فصل في وجوب إكرام أهل القرآن واستحباب حفظه وتعلمه وتعليمه

عن السكوني، عن أبي عبد الله قال: قال رسول الله : إن أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين ما خلا النبيين والمرسلين، فلا تسضعفوا أهل القرآن حقوقهم، فإن لهم من الله العزيز الجبار لمكاناً.

وعن عبد الله بن عباس عن رسول الله قال : أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل.

وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله : حملة القرآن عرفاء أهل الجنة.

وعن الإمام الحسن العسكري في تفسيره، عن آبائه ، عن النبي قال : حملة القرآن المخصوصون برحمة الله، الملبسون نور الله، المعلمون كلام الله، المقربون عند الله، من ولاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله، يدفع الله عن مستمع القرآن بلوى الدنيا، وعن قاريه بلوى الآخرة، والذي نفس محمد بيده لسامع آية من كتاب الله وهو معتقد (إلى أن قال) أعظم أجراً من نبير ذهباً يتصدق به، ولقاري آية من كتاب الله معتقداً أفضل مما دون العرش إلى أسفل التخوم.

وعن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله قال : الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة.

وعن أبي عبد الله قال : سمعته يقول : إن الذي يعالج القرآن ويحفظه بمشقة منه وقلة حفظ، له أجران.

وعن منهال القصاب عن أبي عبد الله قال : من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه، وجعله الله مع السفرة الكرام البررة وكان القرآن حجيزاً عنه يوم القيامة، يقول: يا رب إن كل عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي، فبلغ به أكرم عطائك، قال : فيكسوه الله العزيز الجبار حلتين من حلل الجنة، ويوضع على رأسه تاج الكرامة، ثم يقال له: هل أرضيناك فيه؟ فيقول القرآن : يا رب قد كنت أرغب له فيما أفضل من هذا، قال: فيعطى الأمن بيمينه، والخلد بيساره، ثم يدخل الجنة، فيقال له : اقرأ آية فاصعد درجة، ثم يقال له : هل بلغنا به وأرضيناك؟ فيقول : نعم، قال : ومن قرأه كثيراً وتعاهده بمشقة من شدة حفظه أعطاه الله عزَّ وجلّ أجر هذا مرتين.

وعن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله قال (في حديث) : من أوتي القرآن والإيمان فمثله مثل الأترجة ريحها طيب، وطعمها طيب، وأما الذي لم يؤت القرآن ولا الإيمان، فمثله كمثل حنظلة طعمها مر ولا ريح لها.

وعن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله قال : قال رسول الله : تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شاب جميل شاحب اللون فيقول له : أنا القرآن الذي كنت أسهرت ليلك، وأظمأت هو أجرك، وأجففت ريقك، وأسبلت دمعتك (إلى أن قال:) فابشر فيؤتى بتاج فيوضع على رأسه ويعطى الأمان بيمينه والخلد في الجنان بيساره، ويكسى حلتين ثم يقال له : اقرأ وارق، فكلما قرأ آية صعد درجة، ويكسى أبواه حلتين إن كانا مؤمنين، ثم يقال لهما هذا لما علمتماه القرآن.

وعن الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين : إن الله ليهم بعذاب أهل الأرض جميعاً حتى لا يحاشى منهم أحداً إذا عملوا بالمعاصي واجترحوا السيئات فإذا نظر إلى الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلوات والولدان يتعلمون القرآن رحمهم فأخر ذلك عنهم.