الحرب الشاملة ضد الإرهاب: مخاطر التطرف تتفاقم


 

مـوقـع الإمــام الشـيرازي

12/ذو الحجة/1428

رغم الخسائر والانكسارات التي تلاقاها تنظيم القاعدة في العراق وأفغانستان والممهد لها هذه الأيام في باكستان, جاء في تقرير أعده المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن, إن مخاطر التطرف تتفاقم بعدما ازداد تنظيم القاعدة قدرة على الصمود والتكيف, ونجح في حماية عناصر أساسية في قدرته الهجومية من بينها تأمين ملاذ لقادة عملياته وقيادته العليا في المناطق القبلية الباكستانية.

ورسم مدير جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية جوناثان إيفانز صورة قاتمة جداً للوضع مشيراً الى ان المتطرفين يستهدفون بالتجنيد, الشبان ذوي الأوضاع الهشة, والأطفال الذين لا تتعدى أعمارهم الخمسة عشر أو الستة عشر عاماً.

وبحسب إيفانز فإن عدد الأفراد الضالعين في التطرف في بريطانيا تخطى الألفين هذه السنة, في مقابل ألف وستمائة في العام الماضي, محذراً من احتمال وجود عدد مواز من الأفراد ممن لم يتم رصدهم.

بدوره اعتبر الرئيس السابق لوحدة بن لادن في وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه مايكل شاور, إن خطر تنظيم القاعدة يظهر من خلال تفكيك خلايا مرتبطة به في اسبانيا وإيطاليا وألمانيا والدنمارك.

وتستخدم هذه الشبكات العنف لردع الدول عن المشاركة في الحرب الشاملة ضد الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة, وعلى الأخص الدول المساهمة في العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان.

وبحسب شاور, سجلت أعمال العنف في أفغانستان مستوى قياسياً خلال العام الجاري حيث سجل وقوع حوالى مئة وخمسين عملية انتحارية. ولا يزال أسامة بن لادن الذي يرجح معظم الخبراء الغربيين أن يكون مختبئاً في المناطق القبلية النائية على الحدود الباكستانية الأفغانية, يتحدى الولايات المتحدة وحلفاءها. ويرى الخبراء ان القاعدة ستظل في السنوات المقبلة تشكل خطراً ذا وجهين, الأول هو قدامى الشبكة الذين ما زالوا يحظون بعلاقات ووسائل تحرك بالرغم من مطاردتهم وإضعافهم , أما الوجه الثاني فهو المجندون الجدد الذين ينزعون الى التطرف تأثراً بمواقع الانترنت ويتعذر رصدهم الى أن يقرروا التحرك.