قواعد وضوابط جديدة للغة الإرهاب في بريطانيا


 

مــوقـع الإمــام الشــيرازي

28/المحرم الحرام/1429

أعدت الحكومة البريطانية مؤخراً كتاباً جديداً بفكرته ومضمونه، إذ يشكل دليلاً للعبارات والمصطلحات التي يُنصح الموظفون المدنيون باستخدامها مع المسلمين لدى الحديث عن خطر التطرف والإرهاب.

صحيفة الجارديان الصادرة الاثنين، التي حصلت على نسخة من الكتاب الجديد، خصصت جلَّ صفحتها الأولى لتسليط الضوء عليه وتقول: "إنه ينظم ضوابط وقواعد لغة التخاطب مع أفراد الجاليات والمجتمعات الإسلامية بشأن طبيعة خطر الإرهاب، دون الإشارة أو الإيحاء بأنهم هم الملامون بشكل خاص عن مثل هذا الإرهاب والتطرف".

فتحت عنوان "الوايت هول (مقر الحكومة البريطانية) يعد قواعد جديدة للغة الإرهاب"، نشرت الصحيفة تحقيقاً مطولاً عن الكتاب الجديد الذي تقول عنه إنه "يعكس قرار الحكومة بالابتعاد عن اللغة الخطابية العدائية لما يسمى بالحرب على الإرهاب."

يقول التحقيق، الذي أعده محرر الشؤون المحلية في الصحيفة ألان ترافيز، إن دليل المصطلحات والعبارت الجديد ينصح موظفي الخدمة المدنية بعدم استخدام عبارات من قبيل "الإرهاب الإسلامي" أو "الأصوليون - الجهاديون".

ويقترح الكتاب استخدام عبارات بديلة مثل " التطرف الناجم عن أعمال العنف " و" القتلة المجرمون " و" السفاحون" أو " قطَّاع الطرق"، وذلك في مسعى لتجنب الإشارة أو الإيحاء بأن هناك صلة مباشرة بين الإسلام والإرهاب.

ينبه الكتاب أولئك المنخرطين بأعمال مكافحة الإرهاب إلى أنه غالباً ما يجري التعبير خطأً عن فكرة النضال من أجل القيم باستخدام مصطلحات وعبارات مثل "مواجهة " أو " صراع الحضارات والثقافات ".

وينصح الكتاب بأن الحديث عن فكرة القيم المشتركة قد يكون أكثر فعالية وجدوى من التركيز على فكرة صراع الحضارات تلك.

يقول التحقيق إن الكتاب هو من إعداد وحدة البحوث والتواصل والإعلام في وزارة الداخلية البريطانية، التي تم إنشاؤها في صيف العام الماضي لكسب القلوب والعقول كجزء من مواجهة الحرب الدعائية التي يشنها تنظيم القاعدة.

ويضيف أن الخطوة تظهر أن الحكومة البريطانية تنتهج استراتيجية جديدة متطورة لمواجهة الإرهاب، وهذه الاستراتيجية مبنية على إدراك أنه يتعين "تجنب الإيحاء بأن هناك جاليات بعينها هي المسؤولة عن التطرف"، وذلك إذا أردنا تمكين هذه الجاليات من مواجهة وتحدي أفكار التطرف بكفاءة وفاعلية.

والتحقيق مرفق بصورة أرشيفية كبيرة يظهر فيها العلم البريطاني وإلى جانبه امرأة مسلمة متحجبة تنظر إلى الأفق البعيد وفي عينيها نظرة غضب وتحت الصورة تعقيب يقول: متظاهرة تشارك في تجمع جرى في لندن ونظمته جماعات معتدلة للاحتجاج على الرسوم الدنماركية الكرتونية التي طالت النبي محمد (ص).

بي. بي. سي - إيلاف