باكستان: جدل عنيف حول تعديل قانون الإساءة للإسلام
موقع الإمــــام الشيرازي 6/صفر الأحزان/1432 تظاهر أكثر من خمسين ألف شخص، الأحد، في كراتشي، جنوب باكستان، حسب الشرطة، احتجاجاً على تعديل القانون الذي يعاقب بالإعدام الإساءة للإسلام ودعماً للشرطي الذي قتل حاكم البنجاب الذي كان يريد تعديل هذا القانون. وكان حاكم إقليم البنجاب سلمان تيسير قتل الثلاثاء عندما أطلق عليه شرطي من حراسه الخاصين 29 رصاصة وهو يصيح مكبراً "الله أكبر". وكان تيسير يريد تعديل هذا القانون الذي تحتج عليه أقلية من المجتمع المدني بعد الحكم بالإعدام على إمراة مسيحية دانتها نساء من قريتها بالإساءة إلى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله). ونظمت تظاهرة كراتشي، عاصمة باكستان الاقتصادية التي تعد نحو 18 مليون نسمة، أحزاب إسلامية. وأعلن محمد أشفق المسؤول في الشرطة المحلية أن خمسين الف شخص شاركوا في التحرك. وقد كررت الحكومة الباكستانية مراراً خلال الأسابيع الأخيرة أنها لن تعدل القانون حول الإساءة إلى الإسلام. وقال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني للصحافيين الأحد في إسلام آباد "سبق أن كنت واضحاً في هذا الشأن، ووزيرنا للشؤون الدينية أعلن أيضاً أننا لا ننوي البتة تعديل هذا القانون". وكتب على لافتة رفعها المتظاهرون "نحن مستعدون للتضحية بأرواحنا فداء لكرامة النبي محمد". ورفع عدد من المتظاهرين صور الشرطي قاتل تيسير، مالك ممتاز حسين قادري الذي اعتقل بعد الجريمة، ويحظى من حينها بدعم متزايد من كافة فئات المجتمع الباكستاني وبعض وسائل الإعلام. ويثير يومياً تظاهرات دعم. وردد المتظاهرون أن "ممتاز قادري ليس مجرماً، إنه بطل" ودعا بعضهم الى الجهاد. وقال قاري إحسان المسؤول في جماعة الدعوة الإسلامية المحظورة "لا نقبل بأي تسوية حول قانون الإساءة الى الإسلام. إنه قانون إلهي ولا أحد يمكنه تغييره". وأفاد مراسل فرانس برس إنها من أكبر التظاهرات التي تنظمها الأحزاب الدينية خلال السنوات الأخيرة. وقالت وزيرة الإعلام السابقة شيري رحمن التي تقدمت في تشرين الثاني/نوفمبر بمشروع قانون يضع حداً لعقوبة الإعدام في حال الإساءة الى الإسلام، لوكالة فرانس برس الأحد إنها لن تدع الإسلاميين يمارسون الترهيب ضدها، وأضافت "لا يستطيعون إسكاتي (...) لا يستطيعون تقرير ما نفكر فيه أو نقوله، هذه القوانين وضعها الإنسان" وليس الله. وتدين الأغلبية الساحقة من سكان جمهورية باكستان الإسلامية وعددهم 170 مليوناً، بالإسلام بينما يشكل المسيحيون أقلية ضئيلة جداً. وتشهد البلاد تصعيداً من جانب الأحزاب الدينية تمثل خصوصاً في حملة اعتداءات انتحارية عنيفة جداً ينفذها عناصر طالبان الموالية للقاعدة، أسفرت عن سقوط أربعة آلاف قتيل في غضون ثلاث سنوات ونصف. ومعظم ضحايا هذه التفجيرات الإرهابية التي تنفذها تنظيمات سلفية تكفيرية هم من أتباع أهل البيت (عليهم السلام). وأعلنت حركة طالبان مع أسامة بن لادن، صيف 2007، الجهاد على حكومة إسلام آباد لدعمها "حرب واشنطن على الإرهاب" منذ نهاية 2001. وباكستان هي القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي. وتحولت المناطق القبلية معاقل طالبان في شمال غرب باكستان الى المعقل الأساسي لتنظيم القاعدة والقاعدة الخلفية لمقاتليه وعناصر طالبان الأفغانية. وقد جاهر سلمان تيسير صراحة بدعم المسيحية وزارها في سجنها في آسيا بيبي، وقد حكم على الأم المسيحية بالإعدام بعد إدانتها بالإساءة إلى النبي محمد (صلى الله عليه وآله). ويبقى مصيرها معلقاً في انتظار قرار من محكمة لاهور (شرق). ولم ينفذ أي حكم إعدام بتهمة الإساءة إلى الإسلام خلال العقود الأخيرة في باكستان. وتعمد محاكم الاستئناف حتى الآن إلى تخفيف هذه الأحكام إلى السجن اذا لم تلغها محاكم البداية. |