استطلاع يبين تراجع شعبية الأحزاب الدينية لصالح العلمانية في العراق
متابعات - موقع الإمام الشيرازي 22/شوال/1429 ذكر د. أحمد باهض تقي مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية/كربلاء، الاثنين، أن نتائج استطلاع ميداني قام به المركز، أظهرت تزعزع ثقة الناخبين بمسؤولي الحكومة العراقية الاتحادية والحكومات المحلية لعجزهم عن حل المشاكل اليومية للمواطنين، مبيناً أن الاستطلاع كشف أيضاً عن تراجع شعبية الأحزاب الدينية أمام الأحزاب العلمانية والوطنية. وقال د. أحمد باهض تقي لـ(أصوات العراق) ان المركز أجرى استطلاعاً ميدانياً في محافظات الوسط والجنوب، بشأن مشاركة المواطنين في الانتخابات المقبلة وطبيعة الأحزاب التي يفضلونها وما إذا كانت دينية أو علمانية أو وطنية، منوهاً الى أن نتائج الاستطلاع كشفت عن "عدم ثقة الناخبين بالسياسيين في الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، وعن تحول في رأي الناخب العراقي من تأييد الأحزاب الدينية لصالح الأحزاب العلمانية". وأضاف أن الاستطلاع "أظهر تزايد الوعي الانتخابي لدى المواطنين من خلال تأييدهم اجراء الانتخابات (وبنسب عالية) باعتبارها الوسيلة الوحيدة للتغيير الايجابي"، مشيرا الى أنه "أظهر خيبة أمل المواطن بأداء مجالس المحافظات المحلية الحالية بشكل عام، فضلاً عن بروز العامل الشخصي كمعيار مهم لاختيار عضو مجلس المحافظة في الانتخابات القادمة". وعزا تقي دوافع مشاركة الناخبين بكثرة في الانتخابات الماضية بعكس العزوف الحاصل الآن، الى "الاصطفاف الطائفي والقومي والمناطقي الذي كان قوياً خلال السنوات الماضية". وقال مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية ان الاستطلاع "شمل سبع محافظات هي بغداد، الديوانية، واسط، كربلاء، النجف، بابل، وذي قار"، مبيناً أن أعمار المشاركين في الاستطلاع "تراوحت بين 18و50 سنة ومن كلا الجنسين". وأفاد د. تقي أن عدد أفراد عينة البحث "بلغ نحو 100 فرد لكل محافظة من المحافظات السبع التي شملها الاستطلاع"، لكنه آثر عدم الكشف عن النسب أو الأرقام الأخرى التي تضمنها الاستطلاع. يذكر أن مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية تأسس عام 2004 ويتخذ من مدينة كربلاء المقدسة مقراً له، ولديه فروع في عدد من المحافظات، ويعنى بالبحوث العلمية والأكاديمية وتطوير الجامعات والقيام بمختلف الاستطلاعات والاستبيانات بشأن الواقع السياسي للبلاد. من جهة أخرى، حذر تقرير لصحيفة (يو أس أي توداي) من مغبة التنافس المحتدم بين حزب الدعوة والمجلس الأعلى الاسلامي للحصول على ولاء العشائر في الانتخابات المقبلة، مشيراً الى أن هذا التنافس قد يؤدي الى إعادة رسم الخارطة السياسية واندلاع موجة جديدة من العنف في العراق. ولفتت صحيفة في تقرير لها الاثنين الى أن شيوخ العشائر لهم أهمية كبرى في الانتخابات لدى ملايين العراقيين الذين ينتخبون من يفضله شيخ عشيرتهم. وبين التقرير أن حزب الدعوة يسعى الى استقطاب العشائر العراقية من المحافظات التي أعطت عشائرها أصواتها سابقاً للمجلس الأعلى حيث لم يفلح المجلس في توفير المياه الصالحة للشرب، والكهرباء، وأبسط الخدمات الأساسية الأخرى وفق التقرير. وحسب تقرير الصحيفة الأمريكية فإن تنافس الدعوة والمجلس الأعلى الاسلاميين يهدد الإئتلاف القائم بينهما منذ ثلاث سنوات، وهو الإئتلاف الذي يقود من خلاله الحكومة العراقية. وأشار التقرير الى أن هذا التنافس هو الذي أدى جزئياً الى تأجيل المضي قدما بالاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة. ونقل التقرير عن الشيخ نبيل صكبان شيخ عشيرة (آل فتلة) في منطقة المهناوية في محافظة الديوانية قوله ان التنافس بين الدعوة والمجلس يتصاعد بشدة مع اقتراب موعد الانتخابات، معرباً عن أمله في أن لا يتحول التنافس الى صراع مسلح بين الجانبين. وحذر روبرت كِر مستشار الجيش الأمريكي الخاص بالشؤون السياسية الشيعية من مخاطر هذا التنافس إنْ اتخذ طابعاً دموياً، مشيرا الى أن العواقب قد تكون كارثية على العراق. وبين كر وهو أستاذ في تأريخ الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما أن من شأن هذا الانقسام أن يدخل العراق في صراع شيعي- شيعي من جهة، وصراع بين العشائر ورجال الدين من جهة أخرى. وشدد كر أن هذا الصراع من شأنه أن يعصف بكل التقدم الذي أحرزه العراقيون منذ الانتخابات الماضية، وأن يفتح الباب واسعاً لعودة أعمال العنف في أنحاء البلاد كافة. ولفت التقرير الى أن هذا الصراع برز للعيان عندما خرجت عشيرة (آل فتلة) في تظاهرة ضمت نحو مئة شيخ احتجاجاً على غارة نفذتها قوات أمنية في منطقة المهناوية، وذلك بعد مدة وجيزة على اعلان هذه العشائر دعمها لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يشغل الأمانة العامة لحزب الدعوة. وبين التقرير أن المالكي أعطى 21 ألف دولار كدفعة أولى للعشائر التي تشكل مجلس اسناد، فضلاً عن 10 آلاف دولار كدفعات شهرية، كما أكد الشيخ نبيل صكبان الذي يتولى رئاسة أحد هذه المجالس. من جهته، رفض حسن الزاملي المسؤول في المجلس الأعلى في الديوانية تشكيل هذه المجالس، واصفاً إياها بأنها واجهات دعائية هدفها تقديم الدعم للمالكي وحزبه في الانتخابات المقبلة. وكان تقرير لوكالة أسوشيتدبرس نشر الأسبوع الماضي قد نقل عن السيد عمار الحكيم اتهامه للمالكي باستخدام أموال النفط العراقية لشراء دعم العشائر في وسط وجنوب العراق. |