المؤلفات |
المقدمة |
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين. أمّا بعد، فإنّ (اُمّهات المعصومين الأربعة عشر(عليهم السلام))، هنّ من أجلّ النساء التي خلقهنّ الله سبحانه. نعم، إنّ الصديقة المعصومة فاطمة الزهراء (عليها السلام) لا يصل إليها أحد منهنّ، حتّى السيّدة آمنة (عليها السلام) والدة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). كما أنّ أرحامهنّ الطاهرات ـ التي أهّلها الله سبحانه لأن تكون محل نشوء الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)أو الإمام (عليه السلام) ـ من أفضل أرحام النساء، ويؤيّد ذلك قوله سبحانه: (وتقلّبك في الساجدين((1). والظاهر أنّ كلّهنّ كنّ أبكاراً حتى وصلن إلى أزواجهنّ، وحتى السيدة خديجة (عليها السلام) المختلف فيها(2)، ولا يبعد أنّ الأقلام التي أرادت أن تميّز بعض زوجات رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)المعروفة بالبكارة اخترعت عدم بكارة السيّدة خديجة(عليها السلام) بزوج سابق. ويؤيّد ما ذكرناه تصريح والدة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) بعدم ملامسة مولاها لها حيث قالت: كلّما أراد ذلك ظهر وجه يهيب به فيصرفه عن الملامسة(3). وكذلك قصة السيّدة نرجس (عليها السلام) المعروفة(4). أمّا مراتبهنّ النفسية فلا نعلم عنها شيئاً، إذ أنّ ذلك مرتبط بعلاّم الغيوب والمعصومين(عليهم السلام)ممّا لم يصل إلينا شيء منهم، وما وصل كالذي ورد في السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) من: أنّ «من زارها وجبت لـه الجنّة»(5) يدلّ على رفعة نفسية هي فوق مداركنا. نسأل الله أن يعجل الفرج لولينا الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ويشرفنا بلقائه الذي من الممكن الاستفادة من علومه في هذا البعد أيضاً كسائر الأبعاد، بإذنه سبحانه وتعالى. قم المقدسة / 1419هـ محمد الشيرازي |
(1) سورة الشعراء: 219. (2) حيث قال البعض: بأنها تزوجت قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانت ثيبة. (3) انظر الكافي: ج1 ص477 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) ح1. (4) حيث أراد جدها أن يزوجها من ابن أخيه فلم يتمكن من ذلك، للتفصيل انظر الفصل الرابع عشر من هذا الكتاب. (5) بحار الأنوار ج99 ص267 ح5. |