بيان إدانة سفك دماء أبرياء في السعودية ومطالبة بالتحقيق وخيار المظاهرات السلمية


 

موقع الإمام الشيرازي

في بيان يستنكر سفك الدماء بالقطيف ومحاصرة المنطقة ويعتبر المسيرات السلمية هي الخيار المتاح وقد وقعه كما جاء في آخر البيان جمع من العلماء والموطنين والأغلب أنه في طور جمع التواقيع المطلوبة. وقد اعتبر البيان أن المظاهرات السلمية هي الخيار المتاح أمام انسداد الباب امام الوفود والعرائض والتي أغلقت الأبواب في وجوههم. 

جاء في البيان "لقد أذهلنا إزهاق الأرواح وسفك دماء أبناء وطننا الغالي التي بات الإيغال فيها يؤرق ضمير كل غيور، وسقوط عدد كبير من الجرحى، وملء السجون بالمعتقلين الأبرياء، ومحاصرة المنطقة بمفارز التفتيش الأمنية، وإرهاب الناس بعسكرة المنطقة". مطالباً بإيقاف نزف الدماء "وفي ظل هذه الأوضاع الدامية تتعاظم مسؤولية الجميع لإيقاف حمام الدم النازف من شبابنا الذين يتساقطون الواحد تلو الآخر". معتبراً أن تحقيق المطالب سوف يحل الأزمة وداعياً الجميع لتوحيد الصف للحصول على الحقوق. وفيما يلي نص البيان:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"

 

لقد أذهلنا إزهاق الأرواح وسفك دماء أبناء وطننا الغالي التي بات الإيغال فيها يؤرق ضمير كل غيور، وسقوط عدد كبير من الجرحى، وملء السجون بالمعتقلين الأبرياء، ومحاصرة المنطقة بمفارز التفتيش الأمنية، وإرهاب الناس بعسكرة المنطقة.

وفي ظل هذه الأوضاع الدامية تتعاظم مسؤولية الجميع لإيقاف حمام الدم النازف من شبابنا الذين يتساقطون الواحد تلو الآخر، يروُّون بدمائهم الزكية شجرة الكرامة والعدالة؛ فأي حرمة للإنسان انتهكت اليوم وقد عدَّ الله قتل النفس الواحدة بمثابة قتل الناس جميعاً {مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً}.

عندما يفشل النظام في الاستجابة لمطالب المواطنين الحقوقية المشروعة، ويُسد الأفق أمامهم وتُستنفذ كل الوسائل المتاحة من إرسال وفود، وتقديم عرائض، ولقاءات مع العديد من الجهات الرسمية والتي لم تُسفر إلا عن وعود عقيمة، وبعدما تبحُّ الأصوات، وتكلُّ الألسن، وتعجز بيانات الشجب والاستنكار أن تجد آذاناً صاغية أو قلوباً واعية للخروج بحلول تنهي الأزمة المتصاعدة؛ فلن يكون أمام الناس من خيار مشروع إلا الاحتكام إلى الشارع الذي كفلت له كل القوانين والدساتير والمواثيق الدولية الحق في التعبير وبيان قضيته أمام الرأي العام الدولي بالطرق السلمية الحضارية إلى أن تتحقق مطالبه.

إننا ومن منطلق مسؤوليتنا الشرعية نعلن أمام الجميع المواقف التالية:

أولاً: نحمل الدولة مسؤولية سفك دماء نخبة من شبابنا الغيارى دون أي مبرر شرعي.

ثانياً: نؤكد بأن المسيرات التي انطلقت طوال هذه المدة كانت شرعية وسلمية بكل امتياز، وهي الخيار المتاح لتحقيق المطالب.

ثالثاً: ندين كل الانتهاكات المغرضة لتشويه هذا الحراك وتزوير الحقائق.

رابعاً: نطالب بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في سفك الدماء الطاهرة والاعتداءات المتكررة ومحاسبة الجناة.

خامساً: نؤكد بأن إنهاء الوضع المتأزم هو بيد السلطة من خلال تحقيق المطالب، ولا يمكن للإجراءات الأمنية وعسكرة المنطقة أن تحل هذه الأزمة.

سادساً: نؤكد على ضرورة تفعيل المنابر الإعلامية المتاحة ونحذر من المساس بالأصوات المطالبة بالحقوق من علماء وحقوقيين وإعلاميين ووجهاء مما قد يودي لانفجار الأوضاع.

سابعاً: نؤكد بأن مطالبنا قد أوصلناها للجهات الرسمية بشكل واضح وعبر العديد من الوسائل والمحافل والمناسبات، وإن الاستمرار في التواصل بالقنوات الرسمية لهذا الغرض فقد مصداقيته وليس إلا مضيعة للوقت ولا طائل منه ما لم نرَ له نتائج على أرض الواقع، وموقفنا هذا لا يعنى بأي حال مصادرة لآراء الآخرين ممن لديهم أمل في التواصل.

ثامناً: نؤكد على ضرورة وحدة الصف في المطالبة بالحقوق الوطنية المشروعة التي تشمل جميع المواطنين على حد سواء.

وفي الختام نسأل الله العلي القدير أن يتغمد شهداءنا الأبرار بواسع رحمته، ويمنَّ على جرحانا بالشفاء العاجل، ويفك قيد أسرانا، ويرفع الحيف عن جميع المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها إنه سميع مجيب.

 

جمع من علماء الدين والمواطنين

١٤ فبراير ٢٠١٢م

26/ربيع الأول/1433