ذباحون يحاصرون مدينتين شيعيتين بسوريا والمجتمع الدولي يتجاهل
موقع الإمام الشيرازي
أهل "نبّل والزهراء" يلفهم الفقر، وتلازمهم البساطة، ولا دخل لهم بالسياسة لكن .. لأنهم شيعة يحاصرهم "ثوار الحرية" في سوريا، منذ ثلاثة أعوام جوعوهم، منعوا عنهم الماء والدواء، وقطعوا عليهم الكهرباء، قتلوهم، ذبحوا شبابهم، سبوا نساءهم، خطفوا أطفالهم واليوم يريدون أن يقيموا حفلة إبادة ..
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "جبهة النصرة "الإرهابية، جناح تنظيم القاعدة في سوريا وكتائب سنية أخرى سيطرت على منطقة تقع إلى الجنوب من قرية شيعية في شمال سوريا بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين مؤيدين للحكومة. وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن المقاتلين تقدموا ليل السبت باتجاه قرية الزهراء شمالي مدينة حلب وسيطروا على أراض إلى الجنوب منها وأنهم يحاولون الاستيلاء على أراض إلى الشرق سعيا لانتزاع السيطرة على القرية. وكانت جماعات معارضة قد فرضت حصارا طويلا على الزهراء وقرية نبل القريبة منها، وتقعان في منطقة شيعية منعزلة. وقالت الأمم المتحدة في مارس/ آذار إن الجماعات المسلحة التي تحاصر القريتين قطعت الكهرباء والماء عن سكانهما البالغ عددهم 45 ألفا. واستخدم الجيش طائرات الهليكوبتر لإسقاط المؤن على القرويين. وقال نشطاء معارضون إن المقاتلين استهدفوا ايضا نبل ويسعون للاستيلاء على القريتين اللتين تقعان على طريق سريع مؤد الى تركيا. ومن شأن السيطرة على القريتين أن تفتح لمقاتلي المعارضة طريق إمداد جديد الى حلب. وانتقد مواطنون سورين التجاهل العالمي والعربي لما ينتظر قرية الزهراء والمناطق من حولها، وكيف ان العالم يتجاهلها ، فيما عمل مابوسعه لإنقاذ كوباني الكردية في سوريا أيضاً. وقال الناشط احمد حميدو الذي يرافق كتائب تشارك في الحملة إن مقاتلي المعارضة استهدفوا البلدة بعشرات من قذائف المورتر وقذائف المدفعية وإن مقاتلي جبهة النصرة أحرزوا تقدما ويسيطرون على مبان على خط الدفاع الأول في نبل. وذكر المرصد أن الاشتباكات أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل من المسلحين الذين يتقدمون باتجاه الزهراء كما قتل عدد من مقاتلي قوات الدفاع الوطني الموالية للحكومة. وقال نشطاء إن قرويين من الزهراء ونبل ساندوا القوات في محاولة لصد الحملة التي تقودها جبهة النصرة وأضافوا أن القوات الجوية السورية ردت ايضا بقصف عدة قرى أخرى الى الشمال من حلب. وكان متحدث باسم المعارضة قد صرح في يناير /كانون الثاني بأن المنطقة محاصرة لأن الجيش السوري يستخدمها كمنصة إطلاق لمهاجمة حلب. وقالت المعارضة في ذلك الحين إن من الممكن أن ترفع حصارها اذا رد الجيش السوري بالمثل في مناطق أخرى لكن هذا لم يحدث. ويُتوقع مذبحة طائفية رهيبة اذا ما تمكن افراد جبهة النصرة من احتلال المنطقة. وتشهد حلب والمناطق المحيطة بها قتالا عنيفا في صراع دخل عامه الرابع وقالت الأمم المتحدة إنه أسفر عن سقوط نحو 200 ألف قتيل. وقال المرصد إن مقاتلي تنظيم داعش الارهابي اسقطوا طائرة حربية سورية يوم الأحد قرب مدينة دير الزور في شرق سوريا. وهذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها التنظيم طائرة في هذا الجزء من البلاد. في السياق نفسه، نقل السيد محي الدين نبل، أحد وجهاء مدينتين نبل والزهراء في سوريا، أول أمس، لوكالة نون الخبرية أن المدينة تتعرض لهجوم من العصابات المسلحة لليوم الثالث على التوالي محاولين دخول المدينتين. وكشف نبل أن المدينتين ذات الغالبية الشيعية ترتكب بحقها مجازر وسط تعتيم إعلامي عما يجري هناك، منتقدا وسائل الإعلام الشيعية التي قال أنها لم تقم بدورها اتجاه هاتين المدينتين المظلومتين. موضحا أن الشباب في المدينتين هناك يصدون الهجوم الإرهابي بكل بسالة ويلقنون العدو دروسا لن ينساها". ويستمر الحصار على مدينتي "نبّل والزهراء" في حلب منذ أكثر من سنة، وحتى هذا اليوم لا يزال أبناء المدينتين محاصرتين، من قبل تنظيم القاعدة وجبهة النصرة والجيش الحر، وتضييق الخناق على الأطفال، حتى وصل الحال الى القيام بتنفيذ مجازر جماعية بحق الأطفال والمرضى والشيوخ، فمن ينجو في كل صباح من قصف المجموعات الإرهابية للمنطقتين يقتل بطرق أخرى. وتقع مدينة نبل والزهراء في ريف مدينة حلب في سوريا، وتشهد حصار خانق منذ أكثر من سنة حتى يومنا هذا، كما تتعرض للقصف الصاروخي في كل صباح ومساء. وكشف طبيب في مدينة الزهراء، يعمل حتى هذه الساعة هناك، أن المستشفيات لا يوجد بها أي قرص دواء منذ سنة، وهم يعملون اليوم بواسطة طب الأعشاب، كما أن هناك مرضى بالسرطان والتلاسيميا لم يستطيعوا مواصلة العلاج بسبب الحصار، وبالتالي فإن نسبة كبيرة من المرضى يموتون. وأضاف الطبيب، “إن هناك انتشاراً لأمراض بين المواطنين، وخصوصاً الأطفال، أمراض معدية كلشمانيا مالطية وتيفويد والتهاب الكبد ونقص تغذية، إضافة الى أنه لا يوجد كسرة خبز منذ سنة، وقد سجلت حالات وفاة لأطفال نتيجة الجوع، لتدخل الحالة الإنسانية لأهالي نبل والزهراء في مأزق قاتل، فمن يسلم من قصف تنظيم القاعدة والجيش الحر يموت بسبب نقص الغذاء. إن "نبل والزهراء" دليل قاطع على أن "ثورة" العصابات الإرهابية لم تكن ثورة، وإنما عمل إجرامي تكفيري مصدر الى سوريا، منذ اليوم الأول للمؤامرة عليها، ولهذا فهما "المدينتان" مجهولتان من قبل الناس لأن الإعلام المتواطئ لا يأتي على ذكرهما بشيء، ودول التحالف الدولي ضد الإرهاب لا تهتم لهما لأنهما، مع ذلك فكلا المدينتين قدمتا نموذجا في البسالة والصمود قل نظيره. إن مدينتي "نبّل والزهراء" في سوريا، كمدينتي "بلد والدجيل" في العراق، اليوم، على نفس الخط في مواجهة نفس العصابات التكفيرية الإجرامية. ويا شيعة علي بن أبي طالب ... اعملوا 4/ صفر الخير/1436 |