النرويج: صوت أهل البيت يعلو بكلمات شابة مؤمنة
موقع الإمام الشيرازي
ونحن نعيش في بلاد الغربة تصادفنا ظواهر تستحق الفخر والاعتزاز.. والفتاة صاحبة التسعة عشر ربيعاً هي واحدة من أولئك الشباب الذين دافعوا عن دينهم وحملوا اسم بلدهم عالياً، حتى أصبحت أشهر فتاة, وأكثر ما يشغل الصحافة والإعلام النرويجي في الوقت الراهن, من خلال قيامها بإشعال فتيل المظاهرة التي انطلقت في النرويج يوم الخامس والعشرين من شهر اغسطس/2014. بعد أن ظهر أحد قياديي إحدى الحركات المتطرفة في النرويج، في وسائل الإعلام النرويجية, وأدلى بتصريحات تدعم تنظيم داعش التكفيري الإرهابي، وبالتالي تشوه صورة الإسلام. وقد انبرت "فاتن الحسيني" مع مجموعة من الشباب للدفاع عن الإسلام، ومحاولة إيصال الصورة الحقيقية عن دينها وبلدها العراق, فبادرت بتنظيم مظاهرة كان أكثر المتفائلين يتوقع وصول عدد الحاضرين فيها الى ألف متظاهر, لكن العدد الذي حضر كان يفوق خمسة الآف متظاهر, المظاهرة التي أجبرت الحكومة النرويجية بكل ثقلها أن تحضر، ممثلة برئيسة الوزراء وشريكتها في الحزب التقدمي المعروفة بمواقفها المتشددة ضد المسلمين, وممثلي كل الأحزاب النرويجية, كل أولئك حضروا الى المظاهرة ليستمعوا الى صوت الإسلام الحقيقي في وسط العاصمة أوسلو, وأمام البرلمان النرويجي. بنت العراق المسلمة التي تعتز بإسلامها وانتمائها الى مذهب أهل البيت وحجابها، أوضحت سبب شجاعتها وقوتها في التصدي للتنظيمات الإرهابية بقولها: "إن التي ألهمتني كل هذا هي السيدة زينب حفيدة النبي محمد صلى الله عليه وآله, تلك المرأة التي كان لها خطبة عظيمة والتي تحدت من خلالها عن الظلم ووواجهت ببطولة الاستبداد". وفي لقاء آخر، أجرته معها إحدى الصحف النرويجية قالت: "علمنا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: إن الناس صنفان، إما أخ لك في الدين, أو نظيرٌ لك في الخلق". جابت شوارع العاصمة النروجية أوسلو يوم أمس الإثنين مظاهرة حاشدة نظمتها مجوعة من الشباب المسلم ضد ما أسموه "خطف داعش للدين الإسلامي". حمل المتظاهرون الذين قّدر عددهم بـ5 آلاف، شعارات نددت بتنظيم "دولة داعش"، و"معاً لمواجهة الإرهاب.. معاً من أجل السلام". وأمام عتبات البرلمان النرويجي، علا التصفيق بشكل حاد أثناء اعتلاء فاتن مهدي الحسيني، المنصة، متحدثة بإسم المنظمين، حيث أشارت في كلمة لها إلى أن الشباب المسلم في النرويج "يحصل اليوم على فرصته لإبراز رأيه بما يحصل حول العالم، إننا نثبت بأنه نستطيع الوقوف معاً". وأشارت في كلمتها أمام المتظاهرين إلى أن "قطع الرؤوس والاغتصاب وجميع أنواع العنف الذي نراه اليوم ليست أبداً من مبادئ الدين الإسلامي، لا بل هذه الأمور هي شيطانية ومرفوضة تماماً". واعتبرت الحسيني أن "المتطرفين يسيؤون اليوم للإسلام بشكل كبير". من جهتها، أشارت رئيسة وزراء النرويج (ايرنا سولبرغ)، في الاحتفال، إلى أنه "لم يكن لديها أدنى شك بأن المسلمين، وبالأخص في النرويج، لا يدعمون تنظيم الدولة الإسلام"، لافتة إلى أن "المظاهرة التي حصلت اليوم هي أكبر دليل على ذلك". وتابعت أن "الشباب المسلم الذي أخذ المبادرة وتظاهر اليوم، جعل العالم يستمع إلى ما لديه ضد التطرف الديني، وتحدث نيابة عنا جميعاً". وشددت سولبرغ أن "هذه المبادرة تريد التوضيح والتأكيد على رفض خطف الديانة الإسلامية من قبل المتطرفين"، مؤكدة على أهمية هذا التحرك خصوصاً أنه نابع من الشباب النرويجي نفسه وليس من قبل تنظيمات أو جمعيات لديها تاريخ. الصحافة النرويجية وصفت الحسيني، إنها الفتاة التي حرّكت النرويج!! ومازال الإعلام بشكل يومي يسلط الضوء على حياتها الخاصة والعامة, ومازالت الحسيني تحمل عبئ المسؤولية في الدفاع عن دينها وبلدها، رغم التهديدات التي تطالها، ورغم خطورة المكان والمرحلة التي تعيش فيها. 4/ذو القعدة/1435 |