باكستان: اعتقال العشرات من التكفيريين المتورطين بدعم أعمال القتل والإرهاب


 

موقع الإمام الشيرازي

14/ذو الحجة/1429

اعتقلت السلطات الباكستانية الجمعة، عشرات التكفيريين من أعضاء ما تسمى بـ "جماعة الدعوة الإسلامية الخيرية" المرتبطة بجماعة "عسكر طيبة" والتي تتهمها الهند بالوقوف خلف التفجيرات الإرهابية التي وقعت في مومباي نهاية الشهر الماضي ما أسفر عن مقتل 188 شخصاً وجرح العشرات. وشكلت الاعتقالات محاولة لتأكيد إسلام آباد التزامها المطالب الدولية باتخاذ موقف حازم من المتشددين على أراضيها، فيما انتقل جون نيغروبونتي نائب وزيرة الخارجية الأميركية، من باكستان الى الهند، لاستكمال المساعي التي تبذلها بلاده لاحتواء الأزمة بين الجارتين النوويتين، والحفاظ على تركيز إسلام أباد على مكافحة الإرهاب. وحض المسؤول الدولي على تعزيز التعاون الدولي في التحقيق. 

وجرت الاعتقالات في مظفر آباد، عاصمة كشمير الباكستانية حيث دهمت الشرطة مكاتب "جماعة الدعوة" ومدرستين ومعهداً دينياً تابعين لها، ما أدى الى احتجاج مئات من أنصارها الذين ما زالوا يذكرون الخدمات التي قدمتها الجماعة بعد زلزال كشمير عام 2005. وشملت الحملة ايضاً مدن ملتان وبهولبور وريم يار خان ولاهور وكراتشي وكويتا، ومناطق في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي، حيث أعلن الناطق باسم الجماعة اعتقال مئة من العاملين فيها.

وقال الملا عبد العزيز علوي، رئيس "جماعة الدعوة" في كشمير الباكستانية من منزله حيث يخضع لإقامة جبرية: "يجب أن تغير باكستان سياسة الإذعان قبل تكثيف الضغوط عليها مباشرة".

واشار مسؤول في الاستخبارات الباكستانية الى ان لائحة الاعتقالات ضمت الملا مسعود أظهر، زعيم جماعة ما يسمى بـ "جيش محمد" التي اتهمت بالتعاون مع "عسكر طيبة" في تنفيذ الهجوم على البرلمان الهندي عام 2001والمتهم بعدد من الأعمال الإرهابية ضد الشيعة في باكستان.

وأكد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي ان بلاده تحقق في صلات لمواطنيها بهجمات بومباي، "لكننا لا نستطيع أن نمضي قدماً بعد نقاط معينة إذا لم تقدم الهند معلومات موثوقة وأدلة واضحة تتعلق بالهجمات".

وفي بكين، وصف ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية الإجراءات التي اتخذتها باكستان بأنها "خطوات جيدة"، مشدداً على ضرورة معرفة من درب المنفذين والجهة التي خططت للهجمات، "لذا اعتقد بأننا يجب أن نواصل العمل مع باكستان لضمان تجنب أي تهديدات أو أخطار أو أعمال إرهابية أخرى".

وفيما تطالب الهند باكستان باتخاذ إجراءات ملموسة ودائمة ضد المتشددين، يرى محللون ان ذلك يعتمد على مدى استعداد الجيش الباكستاني للتخلي عن دعم جماعات «الجهاد» التي سلحها ودربها سابقاً لمواجهة «العدو الهندي».

وقالت عائشة صديق، المتخصصة في شؤون الأمن انه «من المبكر تأكيد فاعلية الخطوات، خصوصاً ان الجيش الباكستاني ما زال غير مشارك في حملة الاعتقالات». واعتبر خبراء آخرون ان تجاوب الحكومة المدنية الجديدة التي انبثقت من الانتخابات الشرعية في باكستان في شباط (فبراير) الماضي مع الضغوط الهندية والأميركية، يسيء الى صورتها غير الناصعة في الأصل لدى السكان المناهضين للولايات المتحدة في غالبيتهم، والذين يتهمونها بزيادة فقرهم.

وأكد اشتياق احمد استاذ العلاقات الدولية في جامعة اسلام آباد ان «سياستنا الأمنية ينبغي ان تكون استباقية في التصدي للإرهاب، كي نتجنب الرضوخ للضغوط الغربية». وأضاف: «كان بمقدورنا ان نبدأ العملية ضد عسكر طيبة وبقية الجماعات المتشددة منذ وقت طويل، وليس تنفيذها تحت ضغط الهند التي تعزز موقفها في هذا المجال».