نحو الحرية: الثوار الليبيون يواصلون القتال
موقع الإمام الشيرازي
- أفادت تقارير بأن الثوار الليبيين انسحبوا أمس من مدينة البريقة بشرق
البلاد تحت وطأة قصف مكثف للقوات الحكومية. ونقلت وكالة فرانس برس عن
مصادر بالمعارضة قولها: إن القوات الحكومية تتقدم من الغرب بعد السيطرة
على مدينة العقيلة وقرية بِشر التي تبعد نحو 20 كيلومتراً من البريقة.
وذكر شهود أن المقاتلين التابعين للمعارضة يتجهون عبر الطريق الساحلي
باتجاه مدينة اجدابيا التي تعد بمثابة بوابة لمعاقل المعارضين الرئيسة
في بنغازي وطبرق.
جاء ذلك بعد يومين من استعادة القوات الحكومية السيطرة على مدينة رأس
لانوف الستراتيجية المنتجة للنفط بشمال ليبيا من قوات المعارضة. وفيما
يتقدم الموالون للنظام الليبي نحو الشرق على طول الساحل الليبي ويصدون
المقاتلين توعد سيف الاسلام القذافي, نجل الزعيم الليبي بخوض الحرب
“حتى النهاية”, معرباً عن ثقته في إن القوات الحكومية ستنتصر. وقال سيف
الإسلام القذافي لمراسلي صحف إيطالية “سينتهي كل شيء في القريب
العاجل”, مؤكداً أن قوات النظام استعادت حتى الآن “90 بالمائة من
البلاد”. وأضاف أن “هؤلاء الإرهابيين لا يتحدثون عن الديمقراطية
وانتخابات وقيم, إنهم فقط إرهابيون”، على حد وصفه.
واعتمد مجلس جامعة الدول العربية مساء أمس الأول قراراً في ختام اجتماع
طارئ بالقاهرة في غياب ليبيا، يدعو مجلس الأمن الدولي لاتخاذ
“الإجراءات الكفيلة بفرض منطقة حظر جوي على حركة الطيران العسكري
الليبي فوراً”، معتبراً أن “جرائم وانتهاكات السلطات الليبية تفقدها
الشرعية. وقد لقي القرار ترحيباً غربياً. وأشار الوزراء الى قرار سابق
رفضت فيه الجامعة العربية “جميع أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا”، لكنهم
اعتبروا في الوقت نفسه أن “عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء هذه
الأزمة سيؤدي الى التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية الليبية.” وقرر
وزراء الخارجية العرب البدء في الاتصال بالمجلس الانتقالي المعارض
لنظام العقيد القذافي.
ورحب الغرب بدعوة المجلس الوزاري للجامعة العربية لفرض حظر جوي على
ليبيا. فقد وصفت الولايات المتحدة دعوة الجامعة بأنها تقدم مهم يعزز
الضغط الدولي على نظام القذافي ويدعم الشعب الليبي. وقال المتحدث باسم
البيت الأبيض جاي كارني: إن الولايات المتحدة ستواصل جهودها للضغط على
القذافي, ودعم المعارضة الليبية والاستعداد لكل احتمال, بالتنسيق
الوثيق مع شركائها الدوليين. ومن المقرر أن تبدأ وزيرة الخارجية
الأميركية هيلاري كلينتون جولة خارجية تشمل فرنسا وتونس ومصر تبحث
خلالها الأوضاع في ليبيا خاصة سبل دعم معارضي العقيد معمر القذافي.
وستلتقي كلينتون في باريس ممثلين عن المجلس الوطني الانتقالي الليبي
المعارض الذي أعلنت فرنسا أخيراً الاعتراف به كممثل للمعارضة الليبية.
كما تلتقي الوزيرة الأميركية في باريس نظراءها من فرنسا وبريطانيا
وألمانيا وإيطاليا واليابان لبحث الوضع في ليبيا وسط أنباء عن انقسامات
بين الدول الكبرى بشأن دعوات لتدخل عسكري أجنبي لحماية المدنيين في
ليبيا، وكانت كلينتون قد التقت الخميس الماضي في واشنطن علي أوجلي
السفير الليبي لدى الولايات المتحدة الذي أعلن انشقاقه عن نظام القذافي
وتأييده للمعارضة. كما أشادت الخارجية البريطانية بالموقف الذي اتخذته
الجامعة العربية، وقالت إن بريطانيا وفرنسا تعملان حالياً على مشروع
قرار تنويان عرضه على مجلس الأمن الدولي ويتضمن تأييداً لفكرة إقامة
منطقة حظر جوي فوق ليبيا. واعتبرت متحدثة باسم الخارجية البريطانية إن
إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا مجرد خيار حتى الآن” يسمح بالرد السريع
عند الضرورة”. وقالت إن “اجتماع الجامعة العربية في القاهرة يظهر أن
موقف العقيد القذافي لم يحظ بأي دعم من دول المنطقة”. ويرى مراقبون أن
خيار الحظر الجوي لا يحظى على ما يبدو بتأييد الصين وروسيا فيما تتخذ
الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا خطاً أكثر حذراً.
على صعيد آخر وصلت بعثة إنسانية من الامم المتحدة الى ليبيا “لتقويم
الحاجات الإنسانية” والتأكد من إمكانية إيصال المساعدات الى السكان
الذين يحتاجون إليها. وأعلن بيان للأمم المتحدة في نيويورك وصول رشيد
خليلكوف مع فريق صغير الى طرابلس، حيث سيلتقي مسؤولين ليبيين. وبعد
فرار نحو 250 ألف شخص من المعارك في ليبيا, وجهت الأمم المتحدة نداء
لجمع 160 مليون دولار كمساعدات إنسانية للنازحين والسكان داخل ليبيا.
وقال وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم إن البعثة ستزور
المستشفيات لتقييم مخزون من المواد الغذائية والادوية, مؤكدا ان هذه
المخزونات “تكفي ستة اشهر”.
9/ربيــع الثاني/1432 |