الجفاف يهدد 10 ملايين أفريقي بالموت جوعاً
موقع الإمـــام الشيرازي 8/جمادى الأولى/1431 أعلن مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جون هولمز أن الأزمة الغذائية الخطرة التي يعاني منها العديد من دول الساحل الأفريقي "تطاول" عشرة ملايين نسمة بينهم 7,8 ملايين من سكان النيجر. وقال هولمز خلال مؤتمر صحافي عقده الجمعة في داكار أن "الأزمة الغذائية الجديدة مقلقة للغاية. وهي أخطر ما تكون في النيجر حيث يعاني 7,8 ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي. كما أنها تطاول أيضاً ربما التشاد وموريتانيا". وقال أن "الأزمة الغذائية تطاول مجموع عشرة ملايين نسمة" في دول الساحل التي تعتبر من الأفقر في العالم. وأشار الى إن "مستوى سوء التغذية بلغ حداً مقلقاً في العديد من مناطق النيجر حيث يعاني الأطفال بصورة خاصة سوء تغذية حاداً" ولا سيما نتيجة الجفاف الذي أثر في المحاصيل الزراعية. ودعا الأسرة الدولية الى "التحرك الآن لتجنب أخطر العواقب". ولفت الى إن الأمم المتحدة "وجهت نداء عاجلاً قبل اسبوعين لجمع 200 مليون دولار للنيجر. الأموال تتأخر بعض الشيء لتردنا، لكن مقدمي الأموال بدأوا يشعرون بالحاجة الى تلبية الطلب بطريقة أكثر فاعلية". وأضاف "ليس لدينا الكثير في الوقت الحاضر، لكنني متفائل الى حد ما" موضحاً أن رحلته تهدف تحديداً الى "لفت انتباه الأسرة الدولية الى الأزمة الحالية". وكانت منظمة أوكسفام دعت إلى "ردود عاجلة" لتفادي اندلاع "أزمة غذائية خطرة" في منطقة الساحل الأفريفي ، قد تطال "نحو عشرة ملايين شخص" خلال الأشهر المقبلة، وبالخصوص في النيجر. وأعلنت المنظمة غير الحكومية في بيان أنه "منذ أشهر عدة تعددت المؤشرات إلى أزمة غذائية في الساحل والبلدان الأكثر تضرراً هي النيجر، لكن الأزمة ستطال أيضاً مناطق في تشاد ومالي وبوركينا فاسو ونيجيريا". وحذّرت من أنه "خلال الأشهر المقبلة هناك عشرة ملايين شخص في المنطقة مهددون بأزمة غذائية خطرة". واشار جان دوني كرولا مسؤول أوكسفام في فرنسا إلى أن سكان الساحل الأفريفي، الذين يعانون سوء تغذية مزمن منذ سنوات، أصبحوا في وضع متأزم، بسبب قلة الأمطار خلال 2009، و"إذا لم تتخذ أي مبادرة اليوم، فإن الأزمة ستكون كاسحة". وفي النيجر، حيث سيضاعف برنامج الغذاء العالمي مساعدته لمواجهة "تحد إنساني كبير"، بعدما انخفضت المحاصيل بنسبة 25%، اعتبرت أوكسفام أن فترة نيسان/إبريل ستكون الأصعب في مناطق تربية المواشي، بينما قد تستمر الأزمة حتى أيلول/سبتمبر في المناطق الزراعية. وذكر كرولا أنه "إضافة إلى قلة الأغذية، هناك أزمة الأسعار المستفحلة، فهي مرتفعة كثيراً بالنسبة إلى العديد من العائلات الفقيرة، ففي غرب النيجر ارتفعت أسعار الذرة البيضاء بنسبة تتراوح بين 20 إلى 25%، وأسعار السورغو حتى 50% في كانون الأول/ديسمبر". واعتبر فرع أوكسفام الفرنسي أن "على الدول المانحة وحكومات دول غرب أفريقيا والأمم المتحدة أن تقدم بشكل عاجل رداً منسقاً وتوفر الموارد الكافية لتفادي كارثة". وقال إنه بغض النظر عن هذه الحالة الطارئة، "من الضروري معالجة الأسباب العميقة للجوع، وسوء التغذية في المنطقة"، من خلال دعم "السياسات والبرامج الزراعية والغذائية الوطنية، التي يجري إعدادها، والتي تركّز على تنمية الزراعة العائلية". وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في وقت سابق أن هناك حاجة إلى مبلغ 190.7 مليون دولار، يتوفر منها مبلغ 57.8 مليون دولار حالياً، مما يخلف عجزاً بمبلغ 132.9 مليون دولار، إلا أن الاحتياجات قد تزداد عندما تخرج نتائج مسح إنساني سيجرى نهاية الشهر الجاري. وأشار البيان الى أنه تماشيا مع أولويات السلطات الوطنية في النيجر، فإن فريق الأمم المتحدة العامل في النيجر قد وضع الأمن الغذائي على أعلى قائمة الأولويات بالإضافة إلى المساعدات في المجال الصحي والمياه والصرف الصحي. وقد أدى شح الأمطار إلى عجز كبير في الإنتاج الزراعي والعلف، حيث يوجد نقص في الحبوب بمقدار 410.000 طن متري بينما يوجد عجز في العلف بمقدار 16 مليون طن متري كما جفت العديد من مصادر المياه ما زاد من معاناة الرعاة. |