نحو الحرية: "الجزائر حرة حرة .. وليرحل النظام"


 

متابعات - موقع الإمـــام الشيرازي

9/ربيـــع الأول/1432

منعت قوات الأمن الجزائرية بالقوة، أمس السبت 12 فبراير/شباط 2011م، مسيرة سلمية دعت إليها التنسيقية للتغيير والديمقراطية؛ للمطالبة بتغيير النظام، واعتقلت قوات الأمن عدداً من المواطنين الجزائريين. وذكرت نشرة MBC أن مئات الجزائريين تجمعوا في ساحة "الفاتح مايو" في العاصمة الجزائرية؛ للمطالبة بالتغيير الجذري والإصلاح، وتوسيع مجال الحرية والحقوق المدنية، وتعديل الدستور، وتحسين الوضع المعيشي.

وأكد عبد القادر مرباح - رئيس حزب التجمع الوطني الجمهوري - سلمية مظاهرتهم من أجل التغيير، بدءا من تعديل الدستور والانتخابات الرئاسية الماضية.

أما عبد الحميد درهيوي - الناشط في الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان - فقد أكد أن المظاهرة تطالب بالحق في إنشاء مؤسسات دستورية صادرة من إرادة الشعب، والحق في الدفاع عن كرامة المواطن الجزائري.

أما فريد محروق - قيادي في حركة الإصلاح الوطني - أن المتظاهرين يطلبون بمزيد من الحريات السياسية، وبمزيد من الإصلاحات السياسية والإعلامية والعدالة الاجتماعية.

من جانبها، تصدت قوات الأمن الجزائرية للمسيرة غير المرخص لها، ومنعتها من الوصول إلى مقر البرلمان ومجلس الأمة، إلا أن المتظاهرين الغاضبين تمكنوا من اقتحام الطوق الأمني، تعبيرا منهم عما سموه "حالة اليأس والقنوط الاجتماعي".

وأكد عدد من المتظاهرين أنهم يطالبون بحرية التعبير، وحرية الإضراب، وتوفير العمل اللائق والقضاء على البطالة، وأكدوا أن التغيير قضية حتمية، وأنه يجب على المسؤولين أن يفهموا ذلك، وأن يمنحوا المواطنين كل الحريات المطلوبة.

وأكد رفيق بخوش - مراسل MBC في الجزائر - أن المحتجين يريدون تحولاً ديمقراطياً ملموساً، بما يستجيب لتطلعاتهم في الحياة الكريمة، وبما يقود لبناء دولة الحق والقانون، ويأمل المحتجون أن تكون مظاهراتهم خطوة على طريق إنعاش الحياة السياسية والاجتماعية.

وذكرت الوكالات أنه قد اخترق نحو ألفي متظاهر، السبت 12-2-2011، لبرهة الطوق الأمني الذي فرضته الشرطة الجزائرية في وسط العاصمة لمنعهم من الوصول إلى ساحة الشهداء، حيث من المقرر أن ينطلقوا في مسيرة محظورة تطالب بتغيير النظام، إلا أن الشرطة سرعان ما تمكنت من وقف تقدمهم. وقبيل الموعد المقرر لبدء المسيرة دارت صدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين، الذين قدرت الشرطة عددهم بـ"800"، بينما قدر الصحفيون في المكان عددهم بنحو ألفين. واعتقلت الشرطة عدداً من المتظاهرين، بينهم فضيل بومالة أحد مؤسسي التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية التي دعت إلى هذه المسيرة، وذلك بحسب رسالة نصية قصيرة أرسلها بومالة إلى مراسل وكالة "فرانس برس" وجاء فيها "أنا موقوف في مفوضية الشرطة مقابل مستشفى مصطفى".

وأفادت وكالة "فرانس برس" أن المواجهات اندلعت في ساحة الوئام المدني وأن الشرطة اعتقلت شخصين على الأقل أحدهما النائب في المجلس الشعبي الوطني عن حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عثمان معزوز.

وأكد رئيس الحزب سعيد سعدي اعتقال النائب معزوز، مضيفاً أن "الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان المحامي علي يحيى عبد النور (90 سنة) تعرض لسوء المعاملة من طرف الشرطة". وأفاد صحفيون أنهم رأوا الشرطة تعتقل متظاهرين آخرين. وهتف المتظاهرون "الجزائر حرة" و"ليرحل النظام!".

ومقابل هؤلاء، وصل حوالي 20 شاباً يحملون صور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ساحة الوئام المدني مرددين شعار "بوتفليقة ليس حسني مبارك" الرئيس المصري الذي تنحى من منصبه الجمعة بعد تظاهرات حاشدة استمرت 18 يوماً.

وانتشر ثلاثون ألف شرطي بالزيين الرسمي والمدني معززين بمئات المدرعات، السبت، في وسط العاصمة لمنع المسيرة السلمية التي دعت إليها التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية.

وأعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مع سقوط نظام زين العابدين بن علي في تونس وبدء الاحتجاجات في مصر، سلسلة إجراءات شملت الإعلان عن رفع قريب لحالة الطوارئ - وهو إلى جانب فتح المجال أمام العمل السياسي، أحد أهم مطالب المعارضة- وتحسين الخدمات الحكومية، والإسراع في تسليم مشاريع السكن، وفتح فضاء التلفزيون والإذاعة أمام الأحزاب.

وعلى الرغم من مداخيل قياسية من عائدات البترول والغاز وخطة تنمية ستشهد على مدى خمس سنوات إنفاق نحو 290 مليار دولار على البنى التحتية والمستشفيات والسكن، فإن الاضطرابات الاجتماعية في الجزائر لا تزال تتصاعد، احتجاجاً على الفساد والبطالة. وكان آخر صور هذا السخط الاجتماعي وفاة جزائري أضرم النار في نفسه قبل 27 يوماً أمام بلدية الوادي بشرق الجزائر بعد أن سكب البنزين على جسده، احتجاجا على عدم حصوله على سكن ووظيفة. وأسلم لطفي معامير - وهو أب لستة أطفال، في السادسة والثلاثين من العمر - أنفاسه أمس في مستشفى بالعاصمة، ليكون رابع جزائري يقتل نفسه بهذه الطريقة خلال أقل من شهر.