نشرت
صحيفة (الإندبندنت) الإنجليزية في عددها الصادر يوم الأربعاء 26/4/2006
ميلادية تقريراً مفصلاً حول عمليات التخريب الواسعة التي تتعرّض لها
المقدّسات والمعالم الإسلامية في كلّ من مكّة المكرّمة والمدينة المنورة في
الآونة الأخيرة.
وقد أفردت الصحيفة صفحتين كاملتين
لذلك وذكرت كيفية إستيلاء ما سمّي بـ (مشاريع التنمية والتطوير الحديثة)
على معظم المعالم العمرانية والتراثية الإسلامية في المدينة. كما ضم
التقرير صوراً حديثة توثّق عملية اتلاف التراث الإسلامي وتحويلها إلى فنادق
ومرافئ سكنية .
ومن أهم ما جاء في التقرير أن كاتبه
دانيال هاودن قد سلّط الأضواء على بعض المعالم البارزة التي تمّ هدمها في
مكّة ومنها: منزل السيدة خديجة الكبرى زوج النبي الأكرم (صلى الله عليه
وآله)، حيث بنوا مكانه مغاسل عامّة.
وأشارت الاندبندنت إلى ما نصه: أن
الذي يقف وراء عمليات هدم المعالم التراثية الإسلامية في المدينة هو (الفكر
الوهابي) المسيطر على حكومة آل سعود.
وكانت الصحيفة ذاتها قد نشرت في أعداد
سابقة تحقيقاً مشابها ذكرت فيه أن الآثار التاريخية لمكّة والمدينة
تتعرّضان الآن لاعتداء غير مسبوق من قبل المتشدّدين الدينيين وأنصارهم من
التجّار.
وفي معرض ردّه على ذلك التحقيق كتب
الأمير تركي الفيصل، السفير السعودي الحالي في واشنطن والذي كان آنذاك
يتسنّم منصب سفير بلاده في لندن: إن السعودية أنفقت مبلغ 19 مليار دولار
أمريكي لترميم وصيانة المدينتين المقدستين مكّة المكرّمة والمدينة المنورة،
إلا أن الصحيفة أكّدت أن الصور الجديدة التي نشرتها للمرّة الأولى تظهر
بوضوح وتوثّق عملية هدم مواقع أثرية هامّة في المدينة، وكيف أنها استبدلت
بناطحات سحاب جديدة هي الآن قيد الإنشاء.
كما نقل عن الدكتور عرفان أحمد
العلوي، رئيس مؤسسة التراث الإسلامي، قوله: إن مرقد السيدة آمنة بنت وهب
أمّ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، هو مثال حي لما يحدث في المدينة،
فلقد تمّ هدم مرقدها الواقع في (أبواء) بالبلدوزر وصبّ عليه زيت البنزين،
ورغم توسّط آلاف المسلمين وطلبهم من الحكومة السعودية بأن تتخذ إجراءات
عاجلة إلا أنه ما من شيء استطاع الحؤول دون هدم المرقد.
|
|
بيت
السيدة خديجة عليها السلام |
مرقد
السيدة آمنة بنت وهب عليها السلام |
|