توصيات منظمة شيعة رايتس ووتش للمشاركين في زيارة الأربعين


 

موقع الإمام الشيرازي

 

مع قرب حلول ذكرى أربعينية سيد الشهداء، الإمام الحسين صلوات الله عليه، في العشرين من صفر المظفّر، وجهت منظمة شيعة رايتس ووتش، ومقرها في العاصمة الأمريكية واشنطن، رسالة إلى الزوار الأربعينيين، تضمنت توجيهات تهدف تحقيق النتائج المرجوة من الزيارة الأربعينية المليونية المباركة، والتي يقف في صدارتها القربة الى الله سبحانه وتعالى، والإخلاص في العمل، والمشاركة في إنجاز الأعمال الصالحة، والالتزام بالأخلاق الحسنة.

كما تمنت المنظمة إلى أن يكون يوم أربعين الإمام الحسين سلام الله عليه يوم جمع كلمة المؤمنين، والحذر من فتنة الأعداء والمنافقين، وعلينا أن نحذر ونحتاط، فلا نسيء إلى شيء من قضايا مولانا سيد الشهداء سلام الله عليه، ونسعى الى تجنيب الزيارة أن تكون مسرحاً للخلافات والنزاعات.

وفيما يلي نص الرسالة التوجيهية:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج/32

صدق الله العلي العظيم

يشهد العالم الإسلامي تحديداً، والمجتمع الدولي قاطبة، أعظم وأكبر تظاهرة دينية بشرية على وجه الأرض، تدعو الى الصلاح والعدل والانتصار الى الحقوق البشرية، وتمتد في عمق التاريخ لتنهل منه العبرة الكبرى لمنازلة مخلدة بين شخصية راسخة في وجدان الأحرار والأطهار والمناضلين في سبيل الحق من جهة، وبين أعتى أشكال الظلم والاستبداد في وقته، لتكون هذه المعركة درساً بليغاً في ضمير الإنسانية جمعاء، تظهر أن للحق رجاله وللباطل رجاله، وأن للباطل صولة وللحق دولة، مهما تمادي الطغيان في عنجهية استعلائه.

إذ تقدم علينا هذه الأيام الذكرى السنوية للعشرين من شهر صفر الخير، أربعينية الإمام الحسين بن علي عليهما السلام، سبط الرسول الأكرم محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله، لتستحضر من خلال السيل الهادر لمناصري الحق عظمة الثبات عليه، وغلبة قوة المنطق أمام منطق القوة، حيث تتدفق الحشود من كل حدب وصوب، لتشكل سيلاً هادراً من البشر المؤمنين بعدالة القضية الإنسانية التي مضى في سبيلها أبا الأحرار الإمام الحسين عليه السلام.

حشود مليونية جاءت لتشهد التاريخ أن الشهداء من الأنبياء والأوصياء والتابعين بإصلاح، توج جهادهم في ثورة إنسانية إسلامية هاشمية حسينية خالدة، صنعت للعدل مجداً وللحرية رمزا وللمظلومين أملاً.

فقد خص الله بمقتل الإمام الحسين عليه السلام درجة لا يعلمها إلا هو سبحانه، فجعل من زيارة الأربعين من كل عام، شعيرة منقطعة النظير على كافة الأصعدة، ابتداء من عظم أجرها وثوابها، وضخامة الأعداد المليونية الغفيرة التي تشارك بإحيائها.

فها هي كربلاء اليوم، تحتضن فوق ثراها عشرات الوافدين المبايعين المناصرين لصوت الإمام الحسين عليه السلام، تأزرت بشجاعته وتناخت لتلبية دعوته التي لا يزال صداها يتردد ألا من ناصر ينصرني، يفدون بمختلف أعراقهم وأثنيتهم وأفكارهم وعقائدهم، مسلمين ونصارى وصابئة وإزيديين، يوحدهم حب الحسين عليه السلام.

إن عظمة هذه المناسبة تحتم علينا جميعاً، ونحن نشارك في إحيائها، الاعتبار لعدة أمور جوهرية تستوجب الالتزام بها، لكي نحقق النتائج المرجوة منها، والتي يقف في صدارتها القربة الى الله سبحانه وتعالى، والإخلاص في العمل، والمشاركة في إنجاز الأعمال الصالحة، والالتزام بالأخلاق الحسنة، فضلاً عن الاهتمام بمراعاة تعاليم الدين الإسلامي، من الصلاة والحجاب والإصلاح والعفو والحلم والأدب وحرمات الطريق، وسائر المعاني الفاضلة لتكون هذه الزيارة بفضل الله تعالى خطوة في سبيل تربية النفس على هذه المعاني.

كما ينبغي الاهتمام والالتزام بالصلاة، ولا ينبغي أن يتشاغل المؤمن عنها في أول وقتها بطاعة أخرى، فإنها أفضل الطاعات، وعلى الزوار الإكثار من ذكر الله في مسيرتهم وتحري الإخلاص في كل خطوة وعمل.

وليكن يوم أربعين الإمام الحسين سلام الله عليه يوم جمع كلمة المؤمنين، والحذر من فتنة الأعداء والمنافقين، وعلينا أن نحذر ونحتاط، فلا نسيء إلى شيء من قضايا مولانا سيد الشهداء سلام الله عليه، ونسعى الى تجنيب الزيارة أن تكون مسرحاً للخلافات والنزاعات، ولنجعل منها أماكن للاجتماعات الطيبة والوحدة والوئام، وليعلم الذين يقصدون زيارة كربلاء المقدسة المنزلة العظيمة التي خصّهم الله بها.

كما تؤكد المنظمة على الاهتمام بترسيخ الشعار العظيم الذي أطلقه المرجع الديني الكبير السيد صادق الشيرازي (الحسين عليه السلام يوحدنا) والعمل على تطبيقه في الوسط الشيعي أولاً، ويكون هذا الشعار منطلقاً لرص الصفوف، والابتعاد من الفتن التي أراد ترسيخها أعداء الدين والمذهب لتفكك لحمة أبناء المذهب الحق.

وختاماً نبتهل الى الله سبحانه وتعالى ليمن علينا بالفرج القريب لمهدي هذه الأمة، ولي العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف، فإن فرجنا في فرجه المبارك.

 

18/ صفر المظفّر/1439هـ