باريس: ندوة دولية حول الاجتهاد وأقلمة الإسلام


 

موقع الإمــام الشيرازي

20/ربيع الثاني/1430

احتضنت منظمة اليونسكو الاسبوع الماضي ندوة دولية هي الأولى من نوعها حول "ضرورة الاجتهاد"، وجهود أقلمة الإسلام مع العالم المعاصر تنظمها "المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم" (الاسيسكو) و"مرصد الدراسات الجيوسياسية"، وكلية الحقوق في جامعة باريس الخامسة.

وأوضح الأكاديمي الفرنسي شارل سان برو رئيس مرصد الدراسات الجيوسياسية في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن هدف الندوة هو "تحليل كل الإمكانات التي يتيحها الاجتهاد، أي جهود أقلمة المعايير القانونية والاجتماعية"، وذكر أن الندوة ترمي إلى "دراسة سبل إطلاق اجتهاد جديد وإصلاح يسمح للإسلام بمواجهة تحديات العالم المعاصر على أن يبقى في الوقت نفسه وفياً لقيمه"، ونوه سان برو بأن الندوة تجمع أكثر من عشرين مفكراً وباحثاً من عدة دول عربية ومن أوروبا.

وذكر الباحث الفرنسي أن اختيار باريس لعقد الندوة جاء لأن فرنسا "رائدة" في العالم الغربي في مجال الدراسات حول العالم الإسلامي منذ إنشاء "كوليج دو فرانس" في القرن السادس عشر على يد فرانسوا الأول، وقال "من المحبذ أن تبقى فرنسا أحد أكبر مراكز الدراسات حول العالم العربي والإسلام وهذا ما أعمل لأجله في كلية الحقوق"، في جامعة باريس الخامسة

ورأى سان برو وهو مؤلف كتاب "إسلام: مستقبل التقليد بين الثورة والتغريب"، أن الاجتهاد يقع في صلب مستقبل العالم الإسلامي، وقال "الإسلام كان دائماً إصلاحياً منذ نشأته ومنذ عهد النبي محمد، والإسلام لا يمثل أبداً الخمول أو الجمود بل الحركة والديناميكية، وعلى المسلمين اليوم أن يعرفوا كيف يعودون إلى المصادر الأساسية، أي القرآن والسنة لأخذ دفعة جديدة واكتشاف الإمكانات التي يتيحها الإسلام بما يسمح لمواجهة تحديات العالم المعاصر والمساهمة بالرد على المشاكل التي تعصف بالإنسانية، وهذا هو دور الاجتهاد الذي يشكل مبدأ الحركة في بنية الإسلام وبفضل الاجتهاد يحفظ الإسلام قدرته على التطور والتجدد".