|
من فيض النهضة الحسينية * |
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين. يقول الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارة جده الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم الأربعين: «وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة». وهذا النص المبارك يحتوي على مفاهيم ومباحث ذات مضامين عالية، نتناول مبحثين منها باختصار؛ يتعلق الأوّل منهما بكلمة «فيك» ويتعلّق الثاني بكلمة «ليستنقذ» الواردتين في النص: |
|
المبحث الأوّل تضحية الإمام الحسين من أجل الله |
|
يدور هذا المبحث حول كلمة «فيك» الواردة في النص. وهي هنا تعني "لأجلك"، والمخاطَب هو الله تعالى. لأنّ «في» في اللغة العربية قد تأتي بمعنى لام التعليل، كما يقوله ابن مالك في الألفية. والمقصود به الباعث والدافع الذي يحرك الإنسان نحو القيام بعمل ما. وهذا بحث تناوله العلماء في علم الحكمة الإلهية وعلم الأخلاق وعلم الفقه، وتناوله العلماء الجدد في علم النفس. فإنّ كل عمل إرادي يصدر منا نحن البشر يتوقف - في حقيقته - على دافع ومحرك ومنطلق، يرجع بالتحليل إلى أحد أمور ثلاثة، هي: - الدافع الأوّل: أن يكون العمل للدنيا. - الدافع الثاني: أن يكون العمل للآخرة. - الدافع الثالث: أن يكون العمل لله تعالى. |
|
أمثلة على الدافع الأوّل |
|
فتارة يكون الهدف من وراء العمل دنيوياً. وهذا - مع الأسف - هو حال أكثر أعمالنا، فهي - في الغالب - للدنيا. كالتاجر مثلاً يذهب إلى متجره كل يوم، ودافعه الحصول على المال، أي إنّ عمله للدنيا. ولذلك فهو لا يستحق على الله شيئاً، ولا يمكنه أن يطلب من الله أجراً على عمله، في يوم القيامة، لأنّه عمل للمال، وقد نال ما عمل من أجله، فماذا يطلب من الله؟ مثال آخر: الطالب الذي يدخل المدرسة ويطلب العلم وهدفه أن ينال الشهادة، فهو الآخر لا يستطيع أن يطلب من الله شيئاً لقاء طلبه العلم، لأنّه لم يطلبه لله، بل للشهادة وقد نالها. مثال آخر: الكريم الذي يبتغي الشهرة والذكر الحسن من وراء كرمه. فلقد كان حاتم الطائي المشهور بالكرم يجود حتى بلقمته للآخرين، ولكن يروى أن زوجته واسمها ماوية لم تكن راضية على هذا المستوى من البذل، فقال رداً عليها: أماويّ إنّ المال غادٍ ورائح***ويبقى من المال الأحاديث والذكر يريد بذلك: أنّ المال يزول ولكن الذكر الذي أحصل عليه بسبب البذل يبقى. فإذا كان هذا حقاً هو منطلق حاتم في كرمه، فإنّه لا يستحق على الله في يوم القيامة شيئاً، لأنّه كان يطلب الذكر الحسن والسمعة الطيبة والشهرة وقد نالها. إن المهم عند الله هو الدافع. إذن، قبل أن نشرع بأيّ عمل، علينا أن نفكر أوّلاً ما هو دافعنا للقيام بذلك العمل؟ [فإنّه إذا كان للدنيا، فإنّه أحطّ الدوافع]. |
|
كيف يكون الباعث إلهياً؟ |
|
وقد يفكر الإنسان بنحو آخر؛ يقول: إن لم أعمل وأشتغل فكيف أستطيع أن أنفق على عائلتي من الحلال، والله تعالى يريد ذلك مني؟ فيكون عمل الشخص بدافع الامتثال لأمر الله تعالى؛ في مثل هذه الحالة يكون الباعث إلهياً وليس دنيوياً. مثال آخر: الشاب الذي يتزوج ودافعه ليس مجرد إشباع رغبته الجنسية، بل ليمنع نفسه من الوقوع في الحرام وما يُسخط الله تعالى، فهذا أيضاً يكون باعثه إلهياً، ويكون لعمله هذا أجر وثواب عند الله تعالى. [أي إنّ الإنسان يستطيع أن يقوم بالأعمال المباحة نفسها ولكن تكون دوافعه غير دنيوية - أعم من القسمين الأخيرين]. |
|
الفرق بين الدافعين الأخيرين، وتوضيحهما بالأمثلة |
|
الدافع الثاني - كما صنّفنا آنفاً - هو أن يعمل الإنسان للآخرة، أي طمعاً في الجنة أو خوفاً من النار. ومثاله الواضح في عبادات معظم الناس، فهم في الأغلب يستيقظون لصلاة الصبح لأنّهم يعلمون أنّ في تركها العقوبة، خلافاً لصلاة الليل، وهذه الالتفاتة اللطيفة هي لأحد العلماء (رضوان الله عليه) فكان يقول: إنّ أغلب الأعمال العبادية التي يقوم بها الناس هي إما طمعاً في الجنة أو خوفاً من النار، [وخوف العقوبة أشد تأثيراً من الرغبة في الثواب، ولذلك كان الإنذار مقدماً على التبشير في القرآن الكريم، ولذلك أيضاً نرى الناس لا يعملون المستحبات حتى الأكيدة رغم ما فيها من عظيم الثواب، ومثالها صلاة الليل]. إذن الباعث والمحرك في هذا القسم هو أخروي ويتمثل بالخوف من النار أو الطمع في الجنة. [وقد يبدو هذا الباعث لأوّل وهلة أرفع البواعث، ولا شكّ أنّه باعث رفيع خلافاً للأوّل] ولكن قبل أن نبيّن رأينا في الموضوع لنستمع إلى سيدنا ومولانا الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في تقييمه لهذا الباعث؛ يقول (صلوات الله وسلامه عليه): «إنّ قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وإنّ قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإنّ قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار»[1]. لاشكّ أنّه يجب أن نعمل ونعبد خوفاً من النار وطمعاً في الجنة - وما أكثر المحرومين حتى من هذه المنزلة! - ولكن هذه العبادة هي عبادة الأُجراء أو التجار والعبيد وليس عبادة الأحرار - كما قال أمير المؤمنين عليه السلام - فالعبد يخوّفه المولى بالعصا أو يطمعه في الأجر فيطيع ويعمل. مثال: من الأمور المروية والمجربة: أنّ مَن كان في بدنه ألم فليسجد سجدتين شكراً لله بعد الانتهاء من فريضة المغرب أو العشاء، يضع يده بعد ذلك على موضع سجوده ثم يمسح بها موضع الألم، فإنّه يبرأ بإذن الله. يقول أحد الإخوة - وهذه التفاتة لطيفة منه -: إني عندما أسجد هاتين السجدتين أشعر بالخجل من الله تعالى إذا كان لأجل ألم في بدني، فإنّني أحس أنّ هذا نوع من المقايضة والمعاملة التجارية، لأنّي أتيت بالسجدتين مقابل رفع الألم؛ ولذلك فإنّي أسجد سجدة ثالثة لتكون لله وليس لرفع الألم وما أشبه. مثال ثانٍ: قد يذهب بعض المؤمنين إلى حرم السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) لمشكلة يريد الخلاص منها مستشفعاً بالسيدة. هذا شيء جيد ولا بأس به، ولكنه يمثّل مرتبة دنيا وعلينا دائماً أن نسعى لأن نكون في حالة ارتفاع وارتقاء لنصل إلى المراتب الأعلى. فلنذهب بعض الأيام إلى حرم السيدة المعصومة ليس لقضاء حوائجنا الدنيوية وإنما لأنّها جديرة باحترامنا. فهذا هو المعنى العميق للزيارة. إذا ابتُلي أحدنا بمشكلة أو مصيبة فليتضرع إلى الله ويدعوه، فهذا أمر حسن والله تعالى يقول: «فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا»[2]، ولكن ثمة مرتبة أعلى وهي أن ندعو الله ونبكي ونتضرع إليه ونناجيه بفنون الدعوات - كدعاء كميل مثلاً - ليس لأنّ ضغط الحاجة يدفعنا، بل لأنّ الله تعالى أهل للعبادة. |
|
خلاصة البحث الأول |
|
هذه الفقرة التي قرأناها في زيارة الأربعين وهي «بذَل» الحسين عليه السلام «مهجته» أي روحه «فيك»، تعني أنّ تضحية الإمام الحسين (عليه السلام) العظيمة لم تكن من أجل الجنة بل كانت من أجل الله تعالى. أجل إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) يحب الجنة وكلنا نحب الجنة، ولكن تضحيات الإمام الحسين كانت «لله» تعالى. وكما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) مخاطباً ربه: «ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك». فشتان - مثلاً - بين ولدٍ يذهب لزيارة والده ويقبل يده طمعاً في ما قد يحصل منه من النقود وغيرها، وولدٍ يقوم بذلك العمل لأنّه يرى أنّ مقام الأب يقتضي ذلك. وشتان بين أن تعود شخصاً وتزوره لطمعٍ في أمواله مثلاً، وأن تزوره بسبب ما يستحقه من احترام وتقدير. لقد بكى النبي شعيب (على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام) حتى ابيضت عيناه، وعندما سأله الله عن سبب بكائه قال: أبكيك حباً لك. فشتان بين بكاء شعيب (عليه السلام) وبكائنا نحن! يقول الشاعر مخاطباً الإمام الحسين (عليه السلام): تبكيك عيني لا لأجل مثوبة*** لكنّما عيني لأجلك باكية فلنصلّ أحياناً بعض الركعات المستحبة لله، لكونه أهلاً للعبادة، كما نصلّي للحاجة، فإنّ للصلاة إعظاماً لله - ومن دون وجود حاجة تدفعنا - قيمة كبيرة عند الله تعالى. |
|
المبحث الثاني نهضة الحسين عليه السلام أفضل سبل الإنقاذ |
|
لقد ورد في النص أيضاً: «ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة». وهذا الاستنقاذ له مجالان: |
|
المجال الأوّل: الاستنقاذ في الإطار الخاص |
|
وأعني به إنقاذ أولادنا وبناتنا من الأخطار التي تداهمهم في هذا العصر، وأفضل وسيلة لهذا الإنقاذ نهضة ومجالس سيد الشهداء (عليه السلام)، فإن نحن وضعنا أنفسنا وأولادنا وعوائلنا في أجواء هذه المجالس والشعائر الحسينية فإنّها ستكون أفضل ضمانة لإنقاذهم ونجاتهم، أما إذا لم نهتم بهذا الأمر فإنّ الابن قد يشكّل خطراً على أبيه وعلى العائلة والمجتمع، ولنا عبرة في القصة التي حدثت في إحدى البلاد العربية- ولا أذكر اسم ذلك البلد -، وهي: إنّ رجلاً سحب أمواله من المصرف وعاد إلى البيت، ولما جن عليه الليل وإذا بشخصين ملثمين مسلّحين دخلا عليه وأمراه أن يسلّمهما المال وإلاّ قتلاه. تحير الرجل وفكر في طريقة للتخلص منهما وعدم التفريط بالمال. فقال لهما: إنّ المال في الغرفة المجاورة اسمحا لي لأن آتيكما به. ودخل الرجل الغرفة ولكنه خرج إليهما وهو يحمل سلاحه الناري ويده على الزناد، ولم يمهلهما بل أرداهما في الحال قتيلين. وعندما أماط لثامهما اكتشف أنّ أحدهما ابنه والآخر ابن أخيه. تصوّروا خطورة الموقف وما آلت إليه مجتمعاتنا! حتى صار الابن يهدد أباه ويحاول نهبه!! يا له من خطر قائم! فإذا لم يهتم الآباء والأمهات بهذا الجانب فسيصبح الجيل الجديد كله في خطر. أما الذين عاشوا مع سيد الشهداء ونشأوا في مجالسه يحزنون لمصابه ويلطمون صدورهم عليه ويشتركون في مواكب عزائه، فقد حصلوا على ضمانة لنجاتهم. فإن كانت عندهم بعض الصغائر أو اللمم - كما عبّر عنها القرآن الكريم - فإنّ سيد الشهداء سيهديهم إلى الله تعالى في نهاية الأمر. وما أكثر الموالين الذين عدلوا سيرتهم ببركة سيد الشهداء (عليه السلام). هذا هو المجال الأوّل. |
|
المجال الثاني: الإنقاذ في الإطار العام |
|
لو كنا نعرف قيمة سيد الشهداء (عليه السلام) حقاً لاستطعنا أن ننقذ العالَم كله. يقول الإمام الصادق (عليه السلام) في الزيارة: «ليستنقذ عبادك» أي كل العباد، فإنّ القدرة الموجودة في نهضة سيد الشهداء بإمكانها أن تنقذ جميع العباد والبلاد؛ لما فيها من جاذبية عجيبة، لاسيما ما انفردت بها من البطولات. يقول أحد الغربيين: لقد قرأت تاريخ الحروب المدوّنة كلها فلم أجد فيها من بدايتها إلى نهايتها - وهذه كلمة عظيمة - موقفاً لقائد يشبه موقف الحر الرياحي. راجعوا التاريخ كله، هل تجدون قائداً ينتقل من موقع القوة إلى الطرف المقابل الأضعف من الناحية العسكرية مضحياً بمنصبه وهو يعلم أنّ مصيره القتل قطعاً؟!! إنّ قضية كربلاء مشحونة بالبطولات العظيمة وقد اشترك فيها الرجال والنساء والأطفال والشيوخ والشباب والأحرار والعبيد والسادة… ولذلك فهي مؤثرة في كل شرائح المجتمع أيضاً. إنّ التشيّع الذي تجدونه في العراق رهين لنهضة سيد الشهداء (عليه السلام). لقد فكّر أحد علماء العراق قديماً بطريقة لجذب الأفراد البعيدين عن أهل البيت إلى خط أهل البيت (عليهم السلام)، فوجد أنّ أفضل طريقة هي الترويج لمجالس الإمام الحسين (عليه السلام) ونهضته المقدسة. فكان هذا العالِم يذهب إلى كل المدن والقصبات العراقية ويذكر لأهاليها قصص وبطولات كربلاء وعاشوراء وما تحفل به من المفاخر والمآثر حتى وُفّق لأن يُدخِل طيلة عمره أكثر من مئة ألف إنسان إلى التشيّع وخط أهل البيت عليهم السلام. ورحل هذا العالِم، وبقيت قضية سيد الشهداء (عليه السلام) مشعلاً تنقذ العباد. ففي بلد آخر كان عدد الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) لا يزيد على عشرة ملايين نسمة، ولكن ببركة المجالس الحسينية اهتدى إلى خط أهل البيت (عليهم السلام) بعد ذلك الكثير من السكان حتى بلغ عدد الموالين ثلاثين مليون نسمة - كما نقل بعض العلماء من سكنة ذلك البلد. وهذا الأمر أرّق أعداء آل البيت حتى اجتمعوا وفكّروا في الوقوف في وجه هذه الظاهرة وهذا الموج الحسيني الهادر الذي لو قدّر له أن يسري لاهتدى كل أهل البلد بفضل قضية سيد الشهداء وما تحظى به من جاذبية للقلوب. |
|
مجالس الإمام الحسين من الباقيات الصالحات |
|
إذن ينبغي علينا أن نساهم بمقدار إمكاناتنا في هذا المجال، فهي من أعظم الباقيات الصالحات. يقال إنه كان هناك رجل من الأعيان في إيران يقال له فرهاد. اجتمع الأعيان عنده مرة وبدأ كل منهم يذكر ويعدد ما يملك من عقارات وأراض وأرصدة وأموال في المصارف والبنوك، ولكن فرهاد لم يقل شيئاً. فقالوا له: وأنت يا فرهاد لم تخبرنا عما تملك؟ فقال: دعوني من هذا الكلام. ولما ألحّوا عليه قال: إنّ لي رصيدين وذخيرتين عظيمتين إحداهما في مصرف سيد الشهداء (عليه السلام) وهو كتاب «القمقام» - مؤلّف في نهضته المباركة – وأما رصيدي الثاني فموجود في مصرف الإمامين الكاظمين (عليهما السلام)، يعني به بناء الصحن المبارك. لقد ذهب كل أولئك الأعيان وأرصدتهم إلاّ رصيدا فرهاد فقد ادّخرهما في حساب مصرفي مسجل لدى الإمامين الكاظمين والإمام الحسين عليهم السلام. وبعد أيام قلائل لا يبقى أيّ منا على قيد الحياة وتذهب كل أموالنا وأملاكنا، ولا تبقى منا إلاّ الأعمال الصالحة. فلنبادر إلى الإكثار منها، وعلى رأسها المشاركة في مجالس أبي عبد الله الحسين عليه السلام. |
|
لا ينفع في الآخرة عمل مثل ما تنفع الشعائر الحسينية |
|
نقل لي أحد الأخوة المؤمنين أنّه رأى السيد الوالد (رضوان الله عليه) في عالم الرؤيا فقال له: قل لأولادي وأحبائي إنّه لا ينفع هنا في عالَم القبر والآخرة إلاّ الحسين (عليه السلام). وكرر عليه القول مرة ثانية. يقول الرجل: ثم ذهب وعاد وقال مرة ثالثة: قولوا لأولادي وأحبائي لا ينفعكم هنا إلاّ الحسين (عليه السلام). وهناك رؤية مشابهة للعلاّمة الحلي رضوان الله عليه، فقد رئي في عالَم الرؤيا يقول لولده: لولا كتاب الألفين - وهو كتاب في الدفاع عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام- وزيارة الحسين -عليه السلام- لقصمت الفتاوى ظهر أبيك نصفين. أيها الأخوة، ستزول المظاهر التي نراها بعد أيام وتتحول إلى أسماء ويتحول هذا الوجود الحي المتحرك النابض الآن إلى اسم على قبر، واعلموا أنّ «اليوم عمل ولا حساب وإن غداً حساب ولا عمل»[3]. وإنّ هذه الأعمال، وهذه الدموع، وهذه المجالس، وهذه الشعائر هي التي ستبقى لنا. فلو أنّ أحدنا استطاع أن يساهم ببناء حسينية أو إقامة وليمة أو مجلس فلا يقصر فهي الباقيات الصالحات له. كل منا سيموت يوماً وتبقى الحسينية والآثار المعنوية الأخرى، ويبقى الكتاب والكلمة الطيبة. نسأل الله تعالى أن لا يحرمنا من هذا الفيض العظيم، فيض بركات مجالس وشعائر أبي عبد الله عليه السلام. وصلى الله على محمد وآله الطاهرين. |