![]() |
|||||
في ذكرى مولد إمام المتقين.. مركز الفردوس للثقافة والإعلام يقيم مهرجانه الحادي عشر
موقع الإمام الشيرازي في ذكرى الولادة العطرة للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما وسلامه أقام مركز الفردوس للثقافة والإعلام مهرجانه السنوي الحادي عشر تحت شعار:
الإصلاح ... منهج حياة عند الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
وذلك في فندق السفير بحضور النواب: د. أيوب حميد، د. بلال فرحات، د. علي المقداد، القائم بأعمال السفارة الإيرانية مهدي شوشتري، د. بشار الأسعد ممثلاً للسفير السوري علي عبد الكريم علي، الشيخ دليل عبد الخالق ممثلاً شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، الشيخ جلال أسعد ممثلاً لرئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي، رئيس المجلس الإسلامي الفلسطيني الشيخ د. محمد نمر زغموتن وحشد من الشخصيات الفكرية والثقافية والتربوية والعسكرية وعلماء الدين وأساتذة الجامعات ومواطنين. بداية تلى المقرئ السيد عباس شرف الدين آيات من الذكر الحكيم وكلمة ترحيبية لعريف الحفل المحامي محمد زكي النوري.
أ. د. فرح موسى ممثلاً رئيس الجامعة أ. د. حسن الشلبي أولى الكلمات كانت لعميد كليّة الدراسات الإسلامية في لبنان أ. د. فرح موسى ممثلاً رئيس الجامعة أ. د. حسن الشلبي حيث تناول في بحثه رؤية الإمام علي (ع) الإنسانية والإصلاحية مشيراً الى "ميزة أمير المؤمنين سلام الله عليه أنه لم يقدم لأهل زمانه فحسب، وإنما لكل الإنسانية في كل زمان ومكان، ورؤيته عن الإنسان، هي رؤية القرآن وهي رؤية الأنبياء وهي ليست مجرد رؤية، وإنما هي حقيقة عبرت عنها الرسالات السماوية على لسان الأنبياء والأوصياء، فهذه الرؤية ناصعة وحاكمة في زمان الإنسان ومكانه في الحاضر والمستقبل، والإمام علي سلام الله عليه ليس باحثاً سياسياً، أو فيلسوفاً، أو عالماً، أبدع في جانب، وأخفق في جانب آخر - كما هو شأن الكثيرين من العلماء والفلاسفة والباحثين -؛ فالإمام هو أمير وولي المؤمنين والناطق بالحق، وهو حق دائماً وأبداً. هو لا ينطق عن الهوى، بل هو ناطق بلسان الرسول والرسالة معاً، وهو منتدب من قبل الله تعالى ومعيّن من النبي لحماية الإسلام، عقيدة، وشريعة، ونظام حكم، من أن تطاله يد التحريف.
وأكد د. موسى أن الإمام سلام الله عليه أوضح في عهده أن الإصلاح يقوم على قاعدة الإيمان بالله تعالى، لأن التغيير في أي مجتمع إنساني لا بد أن يكون له مقدماته كيما يصل إلى الغاية المنشودة حيث قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فالإمام يخرج رؤيته الإصلاحية وفاقاً لرؤية إنسانية، ورسالية جديدة، خرجت إلى حيز الوجود مع الرسول والرسالة الإسلامية، ولهذا نجد رؤية الإمام سلام الله عليه مؤسسة على قواعد جديدة أخرجها الإسلام وهي بدأت مع إخراج الأمة الإسلامية إلى النور. وأضاف: إن أحداً لا يمكن أن يتصور إصلاحاً إنسانياً واعياً وهادفاً فيما لو كانت الأمة تعيش القبلية والعرقية والعنصرية، التي تشكل عوامل فرقة واختلاف في المجتمع، وغالباً ما تؤدي إلى النزاع والقتل والفناء، لقد شاء الله تعالى أن يكون الإسلام والعقيدة الإسلامية هي قاعدة التحول الاجتماعي والإنساني، كما شاء تعالى ان يكون الإسلام أساس كل عمل إصلاحي، وهذا ما تميز به الإسلام فيما أدى إليه من تحول إنساني على أساس العقيدة الإسلامية التي جمعت تحت رايتها العربي، والفارسي، والحبشي، والرومي، وكيف كان، فإن الإصلاح يبقى له مرتكزاته، وقواعده، التي لا بد منها في عملية التحول نحو الأفضل، وهذا ما أرشدنا إليه الإمام سلام الله عليه في رسالته حيث أكد على ضرورة أن يكون الإصلاح في النفس منطلق لكل إصلاح إنساني واجتماعي، لأن النفوس المريضة، والقلوب المشتتة لا تتيح إصلاحاً، وإنما هي سبيل الفساد، ولعل أكثر ما كان يشكو منه الإمام علي سلام الله عليه هو هذا، أن الناس لم يكونوا على وعي بأنفسهم ولا برسالتهم، ولا برسولهم، فمن الطبيعي ان لا يكونوا على وعي بامامهم، وبالإمكان هنا أن نشير الى قول الإمام سلام الله عليه فيما أشار إليه عن الإصلاح والإيمان، حيث قال: "بالإصلاح يستدل على الإيمان، وبالإيمان يستدل على الإصلاح". وأضاف: إن أحداً لا يمكنه أن يفصل بين الرؤية الإنسانية عند الإمام سلام الله عليه ورؤيته الإصلاحية، لأنّ أساس هذه الرؤية هو الإنسان، وإذا مات الإنسان في نفسه ورؤيته، وأخلاقه، وأهدافه، فإنه لا يرجى منه الإصلاح. وأضاف د. موسى، يقول الامام علي(ع): ".. وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام، وإمامة المسلمين، البخيل فتكون في أموالهم نهمته، ولا الجاهل فيضلهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدّول فيتخذ قوما دون قوم، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع، ولا المعطل للسنة فيُهلك الأمة...".
واستطرد د. موسى: يشير الإمام عليه السلام الى
الشروط والمواصفات التي ينبغي توفرها في الحاكم الإسلامي باعتبار أن
استقامة الولاة تبقى شرطاً في استقامة رعيتهم، فإذا كان الوالي فاسداً
مفسداً، فعلى الأمة أن تصلحه فيما لو كانت أمة مؤمنة وملتزمة ومستقيمة،
كما قال سلام الله عليه: "فليست تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة، ولا
تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية، فإذا أدت وقال د. موسى: إنطلاقاً من ذلك، نرى أن سياسة الإصلاح في فكر الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لم تكن إلا ترجمة حقيقية لما جاء به الإسلام من أحكام وتعاليم ومبادىء، تحتم على الحاكم الإسلامي أن يكون ملتزماً بها، ومنطلقاً منها في عملية الاصلاح. فالسياسة في فكر الإمام عليه السلام ليست فناً من الفنون التي يبتكرها الحكام لتدبير شؤون الناس، وإنما هي سياسة إصلاحية تهدف الى إغناء الأمة وترشيدها، وقبل ذلك كله، هدايتها الى أحكام ربها لتكون لها الحياة، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُم ". وتابع د. موسى: الإمام علي عليه السلام كان متميزاً بالواقعية الكاملة فيما لجأ اليه من وسائل وأساليب ومناهج لإجراء إصلاح شامل وكامل في بنية الأمة والمجتمع، مستحضراً قول الله تعالى لرسوله: "ودّوا لو تدهن فيدهنون".. فالإمام رفض الإبقاء على معاوية بولاية الشام، كما أنه رفض مساومة طلحة والزبير وعائشة"، كما أنه رفض أن يبقي على كثير من الفاسدين في الحياة الإسلامية، سواء في المجال الثقافي، أو في المجال التشريعي، أو في المجال الاجتماعي، وقد عبر عن هذه الحقيقة بقوله: "لا يقيم أمر الله سبحانه إلا من لا يصانع ولا يضارع، ولا يتّبع المطامع". ونهج البلاغة حافل بالنصوص التي خاطب به الولاة وقادة الجند، مؤكداً على ضرورة أن يصلح الناس شؤونهم وفقاً للرؤية الإسلامية التي حملها ودافع عنها حتى استشهاده. إن الإصلاح المجتمعي بنظر الإمام منطلقه أن يعود المسلمون كما أراد الله، خير أمة أخرجت للناس، وأن يكونوا أحياء وفقاً لأمره ونهيه وليس كما يراد لهم من قبل الطواغيت، ذلك هو معنى الإصلاح أن يساس الناس سياسة تقربهم من الصلاح وتبعدهم عن الفساد، وتجعل منهم دعاة حق وعدل وخير للإنسانية قاطبة.
وختم د. موسى بالقول" إن كلام الإمام عليه
السلام يكشف تماماً عن ماهية الرؤية الإنسانية والإصلاحية التي اعتمدها
طيلة حياته المباركة، ولم تكن تخفى عليه الآعيب المكر والدهاء التي كان
يلجأ إليها الحكام، بل كان يدرك تماماً، أن النصر لا يطلب بالجور،
والإصلاح لا يطلب بالفساد، والحق لا يطلب بالباطل، وهو قديم لا يبطله
شيء، والخير لا يطلب بالشر، ذلك أن الله تعالى لا يطاع من حيث يعصى.
وهنا نقول ليس من السياسة في شيء، ولا من الإصلاح في شيء، ولا من
الإنسانية في شيء، أن يتحول الإسلام والمسلمون عن دينهم ليكونوا إمعّات
يصفقون للحكام، ويأكلون مال العباد بالباطل، ويفسدون في الأرض بعد
إصلاحها. وهذا ما أكدّ عليه الإمام عليه السلام بقوله "من استثقل الحقّ
أن يقال له، أو العدل أن
مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب الدكتور عبده أبو كسم وتحدث مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب الدكتور عبده أبو كسم عن الرؤية الإصلاحيّة والتغييريّة لحكومة الإمام علي بن أبي طالب بين النظريّة والتطبيق قائلاً: لقد زادني هذا البحث تعمقاً في مفهومي لشيعية العصر التي استمدت مفاهيم الدولة من أُسس حكومة الإمام عليّ التي خالفت إلى حدّ بعيد سياسة حكومات من سبقوه فجاءت حكومته إصلاحيّة ذات أبعاد سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وقضائيّة وعسكريّة مبنيّة على إرادة حاكم صادقٍ شريف يعتمد على مبدأ الشورى، مطلقاً مفهوم الديمقراطيّة في حكومة لا تساوم على الباطل وتحفظ حقوق الناس. ورأى إن الإمام علي عليه السلام تعامل مع الدولة كما يتمّ التعامل معها الآن في الدول الحديثة، وهذا ما يتضح من كتاباته في عهد الأشتر، وظهر هذا الأمر من تحديد موقف الحاكم من وظيفته، فإنه حرص على دستورية التصرفات التي يقوم بها الحاكم متجنباً من وقوع الحاكم في اتخاذ قرارات غير دستورية وغير شرعيّة، وهذا يعني إنه يطلب من الحاكم إن يتبع في تصرفه وسلوكه الفرائض والسنن التي أوجبها الله مرتكزاً على مقولة إن النظام هو كفيل النجاح، وعلى الإمام العمل بكتاب الله وسُنة نبيه وإحياء سيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله هو المنهج الذي يسير على ضوئه ويلتزم به.إن مرجعية القرارات التي يتخذها الحاكم هي شرعية هذه الفرائض والسنن، لذلك جعل الرأي العام رقيباً على تطبيق العدل الذي هو أساس الملك، حيث تتفرع عنه ومنه بقيّة المعادلات السياسيّة والاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف الأب الدكتور أبو كسم: عن الطبيعة البشريّة وعلاقتها بالحكم، فقد دعا الإمام علي الحاكم إلى استشعار الرحمة في قلبه والمحبة لمواطنيه واللطف بهم، فلا يكون سبعاً ضارياً يغتنم أكلهم، ودعاه الى عدم التمييز بين المواطنين، وأن يحكم بينهم بغض النظر عن الدين. فالمواطنون من حيث الموقع الديني صنفان إمّا أخ للحاكم في الدين أَو نظير له في الخلق. وإن مفهوم نظير لك في الخلق يختصر اللون والمنشأ والبلد واللغة وكل شيء إلى الأصل الإنساني الشامل. وإن هذا المفهوم الذي أطلقه الإمام علي منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة ونيّف يتطابق تماماً مع المادة 2 من وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص: "لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في الإعلان دونما تمييز من أي نوع، ولاسيما التمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي، سياسياً أو غير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو المولد". أمّا في مفهوم الحاكم لاستخدام القانون، فيقول إن العقوبة ليست فضيلة مطلقة، ودعا الى تشجيع المحسن وعقاب المسيء قائلاً: "ولا يكونن المحسن والمسيء عندك بمنزلةٍ سواء"، وأكدّ إن التسامح لا يكون بين المواطنين فحسب، إنما بين المواطنين والحاكم "فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك من عفوه وصفحه". وعليه فإن التعليم وفلسفة الحكم لدى الإمام هي تعاليم إلهية موّجهة الى الحاكم، فحق الحاكم ليس فوق حق المواطن، إلاّ بقدر أن يكون الحاكم مسؤولاً عن تطبيق العدالة بمنظورها الإلهي بمعنى إن القوانين تستهدف حماية الإنسان من التسلط والطغيان. وهذا ما يتفق مع المادة 11 من حقوق الإنسان التي تنص على ما يلي: "لا يدان أي شخص بجريمة بسبب أي عمل أو امتناع عن عمل لم يكن في حينه يشكل جرماً بمقتضى القانون الوطني أو الدولي، كما لا توقع عليه أية عقوبة أشدّ من تلك التي كانت سارية في الوقت الذي ارتكب فيه الفعل الجرمي". واستطرد الأب الدكتور أبو كسم: أمّا في فلسفة الدولة، ودور المؤسسات التابعة لها، ومؤسسات المجتمع المدني والقطاعات المهنيّة والمؤسسات الاجتماعية وتمثيلها في الحكم فيقول: "أعلم إن الرعية طبقات لا يصلح بعضها إلا ببعض ولا غنى ببعضها عن بعض، فمنها جنود الله ومنها كتّاب العامة والخاصة ومنها قضاة العدل ومنها عمّال الأنصاف والرفق، ومنها أهل الجزية والخراج من أهل الذمة ومسلمة الناس ومنها التّجار وأهل الصناعات ومنها الطبقة السفلى من ذوي الحاجة والمسكنة، وكلاّ سمىّ الله سهمه". ثم فصل بعد ذلك وظيفة كل فرقة. وتابع: إذن نحن أمام مبادئ سياسية واقتصاديّة تقسّم العمل بين مختلف القطاعات بحيث لا يصلح بعضها إلاّ ببعض ولا غنى ببعضها عن بعض. وفي الناتج الاقتصادي الذي يعزز مقومات الدولة يقول: إن الناتج الاقتصادي لا يقوم على الجباية بقدر ما يقوم على توفير المستلزمات الأساسية لاستمرار الموارد المالية، وهي إصلاح الأراضي ومساعدة عمّالها على التغلب على العقبات الطبيعيّة مثل الجفاف والفياضانات فحماية مصدر الموارد أهم من الحصول عليها، وبهذا يكون الإمام علي قد أسس لمبدأ اقتصادي من مبادئ الاقتصاد، وهو مسؤولية الدولة عن حماية المصادر القومية للاقتصاد وهو مبدأ أساسي من مبادئ الدولة العصرية. وقال الأب الدكتور عبده أبو كسم في كلمته: في موضوع الضمانات الاجتماعية يؤكد الإمام علي على مسؤولية الدولة في توفير الحد الأدنى من ضمانات العيش الكريم لمن هم من أهل الحاجة والمسكنة الذين يحق رفدهم ومعونتهم، كمثل العجزة وكبار السن والعاطلين عن العمل وهذا ما يتفق مع المادة 22 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على ما يلي: "لكل شخص بوصفه عضواً في المجتمع، حق الضمان الاجتماعي ومن حقه أن توفر له من خلال المجهود القومي والتعاون الدولي وبما يتفق مع هيكل كل الدولة ومواردها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي لا غنى عنها لكرامة وتسامي شخصيته في حرية". وأكد د. ابو كسم إن جوهر الفكر السياسي للإمام علي هو العدالة مما يتطابق مع تاريخ وإنتاج الفكر السياسي والاجتماعي للديمقراطية القائم على فكرة المساواة بين البشر أمام القانون، فالعدالة تأخذ حيّزاً واسعاً من فلسفة الحكم عند الإمام وهي تشكّل هاجساً مستمراً، لأن فلسفة الحكم عنده تنطلق من سيادة القانون الذي يحقق سيادة العدالة، ومن أجمل ما يجسّد صورة العدالة في منظومة حكومة الإمام عليّ ما جاء في كلامه «لو ثبتت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم حتى تزهر تلك القضايا إلى الله عزّ وجلّ وتقول يا رب إن عليّاً قضى بين خلقك بقضائك». وفي المقابل يؤكد الإمام عليّ على أهميّة مصداقية أية سلطة أو حاكم تجاه شعبه وأن تكون له قدرة التمييز الحصيف أولاً، وقدرة الحياد الثابت تجاه المسيء فليست هناك محسوبيّة أو تردد شخصي أو عائلي أو عشائري في مبدأ الثواب والعقاب، فالعدالة هي المنطلق لجميع الحقوق والمهد الذي تتربى فيه قيم الدولة في علاقتها بمواطنيها. وهذا ما يتفق مع المادة 7 من حقوق الإنسان: «الناس جميعاً سواء أمام القانون، وهم يتساوون في حق التمتع بحماية القانون دون تمييز».والمادة 8: «لكل شخص حق اللجوء إلى المحاكم الوطنية المختصة لإنصافه الفعلي من اية أعمال تنتهك الحقوق الأساسية التي يمنحها إياه الدستور أو القانون».المادة 9: «لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفاً» إذن هذه المواد تشكّل الأساس الحقوقي للعدالة التي تتوخاها الأنظمة الديمقراطية، وهي كانت قد شكلّت فلسفة الدولة عند الإمام علي بشكل واسع. أمّا في موضوع القضاء، يوصي الإمام باستقلالية القضاء ونزاهة القضاة الذين يتمتعون بالكفاية المادية كي لا يتأثر حكمهم بالوضع المعيشي الذي قد يدفعهم إلى التمييز، وهذه المبادئ تشكل اليوم المبادئ الحديثة في الدول الديمقراطية.أمّا العدالة في المال العام وإعادة الأموال إلى بيت المال لأنها ملك المسلمين فقد طبقها الإمام على تطبيقاً سريعاً بعد توليه الخلافة، كما وتصرف تصرّف رجل الدولة الديمقراطية الحديثة التي تعطي لمعارضيها الحق في البقاء على آرائهم. وأضاف الأب الدكتور عبده أبو كسم: لقد دافع أمير المؤمنين طوال حياته عن حقوق الناس وعن المستضعفين منهم بنوع خاص وواسى فقيرهم وعطف على أراملهم وأيتامهم ودافع عن حقوق الناس المشروعة سواءً أكانوا مسلمين أم غير مسلمين وسعى إلى تأمين ضمانات لغير المسلمين في المجتمع الإسلامي، ومن هذه الضمانات: 1- حمايتهم من أي عدوان خارجي. 2- الحماية الداخلية، فإنها تشتمل على حماية الدماء والأعراض والأموال. 3- الحريّات العامة وفي مقدمتها الحريّة الدينيّة. ومن يمعن النظر ويتعمق في قراءة الأسس التي قامت عليها حكومة أمير المؤمنين الإمام علي والتي هي أساس بناء الأوطان انطلاقاً من تجرّد الحكام وبسط سلطة القانون والعدالة بين الناس، والمحافظة على حقوقهم الإنسانية والوطنية والمساواة في ما بينهم وتعزيز أعمال المحبة والرحمة، والمحافظة على مقدرات المال العام، وتحسين الموارد الوطنية التي وحدها تضمن حماية الوطن واستقرار المجتمع، وتحصين القضاء من كل ما يدفع القضاة إلى الانحراف عن طريق الحق، يرى، أن سياسة أوطاننا في لبنان والدول العربية التي لم تنجح حتى اليوم في بناء وطن يحمل مقومات الدولة، لا تلتقي إطلاقاً مع مقومات حكومة الإمام علي، فالحكّام مرتهنون لمن هم حولهم والعدالة الاجتماعية مفقودة، ومقومات الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مقسمّة على أصحاب النفوذ، والمال العام سائب ولا من رقيب أو حسيب، والوظائف رهن بالمحاسيب، والمحاسيب عبيد لأسيادهم، والقوي بقوته يزداد عهراً، والفقير يزداد فقراً وحرماناً، وحقوق الناس مسلوبة، والدين أصبح سلعة نخفي وراءها كل هذا الكمّ من الفساد، وتسألون بعد لماذا كل هذه الثورات في منطقتنا؟إن مفهوم الدولة والمواطنة والمواطنية غائب ومفهوم المزرعة والمحسوبية سائد، فأين نحن من حكومة أمير المؤمنين؟ وختم بالقول: إن المشكلة الكبرى التي واجهت الإمام علي سياسياً كانت نابعة من الفروقات الهائلة بين مشروعين للحكم، مشروع يقوم على الوسائل غير المشروعة وعلى مصادرة السلطة، والمال العام واستخدام القانون لصالح أقليّة حاكمة وحرمان الأمّة من العدالة، وبين مشروع رسالي شرعي له مرجعياته الأخلاقيّة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وحضارياً وتربوياً يستهدف تحقيق العدالة والمساواة والرفاهية للجميع حسب الإمكانيات المتاحة بغض النظر عن الجنس واللون والدين واللغة والمنشأ. وإن قراءة فكر الإمام علي ودوره القيادي، يستلزم أبحاثاً كثيرة، لكن من دون شك إن فكره النيّر وعقله الوازن والتزامه إيمانه، ولدّوا لديه نظرةً بعيدة الأفق لحكومة حملت في مضمونها بذور الديمقراطية وحقوق الإنسان وأسست لمجتمع راقٍ ربما لم يفد منه المسلمون ولا المسيحيّون الإفادة المرجوّة.
الباحث د. محمد طي وألقى الباحث د. محمد طي بحثا بعنوان علي عليه السلام: تأسيس الإصلاح استدامةً للتطوير، صراط الأنبياء في مواجهة سبل الشرك جاء فيه: كان علي عليه السلام أباً للعلوم الإسلامية, إذ يعود إليه الفضل في تأسيس علوم كثيرة منها: علم الكلام المستند إلى خطبه الطويلة حول قِدم الخالق, وتنزّهه, ولا محدوديته, وطريقة خلقه العالم, وتدبيره, ورأفته، علوم القرآن والقراءات، النحو لإنقاذ العربية, لغة القرآن, من الضياع أو الالتباس في المعاني على الأقل، أحكام قتال البغاة أو القتال بين أهل القبلة و العلوم الحربية. وهكذا أطلق الإمام عليه السلام حركة فكرية تابعها العالم الإسلامي من بعده, فنشأت النظريات والفرق, ولم يتوقف الأمر حتى الآن، وإن مرَّ بعهود من الانحطاط. وطاولت تلك الحركة الأديان الأخرى، لاسيما في مجال علم الكلام (اللاهوت)، الذي راح يتناوله المسيحيون واليهود انطلاقاً من أفكار علي(ع) أو ردّاً عليها.
أما في المجال الاجتماعي والسياسي, فقد كان علي عليه السلام أهم المعلّمين المؤسّسين للإصلاح، إذ تولّى علي(ع) الخلافة بعد أن سادت الفوضى صفوف المسلمين، وانصرف العديد من قادتهم إلى اقتناء الأموال مستفيدين من الفتوح ومغانمها، حتى كادت تغيب فكرة نشر الدين الحنيف عن أذهان الكثيرين. بعد أن كان معظم قادة الجيوش من مسلمة فتح مكة أو ما قبله بقليل، ممن كان يصف الرسول (ص) حالهم بأنهم "حديثو عهد بكفر" لاسيّما فتية بني أمية, الذين تولّوا الولايات في عهد عثمان, ممن حفلت كتب التاريخ بارتكاباتهم ومظالمهم. وختم د. طي فيقول: قام علي(ع) بواجبه تجاه رعيته خير قيام، فها هو يذكّرهم بما أدّاه إليهم من تعليم, وإقامة للعدل بينهم, وما ضرب لهم من الأمثال في سيرته، فيقول لهم: "واعذروا من لا حجّة لكم عليه – وهو أنا – ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر (القرآن)؟ وأترك فيكم الثقل الأصغر؟ قد ركزت فيكم راية الإيمان، ووقفتكم على حدود الحلال والحرام، وألبستكم العافية من عدلي، وفرشتكم المعروف من قولي وفعلي، وأريتكم كرائم الأخلاق من نفسي ..."أمّا هم – في معظمهم, فلم يوفوا بالبيعة ولا نصحوا للإمام(ع)، وتثاقلوا عن طاعته، وتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحن هنا لا نقصد من شنّوا الحرب على الإمام(ع)، بل أولئك الذين كانوا رعيته، ولكم قرّعهم بخطبه، ولقد ترك تراثاً إصلاحياً ثورياً تستطيع البشرية بواسطته أن تحلّ مشاكلها في كل الميادين، وما أحرانا بدراسته وكشفه ما استطعنا. وهكذا فإن علياً (ع) عمل على القضاء على أنواع الفساد, من جهة, وإعادة المسلمين, ليعيدوا بدورهم فيما بعد, البشرية إلى الطريق الصحيح, طريق الصلاح والتطوّر. فكان المرشد بأقواله وسيرته إلى سبيل الأنبياء, صراط الله. فكان بعمله هذا مجدّداً للإسلام بمعناه العامّ (الأديان السماوية جميعاً), ولدين محمد بشكل خاصّ, فاستحقّ أن يكون الهادي مصداقاً لقوله تعالى, مخاطباً رسوله: }أنما أنت منذر ولكل قوم هاد{(الرعد/7). فعلي (ع) يهدي المؤمنين ليكونوا الهداة للإنسانية جمعاء.
الباحث د. حسن الزين
وألقى الباحث د. حسن الزين بحثاً حول مبدأ
المعارضة السياسية في فقه الإمام علي، مما جاء فيه:
الشاعر حورج شكور وكانت للشاعر جورج شكّور مشاركة أدبية و شعرية من ملحمة الإمام علي أضفت أجواء من البهجة والسرور.
راعي المهرجان الإمام قبلان وألقى كلمة راعي المهرجان الإمام قبلان المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان فقال: في واحدة من "دروس التاريخ"، كجزء من "فلسفة العبر" ضبط أمير المؤمنين سلام الله عليه واحدة من حركة "الذات الإنسانية" على محور الموازين الحاسمة في تحديد "وجهتها"، قائلاً: "يا ابن آدم، إن الدنيا منقطعة عنك، والآخرة قريبة منك، وإنّكم إلى الآخرة صائرون، وعلى الله معروضون". وبذلك تجلّت وجهة "الذات الفردية والمجموعة"، كضرورة حتميّة في "عالم العبور"، ومعها يصبح الحديث، عن "فقه الذات" وهياكل السياسة، ومشروعات "العدالة الاجتماعية"، وبرامج "الاجتماع المدني" محور السؤال الأخروي ضبطاً على عالم الجزاء. ما يعني أن قيمة ووزن عالم القيامة موقوف على حاصل ذواتنا من "عالم دنيانا" وهذا ما حاول الإمام علي (ع) أن يتلوه علينا بأفضل صور الإثبات، ففي واحدة من طي الليالي، دخل "ميثم التمار" على الإمام علي (ع)، فرآه مصفرّ اللون، متعباً، وهو على عهدته من عبادته؟! فصاح: الله الله يا أمير المؤمنين بنفسك؟! وأصرّ أن ينام ولو لساعة؟ قال ميثم: ما هي إلا ساعة وإذا بي أسمع وطأ قدميه واتكاءه على الحائط ليتابع ورده، فقلت: الله الله يا أمير المؤمنين؟! ارحم نفسك؟ فقال(ع): "يا ميثم إن نمت في الليل ضيّعت نفسي، وإن نمت في النهار ضيّعت رعيّتي".وبذلك رصد لنا "ميزان الحجة" في الدارين، ووزن البضاعة في "العالمين"، وهو ضيعة النفس وضيعة الرعية، وهو رأس المطلب في الاجتماع السياسي، ومقولة "الحكم والحكومة".
وأضاف سماحة الشيخ قبلان: من هذا القول ننطلق إلى صاحب الفطرة النقية والنفس المرضية إلى الأفقه والأفصح والأبلغ والأقضى والأقرب إلى الصواب بل إلى الصواب بعينه، إلى الحق ومعدنه، إلى المجاهد الزاهد، إلى الفهيم المفهم، إلى العالم والمعلم إلى العلم ومناهله، نعم إنه علي بن أبي طالب، ابن عم رسول الله(ص) وزوج ابنته وأحب العترة إليه، إنه القدوة لمن أراد الاقتداء، والأسوة لمن أراد التأسي والعلم لمن أراد التعلم، والمصلح لمن أراد أن يَصلح ويُصلح، فها هو سلام الله عليه في رسالة بعث بها إلى ابن حنيف يقول:"وإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الخَوْفِ الأَكْبَرِ وتَثْبُتَ عَلَى جَوَانِبِ المَزْلَقِ ولَوْ شِئْتُ لاهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هَذَا العَسَلِ ولُبَابِ هَذَا القَمْحِ ونَسَائِجِ هَذَا القَزِّ ولَكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ ويَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الأَطْعِمَةِ ولَعَلَّ بِالحِجَازِ أَوْ اليَمَامَةِ مَنْ لا طَمَعَ لَهُ فِي القُرْصِ ولا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وأَكْبَادٌ حَرَّى، أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ هَذَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ ولا أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ العَيْشِ".
وتابع سماحته: صورة جلية يرسمها أمير المؤمنين ويوضح فيها معالم الإصلاح المرتكز على ترويض النفس بالتقوى ولجمها عن الهوى وتحصينها من الجشع لمن يريد أن يتبوأ موقعاً أو يحتل منصباً أو يتسلم سدة في مسؤولية. فالإصلاح لا معنى له والتغيير لا جدوى منه إذا لم يبدأ بصاحبه، إذ كيف أفتي بفتوى ولا أعمل بها! كيف أكون رئيساً أدعو إلى تطبيق القانون وأنا أخرقه! كيف أكون داعية أدعو إلى المعروف وأعمل بالمنكر! كيف أكون وزيراً مؤتمناً على أموال الناس وأقوات الناس وألتهمها! كيف أكون نائباً في البرلمان وأسعى لتأمين مصالحي على حساب مصالح من ائتمنني! الإصلاح أيها الإخوة هو أن نبدأ بأنفسنا، هو أن نصلح ما فسد فيها، هو أن نروضها بالتقوى، هو أن ندعو إلى أمر فنكون أسوة في تطبيقه، أمير المؤمنين(ع) يقول:" أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ هَذَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ ولا أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ العَيْشِ" ويقول أيضاً:"من نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَلْيَبْدَأْ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ ولْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ". وقال سماحته: نعم، إننا نسمع ونقرأ الكثير عن الإصلاح، ونشهد الكثير من حركات التغيير، ولكن لسوء الحظ نجد أنفسنا من سيء إلى أسوأ، ومن فساد إلى أفسد، ومن ظالم إلى أظلم، ومن مستبد إلى اكثر استبداداً، ومن محكتر إلى أكثر احتكاراً، ومن منافق إلى أكثر نفاقاً، لماذا؟ لأن النفوس ضعيفة وواهنة وجبلت على الشر. يقول أمير المؤمنين (ع):" فَاللَّهَ اللَّهَ فِي عَاجِلِ البَغْيِ وآجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ وسُوءِ عَاقِبَةِ الكِبْرِ فَإِنَّهَا مَصْيَدَةُ إِبْلِيسَ العُظْمَى ومَكِيدَتُهُ الكُبْرَى"، نعم الظلم ، التعسف، الاستبداد، التعدي على حقوق الناس، أكل أموالهم، التسلط على عقولهم، سلبهم إرادتهم، كل ذلك سيوصلنا إلى الهلاك أيها الإخوة، سيؤدي بنا إلى التخلف، وإلى الجهل، وإلى السقوط، ها نحن في قعر الهاوية، ها نحن في قلب عاصفة هوجاء تتقاذفنا تيارات التغيير المجهول والإصلاح الذي لن يكون له مكان طالما حيتان السلطة وحيتان المال وتجار الدين هم المسيطرون وهم القيمون وهم المتحكمون بالعباد والبلاد. نعم من أصلح بينه وبين الله أصلح الله بينه وبين الناس، الإصلاح ليس كلاماً أيها الإخوة إنما هو فعل دؤوب وممارسة شفافة، الإصلاح ليس شعاراً إنما هو مضمون وترجمة حقيقية على أرض الواقع، من البحرين إلى ليبيا إلى اليمن إلى تونس إلى مصر، حركات ومسيرات ومطالبات شعبية، ثورات ضد الظلم، وضد الطغيان، وضد التسلط، وضد الاستبداد، دعوات للتغيير والإصلاح، نحن ندعمها، ونؤيدها ونباركها، وندعو لها بالتوفيق للخروج من هذا الواقع ولكسر هذا السور الكبير من التخلف والجهل وكمّ الأفواه والانطلاق نحو العصرنة والتحديث، نحو العلم والبحث، نحو الابتكار والإبداع، نحو التحول من مجتمعات تتلقى إلى مجتمعات تصنّع وتخترع وتبدع، مجتمعات لا تعيش على منطق الاستيراد المادي والفكري والسياسي. أنماط العيش عندنا مستوردة، دساتيرنا وقوانيننا مستوردة، أسلحتنا ومأكولاتنا مستوردة، أدويتنا مستوردة، فويل لأمة تأكل مما لا تزرع، وتلبس مما لا تصنع.
وفي الختام وزع مدير مركز الفردوس للثقافة والإعلام دروعاً تذكارية على المشاركين، كما تم توزيع كتاب ممارسة التغيير لمؤلفه الإمام الشيرازي الراحل (قدس سره الشريف)، وكتاب فعاليات المهرجان العاشر على الحضور. 27/ رجب /1432 |