![]() |
التشيع يواصل انتشاره في الجزائر
موقع الإمام الشيرازي
سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: "القرن الحالي هو قرن أهل البيت صلوات الله عليهم"
التشيع ليس جديداً في الجزائر، كما يشاع، بل إن جذوره تعود إلى أكثر من ألف عام، فإن الأمازيغ أو (البربر)، وهم سكان البلاد الأوائل، كانوا بالأصل شيعة، وكان لهم ولاء عظيم لآل البيت عليهم السلام، وكان الأمازيغ من الأوائل الذين فتحوا بيوتهم وصدورهم للفاطميين وحاربوا معهم جنبا إلى جنب. تقول (الجيرواس) وهي فتاة جزائرية شيعية من أصل بربري أنه: "في عاشوراء يتوقف الأمازيغ عن العمل، ويقولون إن العمل في مثل هذا اليوم يجلب النحس، وإن ما يكتسبه الإنسان خلال هذا اليوم لا بركة فيه. وإنهم يذبحون في العاشر من المحرم دجاجة وطيرا بغية إسالة الدم تبركا وتأسيا وتذكرة بدم الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه الذين استشهدوا في كربلاء في مثل هذا اليوم، ولا تجد عند الأمازيغ أحداً اسمه أبو بكر أو عمر أو عائشة...الخ، لكن كثيرا ما تجد اسم سيدي أحمد، وسيدي علي، وإذا ذكر الأمازيغ اسم (فاطمة عليها السلام) قالوا (للافاطمة) أي السيدة فاطمة". يؤكد جزائريون شيعة شاركوا في زيارة أربعينية الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه في كربلاء المقدسة، إن التشيع اليوم يواصل انتشاره، والاستبصار يتحرك في كامل أرجاء التراب الجزائري، وعبر الطبقات الاجتماعية المتنوعة، وخاصة بين الشباب والشابات، ودخل التشيع بيوتا بكاملها، وبحسب جزائريين، فإن عدد الشيعة في الجزائر يتجاوز ٣٠٠ ألف. وقال تقرير لـ "صابر بليدي" نشرته وسائل إعلام، أمس الأربعاء، أن التشيع ينتشر بسرعة كبيرة في عدد من المدن الجزائرية الكبرى، كالعاصمة ووهران وسطيف وباتنة، حيث نجح أتباع المذهب الشيعي في التوسع. وبحسب الكاتب "ترعى جمعيات وتنظيمات أهلية وثقافية هذا التبادل، وبعضها تمت تسوية وضعه القانوني والآخر يعمل دون اعتراف رسمي، وأمام أعين السلطات". ولم يستغرب الباحث في شؤون التيارات الإسلامية محمد بن زيان "تنامي النشاط الشيعي في الجزائر"، معتبرا أن "البلاد صارت أرضية خصبة لمختلف التيارات الدينية والمذاهب الوافدة". وأرجع بن زيان خلفية التشيع في الجزائر إلى عدة معطيات أوجزها في تنامي نشاط التيارات الدينية خلال السنوات الأخيرة، في إطار صراع مرجعيات أوجدتها التطورات في المنطقة، ومحاولات الهيمنة الدينية لتلك التيارات على الأمة. وبدى واضحا أن التشيع نجح في الامتداد على حساب المذاهب الأخرى في الجزائر مثل الصوفية والأباظية. وشهدت السنوات الأخيرة نسقا تصاعديا لنشاط التشيع في عدد من المناطق، وإن اكتنفت السرية والكتمان هذا النشاط في إطار استراتيجية التمكين الهادئ قبل بلوغ مرحلة "الأمر الواقع". وتعتبر الجزائر البلد السني الوحيد الذي يدرج عاشوراء في خانة أيام العطل مدفوعة الأجر، كعيدي الفطر والأضحى والمولد النبوي الشريف، وهو الأمر الذي يعارضه أنصار التيار السلفي ويعتبرونه انحيازا غير مبرر وخدمة مجانية لغير المذهب السني. وقال الناشط الحقوقي أنور مالك، أن هناك أكثر من خمسة آلاف متشيع جديد في الجزائر. وقال شهود إن أهالي إحدى البلدات التابعة لمحافظة عين الدفلى (120 كلم غربي العاصمة) اكتشفوا مجموعة من الأتباع يمارسون طقوسا شيعية في إحدى المقابر، ومن فئات اجتماعية مختلفة. وتوجد مساجد وأحياء تحت هيمنة أتباع المذهب الشيعي في مدينة وهران (450 كلم غربي العاصمة)، وباتت طقوس اللطم تقام في مختلف المناسبات. وذكر شاهد العيان أن عائلات من حي السلام بمدينة وهران تمارس طقوسها الشيعية تعمل على استقطاب الأتباع. ويرى مراقبون أن التشيع يتوسع وينتشر بفضل ناشطين يتواجد أغلبهم بالمؤسسات التربوية، وتوفر المراجع والكتب والنشريات الشيعية، كما كان لوجود جاليات شيعية من العراق وسوريا ولبنان في الجزائر دور في انتشار مذهب آل البيت عليهم السلام في هذه البلاد. 22/ ربيع الآخر/1436 |