اليمن: احتجاجات واسعة لتغيير النظام
موقع الإمــــــام الشيرازي 24/صفر الأحزان/1432 يطالب المحتجون في اليمن بنهاية حكم الرئيس علي عبد الله صالح الممتد منذ عقود مستلهمين ما يجري من أحداث ساخنة في تونس ومصر، لكن التغيير السلمي غير مرجح فيما يبدو في دولة قبلية تعاني من الصراع والفقر. وخرج 16 ألف متظاهر على الأقل الى الشوارع في صنعاء أمس الأول في أكبر موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة هذا الشهر محاكين حالة الثوران العربي التي فجرها إسقاط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وقال عبدالله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء: "الناس غاضبون. يريدون أن يرحل صالح.. يحكم منذ 33 عاماً وقد دمر البلاد." وتعاني اليمن من نزعة انفصالية في الجنوب والتي خرجت مؤخراً من صراع مع المتمردين الحوثيين في الشمال. وقال خالد فتاح خبير الشؤون اليمنية والعلاقات الحكومية القبلية في العالم العربي بجامعة سانت آندروز في اسكتلندا: "السياق الاجتماعي السياسي اليمني شديد القبلية". وأضاف: "مفاتيح أي تغيير سياسي كبير في اليمن ليست في أيدي النقابات والأحزاب السياسية، بل الزعماء القبليين أصحاب النفوذ وأعضاء الأسرة السعودية الحاكمة". وتساعد السعودية التي تشعر بالقلق بسبب تزعزع الاستقرار في اليمن الذي اتخذ منه تنظيم القاعدة بجزيرة العرب مقراً له في تمويل صالح، لكنها ترتبط أيضاً بعلاقات مستقلة ببعض القبائل اليمنية. والوضع الاقتصادي في اليمن أسوأ كثيرا من تونس أو مصر، لكن شكاوى الجماهير في الدول الثلاث تركز على ارتفاع الأسعار والبطالة فضلاً عن تفشي الفساد وسوء الحكم. ويقول المحلل السياسي اليمني عبدالغني الأرياني إن معدل البطالة في اليمن نحو 35 بالمائة متشهداً بما وصفها التقديرات المتحفظة للحكومة. وأضاف أن نحو ثلث سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة تحت خط الفقر. وأضاف "لا أظن أن حشد الجماهير قادر على إسقاط النظام.. سيؤدي الى إراقة الدماء على نطاق واسع". وصالح بارع في السياسات القبلية والعشائرية وقد صمد في مواجهة تحديات كثيرة من بينها محاولة الجنوب الانفصال العام 1994 بعد أربع سنوات فقط من وحدته مع الشمال. لكن الأموال التي يحتاجها ليحتفظ بولاء القبائل والجنود تتضاءل. وتزامن النمو السكاني السريع مع تراجع في عائدات النفط المتواضعة التي تمثل 70 بالمائة من دخل الحكومة اليمنية و90 بالمائة من صادراتها. ورد الرئيس اليمني على الاضطرابات الأخيرة بنفي ترشحه لولاية أخرى العام 2013 او محاولته توريث ابنه الحكم. كما وعد بزيادة رواتب الموظفين الحكوميين وأفراد الجيش بما لا يقل عن 47 دولاراً في الشهر. وحين أسقط المحتجون بن علي في تونس لم تدافع أي قوة خارجية عن الرئيس المخلوع، ويواجه الغرب معضلة في دعم حكومة اليمن في ما يتعلق بقضايا الإرهاب والأمن في حين يروج للإصلاح وتدارك شكاوى المواطنين. وما زال البعض يأملون أن يتمكن صالح من الترتيب لانتقال سلمي للسلطة يجنب اليمن الانزلاق الى فوضى دموية. |