نزار حيدر: الفقيد الشيرازي نموذج الخلق الرفيع


 

 

موقع الإمــــام الشيرازي

5/جمادى الآخرة/1431

وصف نـــــزار حيدر، مدير مركز الإعلام العراقي في واشنطن، مناقبيات الفقيد آية الله السيد محمد رضا الشيرازي بالنموذج الأخلاقي الذي يحتذى، إن على صعيد التعامل مع الآخر أو على صعيد الحوار.

وأضاف نــــزار حيدر الذي كان يتحدث ليلة أمس في مهرجان التأبين المشترك الذي أقامه مركز الإمام علي (عليه السلام) ودار الثقافة في العاصمة الأميركية واشنطن:

إن الحديث عن آل الشيرازي، حديث عن تاريخ يمتد قرابة قرنين من الزمن، وبمساحة جغرافية تمتد لتشمل المنطقة كلها بما فيها العراق وإيران ودول الخليج بالإضافة الى العالم العربي والإسلامي، فإذا ذكر العلم والفقه كانوا أساتذته، وإذا ذكر النتاج الفكري والثقافي والأدبي كانوا رواده، وإذا ذكرت المؤسسات والحوزات كانوا بناتها ورعاتها، وإذا ذكر الجهاد والنضال من أجل المستضعفين كانوا قادته، وإذا ذكرت التضحية والشهادة في سبيل الله (تعالى) كانوا عنوانها، وإذا ذكر الخلق الرفيع والتواضع والبساطة في المعاش كانوا نموذجه العملي الذي يحتذى، وما الفقيه الفقيد آية الله السيد رضا الشيرازي (قدس سره)، إلا ثمرة من ثمار تلك الشجرة الطيبة الباسقة التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

لقد نجح الفقيد، وفي أقل من ستة أشهر على اطلالاته الفكرية على الشاشة الصغيرة، في اقناع الملايين بصحة طروحاته ودقة أدلته، ما سحرهم لدرجة التسمر أمام الشاشة الصغيرة بانتظار أن يسمعوا منه، الأمر الذي يعجز عن تحقيقه كثيرون وعلى مدى سنين عديدة، ويعود الفضل في ذلك، برأيي، الى ما يلي:

أولاً: ثقافته القرآنية التي كانت تفيض في أحاديثه الفكرية والثقافية.

ثانياً: هدوئه الذي كان يفيض على أحاديثه الاحترام والتبجيل وسحر الكلمة.

ثالثاً: علميته التي لم تدعه ينسى شاردة أو واردة تخص النقطة التي يتحدث فيها.

رابعاً: تركيزه الذي لم يدع أفكاره تتشتت ذات اليمين وذات الشمال.

خامساً: احترامه للآخر الذي ألزمه ألا يشطط بحق الآخر مهما اختلف معه.

سادساً: زمنيته التي ألزمته الحديث اليومي بعيداً عن الترف الفكري أو الحديث خارج الحاجة أو الزمن.

سابعاً: اعتماده الدليل فيما يقول ويذهب إليه، ما منح أحاديثه رصانة علمية نادرة، ابتعد معها عن الإنشاء والكلام الفارغ واللف والدوران.

ثامناً: وضوح الرؤية وصفاء الذهن وصدق اللسان والقلب المحب الذي لا يعرف الكراهية والبغض، ووجهه الذي تنعكس عليه أنوار نفس كريمة وأخلاق رفيعة.

ولكل ذلك فإنه (قدس سره) ملك قلوب الناس بشكل ملفت للنظر، كما أنه كسب احترام خصومه قبل أن يحوز على حب وعشق وولاء محبيه ومريديه، ولذلك عدت الملايين فقده خسارة كبيرة للفكر والثقافة وللرأي والرأي الآخر.

لقد كان هاجس الفقيد هو أن يدافع عن الإسلام الذي أاضحى اليوم في خطر بسبب الفتاوى المخجلة وفتاوى التكفير والقتل والتفسير الخاطئ للكثير من الأمور والقضايا التي قدمت الإسلام للرأي العام العالمي وكأنه مجموعة من القيم المتخلفة والقديمة، فكان قلب الفقيد يعتصر ألماً وهو يرى حثالة من المتخلفين وقد اختطفوا الإسلام ليحققوا، بتفسيراتهم الخاصة له، مآربهم وأهدافهم الدنيئة.

فلقد سعى الفقيد الى أن يقدم تفسيراً جديداً للإسلام يعتمد مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) حصراً، والتي غابت أو غيبت عن الرأي العام فلم يعد يعرف إلا تفسيراً واحداً للإسلام، الذي رسم في ذهنه كل ما هو متخلف، وهو يرى نموذجه في الأنظمة الشمولية الاستبدادية الوراثية البوليسية، كما هو الحال مثلاً في بلاد الجزيرة العربية التي يقدمها هذا النوع من الإسلام كنموذج في الحكم.

ففي رأي الفقيد الراحل فإن في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) كل الحلول الناجعة للتفسيرات الخاطئة والمشاكل العويصة التي تمر بها اليوم البشرية وتحديداً الدول الإسلامية وبالأخص العربية منها، والتي لا زالت تعيش الحصار الفكري والاستبداد السياسي والديني والسحق المنظم للحقوق والإرادات، بسبب خداعها بمنظومة من الأفكار التضليلية تاريخياً وواقعياً.

لم يشا الفقيه الفقيد أن يسكت وهو يرى كل هذه الهجمة الظالمة والشرسة التي تتعرض لها مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، وأتباعها في مختلف مناطق العالم الإسلامي، والتي جندت لها الأنظمة فقهاء سوء يفتون تحت الطلب وفضائيات مدفوعة الثمن تعمل ليل نهار على تشويه الحقيقة وتزوير التاريخ والكذب والتدليس بما يضلل الرأي العام، الإسلامي والعربي على وجه التحديد، الى جانب مجموعات العنف والإرهاب التي تمارس القتل والتدمير في العديد من مناطق العالم الإسلامي كما هو الحال في العراق وأفغانستان والباكستان والهند وغيرها الكثير، في إطار فتنة طائفية حاقدة وعمياء.

ثم عرج نـــــزار حيدر في محاضرته للحديث عن الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي (قدس سره)، والذي اغتاله في بيروت جهاز مخابرات الطاغية الذليل صدام في العام 1980 وهو يهم بحضور مجلس الفاتحة الذي كان قد أقامه الى روح الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) الذي كان قد اعدمه للتو الطاغية في بغداد، قائلاً:    

لقد ضحى الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي من أجل التأسيس لعراق جديد ليس فيه أي نوع من أانواع التمييز وعلى أي أساس كان، لأنه كان يؤمن بالتعددية وكان يحترم التنوع ويرعى تاريخ العراق وواقعه وقيم الناس وثقافاتهم وأخلاقياتهم وتراثهم، ولذلك كان يتصدى لكل محاولة تهدف الى إلغاء أي من هذه القضايا المهمة التي تشكل العراق بمجموعها، فالتنوع بالنسبة للعراق هو مصدر قوة.

لقد عمل الشهيد كل ما في وسعه من أجل أن يعيد للشعب العراقي إرادته المسلوبة وحريته المصادرة وكرامته المسحوقة، من خلال العمل على إزاحة كابوس الديكتاتورية الجاثم على صدره ومنحه حق الاختيار، اختيار النظام السياسي واختيار حكامه واختيار حكومته وغير ذلك، ولهذا السبب تصدى الشهيد للاستبداد بكافة أشكاله وللديكتاتورية، الى أن اعتقله النظام البائد أوائل عهده بالسلطة وعرضه لأقسى أنواع التعذيب، ولولا لطف الله (تعالى) وإرادته وتدخل المرجعيات الدينية في العراق والعالم الإسلامي، لقتله النظام في السجن كما قتل من قبله الشهيد الشيخ عبد العزيز البدري (رحمه الله تعالى)، فأطلق النظام سراحه وأبعده عن مسقط رأسه ليختار الفقيد سوريا ولبنان محل إقامة له، مواصلاً الجهاد ضد الديكتاتورية في العراق فضاق به الطاغية ذرعاً ليوعز الى زبانيته باغتياله في بيروت في 2 مايس (أيار) 1980.

إنه أاول عالم دين عراقي معاصر وردت في خطاباته وقصائده السياسية مصطلح (الوطنية) كحل لمشاكل العراق من خلال إقامة نظام تقوده قيادات وطنية، لا ترى بين الوطنية والإسلام أي تعارض، كما جاء ذلك في بيت الشعر التالي في قصيدة شعرية كان قد ألقاها الشهيد في العام 1963 بقوله:

                  قــــم وانشر المجد التليد السامي                وعلى هدى القرآن سر بـسلام

                  في موكب التوحيد تحت زعامة                (وطنيــــــة) الأفكار والأحكام

لأنه كان يرى في الطائفية السياسية مشكلة عويصة يلزم العراق أن يتخلص منها لاستقرار البلد، وتنميته، ولذلك حاربها بكل أشكالها وبكل الطرق والوسائل، كما في قوله:

                  والطائفية ويلها مــــــــــــن فتنة                عمياء يوقد حقدهــــــا الأقزام

                  والطائفية جددت تاريخهــــــــــا                 فإذا لهـــــــا الحكام والأحكام

                  لكنها هي لم تغير ذاتهـــــــــــــا                 فشعارها الإرهاب والإارغـام

وإن ما نراه اليوم في العراق الجديد إنما هو ثمرة من ثمار تضحيات هذا الشهيد العظيم وبقية شهداء العراق، ولذلك يجب أن نحافظ على هذه المكتسبات ونصون المنجزات، التي يتربص بها كثيرون في داخل العراق وخارجه، ويقف على رأسهم أيتام النظام الشمولي البائد، الذين تحالفوا مع جماعات العنف والإرهاب والمدعومين من قبل عدد كبير من دول المنطقة والعالم وأجهزتها الاستخباراتية، وأموالها الحرام، وإعلامها الطائفي والعنصري، والمشحونين بفتاوى التكفير الصادرة عن فقهاء البلاط في عدد من الدول خاصة نظام آل سعود الذين يسعون بكل ما أوتوا من أجل التدخل في شؤون العراقيين لتقويض العملية السياسية، إن بالمواقف السياسية المعادية أو بدعم مجموعات العنف والإرهاب أو بالتصريحات السيئة التي تصب بالضد من مصلحة العراقيين من خلال التحريض على العنف والإرهاب.

ولقد جاءت آخر هذه التصريحات على لسان رئيس جهاز مخابرات آل سعود تركي الفيصل قبل أيام في العاصمة الرياض، والتي تعد تدخلاً وقحاً وسافراً مرفوضاً في الجهود الحثيثة التي تبذلها الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات الأخيرة لتشكيل الحكومة الجديدة.

قد نتفهم حديث الأميركان أو الأوربيين أو اليابانيين عن الديمقراطية في العراق، أما أن يتحدث آل سعود عن الديمقراطية فيتهم المذكور، مثلاً، السيد نوري المالكي بما وصفه في تصريحاته بالجهد المتعمد الذي يبذله لسرقة نتائج الانتخابات وحرمان الشعب العراقي من حكومة شرعية منتخبة، فهذا ما يستعصي على الفهم، فأين أنت يا فيصل والديمقراطية؟ وأين أنت من مثل هذه الحكومة في بلادك التي لا زال شعبها يئن من تحت وطأة نظام قبلي شمولي متخلف لا زال يحكم بالحديد والنار وبالفتاوى الظلامية القهرية منذ ما يقارب القرن من الزمن؟. إن أمراء آل سعود لا يحق لهم أن يتحدثوا عن الديمقراطية أبداً، لأن فاقد الشئ لا يعطيه.

أوليس من الأولى بالأمير أن يلتفت الى بلده وشعبه فينشغل بالتنظير، لإقامة حكومة شرعية منتخبة في الجزيرة العربية؟ أوليس من الأولى به أن يطلق العنان لإارادة شعب الجزيرة العربية ليختار بنفسه وبكامل حريته وإرادته وفي انتخابات حرة ونزيهة ما يريد من النظام السياسي والحكام؟ أوليس من الأولى به أن يتحدث بمثل هذه التهم الى أولي أمره من ملوك وأمراء أسرة آل سعود؟ أوليس من الأولى به أن يفكر بالطرق المناسبة لإزالة كل هذا الظلم والتعسف الذي يرزح تحته شعب الجزيرة العربية الذي سموه قهراً وظلماً باسم أسرة ملكت البلاد والعباد بالغزو والتدمير والقتل، فصادرت اسم الدولة واسم شعبها؟.

أوليس الأولى بالأمير أن يسعى لإصلاح نظم التربية والتعليم وتطهير المؤسسات الدينية من الفكر المفخخ بثقافة الكراهية والملغوم بعقلية إلغاء الآخر، ليساهم في وضع حد لثقافة القتل والموت والتدمير التي تعتمدها المؤسسة الدينية ومدارسها والتي ما برحت تصدر للعالم العناصر الإرهابية المضللة التي غسلت ماكينة الدعاية الطائفية أدمغتهم فحولتهم الى أدوات للقتل والتفجير بيد مجموعات العنف والإرهاب؟.

أوليس الأولى به أن يسعى جاهداً من أجل إلغاء نظام التمييز الطائفي في بلاده والذي حول الأغلبية من غير الوهابيين (لا يشكل الوهابيون سوى 17% فقط من مجموع سكان البلاد) الى أقلية في البلاد ليس لها أية حقوق سياسية، لأن النظام الحاكم يتعامل معها كشريحة اجتماعية من الدرحة الثانية؟.

أوليس الأولى به أن يعمل على تحرير المرأة في بلاده من قيود التخلف والهمجية التي حولتها الى كائن ميت ليس له روح؟.

أوليس الأولى به أن يساعد بلاده على محاربة الفساد بكل أشكاله، والذي تسبب بهدر المال العام والعبث بخيرات البلاد، ما وسع من ظاهرة الطبقية الاجتماعية بدرجة كبيرة جداً، ملفتة للنظر وخطيرة؟.

لقد نسي الأمير، عندما أدلى بمثل هذه التصريحات، أن يلتزم بما قاله مليكه عبد الله قبل أيام عندما صرح بقوله (أن المملكة تقف على مسافة واحدة من كل الفرقاء السياسيين في العراق) فأين هذا التصريح من ذاك؟ وهل جاء هذا التصريح كترجمة سياسية وعملية لذاك؟.

هذا من جانب ومن جانب آخر فإن الأمير نسي كذلك أن يتحدث ولو قليلاً عن الدور التخريبي القذر الذي لعبته مملكته طوال السنوات السبع الماضية لتدمير العراق والعملية السياسية الجديدة القائمة على أسس الديمقراطية والتي يرى فيها نظام آل سعود خطراً يتهددها إذا ما استقرت وأتت أكلها في القريب العاجل؟ فنسي الأمير، مثلاً، أن يتحدث عن فتاوى التكفير التي غسلت أدمغة المغفلين ليمارسوا القتل والتدمير في العراق الجديد، ونسي أن يقول بأن أغلب الإرهابيين الذين يتسللون الى العراق هم من أابناء جلدته، سعوديون، كما اعترف بذلك قبل يومين وعلى قناة الفضائية العراقية ما يسمى بأمير بغداد التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي ذي الصناعة السعودية المعروفة، كما أنه نسي أن نظامه لم يعترف الى الآن بعملية التغيير في العراق فلم يعترف لا بالعملية السياسية ولا بأية نتائج للانتخابات ولا هم يحزنون، لدرجة أنهم للآن لم يتخذوا قرار إعادة فتح سفارتهم في بغداد بالرغم من تكرار الوعود بهذا الشأن، لأنهم يعتبرون أن ذلك يقدم دعماً ما للحكومة العراقية التي يصرون على وصفها بالطائفية على الرغم من أنها تشكلت كنتيجة طبيعية للانتخابات السابقة، وكاستحقاق دستوري لأول انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية يشهدها العراق.

لا أدري لماذا يحرص الأمير على إبداء كل هذا الاحترام المزيف لنتائج الانتخابات الأخيرة ولم يبد أي حرص على الانتخابات التي سبقتها؟ بل وعلى مجمل العملية السياسية؟ هل لأنه يتمنى أن تحمل مثل هذه الطريقة من التفكير (أصدقاءه) الى سدة السلطة في بغداد؟ أم ماذا؟.

إن الملفت للنظر في تصريحاته أنها جاءت بأسلوب تحريضي يشبه الى حد بعيد طريقة الأحاديث التحريضية التي يدلي بها بعض قادة القائمة العراقية والتي يلوحون فيها الى احتمال انزلاق العراق الى أتون حرب أهلية إذا لم يجر تسمية رئيس الوزراء من قائمتهم تحديداً، وهو التلويح ذاته الذي جاء على لسان الأمير، والذي اعتبره كثيرون أنه تحريض على العنف الطائفي، الذي تلجأ إليه المملكة العربية السعودية لفرض أجنداتها الخاصة في العراق الجديد.

إن الشعب العراقي ينتظر من الزعامات العراقية وقادة الكتل السياسية، خاصة تلك الزعامات التي أحسنت الظن كثيراً بنظام آل سعود في الآونة الأخيرة عندما زارت الرياض وسمعت هناك المعسول من الكلام الذي ظن البعض بأنه تغيير في المواقف لصالح العراق، ينتظر منهم موقفاً واضحاً وصريحاً وشفافاً يشجب مثل هذا التدخل السافر في شؤون العراق من قبل المملكة، خاصة في هذا الظرف الحساس الذي تمر به العملية السياسية والتي لا تحتمل أية تفسيرات خاطئة أو تاويلات غير مفهومة للمواقف.

كل هذا، على الرغم من أنني شخصياً قرأت تصريحات الأمير في هذه اللحظة تحديداً بأنها دليل على إن ساعة الحقيقة والحسم بشأن تسمية رئيس الوزراء من قبل الكتلة البرلمانية الأكبر (الوطني والقانون) قد أزفت، ولذلك عبر نظام آل سعود بمثل هذه التصريحات عن هستيريا سياسية ملفتة للنظر، أتمنى أن تأخذه الكتل الفائزة على محمل الجد لتسرع في عملية تشكيل الحكومة الجديدة، فالمستهدف في مثل هذه التصريحات ليس السيد المالكي أبداً وإنما العملية السياسية والنظام الديمقراطي برمته، ولعل أفضل رد عليها يفترض أن تتخذه الكتلة البرلمانية الكبيرة هو التجديد لرئيس الوزراء، الذي ثبت بالقطع واليقين أن (النظام العربي الطائفي والعنصري) يقف بالضد منه بكل ما أوتي من حول ومن قوة، خاصة نظام آل سعود، وهذا ما يكفيه فخراً، لأننا نعرف جيداً بأن هذا النظام لم يفكر يوماً ما بمصلحة العراق أبداً، فهما على طرفي نقيض لا يجمع، فلا زال هذا النظام لا يسره أن يرى رئيس الوزراء الحالي على رأس السلطة التنفيذية في العراق، فإن مصلحة العراق، كما يرى كثيرون، هو في التجديد له، وإلا فستتكرر النسخة اللبنانية في العراق الجديد، فمن يريده آل سعود سيحكم في العراق ومن لا يريدونه لا يحكم، وهذا، لعمري، أخطر شئ على العراق ومستقبله.