نحو الحرية: تظاهرات تسبق "يوم غضب ليبي"
موقع الإمــام الشيرازي 13/ربيـع الأول/1432 أفادت أنباء بوقوع مواجهات مساء أمس الأول في مدينة بنغازي في ساحة عمر المختار وقرب جامع جمال عبدالناصر. وقال شهود عيان إن المحتجين قذفوا الشرطة بالحجارة كرد فعل على اعتقال أحد نشطاء حقوق الإنسان. وردت الشرطة باستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز والرصاص المطاطي، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات. ولم تصدر السلطات الليبية بعد أي بيان رسمي بشأن هذه الاحتجاجات. وكانت دعوات قد انطلقت على الإنترنت لتنظيم مظاهرات في ليبيا اليوم الخميس. أصيب أربعة عشر شخصاً بجروح خلال اشتباكات مساء الثلاثاء بين متظاهرين وقوى الأمن الليبية في بنغازي ثاني مدن البلاد، حسبما أفادت صحيفة قورينا الليبية أمس الأربعاء. ونقلت الصحيفة المقربة من سيف الإسلام نجل العقيد القذافي عن مدير مستشفى الجلاء في بنغازي إن الاشتباكات أوقعت أربعة عشر جريحاً "تبين أن ثلاثة منهم من متظاهري الطرفين وعشرة من رجال الأمن نتيجة رشقهم بالحجارة". وأكد مدير المستشفى أنه "لم تسجل أية حالة خطيرة لدى الذين تم إسعافهم". وأكدت الصحيفة أن "الفعاليات الشبابية" الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي في مدينة بنغازي "أنهت ليلة البارحة مواجهات قصيرة مع مجموعة من محاولي زعزعة الاستقرار قاموا بالتظاهر في ميدان الشجرة بوسط مدينة بنغازي، ورفعوا شعارات معادية لنظام سلطة الشعب". ودارت اشتباكات بين الطرفين تدخلت قوات الأمن لتفريقها، بحسب الصحيفة. وصرح رمضان البريكي رئيس تحرير صحيفة قورينا التي تصدر من مدينة بنغازي لوكالة فرانس برس صباح أمس الأربعاء أن "مدينة بنغازي اليوم يسودها الهدوء التام". ونقل عن مدير المستشفى "خروج جميع الجرحى المصابين خلال مواجهات أمس من المستشفى اثر تلقيهم العلاج ولا توجد لديهم أية حالة إيواء". واندلعت المواجهات في المدينة على خلفية اعتقال منسق مجموعة أهالي أحداث سجن بوسليم فتحي تربل "لبثه إشاعة مفادها أن سجن بوسليم يحترق وحثه من خلال مكالمات هاتفية المواطنين على إقتحام السجن"، حسب الصحيفة. وأفرجت السلطات عن تربل بعد ساعات من توقيفه "بعد اعترافه بتلك المكالمة أمامهم على أن يستكمل معه التحقيق في وقت لاحق" بعد قيام أهالي أحداث سجن بوسليم حيث قتل عدد كبير من السجناء في 1996، بالتجمهر أمام مبنى مديرية الأمن في بنغازي ثاني مدن ليبيا، بحسب الصحيفة. وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش أن 1200 سجين على الأقل قتلوا برصاص قوى الأمن في إطلاق نار في سجن بوسليم في 1996 في ظروف ما زالت غير واضحة. وتطالب عائلاتهم التي يتحدر كثير منها من بنغازي، منذ سنوات بالقاء الضوء على هذه المجزرة واحقاق العدل. وقالت "قورينا" أنه بعد الإفراج عن تربل توجه المتظاهرون الذين كانوا يطالبون باطلاق سراحه وأشخاص آخرون انضموا إليهم يحمل بعضهم "أسلحة بيضاء وقنابل مولوتوف مجهزة" الى ميدان الشجرة في بنغازي. وقد "قاموا بحرق وتهشيم قرابة خمس سيارات وبسد الطريق أمام المارة كما قاموا برمي الحجارة على الطريق العام"، حسب الصحيفة. وفي الاسبوع الماضي قد حذر القذافي خلال لقاءه بنشطاء حقوقيين ليبيين وفعاليات أخرى مما سماها مشاكل قد تتعرض لها البلاد بسبب ما يحدث في الدولتين الجارتين تونس ومصر. وكشف الناشط الحقوقي عبد السلام المسماري عن لقاء خاص عقد الأحد الماضي بين القذافي ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، ناقش خلاله الطرفان عدداً من المسائل المتصلة بالشأن الحقوقي العام، وكيفية إيجاد تشريعات قانونية ومرجعية تضمن احترام الشرعية القانونية. ونقل النشطاء عبد الحفيظ غوقة وعبد السلام المسماري وخالد السائح والمهدي كشبور، إلى القذافي الصورة الحقيقية للواقع الليبي في مختلف المجالات الحقوقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأكد نفس المصدر أن القذافي استمع إلى النشطاء وهم يتحدثون عن "الفساد المستشري في البلاد وانتشار الفقر والبطالة وفوضى القرارات وعدم إتاحة الفرصة للدماء الشابة في تولي المناصب القيادية التي ظلت محتكرة ومتداولة بين مجموعة محدودة من الأمناء". ويذكر أن ليبيا شهدت خلال الأشهر الماضية أزمة كبيرة بين المحامين وشؤون النقابات في البرلمان بسبب إنكار الأخير الشرعية القانونية، بلغت حد إصدار قرار من البرلمان يقضي باستمرار النقابة المعينة من الدولة باستخدام "الشرعية الثورية". وذكر ذات المصدر أن العقيد القذافي تطرق خلال لقائه مع النشطاء إلى تجربة سلطة الشعب، وقال إنها تعرضت إلى "خلل" في التطبيق. |