وقفة .. "داعش" وجواز التحريق بالنار


 

موقع الإمام الشيرازي

 

تنظيم "داعش" الإرهابي، في جريمة حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، استند الى وقائع تاريخية وفتاوى فقهية، والأدلَّة على تبرير فعل داعش كثيرة، قديمة وجديدة.

وقد تنظيم داعش في بيانه أنه أقدم على حرق الطيار استناداً الى أن الأحناف والشافعية ذهبوا الى جواز التحريق مطلقاً، ونقلاً عن الحافظ ابن حجر فإن جواز التحريق يستدل على جوازره من فعل الصحابة، كما ذكروا نصوصاً فتوائية لابن تيمية على جواز التحريق.

من أشهر حوادث التحريق، قتل "أياس بن عبد الله بن عبد يائيل الفجاءة السلمي" حرقاً، حيث شَدُّ عدد من المسلمين، بأمر أو بكر، يديه الى الخَلف، وقَمًّطوه، ثم أُلقيَ في النار.

وأضاف "محققون ومحدثون "سنة" الى أبي بكر في "جواز التحريق بالنار" أبا موسي الأشعري ومعاذ بن جبل، قال في (فتح الباري:12/243): (وفي رواية الطبراني: فأتي بحطب فألهب فيه النار، فكتَّفه وطرحه فيها! ويمكن الجمع بأنه ضرب عنقه ثم ألقاه في النار. ويؤخذ منه أن معاذاً وأبا موسى كان يريان جواز التعذيب بالنار، وإحراق الميت بالنار مبالغة في إهانته، وترهيباً عن الإقتداء به).

 

والتاريخ يتحدث:

(عندما حضرت الوفاة أبي بكر، قال لا آسى على شيء إلا على ثلاث، وددت أني لم أفعلهن، ووددت إني تركتهن: فوددت إني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء، وإنْ كانوا أغلقوه على الحرب، ووددت أني لم أكن حرقت الفجاءة السلمي، وإني قتلته سريحاً أو خليته نجيحاً، ووددت إني يوم سقيفة بني ساعدة، قد رميت الأمر في عنق أحد الرجلين - يقصد عمر وأبي عبيدة -، فكان أحدهما أميراً، وكنت له وزيراً).

*  الطبراني/ المعجم الكبير/ الجزء (1) الصفحة (62).

*  إبن زنجويه/ الأموال/ كتاب فتوح الأرضين وسننها وأحكامها

*  إبن عبد ربه/ العقد الفريد/ الجزء (1) الصفحة (29 / 51).

*  المسعودي/ مروج الذهب/ الجزء (2) الصفحة (301) - طبعة دار الأندلس بيروت.

*  إبن عساكر/ تاريخ مدينة دمشق/ الجزء (30 ) الصفحة (418 / 422).

*  الطبري/ تاريخ الطبري/ الجزء (2) الصفحة (619).

*  المبرد/ الكامل/ الجزء (1) الصفحة (11) تحقيق د. محمد أحمد الدّالي، مؤسسة الرسالة، بيروت.

 

ماذا يعني:

إن جريمة داعش بحرق الطيار الأردني، وحرق عدد من العراقيين "السنة" في الفلوجة والموصل، تأكيد على أن محاربة الإرهاب، ليست بالسلاح فقط، بل بتحريم الفكر – الفقه الإرهابي؟؟!! هذا في حال هناك "حرب حقيقية" على الإرهاب!!!

20/ ربيع الآخر/1436