في ذكراه .. افتقاد وقدوة


 

موقع الإمام الشيرازي

ونحن نعيش أجواء الذكرى السنوية لاستشهاد مؤسس الحوزة العلمية الزينبية المباركة في الشام المفكر الإسلامي الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي (قدس سره الشريف) جدير بنا أن نستطلع ونستكشف جوانب من شخصيته التاريخية الفذة لنتعرف على بعض تلك التوفيقات الربانية التي حظي بها طوال حياته الطيبة وبعد ارتحاله الى الرفيق الأعلى.

وأيضاً لابد لذلك من أن نستذكر ناموساً من نواميس خالقنا وبارئنا جل وعلا في الكون وهو ذلك القانون الذي يتعلق بتجليه سبحانه وتعالى على عوالم الإمكان فلقد تجلى الله في خلقه عبر خلقه ضمن دوائر تجلياته فكان هو الظاهر لخلقه بخلقه وكان ذلك من عظيم حكمته وواسع رحمته.

كان (رضوان الله تعالى عليه) من أظهر مصاديق ما ورد في الحديث "إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم"، فأهل البيت (عليهم السلام) هم المجلى الإلهي الأكبر وهم وسائط الفيض الإلهي وهم محطة الاستقبال الرئيسية، بل الأولى لكافة الألطاف الربانية وهم بعد ذلك مصدر إشعاع ونور وضياء ومعدن عطاء ولكافة العوالم على الإطلاق، ثم كان العلماء الربانيون هم التجلي الأظهر للمعصومين الأربعة عشر سلام الله عليهم فكانوا رشحة من رشحات كمالهم، وكانوا شعاعاً من مملكة أنوارهم، فكانوا بذلك حصون الإسلام ووكلاء الإمام والحجة على الأنام، وكان لا بد أن يتحلى العلماء الأبرار بصفات ومناقبيات يجسدون عبرها وبشكل مصغر ذلك التسامي الرائع لسادات الكون وخلفاء الله الكبير المتعال، ولقد وجد فقهاء وعلماء وفضلاء في الشهيد السعيد المفكر الإسلامي السيد حسن الشيرازي شخصية ربانية تجسدت فيها صفات سامية ومناقبيات نبيلة.

ولم يتكثف الجانب الإبداعي للشهيد السعيد السيد حسن الشيرازي في جانب دون جانب بل توزع وتوهج على مختلف المستويات الحوزوية والفكرية والاجتماعية والإنسانية, وتجسيد كل ذلك على أرض الواقع والإنسان, وهو ما جعل من السيد الشهيد الشيرازي نموذجاً متألقاً للإنسان والعالم والمجاهد المتفاني في مجهوداته العقلية والعملية.

وإن المساعي الجادة والدؤوبة للشهيد الشيرازي في إغاثة المظلومين والملهوفين, ونصرة المظلومين والمعذبين, ومعاضدة المحرومين والمهجرين أعطت للشهيد حسن الشيرازي بعداً إنسانياً سامياً ووجوداً علمائياً فريداً وحضوراً وجدانياً سامقاً.

إن في ذكرى الشهيد الشيرازي استحضار لرحلة عالم عامل، وفقيه مجدد، ومفكر مؤلف، ومؤسس مهاجر، ومجاهد كبير، وشاهد وشهيد.

16/جمادى الآخرة/1433