضاً في كتابه الموسوم بـ(الحرية الإسلامية): "كان آباؤنا يتمتعون بالحرية طيلة ثلاثة عشر قرناً، كانوا يتمتعون بالحرية حينما كان القرآن دستورهم، والسنة منهاجهم وطريقهم إلى سبيل الرشاد، وما تخلف العالم الإسلامي عن ركب الحضارة والمدنية اليوم إلاّ نتيجة طبيعية لابتعاد المسلمين عن روح الحرية وجوهرها".
ويقول المرجع الشيرازي(دام ظله): "الإسلام دين الحريات مبدأ وشعاراً، وواقعاً وعملاً، وقد التزم الإسلام بمبدأ ((لا إكراه في الدين)) في مختلف مجالات الحياة. فالإسلام لا يقول لأحد: أين تسكن؟ وأين تذهب؟ ومتى تذهب؟ بل يقول: إن الله خلقك وهو الذي أعطاك الفكر والعقل فلا تكن عبد غيرك". ويقول(دام ظله): "الحرية التي يمنحها الإسلام في مختلف المجالات ليس لها نظير ولا شيء يقرب منها في تاريخ العالم حتى في هذا اليوم المسمى بعصر الحريات". وبالتأكيد فإن لكلام سيد الشهداء (عليه السلام) مضامين أخرى.

س149: بعض المؤمنين يعطون ظهورهم لأضرحة الأئمة (عليهم السلام) ويتمسحون بها بنية الشفاء، هل هذا العمل فيه اشكال؟
ج: لا إشكال إذا لم يعدّه العرف هتكاً.

س150: هل يجوز التحدث والكلام أثناء قراءة زيارة عاشوراء؟
ج: التحدث والكلام غير المخل بقراءة الزيارة، مثلاً ردّ السلام وأشباهه، لا ضرر فيه ولا إشكال إذا لم يؤثر على توجه القارئ والتشويش عليه أو يوجب هتك حرمة المجلس.

س151: بالنسبة للنهضة الحسينية .. يستشكل المخالفون علينا بأن الشيعة هم من قتلوا الحسين، والآن هم يبكون عليه .. كيف يمكن أن نرد عليهم بالجواب الشافي والكافي؟
ج: إن هؤلاء الذين يستشكلون بهذا الإشكال هم أحد اثنين: إمّا أنهم لم يقرؤوا التاريخ، وإما أنهم قرؤوه ولكنهم يتجاهلونه، ونحن نذكر لهم نماذج من التاريخ تدل بصراحة على أن قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) كانوا ممن نصب العداء للرسول الكريم (ص) وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام)، ولم يكونوا في يوم من الأيام شيعة قط، ومن تلك النماذج: تمثّل يزيد بن معاوية عندما جيء إليه برأس الإمام الحسين (عليه السلام) بأبيات ابن الزبعري: «ليت أشياخي ببدر شهدوا .. إلى آخر أبياته»، وهو دليل صريح على أنه قتل الإمام الحسين (عليه السلام) ثأراً منه لأسلافه المشركين وعبدة الأصنام، ودليل صريح على كفره وإنكاره لكل المقدسات.. وهل شيء أكثر صراحة في الكفر والجحود من قوله: «لعبت هاشم بالملكـ فلا خبر جاء ولا وحي نزل»؟! وكذلك من النماذج خطاب الإمام الحسين (عليه السلام) جيش ابن سعد عندما عزموا على قتاله قائلاً لهم: أنشدكم بالله هل تعلمون أحداً هو ابن بنت نبيكم غيري؟ فقالوا: لا، قال: إذن كيف تستحلّون دمي وقتالي؟ قالوا: (نقاتلك بُغضاً منّا لأبيك...). وأيضاً خطابه (عليه السلام) جيش ابن سعد بعد أن تركوه وهجموا على مخيّمه بقوله (عليه السلام) لهم: «يا شيعة آل أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً». فهذا كذلك دليل صريح أيضاً على أن الذين اشتركوا في قتله لم يكونوا من شيعته، بل كانوا من شيعة آل أبي سفيان والسائرين على خط بني اُمية. إضافة إلى ذلك فإننا حينما نستقرئ أسماء قادة الجيش نجد أنهم كانوا من البعيدين عن أهل البيت (عليهم السلام) من أمثال: الحصين بن نمير التميمي وعمرو بن الحجاج الزبيدي وعزرة بن قيس الأحمسي.. الذين كانوا معروفين بالانتساب إلى بني أمية وموالاتهم، وقيس بن الأشعث وشبث بن ربعي اللذين كانا من رؤوس الخوارج، وحتى عمر بن سعد بن أبي وقاص، فإنه وأبوه لم ينصرا أهل البيت (عليهم السلام) يوماً، ولم يتشيعا لهم، بل على العكس فقد خذل سعد أمير المؤمنين(ع)، واعتزل حروبه كلها، ونحن نتحدى أن يؤتى لنا بمثال واحد من أولائك القادة كان معروفاً بالولاء لآل علي (عليهم السلام) ومناصرتهم، بل العكس هو الصحيح، فإن أقطاب الشيعة في ذلك الوقت كانوا بين من وصل والتحق بنصرة الحسين (عليه السلام) واستشهد معه، وبين من حيل بينهم وبين الحسين كبعض بني غاضرة، وبين من كانوا بعيدين في المنافي، حيث إن زياداً هجّر الألوف من الشيعة وأبعدهم إلى خراسان، وبين من زج بهم في المعتقلات كالمختار بن أبي عبيد وسليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد.. وأمثالهم من الشخصيات الشيعية الكبيرة. ولعل منشأ الشبهة هو قضية البيعة، حيث بايع مسلماً للحسين (عليه السلام) الألوف، فنقول: إن مجرد البيعة لا تدل على أن هؤلاء كانوا شيعة! فإن الناس عادة تتبع الجو السائد، ولعل دافع أكثر الناس للبيعة كان هو التخلص من ظلم بني أمية وتعسفهم، وليس الرغبة في نصرة أهل البيت (عليهم السلام) لكونهم أصحاب الحق، ولذا رأينا في المبايعين أناساً من الخوارج وغيرهم من عامة المسلمين ممن لا يعترفون لأهل البيت ع بالأحقية بالخلافة. وللتفصيل ينبغي مراجعة الدراسات المتخصصة، وكذا البحار ج44 و45.

س152: بالنسبة إلى التطبير ونزول الدم من المطبرين ووقوعه في صحن الإمام الحسين (عليه السلام) وأخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام)، ألا يسبب ذلك تنجيس هذا المكان المطهر والذي حكمه حكم المسجد، كيف يمكن حل هذه الإشكالية؟
ج: التطبير جائز بل مستحب، وعلى جوازه مشهور الفقهاء، وهو من الشعائر الحسينية المتعارفة لدى المحبين لأهل البيت (عليهم السلام)، وإقامته في الصحن الشريف لا يعتبر هتكاً لحرمته، بل هو راجح، كما أن الصحن الشريف لا يعد مسجداً ولا هو بحكم المسجد.

س153: قرأت عن ثواب زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، وأنها تعدل مائة حجة، أو ألف حجة، أو ألف ألف حجة أو عمرة، هل معقولٌ كل ذلك؟ أليس فيه مبالغة؟
ج: في القصة التالية الجواب المقنع للإنسان المتفهّم، وهي: إنّ أحد العلماء فكّر في نفسه بأنّ مثل هذا الثواب الكثير لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) أو البكاء عليه قد يكون فيه مبالغة، فدخل عليه شخص ذات يوم وقال له: إنّ ملكاً خرج مع أعوانه للصيد، فرأى ظبياً، فلحقه، فأبعده عنهم، وأخذه إلى مكان لم يكن فيه أحد سوى خيمة فيها عجوز وابنها، ولهما شاة واحدة فقط، وكان قد حصل للملك تعب شديد، وعطش ممّا اضطرّه إلى أن ينزل ضيفاً عندهما، فرحّبت به العجوز، وقدمت له اللبن، ثم ذبحت الشاة لتهيئة الطعام.. فأكل حتى شبع، فلمّا جاء أعوان الملك وأراد أن يودّعهم أعطى للعجوز عنوانه وأراد منها أن تأتي إليه ليكافئهم على ذلك. بعد مدة ضاق بالعجوز وابنها العيش فنزلا إلى المدينة وسألا عن العنوان فدلّوهما على قصر الملك، فعرفهما الملك وأدخلهما قصره، ودعا وزراءه وقال لهم بأنّ هذه العجوز وابنها قدّما له كل ما يملكانه وهي الشاة التي ضحّوا بها لأجله، والآن يريد المكافأة فكيف يكافئهما؟ قال أحد الوزراء: بعشرة شياه، وقال الآخر بمائة، وقال ثالث بألف، وفي كل ذلك يقول الملك: هو قليل. فقالوا: الملك هو أعرف بقدر المكافأة، فقال لهم: أليس قد قدّما لي كل ما يملكانه؟ قالوا: نعم، قال: فإنّ مكافأتهما هو: أن أقدّم لهما كل ما أملكه من الملوكية.. وهنا التفت ذلك الشخص إلى العالم وقال له: أسألك أيها العالم: أليس الإمام الحسين (عليه السلام) قدّم لله تعالى خالصاً مخلصاً كل ما كان يملكه حتى طفله الرضيع؟ فقال العالم: نعم، فقال الشخص: فهل من المبالغة أن يكافئه الله تعالى، وهو ملك الدنيا والآخرة، مقابل ما قدّم بمثل هذا الثواب لزيارته وللبكاء عليه؟ وهنا تنبّه العالم وأخذ يبكي، ويستغفر الله على ما خطر في فكره وماتصوره من وجود المبالغة في ثواب الزيارة والبكاء.
نعم إنّه لا مبالغة، لأنّ ملك الدنيا والآخرة وخالقهما ومقدّرهما، أراد أن يعوّض ريحانة رسوله الأمين، عما قدّمه (عليه السلام) لهآ سبحانه من تضحيات (إذ لم يبخل حتى بطفله الرضيع..)، ولولا هذه التضحيات لم يبق للإسلام أثر يذكر، ولذلك اشتهر: (إنّ الإسلام محمّدي الوجود وحسيني البقاء).

س154: أحد المؤمنين يقول: أنا في يوم عاشوراء أعمل ذبيحةً صدقة عن الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) .. وذلك حتى لا يتأذى الإمام من مصيبة جده الإمام الحسين (صلوات الله عليه).. ما رأيكم في ذلك؟
ج: التصدّق بالذبيحة وعمل الأضحية عن الإمام المهدي (سلام الله عليه وعجل الله تعالى فرجه) حسن، وينبغي أن ينوي بها سلامته (عليه السلام) من الأذى والآفات، وأما مصاب جدّه الإمام الحسين (عليه السلام)، فإنه لا يُخفَّف عنه (عليه السلام) إلاّ عندما يأذن الله (عز وجل) له بالظهور، ويأذن له بطلب الثأر من أهل الجور والباطل، وإقامة الحق والعدل، ورفع راية الله وأوليائه عالياً إن شاء الله تعالى، لذلك ينبغي عمل الأضحية لسلامته وعلى نية التعجيل في ظهوره (صلوات الله عليه).

س155: إنّ قول (يا حسين) ليس صحيحاً، إنّما الصحيح (يا الله)، كيف نرد على من يقول ذلك؟
ج: روى أئمة الحديث لدى العامة بأسانيدهم المتصلة عن عثمان بن حنيف: (أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني. قال: إن شئت دعوت ، وإن شئت صبرت فهو خير لك. قال: فادعه. قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعوه بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه في)، وفي مسند أحمد: (ففعل الرجل فبرأ)، وفي معجم الطبراني: (قال ابن حنيف: فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط).
رواه الترمذي والحاكم والبيهقي وصححوه، يراجع: سنن الترمذي ج5ص229 والمستدرك ج1ص313. وكذا رواه أحمد في المسند والنسائي في السنن، والطبراني في المعجم الكبير ج9ص31 والصغير ج1ص184، وهو حديث مشهور جداً متفق على صحته، وقد أقر صحته حتى إمام السلفية ابن تيمية، بل اعتبره حديثاً ثابتاً. ينظر مجموعة الفتاوى ج1ص222وص323.
وروى الطبراني في الصغير حديثاً آخر يدل على أن عثمان بن حنيف، وهو الصحابي الذي روى الحديث علَّم رجلاً بعد وفاة النبي أن يدعو بهذا الدعاء، ويقول: (يا محمد) لتُقضى حاجته، ففعل الرجل، وقُضيت حاجته! والحديث الثاني صحيح كذلك، كما ذكر الطبراني نفسه. يُراجع المعجم الصغير ج1ص183.
وبناءً على هذا فلا إشكال في قول (يا حسين).
هذا إضافةً إلى أن الله سبحانه، قد أرشدنا في كتابه إلى أهمية اتخاذ الوسيلة فيما بيننا وبينه، بقوله _عز من قائل_: «وابتغوا إليه الوسيلة» المائدة:35. ومن الوسيلة العمل الصالح، ومنها تقديم الأنبياء والأولياء.
وقد جاء في تفسير قوله تعالى: «ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها» الأعراف:180. عن الرسول الأمين وأهل بيته المعصومين بأنهم هم أسماء الله الحسنى الذين أمر الله تعالى المسلمين أن يدعوه بها. نور الثقلين ج2 ص103. أضف إلى ذلك أن القرآن الكريم نسب الإغناء إلى الله، ونسبه أيضاً إلى الرسول الأمين قائلاً: «أغناهم الله ورسوله من فضله» التوبة:74. مما يعني: إنّ الله تعالى قد أذن للرسول ولأهل البيت بذلك، فيصح الطلب من الله تعالى بقول يا الله، ويصح التوسل بالرسول الأمين وأهل بيته المعصومين بقول: يا رسول الله ويا علي ويا فاطمة ويا حسن ويا حسين.

س156: لماذا طلب مولانا علي الأكبر (عليه السلام) من أبيه الحسين (عليه السلام) شربة من ماء مع علمه بعدم وجود الماء؟
ج: ذكر الفضلاء من خطباء المنبر الحسيني والعلماء والمراجع الحسينيون وجوهاً لطلب مولانا علي الأكبر (عليه السلام) الماء من أبيه الإمام الحسين (ع عليه السلام)، مع أنّه كان يعلم بعدم وجود ماء عنده، منها: إنّه أراد بذلك أن يجدد لقاءه بأبيه حتى يتزود منه العزم والصلابة ليستمر في مجاهدة الأعداء. ومنها: إنّه كان يأمل إرواءه عن طريق المعجزة، حيث سبق الإرواء من جده وأبيه للعطاشى بطريق الإعجاز مراراً، وحتى أنّه اتفق مثل ذلك لنفس علي الأكبر عندما كان صبياً.
ومنها: إنّه علم بشدّة تعلق قلب والده كأب حميم ووفي، عطوف وشفيق به، فأراد أن يخفف عنه مصيبة فقده، فجاء وقال له بأن العطش قتلني... يعني لا راحة لي ولا خلاص إلا بالموت... وهذا ما سيجعل فاجعة مقتله أهون على قلب أبيه، حيث سيستشعر الوالد أنه بالقتل ارتاح ابنه من تلك المعاناة (معاناة العطش)، وهذا الذي قصده علي الأكبر تحقق، حيث طلب منه الحسين فعلاً الرجوع حتى يستشهد بسرعة، وقال له بأن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيرويه بكأسه الأوفى شربة لا يظمأ بعدها أبداً. وهكذا استطاع هذا الولد البار تخفيف معاناة الوالد الوفي من مفاجأة رحيله وفراقه.

س157: ما حكم التبرك بتقبيل الأشياء التالية مع العلم بأنها من ضمن الوسائل التي يقام وُيحيا بها عزاء سيد الشهداء (صلوات الله عليه):
أ_الكرسي ( المنبر) الذي يجلس عليه الخطيب.
ب_الراية الخاصة بمأتم سيد الشهداء.
ج_جدار المأتم أو الحسينية؟
ج: تقبيل المذكورات هو كتقبيل جلد المصحف الشريف إكراماً للمصحف ، ولم يقل أحد بحرمته، فكذلك تقبيل المذكورات في السؤال فإن تقبيلها تكريم لصاحب المنبر، وهو الرسول الأمين (صلى الله عليه وآله)، وتكريم لصحاب الراية وصاحب المأتم أو الحسينية، وهو الإمام الحسين (عليه السلام).

س158: هل قول الإمام الحسين عليه السلام : (إني لا أعلم أصحاباً خيراً من أصحابي)، يقصد الإمام (عليه السلام) في كل زمان ومكان، أم أنه تختص الأفضلية والخيرية في زمن الإمام فقط لا قبله ولا بعده؟
ج: قول الإمام الحسين (عليه السلام) في أصحابه ليلة عاشوراء يفيد العموم لكل الأصحاب وفي كل زمان ومكان، وقد أثبتوا (عليهم السلام) ذلك عملاً وعلى أرض الواقع حيث فدوا بأنفسهم وضحّوا بدمائهم ما كان لهم رمق في الحياة، ولم يسمحوا بأن يصل الأذى إليه (عليه السلام) مادام أحد منهم موجوداً.

س159: بعض يدّعي أن الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) قتل في يوم واحد 700 شخص، لأنهم كانوا يحيكون المؤامرة والانقلاب عليه، فهل هذا صحيح؟
ج: ليس هذا بصحيح، ويشهد على عدم صحته أدلة كثيرة، منها ما جاء في التاريخ وبصورة متضافرة من أنّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يعلم بإذن الله تعالى وإخبار الرسول الأمين له: بأنّ المرادي ابن ملجم هو من سيقتله، ولكنه لم يعاقبه ولم يتعرض له بسوء، بل لم يعتقله أو حتى ينفيه خارج الكوفة!! وقد روي أنه حين مرّ ابن ملجم بأمير المؤمنين وكان جالساً في دكان ميثم التمار، قال الإمام لميثم: (يا ميثم، هذا والله قاتلي لا محالة!!). فعندها قال ميثم: (يا أمير المؤمنين، فلم لا تقتله أنت قبل ذلك؟) فأجابه (عليه السلام): (ياميثم، لا يحل القصاص قبل الفعل). فقال ميثم: (يا مولاي، إذالم تقتله فاطرده). فقال (عليه السلام): (يا ميثم... إنه بعد ما جنى جناية فيؤخذ بها، ولا يجوز أن يعاقب قبل الفعل). بحار الأنوار ج42ص275.

س160: في زيارة عاشوراء، الفقرة التالية:
(السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أبا عَبْدِاللهِ وَعلَى الأَرْواحِ الّتِي حَلّتْ بِفِنائِكَ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ اللهِ أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكُمْ..).
هناك من يقرأ (عليك): (عليكم)، مستنداً إلى أن الخطاب للجماعة، الإمام الحسين والأرواح التي حلّت بفنائه، وآخر العبارة يؤكد ذلك، لأنه يخاطب جمعاً (وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكُمْ) ؟
ج: قد ورد في بعض الكلمات من الزيارات والأدعية أكثر من لفظ، وقراءة أحدها كافٍ في تحقق الأجر والثواب إن شاء الله تعالى.

س161: والدتي عندها نذر شاة «للإمام الحسين (عليه السلام)» تأخذه معها في المشي إلى كربلاء المقدّسة من النجف الأشرف، والسؤال هل تستطيع أن تعطيه لأحد المواكب في طريق المشاية بعد أن تمشي به قليلاً في الطريق، لصعوبة أخذه إلى كربلاء؟
ج: نعم وتقبّل الله إن شاء الله تعالى

س162: أنا قارئة عزاء (مُلّة)، ويوجد أطفال بمجلس العزاء يتحدثون بصوت مرتفع، وأحياناً يتنازعون فيما بينهم، وأنا أزجرهم وأصيح عليهم لكي يسكتوا، فهل عملي هذا صحيح أم هو حرام؟
ج: ينبغي التلطف بالأطفال وتحمّلهم وعدم الصياح عليهم، لأنّ حضورهم في مجالس العزاء هو نوع تدريب لهم على الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) وإقامة العزاء عليهم، وفيه أجر كبير وثواب كثير لمن يتحمّلهم ويلطف بهم، نعم ينبغي توصية الأمّهات بأن تأخذ كل واحدة منهن طفلها.

س163: عندما أدخل إلى الحرم الشّريف للإمام الرضا (عليه السلام) لا أشعر بخشوع وحتّى البكاء أفتقده، هل من توجيه حتّى أستشعر هذه الحالة؟
ج: لاستشعار حالة الخشوع عند زيارة الإمام الرضا (عليه السلام) بل عند زيارة سائر المعصومين (عليهم السلام) ينبغي استحضار أنّ الإمام (عليه السلام) حيّ عند الله يُرزق وأنّه يرى مقام الزّائر، ويسمع كلامه، ويردّ سلامه، وأنّه (عليه السلام) باب الحوائج إلى الله تعالى، وأنّه لا يخيّب آمله، ولا يردّ سائله، ولا يحرم زائره، وأن يسعى ويعزم على أن يكون من خيرة زوّاره الذين يأدّون الواجبات، ويبتعدون عن المحرّمات، ويتخلّقون بأخلاقه الحسنة، وسيرته الطيّبة، ويراعون الأخلاق والآداب الإسلاميّة في كل شيء ومع كل أحد وخاصة مع الوالدين والأهل والأقرباء إن شاء الله تعالى، وعليه الإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد، والاستغفار، ولمزيد من التفصيل ينبغي مراجعة كتاب «مفاتيح الجّنان» للشيخ عباس القمّي فصل في آداب السّفر، وفصل في آداب الزّيارة، فهو جيد ومفيد، وفيه كل ما ينبغي للزّائر فعله خلال الزّيارة.

س164: من استؤجر لزيارة الخامس عشر من شعبان، وحصل خلاف في الهلال، فماذا يفعل؟
ج: الاحتياط بالجّمع حسن، ولكن يكفيه فيما لو لم يثبت الهلال عنده أن يأتي بالزّيارة بناءً على إكمال العدّة، أي في اليوم الثاني من اليومين المُختَلف فيهما.