كتابات أكثر وضوحاً (19): نرفض.. والواقع يقبل!

 

موقع الإمــــــام الشيرازي

15/جمادى الأولى/1431

كتبت د.هيا عبد العزيز المنيع في صحيفة الرياض مقالاً بعنوان "أفق الشمس.. نرفض والواقع يقبل" قالت في مقدمته: "في غير آية قرانية وغير حديث شريف أعطيت المرأة حقها في الحياة والعمل والإرث والزواج والعبادة والحساب والعقاب والثواب"... لكن وفي الوقت نفسه فإن واقع المرأة في مجتمعاتنا المسلمة يختلف كثيراً عما أكد عليه الإسلام حيث تشير د. المنيع الى أن: "الواقع يكشف عن شواهد سلبت المرأة الكثير من حقوقها، نعم في غير مجتمع إسلامي وعربي المرأة في الكثير من تلك الدول مواطن من الدرجة الثانية وأحياناً أقل... مثلاً الزواج يتم تزويج الفتيات بعقد منزلي دون إثبات الموافقة أو العلم مع إن الإسلام أعطاها حق القبول والرفض دون إكراه... في مجتمعنا نمنع عنها البيع والشراء مع إن الإسلام حلله وبآية صريحة... في مجتمعنا أباحوا كل أنواع الزواجات تيسيراً للرجل ورحمة به من الوقوع في الخطأ بينما المرأة تحرم من الإقامة في منزلها بعد الطلاق وتحرم من أبنائها إن تزوجت بآخر أما الأب فحقه دائم وكأن الأمومة تتوقف عند الاقتران برجل".

يقول الإمام الشيرازي الراحل (أعلى الله مقامه):

"إن مسألة صنمية العادات وشيوع الانحرافات من المسائلِ العامة البلوى، التي يكاد لا يخلو منها بلد، ومن هنا تنبع ضرورة اضطلاع ذوي البصيرة والاطلاع بالقيام بمواجهة شجاعة لهذا الداء الفتاك، وبيانِ مواضع الخللِ فيه".

تضيف د. هيا المنيع قائلة: "لا أريد أن أستمر في عرض مشاهد الواقع الاجتماعي ولكن فقط أردت الاستدلال بتلك النماذج لتأكيد أن الواقع يختلف في الكثير من التطبيقات عن ديننا وهنا الخطورة فبعضنا يتشدق بعبارات الدرة المكنونة والجوهرة المصونة فيما هي تكابد حرارة الشمس لتسول لقمة عيشها وصغارها... لأن هناك قاضياً حكم لها بالطلاق والحضانة على أن تتحمل النفقة وهي لا دخل لها لأن الرجل الأب اشترط ذلك ليتنازل لها عن أبنائها".

يقول الإمام الشيرازي الراحل (أعلى الله مقامه):

"لقد منح الإسلام الزوجة حقوقاً ساوت حقوق الزوج، إنْ لم نقل فاقت عليها في بعض الأحيان، وقد حذّر الإسلام تحذيراً شديد اللهجة من الاعتداء والتجاوز عليها وعلى حقوقها".

ويقول المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي:

"لقد صعدوا بالمرأة من جانب, ونزلوا بها من جانب آخر فتولدت المشاكل، والإسلام لم يحرم على المرأة علماً ولا عملاً، بل فرض عليها أحياناً العلم والعمل، وحبّذهما لها أحياناً أخرى، وإنما حرم عليها التبذل والميوعة، والتبرج والخلاعة، كما حرّم عليها أن تقوم بأعمال تنافي عفتها وشأنها".

وتختم د. المنيع مقالتها بالقول: "الواقع يخذل..., الواقع للأسف لايتفق مع حقيقة الإسلام وهنا مكمن الخطورة لأن خطابنا يردد دائماً الإسلام كرَّم المرأة، الإسلام عزز دور المرأة، الإسلام حفظ حقوقها... المرأة المسلمة جوهرة مكنونة ودرة مصونة... ثم يكشف واقع تلك الجوهرة عن الحال السيئة لها تحت مظلة سد باب الذرائع تارة وعدم الثقة فيها تارة أخرى ثم تخترقنا مؤسسات تريد باطلاً باسم الحق ونحن للأسف نرفض والواقع ينحرنا فهل نستيقظ ونصحح أم يفرض الزمن واقعاً جديداً ربما لا يريده أغلبنا ومع ذلك قد يتعايش معه كما نتعايش مع واقعٍ وعينا لم يعد يريده؟ّّ!!".

يقول الإمام الشيرازي الراحل (أعلى الله مقامه):

"المجتمع الإسلامي المعاصر احتقر المرأةَ، حينما حرمها من التعليم ومن حقها في الإرث، وحرم الكثير منهن من الزواج، ومنعهن عن كثير من حقوقهن الأُخرى".