ظاهرة «الأطفال اللقطاء» تثير ضجة اجتماعية في الأردن
موقع الإمام الشيرازي 24/رمضان/1428 شن علماء دين وشريعة في الأردن هجوما لاذعاً على النساء اللواتي يتسببن بظاهرة اللقطاء محملين العائلات مسئولية انحراف الفتيات في بعض الأحيان عبر الضغط عليهن في قضايا الحب والمشاعر، واعتبر رئيس المركز الإسلامي بالجامعة الأردنية أحمد العوايشة ان الخطأ لا يبرر وان أم الطفل اللقيط أخطأت مرتين الأول بارتكابها جريمة الزنا أو السفاح والخطأ الثاني عندما رمت طفلاً البريئة من دون ذنب بالحاوية الى جانب عدم خشيتها من الله عز وجل. وبين لوكالة الأنباء الأردنية.. إنه من الأولى للأم أن تسقط هذا الحمل قبل أن يتكون في بداية الحمل قبل علوق النطفة بالرحم أو قبل أربعين يوماً – والكلام للعوايشة - وهي الفترة التي سمح بها كثير من الفقهاء. وصدر هذا الرأي الديني على هامش جدل متعاظم في الأردن بعد شيوع ظاهرة الأطفال اللقطاء حيث عثرت السلطات على ثلاثة أطفال رضع لقطاء تم إلقاؤهم على قارعة الطريق ولم يظهر ذووهم حتى الآن. وتسلطت الأضواء على الموضوع بعد اهتمام الرأي لحادثة طفلة رضيعة لا يتجاوز عمرها العام الواحد عثر عليها عمال نظافة وسط حاوية قمامة. وأوضح العوايشة .. انه في حال إذا كانت هذه الطفلة نتاج حمل سفاح نتيجة اعتداء أحد أفراد الأسرة على الأم فإن الأهل يأثمون في مساهمتهم في جريمة قتل الطفل بإلقائه في الحاوية.. مشيراً الى ان الأهل يؤثمون لدفعهم ببناتهم الى الزنا بسبب الضغوطات المالية أو المعنوية أو لرفضهم تزويجهم أو منعهم من الزواج بمن أحببن أو إعطاء بناتهم الحرية أكثر من اللازم أو عدم مراقبتهن وتصرفاتهن.. مبيناً ان أهل الأم التي ألقت بطفلتها إذا كان بعلمهم فهم آثمون في رمي الطفلة وعدم تربيتها تربية صالحة.. ولعدم معالجتهم للخطأ وكان الأولى أن يتحملوا نقد المجتمع لهم بدل من أن يتحملون نار جهنم يوم القيامة. وكانت ظاهرة (الأطفال اللقطاء) قد أثارت ضجة واسعة في أوساط الرأي العام الأردني بعد العثور حديثاً على رضيعين آخرين رمياً على جانب الشارع وسط أماكن عامة فيما أعلنت السلطات إغلاق ملف الطفلة اللقيطة التي عثر عليها قبل أيام بتقييد قضيتها ضد مجهول بعد الفشل في الحصول على أي معلومة تحدد نسب الطفلة أو تساعد في ذلك. وكانت قصة الطفلة الرضيعة قد صدمت الرأي العام المحلي الذي لا تتضمن ذاكرته أحداثاً من هذا النوع حيث وجد عمال نظافة طفلة رضيعة لا يزيد عمرها عن ساعة واحدة فقط ملفوفة بورق كرتوني، وحالت يقظة احد العمال وهو مصري الجنسية دون سحق الرضيعة في ماكينة ضخمة تستخدم لطحن القمامة حيث صاح العامل وجمع زملاءه ليتكشف وجود الرضيعة وعمرها ساعة واحدة فقط ووضعت داخل حاوية القمامة بقصد قتلها على الأغلب والتخلص منها. وبقيت الرضيعة مجهولة النسب لساعات في المستشفى حتى أعلنت الشرطة انها لم تعثر على معلومات تخصها وألقت قضيتها وأودعتها لإدارة خاصة معنية باللقطاء الذين يزيد عددهم بوضوح هذه الأيام وحسب إدارة شؤون الأسرة في الأمن العام ستمنح الطفلة إسماً رباعياً سيبقى سرياً وستنتقل لأيدي عائلة مستعدة لتبنيها ضمن الشروط القانونية التي تشترط سلامة الأبوين ودخلهما المعقول. ولم يكن موضوع لقيطة الحاوية ينتهي حتى أعلنت تقارير محلية حديثاً العثور على رضيعين آخرين في مناطق داخل العاصمة حيث عثرت امرأة مارة على رضيع صغير بعد أن سمعت صوته في زاوية الشارع فيما عثر على رضيعة أخرى بمحاذات سور أحد المساجد مما زاد عدد اللقطاء في أقل من أسبوع لثلاثة وسط مجتمع يعتبر وجود اللقيط فيه حدثا غير اعتيادي ونادر. وكانت وكالة الأنباء الرسمية قد قالت سابقاً بأن السلطات أسدلت الستارة على قضية الطفلة التي عثر عليها داخل حاوية قمامة وتم إغلاق القضية وحفظها ضد مجهول وإيداع الطفلة في مؤسسة الحسين الاجتماعية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعي، إلا أن التحقيقات توصلت بعد أيام معدودة الى أن والدي الطفلة شابان في مقتبل العمر بعد الاشتباه بهما ووجهت إليهما النيابة تهمة الزنا وتم توقيفهما على ذمة التحقيق. وبحسب التحقيقات فإن الطفلة التي وجدت داخل كرتونة ملفوفة ببشكير أخضر اللون ملقاة بالحاوية كانت قد ولدت بمعرفة أم الفتاة المتهمة وهي من قام بتوليدها بمساعدة أخواتها الفتيات اللواتي قمن بالتخلص من المولودة فوراً ورميها في قمامة الحي الذي يقطن فيه. وقد وجه المدعي العام في النيابة إلى هؤلاء تهمة التدخل في ترك طفل بشكل يعرض حياته للخطر في حين تم توقيف الأبوين بتهمة الزنا. وتذكر الإحصائيات المحلية والدولية الى ازدياد عدد أطفال الشوارع والأطفال اللقطاء في العراق وفلسطين ولبنان والجزائر والمغرب دون تحديد عددهم فيما قدرت عدد أولئك الأطفال ما يقارب نصف مليون طفل في إيران وأكثر من مليونين في مصر. |