نحو الحرية: الثوار الليبيون يواصلون انتصاراتهم


 

موقع الإمـــام الشيرازي

1/ربيـــع الثـاني/1432

واصل الثوار الليبيون تحقيق انتصارات ميدانية في المدن التي تقع قرب المناطق التي سيطروا عليها منذ أيام، بالمقابل ما زالت القوات الموالية للعقيد معمر القذافي تشن عمليات كر وفر مع استمرار القصف الجوي لمواقع سيطر عليها الثوار. وصد الثوار أمس هجوماً شنته القوات الحكومية على مدينة الزاوية الواقعة على بعد 50 كيلومتراً غرب العاصمة الليبية طرابلس.

وقال أحد المقاتلين لبي بي سي: إنهم تمكنوا من دفع القوات الموالية للقذافي بعيداً عن مركز المدينة بعد قتال عنيف.

وأفادت تقارير أن الزاوية تعرضت لهجوم من جانبي الشرق والغرب من قوات موالية للعقيد القذافي مجهزة بالأسلحة الثقيلة والدبابات، وقد قتل 18 شخصاً على الأقل في القتال.

بيد أن وكالة رويترز نقلت عن شهود عيان أن الكتائب التابعة للقذافي أقامت حواجز أمنية على بعد 3 كيلومترات من مركز مدينة الزاوية.

وفي الوقت نفسه أكدت قوات المعارضة سيطرتها على ميناء رأس لانوف النفطي الساحلي بعد معارك عنيفة مع القوات الموالية للقذافي الجمعة.

وقال مصدر: إن المسلحين المعارضين للعقيد معمر القذافي ما زالوا يسيطرون على مركز المدينة بعد معركة طاحنة بدأت فجر امس حين هاجمت قوات نظامية المسلحين المتحصنين بميدان الشهداء وسط المدينة.

وأضاف المصدر أن المسلحين نجحوا في صد الهجوم وتمكنوا من إعطاب آليات عسكرية ثقيلة وأسر عدد من الجنود الحكوميين، بيد ان متحدثا باسم الحكومة قال: إن الجيش يسيطر الآن على المدينة.

وأفادت المصادر ذاتها أن المعركة أسفرت عن سقوط عشرة قتلى من جانب المنتفضين ضد القذافي.

وقال أحد سكان الزاوية في اتصال مع بي بي سي إن المقاتلين المعارضين تعرضوا لعدة هجمات ووابل من قذائف المدفعية واطلاق النار من رشاشات مقاومة للطائرات. وأشار الى إن القتال بدأ في الساعة السادسة صباحاً ضد القوات الحكومية التي حاولت السيطرة على المدينة. وأضاف أن المعارك أسفرت عن سقوط 12 قتيلاً في صفوف المعارضين وعدد آخر في صفوف القوات الموالية للقذافي. وقال: “تمكنا من دحر قوات القذافي إلى خارج المدينة”، مضيفاً أنه تم أسر نحو سبعة من المرتزقة. وأكد انتهاء القصف وتبادل النيران في المدينة بيد “إننا نسمع من وقت الى آخر إطلاق نار احتفالاً بالنصر على كتائب القذافي”.

وأكدت صحفية بريطانية في الزاوية أن حشوداً من الناس خرجوا الى الشوارع للاحتفال. وقالت إنها شاهدت أربع عربات مدرعة مدمرة وعدداً كبيراً من القتلى في صفوف القوات الحكومية. ولكن الصحفية قالت إن قوات القذافي لا تزال في أنحاء من مدينة الزاوية ومن المحتمل أن القتال قد هدأت حدته لفترة من الوقت.

وامتدت سيطرة الثوار إلى جميع المناطق والمنشآت النفطية بعد أن تمكنوا من إخراج مؤيدي القذافي من ميناء رأس لانوف على الساحل الليبي.

وقال ثوار: إن المعارك أسفرت عن سقوط أربعة قتلى من جانبهم. وقد شوهدت أمس كميات ضخمة من الأسلحة والمدافع والذخائر بحوزة المعارضين للقذافي.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر طبية في اجدابيا مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من عشرين آخرين بجروح في معارك الجمعة في رأس لانوف المنطقة النفطية الستراتيجية في شرق ليبيا.

وتخوض الكتائب الموالية للقذافي معارك بالاسلحة الثقيلة على أكثر من جبهة لإعادة السيطرة على المدن الليبية.

وفي مدينة بنغازي، أهم المدن التي يسيطر عليها الثوار، قالت مصادر طبية إن سبعة عشر شخصاً قتلوا في انفجار مخزن للذخيرة يعتقد أنه تعرض لقصف جوي.

وفي تاجوراء إحدى ضواحي طرابلس، أطلقت الشرطة الغاز المسيل والرصاص المطاطي لتفريق مئات من المحتجين الذين خرجوا للشوارع بعد صلاة الجمعة.

وكانت أعداد المناهضين للقذافي أقل من المرات السابقة التي شهدت سقوط قتلى وجرحى.

وفي وسط طرابلس احتشد الآلاف من أنصار العقيد الليبي في الساحة الخضراء التي تحظى بحضور أمني مكثف.

في تلك الاثناء، قال مصطفى غرياني الناطق باسم المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة الليبية لإسقاط العقيد معمر القذافي والإعداد لانتقال سياسي في تصريحات صحفية، إن المجلس عقد أمس أول اجتماع رسمي له في مكان لم يكشف، حسبما ذكر ناطق باسمه لوكالة فرانس برس. وأكد غرياني إن اجتماع المجلس بحث سبل إسقاط القذافي ومرحلة ما بعد النظام الحالي. وكان قادة الحركة الاحتجاجية في ليبيا شكلوا “مجلساً وطنياً” انتقالياً في المدن الواقعة شرق البلاد التي تسيطر عليها القوى المعارضة للنظام الليبي.

وعين مصطفى عبد الجليل وزير العدل السابق الذي كان من الشخصيات الأولى التي انضمت الى المعارضة في الأيام الأولى من الثورة، رئيساً لهذا المجلس الذي يضم ثلاثين عضواً.

من ناحية أخرى، ذكرت الأنباء إن خدمات الإنترنت في ليبيا قد قطعت تماماً، في محاولة من السلطات على ما يبدو للحد من تدفق المعلومات بشأن الانتفاضة الليبية، رغم إنها في الأصل خدمات متقطعة وغير منتظمة بسبب الأحداث هناك.

وقالت شركات تراقب عمل الإنترنت في العالم، مثل شركة اربور نتوركس وتشلمسفورد وماس: ان الاتصالات القادمة من ليبيا عبر الإنترنت قد توقفت تماماً ابتداء من مساء الخميس، كما أظهرت بيانات موقع غوغل إن الاتصالات من والى ليبيا انقطعت تماماً.

يشار الى إن نحو ستة بالمائة من الليبيين يستخدمون الإنترنت في البيت أو في مكان العمل أو المقاهي، مقابل 24 بالمائة في مصر، ونحو 81 بالمائة في الولايات المتحدة، حسب بعض الاحصاءات.

على صعيد آخر قالت القوة البحرية الأميركية إن سفينتين حربيتين أميركيتين على متنهما نحو 1300 جندي رستا في ميناء تابع لقاعدة أميركية في جزيرة كريت اليونانية، في إطار تصعيد الجهد العسكري الأميركي المتزايد حول ليبيا.

في غضون ذلك، طلب نظام معمر القذافي من مجلس الأمن الدولي تعليق عقوباته التي أقرها السبت الماضي ضد الرئيس الليبي على خلفية القمع الذي يمارسه ضد المعارضة الليبية.

وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين إن أكثر من 170 ألف شخص فروا عبر الحدود الليبية خلال الاسبوع الماضي، هربا من العنف الذي تشهده ليبيا.

وتقول منسقة الطوارئ فى وكالة غوث اللاجئين “فاليري اموس” إن الغالبية العظمى من النازحين هم من الرجال الذي يعملون فى ليبيا و يرغبون الآن فى العودة الى بلادهم.

وأضافت آموس أن عدد النازحين القادمين الى الحدود الليبية التونسية تراجع الى حد كبير منذ الخميس الماضي.

وتابعت قائلة إن الأمم المتحدة تدرس صوراً للأقمار الاصطناعية للتأكد من صحة تقارير تفيد بأن وصول قوات حكومية مدججة بالسلاح الى منطقة الحدود أعاق عبور اعداد كبيرة من اللاجئين الى تونس.