مسح عالمي: حرية الإعلام تواصل انتكاسها بدول عديدة


 

موقع الإمــــــام الشيرازي

21/جمادى الأولى/1431

كشف التقرير السنوي الأخير لمؤشر حرية الصحافة الذي أصدرته مؤسسة Freedom House، أي (بيت الحرية) الأميركية لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من آيار كشف أن حرية الإعلام تدهورت في كل أرجاء المعمورة تقريباً بحيث يمكن القول إن واحداً فقط من بين ستة أفراد من سكان العالم ينتمي إلى دول ذات صحافة حرّة. التقرير المنشور تحت عنوان (حرية الصحافة 2010: مسح عالمي لاستقلال الإعلام) ذكر أن الصحافيين يشكّلون أعداداً متزايدة من ضحايا الاعتداء والجريمة في عدة دول حول العالم.

وقالت جينيفر وندسور، المدير التنفيذي لـ(بيت الحرية) إن حرية التعبير أساسية لجميع الحريات الأخرى ذلك أن سيادة القانون والانتخابات النزيهة وحرية التنظيم ومساءلة الحكومة جميعها تعتمد على صحافة حرة قادرة على تأدية مهمتها الرقابية.

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة وجّهها لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة 2010 إن حرية التعبير تشكّل "أحد حقوق الإنسان الأساسية وتكرسها المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. غير أن في العالم أجمع حكومات وجهات في السلطة تجد العديد من الوسائل للتضييق عليها. فهي تفرض ضرائب مرتفعة على الصحافة المكتوبة، مما يجعل أسعار الصحف باهظة لدرجة تجعل الناس عاجزين عن شرائها، والإذاعات والمحطات التلفزيونية المستقلة ترغم بالقوة على التوقف عن العمل إذا ما انتقدت سياسات الحكومة. وسيف الرقابة مسلّط حتى على الفضاء الافتراضي الحاسوبي، فيمنع استخدام الإنترنت ووسائط الإعلام الجديدة." وأضاف بان كي مون أن "شعار هذا العام هو: حرية الإعلام: الحق في المعرفة" مؤكداً أن "الأمم المتحدة تقف إلى جانب الصحافيين والعاملين في وسائط الإعلام المضطهدين في كل مكان." وختَم الأمين العام للمنظمة الدولية رسالته بدعوة "الحكومات والمجتمع المدني والناس في جميع أرجاء العالم إلى إدراك مدى أهمية العمل الذي تضطلع به وسائط الإعلام وإلى الدفاع عن حرية الإعلام"، بحسب تعبيره.

يذكر أن (بيت الحرية) دأب على نشر (مؤشر حرية الصحافة في العالم) سنوياً منذ عام 1972. وهو يتّبع منهجية لقياس مدى حرية الصحافة والإعلام عموماً في كل دول العالم لتصنيفها وفقَ ثلاث فئات أساسية هي فئة الدول ذات الصحافة الحرة والدول ذات الصحافة الحرة جزئياً إضافة إلى فئة الدول التي لا تتمتع فيها الصحافة بالحرية.

في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، احتلت إيران المرتبة الأولى من بين الدول التي شهدت تراجعاً كبيراً في حرية الصحافة وذلك في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي جرت في حزيران 2009. كما سجل تراجع في تونس والجزائر والمغرب والإمارات العربية المتحدة.

وفيما يتعلق بالعراق الذي جاء تسلسله 144 وتصنيفه ضمن فئة الدول التي لا تتمتع فيها الصحافة بالحرية، قال التقرير إنه شهد عاماً آخر من التحسّن فيما تراجع التحيّز السياسي وانخفض عدد الهجمات ضد الصحافيين.

وفي تعليقه على ما وَرد في تقرير (بيت الحرية) عن مؤشر حرية الصحافة في العراق، قال مدير مرصد الحريات الصحفية زياد العجيلي لإذاعة العراق الحر الثلاثاء "إن العراق رغم التعددية التي يتمتع بها من ناحية وسائل الإعلام إلا أن حرية الصحافة واجهت انتكاسات كبيرة جداً خلال السنوات الماضية بينها محاولات عديدة للسيطرة على التدفق الحر للمعلومات ومحاولات عديدة أخرى للسيطرة على تحركات وسائل الأعلام من قبل جهات رسمية وحكومية...."

وأضاف العجيلي أن لدى مرصد الحريات الصحفية العديد من المؤشرات السنوية لافتاً إلى أن مؤشرات العام الماضي تتضمن إحصاءات عن ارتفاع الانتهاكات التي تعرّض لها صحافيون عراقيون إلى 262 انتهاكاً. وفي ضوء هذه المؤشرات، أعرب عن اعتقاده بأن حرية الصحافة والإعلام في العراق "ما زالت تواجه الكثير من التحديات."