إيران: تفاقم الأزمة الاقتصادية


 

موقع الإمـــــام الشيرازي

18/محرم الحرام/1432

قال زعماء المعارضة في إيران إن «مستقبلاً مظلماً» ينتظر الاقتصاد الإيراني لأن الحكومة لم تستمع إلى الخبراء الاقتصاديين عندما خفضت من دعمها للطاقة والأغذية في دولة تكافح بالفعل للتغلب على عقوبات الأمم المتحدة الصارمة.

ويدعم المرشحان الرئاسيان السابقان مير حسين موسوي ومهدي كروبي، الجهود التي تبذلها الحكومة للسيطرة على إعانات الدعم للسلع الرئيسية، ولكنهما ذكرا في بيان نادر نشر على أحد المواقع الإلكترونية، أن هذه الجهود تنفذ بشكل سيئ. وقالا إن الطريقة التي تخفض بها الحكومة إعانات الدعم جلبت فقط المزيد من المصاعب للدولة. وقد زادت أسعار الوقود بمقدار أربعة أضعاف على الأقل، ووصلت أسعار الخبز إلى أكثر من الضعف خلال الأسبوع الماضي منذ أن بدأت الحكومة في خفض الدعم بشكل كبير.

وقال موسوي وكروبي في بيان نشر على موقع «كلمة» الإلكتروني: «تنفيذ هذه الخطوة في الوقت الذي تواجه فيه إيران عقوبات دولية صارمة ويعاني اقتصادها من الركود بمعدل بطالة يزيد على 30 في المائة وتضخم حاد يمثل عبئاً على الأسر متوسطة ومنخفضة الدخل». وأضافا بقولهما: «الإغلاق اليومي للمصانع وعدم قدرتها على دفع الرواتب من جهة، ورحيل رؤوس الأموال بسبب غياب الأمان الاستثماري من جهة أخرى، ينذر بمستقبل مظلم لاقتصاد الدولة. ويزداد هذا الوضع سوءاً عندما لا تستمع الحكومة لآراء الخبراء».

ووصف الرئيس محمود أحمدي نجاد خطة تخفيض الدعم بأنها «أكبر عملية جراحية» للاقتصاد الإيراني خلال نصف قرن. وتعهد بتخفيض كل أنواع الدعم بنهاية فترة ولايته في عام 2013. وتقول الحكومة الإيرانية إنها تدفع نحو 100 مليار دولار على الدعم سنوياً، رغم أن الخبراء يعتقدون أن مبلغ الدعم يصل إلى نحو 30 مليار دولار فقط. ويقول خبراء اقتصاديون إن خطة خفض الدعم يمكن أن تفاقم التضخم الذي يقدر حالياً بأكثر من 20 في المائة.

ويقول خبراء إن التخفيض التدريجي للدعم، وليس الخفض المفاجئ، هو أفضل طريقة للتعامل مع المخاوف الاقتصادية لإيران. وقال الخبير الاقتصادي البارز محسن رناني مؤخرا: «لقد أصبح شعبنا معتاداً على إعانات الدعم لعدة عقود. ويشكل اقتصاد الدولة وطريقة حياة الشعب اعتماداً على ذلك. وباستخدام حل الصدمة لخفض الدعم، سوف تتوقف الطبقة الوسطى عن الوجود».