الفهرس

المؤلفات

 الثقافة الإسلامية

الصفحة الرئيسية

 

رفض القيود الغربية

من اللازم في الإصلاح رفع القيود التي أوجدها الغرب وعملاؤه في بلاد الإسلام بألف نوع ونوع، حتى احتاج كل عمل، وكل تصرف، وكل سفر، وكل إقامة، وكل عمارة، وكل دراسة، وكل تجارة، وكل شيء وشيء، إلى إجازة وضريبة.

فهذه كلها قيود استعمارية، تجب إزالتها، ليرجع المسلمون إلى ما كانوا عليه منذ صدر الإسلام وإلى قبل ستين سنة من الحرية والانطلاق.

إن القيود التي أوجدوها كانت للأهداف التالية:

1: لتقوية الاستعمار.

2: لملء كيس عملائه.

3: لإتلاف الوقت.

4: لإتلاف المال.

5: لإتلاف الكفاءات وكف المسلمين عن التقدم

وقد بقى المسلمون بسبب ذلك في ذيل القافلة، وأصيبوا بتأخر لا سابق له.

هذا وقد بشر رسول الإسلام (صلّى الله عليه وآله) من حوله إن آمنوا أن يصبحوا ملوكاً في دنياهم ويتمتعوا بجنات عرضها السماوات والأرض في آخرتهم.

فقد قام رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على الحجر وقال: «يا معشر قريش، يا معشر العرب، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وآمركم بخلع الأنداد والأصنام، فأجيبوني تملكون بها العرب وتدين لكم العجم وتكونون ملوكا في الجنة»[1].

وبالفعل كان كذلك، فلم يمض ربع قرن من الهجرة النبوية المباركة إلا أن صار المسلمون سادة العالم وملوك الأرض، وبالنسبة إلى الآخرة فالله يعلم ماذا حصلوا من النعيم الأخروي والجنان التي لا زوال فيها ولا اضمحلال.

أما بعد أن ابتعدوا عن الإسلام، كما في الحال الحاضر، فالمسلم لا قيمة له حتى بقدر العبد، وله أضيق حياة حيث صارت ضنكاً كما أوعد الله سبحانه، ولابد أن يرجعوا إلى يوم القيامة الذي قال عنه تعالى: ((فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ))[2] وهل بعد ذلك الجنة فضلاً أو النار استحقاقاً؟

إنّ أول ما يجب على المسلم الرجوع إلى الإسلام بما بيّنه الرسول (صلّى الله عليه وآله) في الكتاب وأوضحته العترة الطاهرة (عليهم السلام) كما قال (صلّى الله عليه وآله): «إني مخلف فيكم الثقلين»[3] وهما سببا عدم الضلال الذي وقع المسلمون فيه من يوم أعرضوا عن الثقلين.

[1] تفسير القمي: ج1 ص379 سورة الحجر، حماء أبي طالب عن النبي (صلّى الله عليه وآله).

[2] سورة المعارج: 4.

[3] وسائل الشيعة: ج27 ص188 ب13 ح33565.