الفهرس

المؤلفات

التاريخ

الصفحة الرئيسية

 

مقبرة البقيع

عن ابن أبي مويهبة، مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال: أهبّني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من جوف الليل فقال: إني قد اُمرت أن أستغفر لأهل البقيع، فانطلق معي. فانطلقت معه، فلما وقف بين أظهرهم قال: السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها، الآخرة شرّ من الأولى، ثم استغفر لهم طويلاً.

وعن أبي مويهبة قال: أهبّني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من جوف الليل فقال: يا أبا مويهبة، إني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع، فانطلقت معه، فلما أشرف عليهم قال: السلام عليكم يا أهل المقابر، لو تعلمون ما نجاكم الله منه، ليهن ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها، الآخرة شرّ من الأولى، ثم استغفر لهم.

ثم قال: يا أبا مويهبة، إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي ثم الجنة.

قلت: بأبي وأمي خذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة.

قال: لا والله يا أبا مويهبة، لقد اخترت لقاء ربي ثم الجنة. ثم رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فبدى به وجعه الذي قبض فيه.

وعن أم قيس بنت محصن قالت: لو رأيتني ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آخذ بيدي في سكة من سكك المدينة كل البشر فيه حتى أتينا البقيع فقال: يا أم قيس، يبعث من هذه القبور سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، كأن وجوههم القمر ليلة البدر.

قالت: فقام رجل فقال: يا رسول الله، وأنا؟ قال: وأنت.

فقام أخر فقال: يا رسول الله، وأنا؟ قال:(سبقك عكّاشة).

قال سعد: فقلت لها: ما له لم يقل للآخر؟ قالت: أراه كان منافقاً.

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: لما توفي إبراهيم ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر أن يدفن عند عثمان بن مظعون، فرغب الناس في البقيع، وقطعوا الشجر، واختارت كل قبيلة ناحية، فمن هناك عرفت كل قبيلة مقابرها.

قبر رقية بنت رسول الله (ص)

عن ابن عباس قال: لما ماتت رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون.

قال: وبكى النساء، فجعل عمر يضربهن بسوطه، فأخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده وقال: دعهن يا عمر.

وقال: وإياكن ونعيق الشيطان، فإنه مهما يكن من العين والقلب فمن الله ومن الرحمة، ومهما يكن من اللسان ومن اليد فمن الشيطان(1).

قال: فبكت فاطمة(عليها السلام) على شفير القبر، فجعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يمسح الدموع عن عينيها بطرف ثوبه.

في شهادة فاطمة (ع)

عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: دفن علي عليه السلام فاطمة (عليها السلام) ليلاً في منزلها الذي دخل في المسجد، فقبرها عند باب المسجد المواجه دار أسماء بنت حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس.

وعن أبي غسان، عن عبد الله بن إبراهيم بن عبيد الله، أن جعفر بن محمد كان يقول: قُبرت فاطمة (عليها السلام) في بيتها الذي أدخله عمر بن عبد العزيز في المسجد.

ووجدت كتاباً كتب عنه يذكر فيه: أن عبد العزيز بن عمران كان يقول: أنها دفنت (عليها السلام) في بيتها، وصنع بها ما صنع برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنها دفنت في موضع فراشها، ويحتج بأنها دفنت ليلاً، ولا يعلم بها كثير من الناس.

وعن أم جعفر بنت محمد بن أبي طالب، عن جدتها أسماء بنت عميس قالت: غسّلت أنا وعلي بن أبي طالب عليه السلام بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

وعن الحسن بن محمد: أن علياً عليه السلام دفن فاطمة (عليها السلام) ليلاً.

وعن عائشة: أن علياً عليه السلام دفن فاطمة (عليها السلام) ليلاً، ولم يؤذن بها أبابكر.

قبر ابن خديجة (ع)

قال عبد العزيز: وكان ابن خديجة في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد أمه، فلما توفي حفر له على قارعة الطريق التي بين زقاق عبد الدار التي باب دارهم فيها، وبين بقيع الغرقد الذي يتدافن فيه بنو هاشم اليوم، وكفنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ونزل في قبره، ولم ينزل في قبر أحد قط إلا في خمسة قبور: منها قبور ثلاث نسوة، وقبرا رجلين، منها قبر بمكة، وأربعة بالمدينة: قبر خديجة زوجته، وقبر عبد الله المزني الذي يقال له: عبد الله ذو البجادين، وقبر أم رومان أم عائشة بنت أبي بكر وقبر فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي عليه السلام .

خبر ذي البجادين وقبره

فأما ذو البجادين، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أقبل مهاجراً إلى المدينة، سلك ثنية الغابر وعرت عليه الطريق وغلظت، فأبصره ذو البجادين، فقال لأبيه: دعني أدلّهم على الطريق، فأبى ونزع ثيابه فتركه عرياناً، فاتخذ عبد الله بجاداً من شعر فطرحه على عورته، وعدا نحوهم فأخذ بزمام راحلة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنشأ يرجز ويقول:

هذا أبو القاسم فاستقيمي تعرّضي مدارجاً وسومي

تعرّض الجوزاء للنـجوم

قبر فاطمة بنت أسد (ع)

وأما فاطمة بنت أسد، أم علي بن أبي طالب عليه السلام فإن عبد العزيز حدّث عن عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة، عن عمرو بن ذبيان، عن محمد بن علي بن أبي طالب قال: لما استقر بفاطمة، وعلم بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إذا توفيت فأعلموني فلما توفيت خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأمر بقبرها، فحفر في موضع المسجد الذي يقال له اليوم قبر فاطمة، ثم لحد لها لحداً، ولم يضرح لها ضريحاً، فلما فرغ منه نزل فاضطجع في اللحد وقرأ القرآن، ثم نزع قميصه، فأمر أن تكفَّن فيه، ثم صلى عليها عند قبرها فكبّر تسعاً وقال: ما أعفى أحد من ضغطة القبر الا فاطمة بنت أسد، الحديث.

وعن جابر بن عبد الله قال: بينما نحن جلوس مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أتى آت فقال: يا رسول الله، إن أم علي وجعفر وعقيل قد ماتت. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قوموا بنا إلى أمي. فقمنا وكأن على رؤوس من معه الطير، فلما انتهينا إلى الباب نزع قميصه فقال: إذا غسلتموها فأشعروها إياه تحت أكفانها. فلما خرجوا بها جعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مرة يحمل، ومرة يتقدم، ومرة يتأخر، حتى انتهينا إلى القبر، وتمعّك في اللحد ثم خرج فقال: أدخلوها باسم الله، وعلى اسم الله. فلما أن دفنوها قام قائماً فقال: جزاك الله من أم وربيبة خيراً، فنعم الأم، ونعم الربيبة كنت لي.

قال: فقلنا له ـ أو قيل له ـ: يا رسول الله لقد صنعت شيئين ما رأيناك صنعت مثلهما قط. قال: ما هو؟ قلنا: بنزعك قميصك، وتمعّكك في اللحد.

قال: أمّا قميصي فأردت ألا تمسّها النار أبداً إن شاء الله، وأما تمعّكي في اللحد فأردت أن يوسّع الله عليها قبرها.

قبر حمزة بن عبد المطلب(ع)

عن الأعرج قال: لما قتل حمزة عليه السلام أقام في موضعه تحت جبل الرماة، وهو الجبل الصغير الذي ببطن الوادي الأحمر، ثم أمر به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فحمل عن بطن الوادي إلى الربوة التي هو بها اليوم، وكفنه في بردة، وكفن مصعب بن عمير في أخرى، ودفنهما في قبر واحد.

قال عبد العزيز: وقد سمعت من يذكر أن عبد الله بن جحش بن رئاب قتل معهما، ودفن معهما في قبر واحد، وهو ابن أخت حمزة، أمه أميمة بنت عبد المطلب.

قال عبد العزيز: والغالب عندنا أن مصعب بن عمير وعبد الله ابن جحش دفنا تحت المسجد الذي بني على قبر حمزة، وأنه ليس مع حمزة أحد في القبر.

وعن سعد بن طريف عن أبى جعفر: أن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت تزور قبر حمزة عليه السلام ، ترمه وتصلحه، وقد تعلمته بحجر.

قبر عمرو بن الجموح

عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: أنه بلغه أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاريين ثم السلميين، كانا في قبر واحد، وكانا ممن استشهد يوم أحد، وكان قبرهما مما يلي السيل، فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما، فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس، وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه، فدفن وهو كذلك، فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت. وكان بين يوم أحد ويوم حفر عنهما ست وأربعون سنة.

قبور الشهداء

وعن هشام بن عامر الأنصاري قال: جاءت الأنصار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم أحد فقالوا: يا رسول الله، أصابنا قرح وجهد، فكيف تأمر؟

فقال: احفروا وأوسعوا واجعلوا الاثنين والثلاثة في القبر.

قالوا: فأيهم نقدم؟

قال: أكثرهم قرآناً.

قال: فقدم أبى عامر بين يدي اثنين أو واحد من الأنصار، وكلّ قتل يوم أحد.

حدثنا أبو زيد ـ وقال: ليس هذا مما في الكتاب ـ حدثنا سعيد بن عامر عن هشام بن أبي عبد الله، عن أبي الزبير، عن جابر قال: صرخ بنا إلى قتلانا يوم أحد حين أجرى معاوية العين، فأتيناهم فأخرجناهم رطاباً تتثنّى أجسادهم ـ قال سعيد: وبين الوقتين أربعون سنة. 

حمى النقيع

عن ابن عمر: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حمى النقيع لخيل المسلمين ترعى فيه.

وعن ابن عمر: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حمى النقيع للخيل، وحمى الربذة للصدقة.

وعن رجاء بن جميل: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حمى وادي نخيل للخيل المضمرة.

المياه والآبار

عن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر أنصاريّ بالمدينة مالاً من نخل، وكان أحب أمواله إليه بئر حاء، وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، فتصدق بها أبو طلحة.

وعن سعيد بن رقيش: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) توضأ من بئر الأغرس، وأهراق بقية وضوئه فيها.

قال: وقال محمد بن علي: شرب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منها وغسل منها حين توفي. 

1- أي ما صدر عن اللسان أو اليد مما يخالف حكم الله تعالى.