![]() |
|
إضاءات عملية من الصحيفة السجادية (8)
في الاعتذار من تبعات العباد ومن التقصير في حقوقهم (3) موقع الإمام الشيرازي
من دعاء الإمام زين العابدين وسيد الساجدين عليه السلام في الاعتذار من تبعات العباد ومن التقصير: اللّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْ مَظْلوُمٍ ظُلِمَ بِحَضْرَتِي فَلَمْ انَصُرْهُ وَمِنْ مَعْروفٍ أُسْدِيَ إِلَيَّ فَلَمْ أَشْكُرْهُ، وَمِنْ مُسيءٍ اعْتَذَرَ إِلَيَّ فَلَمْ أَعْذِرْهُ، وَمِنْ ذي فاقَةٍ سَألَنِي فَلَمْ أوُثِرْهُ، وَمِنْ حَقِّ ذي حَقٍّ لَزِمَنِي لِمُؤْمِنٍ فَلَمْ أُوَفِّرْهُ وَمِنْ عَيْبِ مُؤمِنٍ ظَهَرَ لي فَلَمْ أَسْتُرْهُ، وَمِنْ كُلِّ إِثْمٍ عَرَضَ لي فَلَمْ أَهْجُرْهُ، أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ يا إِلهِي مِنْهُنَّ وَمِنْ نَظَائِرِهِنَّ اَعْتِذارَ نَدامَةٍ يَكُونُ واعِظاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ أَشْباهِهِنَّ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ نَدامَتِي عَلى ما وَقَعْتُ فيهِ مِنَ الزَّلاّتِ، وَعَزْمي عَلى تَرْكِ ما يَعْرِضُ لِي مِنَ السَّيِّئَاتِ تَوْبَةً تُوجِبُ ليَ مَحَبَّتَكَ، يَا مُحِبَّ التَّوّابِين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شرح الدعاء: (اللهم إني أعتذر إليك) أي: أطلب منك العذر بأن تعفو عني. (من مظلوم ظلم بحضرتي) أي: حال كوني حاضراً. (فلم أنصره)، وإني قادر على ذلك. (ومن معروف أسدي إليّ)، فإن الإسداء بمعنى الإحسان (فلم أشكره)، فإن شكر المعروف لازم. (ومن مسيء اعتذر إلي فلم أعذره) أي: لم أقبل عذره، فإن من أدب الإسلام، أن يقبل الإنسان عذر المعتذر. (ومن ذي فاقة) حاجة (سألني فلم أوثره) أي: لم أقدمه على نفسي بإعطائه وحرمان نفسي. (ومن حق ذي حق لزمني لمؤمن فلم أوفره) أي: لم أعطه حقه. (ومن عيب مؤمن ظهر لي فلم أستره) مع أن اللازم ستر عيوب الناس. (ومن كل إثم) ومعصية. (عرض لي) أي: ظهر. (فلم أهجره) أي: لم أتركه بل أتيت به. (أعتذر إليك يا إلهي منهن) أي: من هذه الخصال الذميمة. (ومن نظائرهن) أي: أمثالهن من سائر الخصال المذمومة. (اعتذار ندامة) أي: اعتذاراً ناشئاً من الندامة. (يكون) ذلك الاعتذار. (واعظاً لما بين يدي من أشباههن) أي: أمثال هذه الصفات المذمومة. (فصلِّ على محمد وآله واجعل ندامتي على ما وقعت فيه من الزلات) بأن أندم على المعاصي التي صدرت مني، والزلات جمع زلة بمعنى العثرة شبَّه العاصي بالعاثر الذي يقع، إذ كل منهما يتضرر هذا جسماً وذاك نفساً (و) اجعل (عزمي على ترك ما يعرض لي من السيئات)، بأن أعزم وأنوي ترك كل سيئة تجول بخاطري. (توبة) مفعول ثان لـ[اجعل] (توجب) تلك الندامة وهذه العزيمة (لي محبتك) بأن تحبني (يا محب التوابين) فإنه يحب التوابين كما في القرآن الحكيم.
كتاب (شرح الصحيفة السجادية) للإمام الشيرازي (قده)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(... ومن مُسيء أعتذر إليَّ فلم أَعْذِرْهُ، ومن ذي فاقةٍ سألني فلم أُؤثرْه، ومن حقِّ ذي حقٍّ لزمني لمؤمن فلم أُوفره...)
قبول العُذْرِ والعفو عن السيِّئة يقول الله تعالى: {وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}([1]). هذه قواعد أخلاقية وسلوكية وتربوية ترتقي بالإنسان إلى درجة عالية من الإنسانية والسمو الأخلاقي الرفيع، ولذلك وعد اللهُ سبحانه هذا النوع من المتَّقين، درجة القرب إلى جواره، وأجراً عظيماً لا يعمله إلا هو. فقد رُوي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (إذا أوُقف العباد نادى منادٍ: لِيَقًمْ مَنْ أَجْرُهُ على الله وَلْيدْخُل الجنَّة، قيل: من ذا الذي أجره على الله؟ قال: العافون عن النَّاس، ألم تسمعوا قوله تعالى {فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ}([2])([3]).
الحثُ على قبول عذر من اعتذر رُوي أن الإمام عليّ (عليه السلام) قال: (أقبل عُذر أخيك، وإن لم يكن له عُذرٌ فالتمس له عُذراً)([4]). ويقول الإمام زين العابدين (عليه السلام): (لا يعتذر إليك أحد إلاَّ قبلت عُذره: وإن علمت أنه كاذبٌ)([5]). ويؤكد شبيه عيسى ابن مريم (عليهما السلام) في هذه الأُمة الإمام زين العابدين (عليه السلام) على لزوم عُذر من اعتذر فيقول: (إن شتمك رجل عن يمينك ثم تحَّول إلى يسارك واعتذر إليك فأقبل عُذْرَهُ)([6]).
جزاء من لم يقبل المعذرة رُوي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (من اعتذر إليه أخوه المسلم من ذنب قد أتاه فلم يقبل منه لن يرد عليَّ الحوضَ غداً)([7]). ورُوي عنه أيضاً (عليه السلام) أنه قال: (من لم يقبل العُذر من مُتنصِّلٍ صادقاً كان أو كاذباً لم ينل شفاعتي)([8]). وعن الإمام الصادق (عليه السلام)، أنه قال: (أنقص الناس عقلاً مَنْ ظَلَمَ من دونه، ولم يصفح عمَّن أعتذر إليه)([9]). والسؤال هنا: هل بعد هذا لمتخرِّصٍ القول بأن دين الإسلام هو دين عُنفٍ وقسوة؟!
الصٌفْحُ الجميل قال الله تبارك وتعالى: {ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}([10]). يوضِّح الإمام زين العابدين (عليه السلام) معنى (الصَّفحِ) في قوله تعالى: (فأصفح...)، فيقول (عليه السلام): (العفو من غير عتاب)([11]). ويقول الإمام علي الرضا (عليه السلام) عن معنى ذلك أيضاً: (عفو من غير عقوبة، ولا تعنيف، ولا عتب)([12]). ويعلمنا الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) عدم التسرع بالعقوبة كرد فعل على أمرؤ اقترف بحقنا ذنباً، فيقول (عليه السلام): (لا تتبع الذنب العقوبة وأجعل بينهما وقتاً للاعتذار). وللعفو عن الذنب فوائد اجتماعية وفردية دنيوية وأخروية: فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (تعافوا تسقط الضغائن بينكم)([13]). وقال (صلى الله عليه وآله): (من أقال مسلماً عثرته أقال الله عثرته يوم القيامة)([14]). وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (تجاوزوا عن عثرات الخاطئين يقيكم الله بذلك سوء الأقدار)([15]). وقال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَ لا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}([16]). ما لا يعُذر فيه أحد قال الإمام الصادق (عليه السلام): (ثلاثة لا عذر لأحد فيها: أداء الأمانة إلى البَرِّ والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين([17]). وقال الإمام علي (عليه السلام): (جاز بالحسنة وتجاوز عن السيئة ما لم يكن ثلماً في الدين أو وهناً في سلطان الإسلام)([18]). وقال النبي (صلى الله عليه وآله): (تجاوزوا عن الذنب ما لم يكن حدّاً)([19]). ويقول الإمام زين العابدين (عليه السلام): (حقُّ من أساءك أن تعفو عنه، وإن علمت أن العفو عنه يضر انتصرت، قال الله تبارك وتعالى: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ}([20])([21]). ومن كتاب كتبه أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) إلى مالك الأشتر لما ولاه مصر، يعتبر أساساً في الحكم وعلاقة الراعي بالرعية، إذ يقول (عليه السلام): (ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحة... ولا تندمن على عفو، ولا تبجحن([22]) بعقوبة)([23]).؟ مالك الأشتر هذا البطل العظيم يقول لمن آذاه في الكوفة: والله ما دخلت المسجد إلا لأستغفر لك)
التحذير مما يعتذر منه قال الإمام الحسين (عليه السلام): (إياك وما تعتذر منه، فإنَّ المؤمن لا يسيء ولا يعتذر والمنافق كلّ يوم يسيء ويعتذر)([24]).
مالا ينبغي الاعتذار منه قال الإمام علي (عليه السلام): (لا تعتذر من أمرٍ أطعت الله سبحانه فيه، فكفى بذلك منقبة)([25]). وقال (عليه السلام): (من اعتذر من غير ذنب فقد أوجب على نفسه الذنب)([26]). وقال أيضاً (عليه السلام): (إعادة الاعتذار تذكير بالذنب). وعن عفو الكريم عند المقدرة هناك رواية لطيفة جاء فيها: قال أعرابي: يا رسول الله! من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ قال: الله عزَّ وجلَّ، قال: نجونا وربَّ الكعبة! قال: وكيف ذلك يا أعرابي؟! قال: لأنَّ الكريم إذا قدر عفا)([27]). الإيثار (من ذي فاقة سألني فلم أوثره)
قال الله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}([28]). قال الإمام علي (عليه السلام): (الإيثار أعلى مراتب الكرم، وأفضل الشيم)([29]). وقال (عليه السلام): (لا تكمل المكارم إلا بالعفاف والإيثار)([30]). وأعظـم درس لنا في التعامـل مع الآخر، وهو ما قاله لنا أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (عامل سائر الناس بالإنصاف، وعامل المؤمنين بالإيثار)([31]). نعم عامل جميع الناس بل الكائنات بالإنصاف والعدل، أمَّا الأخوة المؤمنون فيجب أن تعاملهم بالإيثار، أن تؤثرهم على نفسك إن لزم الأمر، إذاً فمكرمة الإيثار أفضل بكثير وأرفع وأسمى من الإنصاف والعدل. وكمصادق على الإيثار هناك ثلاث قصص من أروع ما خلده القرآن الكريم والروايات والتاريخ حول مكرمة الإيثار:
سورة الدهر (الإنسان) سورة الدهر بكاملها نزلت على قلب الحبيب المصطفى لتقص لنا أروع ملحمة إنسانية في الإيثار، ولتخلد أًصحابها في الدنيا على مرِّ الأجيال والعصور وفي نعيم الآخرة والى الأبد. وسبب نزول هذه السورة بكاملها متفق عليه ومشهور عند معظم مفسري القرآن الكريم، وخلاصتها أن الحسن والحسين(عليهما السلام) مرضا، فنذر كل من الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام) وفضة خادمتهم لئن شفيا ليصوموا خمستهم ثلاثة أيام، وكان الأمر، ووفوا بنذرهم، ولكن آثروا مسكيناً ويتمياً وأسيراً بإفطارهم على أنفسهم، فقال الله تعالى: {إِنَّ الأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً * إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً * فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً}. الإمام عليَّ (عليه السلام) والدينار والمقداد ملحمة أخرى في الإيثار يعجز عن الإتيان بها أي إنسان، فعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال: بينا علي (عليه السلام) عند فاطمة (عليها السلام) إذ قالت له: يا علي اذهب إلى أبي، فابغنا منه شيئاً، فقال: نعم. فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأعطاه ديناراً، وقال: يا علي، أذهب وأبتع لأهلك طعاماً، فخرج من عنده إلى السوق، فلقيه المقداد بن الأسود، فذكر هل حاجته، فأعطاه الدينار (ولم يكن يدر المقداد من حال علي وأهل بيته شيئاً). وأنطلق علي إلى المسجد، فوضع رأسه فنام، فانتظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يأت، فخرج إلى المسجد فوجده نائماً فيه، فحركه فجلس. فقال له: يا علي ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله، خرجت من عندك فلقيني المقداد بن الأسود، فذكر لي حاجته، فأعطيته الدينار، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أما جبرائيل قد أنبأني بذلك، ولكن قم لنذهب إلى فاطمة. وعلي (عليه السلام) يعلم أنه لا يوجد في بيتهم شيء من الطعام منذ يومين، فلما دخلا على فاطمة البيت، استقبلتهما ووضعت أمامهما قدراً مليئاً من الطعام الطيب، فدهش علي (عليه السلام) ونظر إليها باستغراب وكأنه يريد أن يسألها من أين لك هذا يا فاطمة، يا بنت رسول الله؟. فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ووضع يده على كتف الإمام (عليه السلام)، وقال له: هذا هو الدينار يا علي، الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني مثلكما، كمثل زكريا ومريم، كلما دخل عليها المحراب وجد عند رزقاً، قال يا مريم أنّى لك هذا، قالت هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب. وهناك قصة الأعرابي والعقد الذي أعطته إياه السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وكان من بركة هذا العقد أن أشبع جائعاً وكسى عرياناً وأغنى فقيراً وأعتق عبداً ورجع إلى صاحبته.
حق المؤمن والسعي في توفيره (ومن حق ذي حق لزمني لمؤمن فلم أوفره)
يقول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة له من الله عزَّ وجلَّ، والله سأله عما صنع فيها: 1ـ الإجلال له في عينيه. 2ـ الودّ له في صدره. 3ـ المواساة له في ماله. 4ـ أن يحب له ما يحب لنفسه. 5ـ أن يحرم غيبته. 6ـ أن يعود في مرضه ويشيع جنازته. 7ـ أن لا يوق لفيه بعد موته إلا خيراً)([32]). ويقول الإمام الصادق (عليه السلام) معرفاً ؟إيانا كيف نختار الأصدقاء، فقال: (اختبروا إخوانكم بخصلتين، فإن كانتا فيهم، وإلا فأعزب ثم أعزب ثم أعزب: محافظة على الصلوات في مواقيتها، والبر بالإخوان في العسر واليسر)([33]). ويقول (عليه السلام): (من أتاه أخوه المسلم فأكرمه فإنما أكرم الله عزَّّ وجلَّ([34]). ويقول (عليه السلام): (إن الله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه)([35]). ويقول (عليه السلام): (أيُّما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفاً فقد أوصل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله))([36]). وينبه الإمام علي (عليه السلام) إلى أمر له أهمية كبيرة، وهو أن لا نلجئ أخاً لنا في الله إلى ذُلِّ المسألة، فيقول (عليه السلام): (لا يكلِّف أحدكم أخاه الطلب إذا عرف حاجته)([37]). كمـا يرشـد المؤمنين إلى مسألة، كثيراً ما تحدث بين الأصدقاء، ويحذر منها، فيقول (عليه السلام): (لا تضيعن حق أخيك اتكالاً على ما بينك وبينه، فإنَّ ليس لك بأخٍ من ضيعت حقه)([38]). أما الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) فيقول: (من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيراً به في بعض أحواله فلم يجره، فقد قطع ولاية الله عزَّ وجلَّ)([39]). ويقول أيضاً (عليه السلام): (إن لله حسنة أدخرها لثلاثة: لإمام عادل، ومؤمن حكَّم أخاه في ماله، ومن سعى لأخيه المؤمن في حاجته)([40]). 17/شوال/1435 [1] ـ آل عمران (133/134). [2] ـ سورة الشورى/40)؟! [3] ـ ميزان الحكمة، ج5، ص2012، حديث 13174، أعلام الدين: 337. [4] ـ بحار الأنوار، ج74، ص165، ح29. [5] ـ الدُرَّة الباهرة/30. [6] ـ بحار الأنوار، 78/141/34. [7] ـ كنز العمال/ حديث 7031. [8] ـ البحار، 77 / 47 / 3. [9] ـ الدُرَّة الباهرة/ 34. [10] ـ سورة الحجر/ 85. [11] ـ أمالي الصدوق ص276 / ح14. [12] ـ أعلام الدين: 307. [13] ـ ميزان الحكمة: ج 5، ص2012 ، ح13176. [14] ـ المصدر نفسه، ح 13191. [15] ـ المصدر نفسه، ح13179. [16] ـ النور / 22. [17] ـ الخصال: 123/ 118. [18] ـ غرر الحكم: ح 4788. [19] ـ ميزان الحكمة، ج5، ص2013، ح13189. [20] ـ سورة الشورى/41) [21] ـ الخصال: 570 / 1. [22] ـ تبجحن: بحج به: ما يبدر من الحدة عند الغضب في قول أو فعل. [23] ـ نهج البلاغة، الكتاب 53. [24] ـ تحف العقول: 248. [25] ـ غرر الحكم/ 10340. [26] ـ غرر الحكم/ 8894. [27] ـ تنبيه الخواطر: 1/9. [28] ـ الحشر / 9. [29] ـ غرر الحكم/ 1419. [30] ـ المصدر/ 10745. [31] ـ المصدر/ 6342. [32] ـ ميزان الحكمة ج2، ص 663. ح 4158. [33] ـ المصدر، ح286، والكافي ج 2 / 672 / 7. [34] ـ المصدر، ح394. [35] ـ المصدر/ 303. [36] ـ المصدر: ح307. [37] ـ المصدر، ح30، والبحار 74 / 166 / ح 29. [38] ـ ميزان الحكمة، ج2، ص663، البحار ج74 / 165 / ح29. [39] ـ ميزان الحكمة، ج1 ص49 / ح306. ، البحار ج2 / ص367 / ح4. [40] ـ ميزان الحكمة: ج1، ص49، ح305، البحار 74 / 314 / 70. |