منظمة عراقية للطفولة : 100 ألف طفل يعملون في الشوارع

 


 

 العصابات تخطف الفتيات لتوظيفهن في أعمال الرذيلة وعمليات الاحتيال

 

الشرق الأوسط

كشفت هند صلال آل شنين، رئيسة منظمة رعاية وتأهيل الطفولة في العراق، ان اطفال العراق يتعرضون لمخاطر جسيمة، تتهدد مستقبلهم ناجمة عن ظواهر اجتماعية لم يعرفها الشارع العراقي من قبل، بينها الجرائم الجنسية ضد الاطفالالقاصرين، حيث أصبح من المألوف رؤية الاطفال المشردين في شوارع بغداد والمدن العراقية الاخرى .

وأوضحت ان هؤلاء الاطفال يتعرضون للاستغلال في العمل ساعات طويلة، كما ان بعض العصابات تسخرهم في عمليات الاحتيال.

وأفادت آل شنين، بان منظمتها اعدت دراسات حول تنامي ظاهرة الاستغلال الجنسي للاطفال وانعكاساتها الخطيرة على المجتمع .

وحسب هذه الدراسات فان الدعارة بدأت تأخذ أبعاداً اجرامية، حيث يجري اختطاف فتيات لإجبارهن على الانضمام الى المجموعات التي تمارس الدعارة، وقد شهد العديد من المدن العراقية عمليات قتل غامضة لفتيات تم اختطافهن وإجبارهن على امتهان الدعارة من قبل العصابات المسلحة .

ويعتقد ان بعض هذه العمليات كان في اطار ما يسمى بجرائم الشرف او الانتقام . واشارت هذه الدراسات بشكل خاص الى مناطق متعددة تنتشر فيها هذه الاعمال، خاصة في منطقة الباب الشرقي وسط بغداد او في منطقة البتاويين القريبة، حيث تنشط عصابات بيع الصبية والفتيات القاصرات بأسعار تتراوح بين 250 الف دينار و500 ألف دينار عراقي (170 - 340 دولارا اميركيا) .

وأوضحت آل شنين ان ظاهرة عمالة الاطفال برزت بسبب الظروف القاسية التي خلفها الانفلات الأمني، وفصل الآلاف من الموظفين، مما اضطر هؤلاء لإجبار أطفالهم على ترك الدراسة والعمل لمساعدتهم في توفير مستلزمات الحياة .

وأضافت ان مهنة تنظيف الشوارع أصبحت مهنة عشرات الآلاف من الفتيات والأطفال في العراق، حيث تم تعيين اكثر من مائة ألف من الفتيات والأطفال في هذه المهنة، التي تمدهم برزق يومي لا يتجاوز 3 آلاف دينار عراقي يومياً أي نحو دولارين اميركيين .

وبالإضافة الى تنظيف الشوارع يعمل هؤلاء الاطفال في الورش والمصانع او في بيع البنـزين او المواد الغذائية في الساحات العامة وعلى مفترقات الطرق.

وشددت دراسات منظمة رعاية وتأهيل الطفولة في العراق على ضرورة استكمال بناء الدولة العراقية للمحافظة على الاطفال وعدم الاساءة لهم وتوعية الاسرة والمدرسة والمجتمع ببنود اتفاقية حقوق الطفل، من خلال مجالس الاباء والأمهات ووسائل الاعلام والجمعيات النسائية. كما اكدت اهمية تطوير اساليب التدريس وتضمين المناهج الدراسية الحقوق التي ينبغي ان يتمتع بها الاطفال. كما أوصت بمعالجة مشكلة تسرب الاطفال من المدارس وتطبيق القوانين التي تحد من هذه الظاهرة.