تشكيل لجنة برئاسة رئيس وزراء العراق لأعمار مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام)


 

موقع الإمام الشيرازي

   

9 / 12 / 2006

وافق مجلس الوزراء على تشكيل لجنة برئاسة رئيس وزراء العراق السيد نوري المالكي لأعمار مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) وتطوير مدينة سامراء. وقال الناطق بإسم الحكومة العراقية د. علي الدباغ في تصريح صحفي "ان اللجنة ستضم وزارات الدفاع والداخلية والتخطيط والإسكان والبلديات والوقفين الشيعي والسني وقائمقام مدينة سامراء". واضاف "ان المجلس وافق ايضا على تشكيل لجنة لأعمار المساجد والحسينيات التي تضررت نتيجة أعمال العنف ". وفيما يلي نص البيان الحكومي الصادر بتاريخ الثلاثاء:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

جمهورية العراق

رئاسة الوزراء

المكتب الإعلامي

بيان صحفي

قال رئيس وزراء جمهورية العراق السيد نوري المالكي إن مهمة إعمار الحضرة العسكرية الشريفة هي مهمة مقدسة ذات ابعاد شرعية وانسانية ووطنية لاسيما وإنها ادت الى موجة من العنف اثر قيام عتاة جهلة بهذا العمل الاجرامي لإحداث فتنة طائفية بين ابناء الشعب الواحد .

وأكد السيد رئيس الوزراء خلال إستقباله أعضاء لجنة اعادة سامراء ان بقاء الحضرة الشريفة بهذا الصورة هو مثار استفزاز وتذكير بعملية التفجير الآثمة التي نريد ان تتحول الى مناسبة لتوحيد العراقيين .

وحّدد السيد رئيس الوزراء اولويات عمل اللجنة وهي : القيام بشكل عاجل وسريع بحماية المرقد الشريف من الامطار ونصب خيمة او مشبك لحماية الروضة وتنظيفها من الداخل ورفع الانقاض عبر الاستعانة بفنيين متخصصيين ودراسة امكانية فتحها امام الزائرين .

وأمر سيادته بإعمار مدينة سامراء بشكل حديث كما طلب من وزير الدفاع؛ العضو في اللجنة؛ الى تأمين طريق سامراء وتشكيل قوة لحماية حملة إعادة الاعمار في المدينة.

ودعا سيادته اللجنة الى مناقشة مقترح بناء الحضرة الشريفة من اموال المتبرعين والاموال المخصصة من منظمة اليونسكو والاموال المخصصة من قبل الدول لإعمار المدينة .

ويذكر أنه وفي معرض تبيان مسؤولية المسلمين تجاه العدوان الـ(التكفيري – الصدامي)   الهمجي على الروضة العسكرية الطاهرة قال سماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي: " إنني إذ أعزّي سيدي ومولاي بقية الله من العترة الطاهرة في فاجعة هدم البيت الذي وُلد فيه، حرم أبويه وجدّه سلام الله عليهم. وأدعو الله تعالى ـ الذي وعد المظلومين أن ينتصر لهم ـ بالانتصار العاجل والشامل لهذه الظلامة التي هي بحقّ إهانة لشريعة الله تعالى الذي جعلهم أئمة على جميع خلقه، وللقرآن الحكيم الذي أمر بابتغائهم وسيلة إلى الله عزّ شأنه، وللنبي الأكرم صلى الله عليه وآله الذي دعا على من آذاه في عترته. والتي هي امتداد لفاجعة إهانة رسول الله صلى الله عليه وآله من ذي قبل، ولبقية الفجائع التي لم تزل تمارسها فئات الظلم والفساد، من تفجير الأبرياء والنساء والأطفال، وإهلاك الحرث والنسل. آمل من المسلمين في كل مكان، ومن كافة الشرائح الغيورة على الإنسانية، أن يؤدوا مسؤولياتهم تجاه الله سبحانه، والقرآن الحكيم والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله والعترة الهادين سلام الله عليهم والتاريخ، فيكونوا للمظلومين أنصاراً وأعواناً، وللظالمين خصماء وأعداء، كل في مجاله وحسب قدرته. والله هو الولي الحميد ".

وكان مكتب المرجع الديني سماحة السيد صادق الحسيني الشيرازي في مدينة قم المقدسة قد أصدر بياناً بتاريخ 23/ محرم الحرام/ 1427هـ استنكر فيه الاعتداء السافر على الروضة العسكرية ودعا الجميع إلى التيقظ والالتزام بتوجيهات المرجعية الدينية والتزام الحداد العام، وطالب الجهات المسؤولة بالتصدي الحازم للإرهابيين وعدم التنازل لهم. وإليكم البيان بنصّه الكامل. وجاء في جانب من البيان:  " إن الجريمة النكراء بتفجير حرم الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري عليهما السلام، وتخريب القبة النوراء والضريح المقدّس، إنّما هي إستمرار لمحاولات النواصب بهتك حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله، فابتداءً من انتهاك حرمة الرسول صلى الله عليه وآله بقتل ذريّته في كربلاء المقدّسة، وانتهاءً بتخريب قبورهم كما فعل المتوكّل العباسي بهدم قبر الإمام الحسين عليه السلام، وكما فعل الوهابيون بتخريب قبور أئمّة المسلمين الإمام الحسن المجتبى والإمام السجاد زين العابدين والإمام الباقر والإمام الصادق عليهم السلام في البقيع؟ "

كما ذكّر المكتب المؤمنين في بيانه بما يلي:

1. إن قوى الشر قد تحاول إستثمار هذه الجريمة لتأجيح الصراع الطائفي وإشعال فتيل الحرب الداخلية مقدمة لتقسيم العراق، وعلى الجميع التيقظ والحذر والإلتزام بتوجيهات المرجعية الدينية والعمل حسب الضوابط الشرعية وعدم المساس بمساجد الطوائف الأخر.

2. مطالبة الدول الإسلامية وغيرها بإدانة الإرهاب والتصدي له وتجفيف جذوره وعدم إستخدامه كوسيلة للوصول إلى مكاسب سياسية.

3. التزام الحداد العام وإغلاق المحلات والخروج في مظاهرات سلمية وإرسال البرقيات للجهات الدينية الإسلامية وغيرها وللجهات الدولية لإستنكار هذه الجريمة الكبرى.

4. مطالبة الجهات المسؤولة بالتصدي الحازم للإرهابيين وعدم التنازل لهم حتى يفهم الإرهابيون بأن إرهابهم لا يُكافأ مكافئة سياسية كي يرتدعوا عن أمثال هذه الجرائم.

5. التسريع في إعمار الحرم الشريف، وبأفضل الصور الممكنة، ومحاسبة الجهات التي قصّرت في حفظ أمنه، وتطبيق قانون العتبات المقدّسة.

من جهتها كانت مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية – واشنطن قد بعثت رسالة الى السيد رئيس وزراء جمهورية العراق السيد نوري المالكي طالبت فيها بعدم اهمال ملف فاجعة سامراء، وكشف الجهات والجناة الذين وقفوا وراء هذا العمل الإجرامي، والإسراع في عملية إعادة إعمار المرقد الطاهر للإمامين العسكريين سلام الله عليهما، حتى لايتمادى التكفيريون بجرائمهم عندما لا يلمسوا اهتماماً وتصدياً لهم من قبل أحد.

وقالت: " لا تخفى عليكم الآثار النفسية العميقة التي لا يمكن أن تندمل، والتي خلّفتها جريمة الإرهابيين التكفيريين في مدينة سامراء المقدسة، بتدميرهم لمرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام. ولا زال المسلمون، والعراقيون على وجه الخصوص يتطلعون إلى نتائج التحقيقات التي وُعدوا بها، ولكنهم، وللأسف الشديد، لم يسمعوا شيئاً بهذا الخصوص حتى الآن، بل أنهم يشعرون اليوم وكأن يد النسيان قد لفّت الجريمة وآثارها، وطواها الزمن، إذ لم يعد يتحدّث عنها أحد، خاصّة من المسؤولين في الحكومة العراقية ".

وذكّرت المؤسسة في بيانها مخاطبة السيد المالكي " بوجوب الاهتمام شخصياً بملف سامراء، نتمنى عليكم أن تبادروا فوراً إلى إحياء وتفعيل عمل لجنة التحقيق التي كانت قد تشكّلت في وقت سابق لهذا الغرض، أو المبادرة إلى تشكيل لجنة جديدة أكثر فاعلية وحزماً وشجاعة، ليطّلع العراقيون على نتائج التحقيق، وإلاّ فستتحول سامراء إلى بقيع ثان، ويتمادى التكفيريون بجرائمهم عندما لا يلمسوا اهتماماً وتصدياً لهم من قبل أحد. وإنّ من الضروري بمكان، أن تبادر حكومتكم الموقرة فوراً، إلى إعادة إعمار المرقد الشريف، وبأفضل وأحسن وأرقى الطرق المعمارية الحديثة، مع الاحتفاظ برونقه التاريخي الأصيل ".

كما دعت الحكومة الى " بذل كل ما في وسعها لحماية المراقد المقدسة والمزارات وكل دور العبادة، من عبث العابثين وجرائم المفسدين. وإنها من أولويات مهامكم، فالجريمة التي طالت المرقد الشريف، كانت عملاً إرهابياً، كما تعلمون، وإنها استهدفت بالصميم قيم الناس ومقدساتهم، ولذلك يلزمكم إشعار العراقيين والمسلمين عموماً باهتمامكم بها ".