مؤسسة الإمام الشيرازي تدعو الولايات المتّحدة إلى مراجعة سياساتها إزاء قضايا الشرق الأوسط


 

تدعو مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية الولايات المتّحدة الأمريكية إلى مراجعة سياساتها إزاء قضايا الشرق الأوسط إثر حادثة مقتل سفيرها على يد الجماعات الإرهابية مؤخّراً في ليبيا.

ففي الوقت الذي تدين المؤسسة, العملية الإجرامية التي أودت بحياة السفير الأمريكي وعدد من موظّفي السفارة في بنغازي، الذي يعدّ عملاً إرهابيّاً مستهجناً من جميع الجهات والهيئات الرسمية والمدنية، نلفت نظر القائمين على رسم السياسة الخارجية للبيت الأبيض إلى ضرورة الاتّعاظ بالتجارب المؤلمة التي تكبّدها الشعب الأمريكي، خصوصاً فيما يتعلّق باحتضان بعض الدوائر في واشنطن الجماعات السلفية والجهادية ودعمها المستمر لها معنويّاً وماديّاً.

أليس من الحكمة والدراية وقف واشنطن لدعمها الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط أم تنتظر الولايات المتّحدة والشعب الأمريكي فاجعة ثالثة بعد حادثتي مقتل السفير في ليبيا وأحداث الحادي عشر من سبتمبر لإدراك خطاياها في دعم تلك الجماعات الإرهابية... ولابد أن يدرك صانعوا القرار في واشنطن أن صانع السمّ لا بد أن يتذوّقه؟

فالتطرّف التكفيري الذي كان ولا يزال خطر لا يستثني اُمّة دون سواها أو دين دون آخر منذ نشأته الأولى، حيث أكّدت الوقائع على عقم التعامل مع من يتبنّى فكره المتخلّف الذي استهدف على الدوام بشكل دموي مميت كل ما يمت إلى الإنسانية والحضارة بصلة، ابتداءً من جريمة تهديم مراقد البقيع الغرقد في الجزيرة العربية، وعمليات القتل واستباحة الحواضر الإسلامية في العراق والدول الاُخرى، مروراً بأعمال تدنيس وهدم المراقد الدينية والمعالم التراثية في ليبيا وسوريا وغيرها، وما صاحب ذلك من أعمال القتل والتنكيل وعدم التردّد في استباحة دماء كل من لا ينزل على معتقداتهم المتخلّفة.

وبات من المستغرب ان تستمر الولايات المتّحدة الأمريكية، عبر إداراتها المتعاقبة في إدامة تقديم الدعم والتحالف مع الأنظمة والجماعات الظلامية في العالم العربي، التي تموّل وتدير أعمال العنف والإرهاب في المنطقة، الذي يعدّ بحد ذاته خيانة عظمى للشعب الأمريكي، وخذلان لدماء من سقط ضحية بسبب جرائم تلك الجماعات ومن يقف وراءها، إلى جانب المسؤولية القانونية التي تتحمّلها الإدارات الأمريكية التي أسّست ولا تزال تموّل الجماعات الإرهابية، وتتحالف مع من يدعمها من الأنظمة المعروفة، التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار والأمن في العالم العربي والإسلامي.

 

مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية

واشنطن

26/شوال/1433