طاهري أصفهاني يدعو رفسنجاني لـ "إنقاذ الجمهورية من الانحرافات"
موقع الإمـام الشيرازي 6/شعبــــــــــان/1430 طلب آية الله سيد جلال الدين طاهري من الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني "العمل على إنقاذ نظام الجمهورية الإسلامية من الانحرافات والبدع الخطرة"، على حد تعبيره، واعتبر مراقبون أن مضمون الرسالة يحمل تلميحاً للعمل على اتخاذ اجراءات لـ "عزل" مرشد الثورة الإيرانية. وكان طاهري أصفهاني الذي اعتبر حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد غير "شرعية وغاصبة"، قال في رسالته إن "علماء الدين في ايران يواجهون اختباراً صعباً وعليهم أن لا يقفوا غير مبالين إزاء الممارسات غير القانونية المتعارضة مع الاسلام التي ترتكبها مجموعة طامعة تحب الدينا وتعرض مشروعية الجميع للتساؤلات". وتأتي رسالة أصفهاني بعد تهديد خطير أطلقه ممثل المرشد في "الحرس الثوري" حذر فيه بحذف رفسنجاني من المعادلة السياسية كما حصل مع الشيخ حسين علي منتظري، وذلك إذا لم ينسجم رفسنجاني مع ما يريد المرشد، كما يأتي كلام أصفاني عقب رسالة منسوبة لعدد من أعضاء مجلس خبراء القيادة طالبت رفسنجاني بتصويب موقفه من الولي الفقيه. من جانب آخر علمت "العربية" أن كتلة الإصلاحيين في البرلمان (نحو 70 نائباً) سيجتمعون الخميس مع الرئيس السابق محمد خاتمي في إطار تحرك جديد يرمي الى تنسيق المواقف من التطورات الجارية خصوصاً ملف المعتقلين. وقال نائب في البرلمان في اتصال مع "العربية" إن الكتلة التي تطالب بعزل أحمدي نجاد، ستلتقي أيضاً الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي ومراجع الدين في قم في إطار برنامج جديد لبحث الموقف من مراسم تنصيب أحمدي نجاد وملف المعتقلين. وقد أفرجت السلطات الإيرانية أمس الثلاثاء 28-7-2009 عن 140 معتقلاً من سجن أيوين في طهران كانت أوقفتهم أثناء تظاهرات الاحتجاج على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، كما أعلن نائب عضو في لجنة برلمانية. وقال النائب كاظم جلالي الذي زار سجن أيوين، في بيان نقلته وكالة الأنباء الطلابية "لقد اجتمعنا مع مدعي طهران سعيد مرتضوي وتم الافراج عن 140 شخصاً اعتقلوا أثناء الاحداث الاخيرة". ويبقى نحو 200 شخص محتجزين بينهم 50 "من رجال السياسة وأعضاء في مجموعات مناهضة للثورة وأجانب". من جهة أخرى صرح نائب إيراني عضو في لجنة العدل البرلمانية لوكالة الأنباء العمالية الايرانية (ايلنا) بأن نحو 30 شخصاً قتلوا في أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات في إيران. وقال فرهد تجاري "إن 30 شخصاً على الاكثر قتلوا في المواجهات الدامية التي أعقبت انتخاب" الرئيس محمود احمدي نجاد في 12 يونيو/حزيران، بحسب الوكالة. وفي تطور لافت وبينما يوعز المرشد الى القضاء لحل قضية المعتقلين خلال اسبوع، قال مدعي عام طهران سعيد مرتضوي إن المعتقلين الموجودين في السجون الإيرانية ليسوا من المعترضين العادين على نتائج الانتخابات وهم من مثيري الشغب. تصريح مرتضوي الذي يوصف بأنه جلاد الصحافة والصحافيين في إيران، يأتي لعرقلة الجهود المبذولة لتحقيق انفراج في ملف المعتقلين، وهي إشارة أيضاً الى أن المعتقلين سيحاكمون بحسب اتهامات أمنية خطيرة. وعلى جانب آخر أعلن مسؤول في وزارة الداخلية أن السلطات الإيرانية لم تسمح للمعارضة بتنظيم حفل لإحياء ذكرى الذين سقطوا في التظاهرات الاحتجاجية على إعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد. وأعلن المدير السياسي لوزارة الداخلية محمود عباس زادة مسكيني لوكالة فارس للأنباء "لم يعط أي إذن لأفراد أو مجموعات سياسية لتنظيم تجمع أو تظاهرة". وكان مير حسين موسوي ومهدي كروبي المرشحان اللذان رفضا نتائج الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو/حزيران، طلبا الأحد ترخيصاً رسمياً لإحياء "ذكرى مرور 40 يوماً على الأحداث الحزينة التي لقي فيها عدد من مواطنينا مصرعهم". وفي شأن متصل، ذكرت وكالات أن خلافات داخل وزارة الاستخبارات الإيرانية بشأن ما يعرف بالثورة المخملية في إيران أطاحت بمسؤولين كبار في الوزارة، بالإضافة إلى الوزير غلام حسين محسني أجني الذي أقاله الرئيس الإيراني. وقالت مصادر إن أكثر من 20 من كبار المسؤولين في الوزارة، بينهم اثنان من مساعدي الوزير، أبعدوا بسبب رفضهم التعامل مع المحتجين كأعضاء في ثورة "مخملية" لـ"تغيير نظام الجمهورية". وقد طالبت كتلة الإصلاحيين في البرلمان الإيراني بحجب الثقة عن الرئيس محمود أحمدي نجاد في ضوء أزمة حكومته الراهنة. وقال المتحدث باسم الكتلة داوود قنبري في تصريح لموقع "ميزان برس" الإيراني، أول أمس الاثنين 28-7-2009، إن الكتلة تدعو البرلمان إلى اتخاذ قرار بإعلان عدم كفاءة أحمدي نجاد السياسية، خصوصاً بعد تباطؤه في تنفيذ أوامر المرشد باقالة إسفنديار رحيم مشائي كنائب أول للرئيس، وانتهاكه المتكرر للدستور. كما اتهمت الكتلة نجاد بعدم احترام كيان النظام وأقطابه الأساسيين، وترجيحه مصالحه الشخصية على مصالح النظام والشعب. واعتبر زعيم المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي أن الحفل المقرر بعد غد الخميس، تخليداً لذكرى المتظاهرين الذين قتلوا خلال الاحتجاجات، يشكل "اختباراً" للحكومة. وقال موسوي على موقعه على الانترنت "إننا نريد اختبار الحكومة. لن تلقى خطب، نريد فقط استخدام المصلى الأكبر في طهران الذي أنفقت عليه مئات ملايين الدولارات". وأضاف مخاطباً السلطات "اتركونا نجتمع ونتلو القرآن". وأضاف "لن تلقى خطب خلال هذا الحفل وسيصغي المشاركون فقط لآيات من القرآن الكريم في صمت". وأضاف موسوي إن الناس "لن يغفروا الجرائم المرتكبة"، في إشارة الى الشبان الذين قتلوا خلال التظاهرات او في السجن. وتابع "أقول لمن ارتكب تلك الجرائم أن الشعب عاقب الذين ارتكبوا مثل هذه الجرائم قبل الثورة". وأضاف موسوي، أنه "لا خيار أمام النظام سوى العودة الى مبادئ الدستور وإلا فإن الناس سيرغمونه على ذلك". |