الكلاي: البوسنة والهرسك لن تتفكك ما زالت تحظى برعاية الاتحاد الأوروبي
متابعات - موقع الإمام الشيرازي 12/ذو القعدة/1429 ما زال الشارع الكوسوفي رسمياً وشعبياً مستغرباً ومستفزاً من الموقف العربي والإسلامي (السلبي) من قضية استقلال كوسوفا، فحالة الاستياء تتفاقم لدى البوسنيين خلال الأشهر الماضية، حيث لم تعترف الدول العربية والإسلامية باستقلال البوسنة بالرغم من مرور أكثر من تسعة أشهر على حصولها على استقلالها, في الوقت فإن الدبلوماسية الصربية بدعم من حليفتها روسيا بذلت جهوداً كبيرة خلال الأشهر القليلة الماضية في العواصم العربية والإسلامية لإثنائها عن الاعتراف باستقلال كوسوفا. ورأت صربيا أن عدم اعتراف أي دولة عربية بكوسوفا، واعتراف أربعة دول إسلامية فقط من بين 57 دولة - هي تركيا وألبانيا وأفغانستان والسنغال - نجاحاً لسياستها الخارجية تجاه هذه الدول. وكشف وزير خارجية البوسنة والهرسك سفين الكلاي في حديث صحفي نشر أمس، الاثنين، عن وجود خطة جديدة للاتحاد الأوروبي تجاه التعامل مع الأزمة السياسية التي تمر بها البوسنة والهرسك والمتمثلة فى مساعي صرب البوسنة الى إعلان كيان صربي مستقل. وقال الكلاي لصحيفة (افاز) البوسنية أن منسق العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ومسؤول الاتحاد الأوروبي عن توسيع عضويته أولي رين قد جهزا خطة حول الأزمة الحالية في البوسنة والهرسك سيتم عرضها على اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقبل. وأوضح الكلاي للصحيفة الأوسع انتشاراً في البوسنة والهرسك بأن الخطة المقترحة ستفعِّل دور الاتحاد الأوروبي في المسرح السياسي في البوسنة والهرسك والذي شهد تراجعاً في الفترة الأخيرة الأمر الذي أدى الى أزمة سياسية تسببت في تدهور عمل المؤسسات الحكومية في البلاد. وبين الكلاي ان خطة الاتحاد الأوروبي تحتوي على إجراءات صارمة لحسم الخلاف بين القادة السياسيين في البوسنة والهرسك لعدم امكانية التوصل لاتفاق بين القادة السياسيين في البلاد الأمر الذي قد يعني تغييب أو إقالة بعض القادة السياسيين في البوسنة والهرسك عن العمل السياسي. وألمح الكلاي الى ان خطة الاتحاد الأوروبي قد تقوم باجراء اصلاحات في عمل مؤسسات الاتحاد الأوروبي نفسه في البوسنة والهرسك قد تتضمن اغلاق مكتب المندوب السامي في البلاد وفتح مكتب إداري وميداني ذي صلاحيات واسعة تمكنه من فرض عقوبات على كل من يقف في طريق العملية الإصلاحية. وقال الوزير الكلاي ان مشروع الإصلاحات التشريعية الإدارية الذي بدأت فيه البوسنة والهرسك يواجه عقبات كبيرة بسبب الخلافات التي نشبت بين القادة السياسيين في البوسنة والهرسك الأمر الذي يهدد سير العملية الإصلاحية التي سعت لها البلاد طوال عقد من الزمن. واستبعد أن تؤدي الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد الى انهيار الدولة البوسنية أو تفككها كما يرى بعض المراقبين مشيراً الى ان مثل هذا السيناريو لا يمكن وقوعه ما دامت البوسنة والهرسك تحظى برعاية الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اللذين يرفضان بشدة المساومة على وحدة وسيادة البلاد. وحذر الكلاي من جدية رئيس وزراء كيان صرب البوسنة ميلوراد دوديك في المضي قدماً نحو مشروعه الاستقلالي ما لم يتم اتخاذ إجراءات عقابية من طرف الاتحاد الأوروبي لسياسته التصعيدية التي زادت حدتها بعد اعلان استقلال كوسوفو. واعتبر الكلاي ان التغيير الديموغرافي الذي مارسته حكومة صرب البوسنة في عشر السنوات الماضية قد تمكن الى حد ما من خلق أغلبية صربية ساحقة في كيان صرب البوسنة بعد أن ضيقت على بقايا السكان المسلمين المقيمين هنا لتجبرهم على الرحيل الى المناطق ذات الغالبية المسلمة لتخلق كياناً صربياً خالصاً قد يعلن استقلاله في المستقبل. وتعارض بلغراد - مدعومة من موسكو- استقلال كوسوفو، الذي يشكل بحسب رأيها "انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والمواثيق الرئيسية الأخرى للنظام القضائي الدولي". ويذكر أن 48 دولة اعترفت باستقلال كوسوفو حتى الآن من بينها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية الكبرى، فيما اعتبر الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في كوسوفو بيتر فيث أن استقلال كوسوفو "لا عودة عنه". وقد اعترفت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الثلاثاء باستقلال كوسوفا لتصبح أول دولة عربية تعترف باستقلال الإقليم السابق الواقع شمال شرقي صربيا، والدولة رقم 51 في قائمة الدول التي اعترفت بها حتى الآن. ومع انضمام كل من الجبل الأسود ومقدونيا، إلى كرواتيا وسلوفينيا اللتين اعترفتا بكوسوفا في السابق، تكون أغلب الكيانات التي كانت تشكل جمهورية يوغوسلافيا السابقة قد اعترفت بكوسوفو باستثناء البوسنة والهرسك وصربيا. وكانت كوسوفا أعلنت استقلالها من جانب واحد في 17 فبراير الماضي، بعد 9 سنوات من خضوعها لإدارة الأمم المتحدة التي جاءت بعد حملة عسكرية قادها حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1999 ضد صربيا، لإرغامها على وقف هجماتها الوحشية ضد مسلمي كوسوفا، وذلك بناءً على خطة السلام الذي تقدم بها المبعوث الدولي مارتي إهتساري. وفي 30 يوليو/2008 تم تسليم زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراديتش الى محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة في لاهاي, واتهمت المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة كاراديتش البالغ 63 عاماً, بالقيام بعمليات إبادة خلال حرب البوسنة من عام 1992 الى عام 1995 . |