الزيارة الشعبانية: شهداء وجرحى بسيارات مفخخة وهاونات
متابعات - موقع الإمـــام الشيرازي 16/شعبــــــــان/1431 أفاد مصدر في عمليات الفرات الأوسط، الثلاثاء، بأن ما لا يقل عن 36 شخصاً من زورا كربلاء سقطوا بين شهيد وجريح بقصف صاروخي تعرض له مركز مدينة كربلاء، فيما لفت إلى القوات الأمنية عثرت على صواريخ معدة للإطلاق كانت موجهة على الصحن الحسيني تم تفكيكها. وقال المصدر في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "صاروخين من نوع كاتيوشا سقطا، قرابة الساعة الحادية عشرة والنصف قبيل منتصف ليلة الثلاثاء، على منطقة الجمعية الواقعة وسط مدينة كربلاء، وأديا إلى سقوط ستة شهداء على الأقل ونحو 30 جريحا معظمهم من زوار كربلاء". وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "الصاروخ الأول سقط بالقرب من (دائرة الهجرة والمهجرين) فيما سقط الصاروخ الثاني قرب (فندق القريشي) الذي يبعد نحو 700 متر من الصحن الحسيني الشريف حيث مرقدي الإمام أبي عبد الحسين وأخيه العباس (سلام الله عليهما)"، ولفت المصدر إلى أن "القوات الأمنية المسؤولة عن حماية الزيارة استقرت في جميع مناطق المدينة وشنت عمليات دهم في أطراف مركز المدينة وقد تمكنت من العثور في منطقة حي النصر الذي يبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن مركز المدينة ثلاثة صواريخ من نوع كاتيوشا كانت معدة للانطلاق وموجهة نحو الصحن الحيدري". وبين المصدر وهو ضابط في عمليات الفرات الأوسط المسؤولة عن تأمين الزيارة الشعبانية أن "مدينة كربلاء وضواحيها تشهد استنفاراً أمنياً واسعاً، كما نحلق الطائرات المروحية العراقية بشكل مكثف وعلى ارتفاع منخفض من أجل رصد أي تحركات مشبوهة". من جهتها، اعتبرت الإدارة المحلية لمحافظة كربلاء، الثلاثاء، أن التفجيرين اللذين استهدفا زوار المدينة الاثنين لا يعدان خرقاً لخطها الأمنية التي وضعتها لحماية زوار الشعبانية، مؤكدة في الوقت نفسه صعوبة حماية عشرات آلاف السائرين المتوجهين من المحافظات الأخرى إلى كربلاء، في حين ألقى الزوار باللائمة على الأجهزة الأمنية، معتبرين تفجير السيارتين خرقاً لإجراءات أمن الزيارة. وقال نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء، نصيف جاسم الخطابي، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "من يقف وراء التفجيرين اللذين وقعا يوم أمس لم يتمكن من اختراق الأطواق الأمنية التي أحيطت بها مدينة كربلاء، فاستهدف جمعاً من الزائرين على الطريق الخارجي بين كربلاء، والنجف"، مبيناً أن "المجموعة المسلحة التي تقف وراء التفجير كانت تروم الوصول إلى أقرب مكان في وسط المدينة لكنها لم تتمكن من ذلك فلجأت إلى استهداف الزائرين على الطريق الخارجي"، وفقاً لقوله. وأكد الخطابي في الوقت نفسه "صعوبة حماية آلاف الناس ممن يسيرون من محافظة إلى أخرى"، موضحاً أن "الجماعات المسلحة تستهدف المدنيين، والأهداف المتحركة الأخرى ويتعذر على أية قوة في العالم حماية هذه الأهداف" على حد قوله. وكان تفجيران بسيارتين مفخختين وقعا مساء الإثنين، بالقرب من منطقة الحي الصناعي، جنوب كربلاء، وعلى مبعدة نحو 2000 متر عن وسط المدينة، وأكد مصدر طبي مطلع الثلاثاء، رافضا الإفصاح عن هويته، أن الحصيلة النهائية لضحايا التفجيرين ارتفعت إلى 26 شهيداً، ونحو 70 جريحاً معظمهم من الزوار القادمين من محافظة ذي قار في جنوب العراق. من جهتها قالت سارة عبد الرضا (53 سنة) لـ"السومرية نيوز"، وهي من أهالي ذي قار قضاء سوق الشيوخ، وقد فقدت أبن أخيها، هيثم أحمد عبد الرضا، (29 سنة)، في تفجيري الإثنين، إن "الإنفجارين وقعا بالقرب من إحدى السيطرات التي تقوم بتفتيش السيارات والمارة عند مدخل كربلاء من جهة النجف"، مضيفة أن "عشرات السيطرات المنتشرة في كربلاء وما حولها كان يفترض بها أن توقف السيارتين المفخختين لو كانت تقوم بواجبها بشكل صحيح"، على حد قولها. فيما قال علي عبيد، وهو أحد الزوار المتوجهين من مدينة الصدر في بغداد إلى كربلاء، إن "كثرة المفارز والسيطرات الأمنية المنتشرة والمحيطة بكربلاء لم تأتِ بثمارها"، مشيراً إلى أن "التفجيرين اللذين وقعا أمس أكبر دليل على ذلك، لأن السيارتين المفخختين تم تفجيرهما وسط حشود الزائرين وأمام مرأى سيطرات الأجهزة الأمنية". وكانت قيادة عمليات الفرات الأوسط كشفت مطلع الأسبوع الجاري عن نشر أكثر من 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة إضافة إلى أعداد أخرى من عناصر الاستخبارات، موضحة أنها قسمت كربلاء إلى تسع مناطق أمنية يشرف على كل منها أحد الضباط، كما كشفت عن اعتقال أكثر من 50 شخصاً من المطلوبين أمنيا شمال بابل، وثلاثة أشخاص ينتمون إلى القاعدة في كربلاء، خلال عدد من العمليات الاستباقية. كما أصدرت قيادة عمليات الفرات الأوسط، جملة من التعليمات الخاصة بالزيارة، منعت بموجبها ترديد الشعارات السياسية والطائفية، وحذرت من رفع صور الساسة ومراجع الدين، ودعت الزوار إلى التعامل الحسن مع الأجهزة الأمنية، فيما ألزمت عناصرها بالتعامل الإيجابي مع الزائرين. |