الفهرس

المؤلفات

الثقافة الإسلامية

الصفحة الرئيسية

 

الرقابة

الرقابـة علـى الكتب هـي عـادة الحكومـات الاستعمارية والاستبدادية(1)، وقد رأيناها في العراق منذ قيام الجمهورية في انقلاب عبد الكريم قاسم(2) إلى هـذا اليوم ، حيث يمرّ أكثر من أربعين سنة وشبح الرقابة جاثم على الصدور.

وقد طبعت الحكومة بسبب الرقابة كلّ كتاب سيئ ، ضدّ العقيدة والمجتمع ومحطّم للعلم والنـزاهة والأخلاق ، في حين أنها منعت كل كتاب يخدم المجتمع ويدعو إلى التقدم والازدهار.

والهدف من الرقابة واضح فهي تريد خنق الإسلام(3)، وقد نَظَمتُ هذا البيت في حقّ الرقابة:

في بلادي في بلادي تخنق الدين الرقابة حيثما يُمرح الإلحاد ولا يخشى ارتقابه(4)

وفي زمان كنت فـي العراق عاقبت الرقابـة الموزعين لمنشور من صحيفة ضدّ إسرائيل، بينما كانت تجيز كلّ يوم المناشير التي تعلن عن محلاّت الخمور والمباغي السرّية والعلنية والملاهي والمراقص.

وأخيراً ذكرت الصحف عن فتح صدام لألف ملهى في بغداد، وما كان ذلك إلاّ لأجل إفساد آلاف الشباب والشابات.

كما كانت بعض المنشورات تعلـن عن أسمـاء محلاّت تستقبل الشبـاب لغرض الترفيه، كذلك الشابات فـي أماكن مستقلّة عن الشباب، والغرض هـو نشر الرذيلة بين الشبـاب أنفسهم ، وبين الشابّات أنفسهنّ، في حين كان يمنع الشاب أو الشابة من زيارة مرقد الإمام علي(عليه السلام) في النجف الأشرف أو مرقد الإمام الحسين(عليه السلام) في كربلاء المقدسة ويُعاقَبا على ذلك .

وعلى أيّ حال ، فالأصل في الأشياء الإباحة إلاّ إذا ظهر انحرافه لا العكس، كما إنّ الأصل هـو حرّية الإنسان في سَيره ، وإذا ظهر إنّه لصّ ، فهل يمنع التجوّل لوجود بعض اللصوص ؟ وكذلك بالنسبة إلى الكتب والمجلاّت وما أشبه إلاّ إذا كانت مفسدة ، هذا بالنظر الشرعي أمّا بنظر القانون الغربي والعرف الغربي فالكتاب والمجلّة والجريدة هم من ضروريات الحياة التي لا يمكن لأية قوّة من منعها .

فالمهم إلغاء الرقابة ، وذلـك لا يكون إلاّ بأن تتسلّح الأمّة بالوعي الكامل حتّى تستطيع أن تواجه الانحراف.

الطغاة والكتاب

كان أحد طغاة بلاد الإسلام يضطهد الناس أشدّ الاضطهاد، ولذا فكّر المصلحون فـي النجاة منه ، فسلكوا طريق الكتاب والمنشورات والأشرطة أسلوباً لفضحه ، ومـن جملة ذلك أنّهم كانوا يذهبون إلى(هايد بارك) في لندن حاملين رُزمة مـن الكتب الفاضحة يوزعونها على الحاضرين .

لكن كان أنصار الطاغية قـد اتّخذوا مـن سفارتها وكراً لأجل الحيلولة دون قراءة الناس للكتب المضادة، فكانوا يقفون بباب الحديقة ويطلبون من كلّ حامل لتلك الكتب أن يبيعها لهم، ذلك لأنّ الطغاة يخافون مـن فضيحته أكبر خوف وبذلك ينجون الطاغية من انتشار فضحه ، وهكذا حال المسلمين من جانب والطغاة من جانب آخر .

فالأنبياء كانوا إذا تكلّموا بالإصلاح كان مناوئيهم يضعون أيديهم في أفواههم حتّى لا يتمكّنوا من التكلّم وكانوا يقولون: (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه)(5)، وكـانوا يضعون الكُرسُف فـي آذانهم عندما يدخلون المسجد الحرام حتّى لا يسمعوا إلى قراءة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) للقرآن .

إن عقلاء الغرب تمكّنوا من تحويل نظام الحكم إلى تعدّد الأحزاب حتّى لا يتمكّن أحد من منع الكتاب .

وإنّي لأذكر قبـل سنوات كتب مفكرٌ غربي كتاباً ضدّ بريطانيا ، فألقت( تاتشر ) ـ رئيسة الوزراء آنذاك ـ بثقلها لمنع الكتاب لكنّها لم تقدر على منعه ، ويجب التنويه هنـا إلى أنّي لا أريد مدح الغرب بهذه الأمثلة وإنّما كان القصد الإلماع إلـى لزوم حرّية الكتاب حتّى لا يتمكّن الطغاة مـن فرض الرقـابة أو الاستخبـارات أو ما أشبه ذلك ، ليفرقوا بين الكتاب والناس ، وإلاّ ستتحوّل بقية بلاد المسلمين إلى عراق آخر ، فاليوم ومنذ أكثر مـن أربعين سنة من انقلاب تموز لم يسمح لأهل العراق بطبع الكتب الحقة ونشرها بحرية، ومثل العراق غيره من بلاد الإسلام التي ابتليت بالديكتاتوريين الذين يحطِّمون الدين والدنيا .

اليهود

كنت في العراق مهتماً في أمر معرفة الناس لما وراء الكواليس الذي انتهى إلى هذه الحالة المتردية للمسلمين ، وبهـذا الصدد كنت أنشر الكتب التي توضِّح هـذه الحقيقة ، مثل كتاب(التبشير والاستعمار) وكتاب(مذكرات الداكوركي) وكتاب(مذكرات مستر همفر) وكتاب(بروتوكولات حكمـاء صهيون). وصرفت بعض اهتمامي لطبع الكتاب الأخير ، وبعد أن نشرناه فـي المكتبات نفذ بسرعة ممّا آثار تعجبّي ، كيف ينفذ هذا الكتاب بهذه السرعة ؟ وأوعزت لطبعه ثانية ، وبعد أقلّ من شهر نفذ أيضاً، وفـي مرّة ثالثة طبعته ووزعته على المكتبات.

ثمّ بعد أسبوع جاءني شاب مثقّف فأرشدته إلى شراء هذا الكتاب، وبعد أن ذهب رجع، وقال قد بحثت في المكتبات فلم أجد منه نسخة واحدة.

وتحقّقت بنفسي الأمر، بعـد أن أثار استغرابي نفاذ الكتاب بهذه السرعة في مدّة قصيرة، وأخيراً اكتشفت إنّه كلّما طبع الكتاب جاء البعض إلـى المكتبات فيشترون جميـع النسخ، وبالقرائن عرفت أنّ المشترين هم عملاء اليهود، فإنّ اليهود وإن تركوا العراق وغيره من البلدان الإسلامية بعد اغتصاب فلسطين لكنهم أبقوا عملاءهم من أجل تنفيذ أمثال هذه الأمور(6)، ثمّ بعد ذلـك منعت رقابـة السلطة في العراق هذا الكتاب.

هكـذا يسعى عمـلاء الغرب جاهدين لإبعاد المسلمين عن ثقافة الحياة ؛ ونفس الشيء سمعت في جملة من بلاد الإسلام ، قال سبحانه: (إنّ الذين يكتمون ما أنزلنا مـن البيّنات والهدى من بعد ما بيّناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)(7) وفي الأحاديث (ويلجم يوم القيامة بلجام من نار)(8)، فإنّ كتمان الحقّ وكتمان الباطل كونه باطلاً ، لهما ملاك واحد.

حملات الجهلة

سألت العلاّمة السيد محسن الأمين صاحب كتاب اعيان الشيعة ، كم من كتبنا غير مطبوع؟

قال لي: تسعون في المائة ، وإذا ما طالعنا كتب الرجال لوجدنا أن أغلب المؤلّفين الكبار لـم يطبع من كتبهم إلاّ القليل، مثلاً ذكروا في ترجمة كلّ مـن العلاّمة الحلّي والعلاّمة المجلسي أن لكلّ منهما ألف كتاب، بينما لا نجد بين أيدي الناس حتّى ربع هذا الرقم، فأين البقيّة؟

فالكتاب كان ولا يزال قبل الإسلام وبعده عرضة للحرق، فالمغول ـ مثـلاً ـ أحرقوا مكتبة السيّد المرتضى في بغداد ، هذا إضافة إلى أنّ أعداد كبيرة من الكتب رميت في الأنهار أو أنّها دفنت حتّى لا يعرف الناس بالحقيقة الناصعة ، والتاريخ يزخر بكلّ ذلـك أو ببعضه بالرغم من أنّه لم يحفظ كلّ شيء(9)

وقد نقل لي السيّد علي الشبّر(رحمه الله تعالى) أنّه ذات مرّة ذهب إلى الكاظمية واستأجر غرفة في فندق، وفي الليل لم يتمكّن من المنام لأنّ الرياح كانـت تخفـق بشدّة وتضرب بالأوراق ، وحيث كان الصوت يأتي مـن ناحية المرحاض قمت ونظرت وإذا بكتاب لجدي واقع في المرحاض ، والهواء الذي يخرج منـه في طريقه إلى السطح هو الذي يحدث ذلك الضوضاء. قال السيد علي: فأخذت الكتاب ولما نظرت إليه رأيته كتاباً من كتب جدي مخطوطاً بقلمه فأخذته وحفظته.

عرفنا ممّا سبق إنّ الكتب المخطوطة التي لم تطبع إلى زمان العلاّمة السيد الأمين هي تسعون في المائة ـ حسب ما قال ـ ومن المعلوم إنّ الكتب المحروقة والمدفونة والضائعة أيضاً لا تقل عن تسعين في المائة من المجموع إن لم تكن أكثر(10). ولاشكّ إنّ العلم الكثير الكثير لم يصل إليه الإنسان مـع منـزلة العلم الكبيرة عند الإسلام، وقد ورد (من علّمني حرفاً فقد صيّرني عبداً)(11)، وجاء فـي قوله سبحانه: (هل يستوي الذين يعلمـون والذين لا يعلمون)(12)، ولذا فمن الضروري الاهتمام بهذا الجانب قدر الإمكان، حتّى يتحقّق التقدّم للمسلمين.

1ـ وسجّل التاريخ أوّل حادثة مصادرة الكتاب وإحراقه في أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد، حيث أُحرقت وبشكل علني كتب بروتاغورا سنة481ـ411 قبل الميلاد.

2ـ وكان ذلك في السادس والعشرين مـن ذي الحجة سنة 1377ه‍(الرابع عشر من تموز 1958م). من الوسائل التي استخدمتها الحكومات الديكتاتورية للتخلّص من الكلمة المكتوبة وإبقـاء الشعوب علـى جهلها وتخلّفها هو وضع الرقابة على وسائل الثقافة والإعلام، وعلى الخصوص الكتاب ، الّذي يعتبر سلاح الشعوب في مواجهة الاستبداد. وسجّل الكفـاح المرير فـي سبيل نشر وتوزيع الكتاب أنبل صفحـات التاريخ الثقافيّة والإنسانيّة. وقـد خسر الكثير من المؤلّفين والناشرين وأصحاب المكتبات والقرّاء في هذه الحرب ممتلكاتهم ومراكزهم الاجتماعيّة وحتّى رؤوسهم، بينما انتهت الكثير من الكتب إلى منصّات الإحراق والبحيرات والأنهار. والرقابة على نوعين: الوقائيّة وهي ممارسة الرقابة على الكتب قبل أن تُرسل للطبع، وأوّل من طبّقها الأساقفة سنة 1485م فـي مدينة مانيس عندمـا أصدر رئيس الأساقفة برتولوفون هنبرغ مرسوماً بهذا الصدد. وهذا النوع مـن الرقابة تطور وأصبح أكثر فعّاليّة بعد أن أُضيف إليه نظـام كامـل من التهديدات والإجراءات التعسفيّة، وشكّلت لجان كثيرة في وزارات الإعلام وظيفتها قراءة الكتب قبل إرسالها للطبع، وكان لهذه اللجان الدور البارز في تحجيم حركة الفكر والمعرفة. ومن تجلّيات هذا القسم هـو صدور قوائم بالكتب الممنوعة، ومنع إدخـال الكتب إلى البلاد ـ علماً إنّ أوّل من أستخدم هـذا الأسلوب هو الملك البريطاني هنريك الثامن في القرن الخـامس عشر الميلادي وتجاهل أسمـاء بعض الكتّاب والكتب في قواميس الأعلام والمؤلّفات المرجعيّة ـ والقسم الثاني هو الرقابة العلاجيّة وهي ممارسة الرقابة علـى الكتب بعد طبعها، ومن تجلّيات هذا القسم حرق الكتب وإلقائها في مياه الأنهار. إنّ الرقابة بكلا قسميها قد انتشرت في بلاد الإسلام وخلقت جوّاً للمؤلّف حتّى ينقطع عن التأليف، كما حذّرت المطابع بالإغلاق والمصادرة، وحذّرت المواطن من اقتناء هذه الكتب أو قراءتها أو حتّى إعارتها. ولو أراد العالم الإسلامي أن ينهض ويصل إلـى مصاف الدول المتقدّمة، عليه أن يلغي الرقابة، كما ألغى العالم الغربي ذلك في بدايات القرن الثامن عشر الميلادي، فالسويد ـ مثلاً ـ تخلّصت من الرقابة سنة 1766م والدانمارك سنة1770م. وأفضل وسيلة للحدّ من سيطرة الرقابة، هو إيجاد ظروف مناسبة لإزالة الرقابة، ويتم ذلك بكتابة الكراريس والكتب حول حرّية الطباعة وحرّيّة الكلمة وأهميّة الديمقراطية والتعدّدية الحزبيّة، على أن يكون أسلوب هذه الكتب مهذّب وسلس. وكذلك يتمّ بكتابة مواضيع عن التسامح بين الناس الذين ينتمون إلـى أحزاب مختلفة ويحملون أفكار متباينة ممّا يسمح بخلق ظروف جديدة للكفاّح المكشوف ضدّ الأسس التي تقوم عليها الرقابة.

3ـ وهذا واضحٌ لمن نظر إلى تاريخ الحكّام في بلاد المسلمين، لأنّ الكلمة المكتوبة تشكّل خطراً على القيم الفاسدة التي يدعون إليها وعلى أساليبهم في الإدارة وعلى امتيازاتهم.

4ـ في بلادي في بلادي :ص35 للإمام المؤلّف (دام ظلّه).

5ـ سورة فصلت: الآية 26.

6ـ من الأمور التي يركّز عليها اليهود في البلاد الإسلاميّة هي سرقة تأريخ وتراث الشعوب عبر سرقة الآثار وتهريبها إلى الخارج ليحيلوا بين الأمّة الإسلاميّة وماضيها.

7ـ سورة البقرة: الآية 159.

8ـ بحار الأنوار: ج2 ص52 ح25 ب11.

9ـ تعرضّت الكلمة المكتوبة ومنذ سابق الزمان في بـلاد الإسلام إلى الإحراق أو الإلقاء في المياه ، سواء من قبل الغزاة المحتلّين كما في القرون الوسطى وما بعدها أو من قبل الحكّام الديكتاتوريّين عبر الأزمات الحقيقيّة أو المفتعلة التي يحدثها الحكّام لتبرير حسّاسيّاتهم اتّجاه الأفكار المناهضة لهم. وإليك بعض النماذج: ـ عندما احتلّ

هولاكو بغداد سنة 656ه‍ ، أمر بإلقـاء الكتب في نهر دجلة ، وكانت في إحدى المكتبات مليون مخطوط. ـ عندما احتلّ الغرب بلاد الشام سنة 502ه‍ في الحروب الصليبيّة أحرقوا المكتبـات الموجودة بما فيهـا المكتبة الموجودة في طرابلس، والتي كانت تضمّ ثلاثة ملايين كتاب، وكان مـن بين هذه الكتب عدداً لا بأس به من نسخ القرآن الكريم، علماً إنّ قيمة أمثال هذه المكتبات يتبيّن إذا قايسناها بالمكتبات في هـذا العصر مع لحاظ الفرق بين العصرين مـن وجود الورق والدواة وسرعة الطباعة والنشر وانخفاض التكاليف. ـ عندما انتزع الغرب بلاد الأندلس من أيدي المسلمين في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي أحرق جميع المكتبات التي كانت هناك . ـ ما عمله بعض حكّام المسلمين استنصاراً لمذهبٍ دون مذهبٍ آخر ، كما فعل ذلك خلفاء بنو أميّة وبنو العبّاس وبنو عثمان بكتب الشيعة، حتّى إنّ بعضهم كان يلقي برماد الكتب المحروقة في البحر أو النهر أو ينثرها في الهواء تشفيّاً منها. ـ عندمـا أسقط صـلاح الدين الأيّوبي الدولة الفاطميّة أحرق جميع المكتبات التي كانت فـي البلاد ، فأضرم في بعضها النار وألقى بعضها الآخر في نهر النيل وترك بعضها في صحراء سيناء ، فسفت عليهـا الرياح حتّى صارت تلالاً عرفت بتلال الكتب، كما إنّ حمّامات القاهرة بقيت ستة أشهر تحرق كتب الشيعة لتسخين المياه في مراجلها . ومـن تلك المكتبات التي أحرقها ، خزانة الكتب التي أنشأها الحاكم الفاطمي(العزيز بالله) سنة 365ه‍ ، وكانت تحتوي على مليون وستمائة ألف كتاب في الفقه والنحو والحديث والتاريخ والطبّ والكيمياء وغيرها، يقول جورج زيدان في كتابه تاريخ التمدّن الإسلامي المجلّد الثاني ص229: كانت تحتوي على ثمانية عشر ألف كتـاب في العلوم القديمـة وستّة آلاف وخمسمائة جزء من كتب النجوم والهندسة والفلسفة ، وكان فيها(340 ) ختمت قرآن بخطوط منسّقة مزيّنة

بالذهب ومجلّدة بشكلٍ نفيس وكان فيها(1200) نسخة من تأريخ الطبري . وكذلك أحرق دار الحكمة التي أنشأها الحاكم الفاطمي(أمر الله) سنة 395ه‍ ، وكانت تضمّ أكثر من مائة ألف كتاب . يقول الدكتور الكسندر ستيبتشفيتش في كتابه تاريخ الكتـاب القسـم الأوّل ص143 ما نصّه: وقد سجّلت نهاية العصر الفاطمي بداية انهيـار المكتبات الكبرى فـي القاهرة . فقد أدّى النهب والحرائق واللامبالاة إلى القضاء على قسـم كبـير مـن ثروة المكتبات التي كان الخلفاء الفاطميّون وهم من محبّي الكتب قد أنفقوا عليها الكثير من اهتمامهم وثروتهم.

10ـ يقول السيد محسن الأمين في مقدمة كتابه أعيان الشيعة ص14: ( إن الكثير من مؤلفات علماء الشيعة ذهبت في الفتن و الغارات في بلاد الإسلام ) . وحول كتب الشيعة وعلمائهم راجع كتـاب الفهرست للشيخ الطوسي والفهرست لابن النديم والفهرست لابن بابويه ومعالـم العلماء لابن شهر آشوب والكنى والألقاب للشيخ عباس القمّي والذريعة للشيخ آغا بزرك الطهراني وأعيان الشيعة للسيد محسن الأمين وأمل الأمل في علماء جبل عامل .

11ـ وكذا ورد عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) : (من تعلّمت منه حرفاً صرت له عبداً) بحار الأنوار: ج77 ص166 ح2 ب7.

12ـ سورة الزمر: الآية 9.