المعارضة البحرينية: إسقاط نظام الأسرة المالكة وتأسيس نظام جمهوري سيحول المملكة إلى ساحة حرب إقليمية


 

موقع الإمام الشيرازي

فى حوار مع «الشروق»، يرفض زعيم المعارضة البحرينية، الأمين العام لجمعية الوفاق الإسلامي علي سلمان، إسقاط نظام الأسرة (السنية) المالكة وتأسيس نظام جمهوري، لأنه «سيحول المملكة الخليجية الصغيرة (ذات الأغلبية الشيعية) إلى ساحة حرب إقليمية بين إيران والسعودية».

سلمان، وهو رجل دين شيعى، أضاف أن وجود الملك، خاصة فى مرحلة التحول السياسي، يعطي «حالاً من الثقة السياسية بل والنفسية أيضا للمشاركين».

واعترف بأن جمعيته تفقد شعبيتها، «بسبب عنف السلطة ضد المتظاهرين الذين يمكن أن يتحولوا إلى تيارات متطرفة». ويعتبر زعيم الوفاق، أكبر تنظيمات المعارضة، أن «الحكومات فى الخليج لا تخشى الشيعة، لأنهم ليسوا أغلبيات، وليسوا أعدادا كبيرة، لكنهم يستخدمونهم فزاعة، فهم فقط يخافون الديمقراطية.. الخليج لا يخاف طهران الشيعية وإنما يخشى القاهرة إذا تحولت للديمقراطية».

ويضيف أن «السلطات فى البحرين مدانة بقوة على المستوى الحقوقي الدولي، بدءا من لجنة بسيوني وحتى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذى أصدر بحق البحرين 176 توصية، فيما لم يصدر فى حق بلد مثل إيران وهى مكروهة غربيا سوى 12 توصية».

من المعروف أن ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، شكل لجنة دولية محايدة، برئاسة أستاذ القانون المصري الأمريكي، شريف بسيوني، أعدت تقريراً قبلته الحكومة، وأشارت فيه إلى العنف «غير المبرر والمتناسب» ضد المتظاهرين، وطالبت الحكومة بالإفراج عن المعتقلين، وإعادة المفصولين تعسفيا فى ضوء أحداث اللؤلؤة إلى وظائفهم.

وحول أسباب «التجاوب البحريني مع ثورات الربيع العربي» واستمرارها حتى هذه اللحظة، يقول سلمان: «نعيش تمييزاً واضحاً على أساس الولاء والمعارضة للسلطة.. بينما الموالاة أطياف كثيرة سنية وشيعية، والمعارضة أيضاً نفس الشيء».

ويتابع أن «الدولة تمارس التجنيس السياسي، حيث تمنح الجنسية البحرينية لموالين سنة، لتغيير التركيبة السكانية فى المملكة.. ولا يمكن معرفة العدد الدقيق للمجنسين، إلا أن معدلات التجنيس زات العام الماضى».

ويضيف أنه «إذا بلغت أعداد المجنسين 100 ألف، فهذا كثير وسط شعب لا يتعدى نصف المليون نسمة». وقد تولت أسرة آل خليفة الحكم أواخر القرن الثامن عشر (1783) بعد طرد الحكم الفارسي عنها.

ويتابع أن الحكومة تمنح الجنسية لكل من يعتبرونه قدم «خدمات جليلة» للبلاد، مثل «شراكة مايكل جاكسون لأحد أفراد العائلة المالكة فى الأعمال التجارية، أو للمغنية أصالة لغنائها للملك، لكن الأسوأ من هذا كله، هو منح الجنسية لمجندين باكستانيين، لأنه يجيدون إطلاق النار على المتظاهرين البحرينيين».

وبحسب زعيم المعارضة البحرينية فإن «هؤلاء الذين يعمل أغلبهم فى الجيش والشرطة، يمنحون البيوت فيما يظل البحريني ينتظر 17 أو 18 عاما للحصول على مسكن.. نحن بلد تمتلك فيه الأسرة المالكة 90% من شواطئ البلاد، و80% من الأراضي».

وكانت المعارضة البحرينية قد أعلنت أن الشيعة لا يمثلون سوى أقل من 10% من قيادات الدولة المدنية والشرطية، فيما ليس لهم تواجد فى قيادة الجيش والقضاء. وتابع سلمان: «هناك مشكلة أخرى، وهى تقسيم الدوائر بصورة غير عادلة، فمثلا تم انتخابي عن دائرة فيها حوالى 16 ألف نسمة، فيما فاز ثلاثة موالين عن دوائر مجموع سكانها 15 ألفاً فقط».

ويقول إن «هذا التقسيم الظالم، ليس موجهاً ضد الشيعة، بل هناك سنة معارضون تحاول الحكومة عدم تمثيلهم». وحول الحوار الذى دعت إليه الحكومة، يقول سلمان إنه لم يكن هناك حوار حقيقي بل «حفلة كرنفال أو علاقات عامة» فى 2011، حيث دعى لها مئات الموالين وعشرات المعارضين، وهذا ما أفشل مبادرة ولي العهد».

وعن مطالبات المعارضة أشار إلى ما يعرف فى الأدبيات السياسية البحرينية باسم «وثيقة المنامة التى وقعتها خمس جمعيات سياسية (أحزاب حيث من غير المسموح استخدام كلمة حزب). وتابع «ما يجب أن يتوقف فوراً هو التعذيب فى المعتقلات وانتهاكات حقوق الإنسان، والتجنيس السياسي، فيما يمكن أن نبدأ التفاوض على الباقى».

ويضيف: «مطالبنا هي الملكية الدستورية عبر برلمان منتخب بالكامل بصلاحيات رقابية وتشريعية وليست استشارية، وحكومة منتخبة مباشرة أو عبر البرلمان، وتقسيم دوائر عادل يمثل كافة أطياف المجتمع.. الملكية الدستورية معناها أن الملك يملك ولا يحكم، وهو نظام نستطيع أن ندافع عنه ونقنع به الناس».

وحول بناء الثقة بين الجانبين، يجيب: «قدمنا كل شىء فيما لم تقدم الحكومة شيئاً، فقد صوتنا لصالح استقلال البحرين وعروبتها فى أواخر الستينيات، وفى بداية القرن الحالى وافقنا فى استفتاء ميثاق العمل الوطنى على حكم آل خليفة، ما هو المطلوب منا أكثر من ذلك». ومن المعروف أن استقلال البحرين جاء عبر موافقة شعب البلاد بأغلبية ساحقة، فى استفتاء نظمته وأشرفت عليه الأمم المتحدة عام 1969، عقب صراع مع ملك إيران المخلوع رضا بهلوي الذى ادعى تبعية البحرين لبلاده.

6/ذو الحجة/1433