العراق: إحصاء سكاني في الشهر العاشر القادم/2009


 

موقع الإمام الشيرازي

17/ربيع الأول/1430

تنوي الحكومة العراقية إجراء تعداد عام للسكان هو الأول من نوعه بعد ١٢ عاماً عن إجراء آخر تعداد سكاني في البلاد مطلع أكتوبر المقبل، الهدف منه معرفة عدد السكان داخل العراق، وعدد العراقيين المقيمين خارج البلاد، وكذلك للمساعدة في بناء قاعدة معلومات حديثة ومتكاملة لمساعدة راسمي السياسات ومتخذي القرارات على وضع الخطط التنموية الصحيحة للنهوض بواقع الحياة العامة في البلاد بعد سنوات الحرب والعنف الطائفي.

ونقل بيان حكومي عن رئيس الجهاز المركز للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات في وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي مهدي العلاق، "إن هذا الإحصاء هو الأول من نوعه منذ 12 عاماً حيث شهد عام 1997 تنفيذ آخر تعداد للسكان الذي لم يشمل آنذاك إقليم كردستان لذلك، فالتعداد المقبل سيكون الأول في الإقليم منذ 22 عاماً حيث كان آخر إحصاء أجري في الإقليم عام 1987"، مؤكداً بأنه سيتم التعامل مع البيانات المستخلصة من الإحصاء بسرية تامة.

وأضاف: "لن يكون هناك أي تدخل سياسي أو حكومي في الإحصاء، إلا بما يسهل إنجاز هذا الاستحقاق الوطني بما في ذلك رصد التخصيصات المناسبة وقيام الوزارات والجهات الأخرى الساندة بأداء أدوارها كل حسب اختصاصه".

وحول الاستعدادات الجارية لإجراء الإحصاء العام للسكان والمساكن في العراق، أوضح "إن مهمة إعداد الخرائط والترسيمات التفصيلية للوحدات الإدارية في محافظات العراق قد أنيطت بوزارة البلديات والأشغال وبالتعاون مع وزارتي الزراعة والموارد المائية وإقليم كردستان، ومن المؤمل إنجاز هذه المهمة خلال الثلاثة أشهر المقبلة، لتبدأ بعد ذلك عملية الحصر والترقيم في شهر يونيو المقبل وتستمر حتى نهاية يوليومن العام نفسه".

وأشار العلاق الى أن التعداد العام للسكان والمساكن هو عمل تخطيطي تنموي بحت ليس له أي علاقة أو صلة بالجانب السياسي حيث إن الهدف منه معرفة عدد السكان داخل العراق، وعدد العراقيين المقيمين خارج البلاد مع الإحاطة بجميع التفاصيل المتعلقة بخصائص ومقومات السكن والخدمات والنشاط الاقتصادي وكل ما يتعلق بحياة المواطن بغية بناء قاعدة معلومات حديثة ومتكاملة من شأنها مساعدة راسمي السياسات ومتخذي القرارات على وضع الخطط التنموية الصحيحة للنهوض بواقع الحياة في البلاد.

وأوضح ان هذا التعداد سيشهد تطبيق أساليب آلية حديثة ومغادرة الأساليب اليدوية القديمة في عملية إدخال البيانات حيث سيتم استخدام الماسح الضوئي "سكنر" للمرة الأولى، وذلك لضمان دقة المعلومات التي سيتم إدخالها الى الحاسبة فضلاً عن استخدام الصور الفضائية التي تعتمد على نظم المعلومات الجغرافية.

وحول المخاوف من أن تجعل المسائل المتعلقة بالعرق والديانة من الإحصاء عملاً مشحوناً بالتوتر في بلد بدأ يستعيد عافيته الأمنية أكد المسؤول العراقي على أنه سيتم التعامل مع البيانات المستخلصة من التعداد بسرية تامة.

وشدد على أنه لن يسمح بتدخلات سياسية أو دينية أو عرقية بل سيكون العمل فنياً صرفاً، كما وستكون النتائج الأولية للإحصاء جاهزة خلال بضعة أيام من انتهاء الإحصاء لكن البيانات الأكثر تفصيلاً حول الأوضاع العرقية والدينية من غير المتوقع أن تتوفر قبل أواخر يوليو 2010.

وأكد العلاق إن الأسئلة الدينية لن تخوض في مسألة الطوائف، لذا فإن الإحصاء لن يقدم بيانات عن توزيع السنة والشيعة الذين خاضوا صراعاً دموياً منذ عام 2003، وسيتم إحصاء النازحين داخل العراق في مقر إقامتهم الحالي لكن سيتم ذكر مكان إقامتهم السابق، وسيشمل الإحصاء أيضاً من خلال السفارات العراقية في الخارج ملايين العراقيين الذين غادروا من البلاد.