المؤلفات |
الحجر
الأسود |
يستحب
الوقوف عند الحجر الأسود وحمد الله
تعالى، والصلاة على النبي (صلى الله عليه
وآله وسلم) والدعاء عنده ورفع اليدين
بالدعاء، واستلام الحجر وتقبيله، وإن لم
يمكن أشار إليه. وروي
عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا دنوت
من الحجر الأسود، فارفع يديك واحمد الله
وأثن عليه، وصلّ على النبي (صلى الله عليه
وآله وسلم) واسأل الله أن يتقبل منك، ثمّ
استلم الحجر وقبّله، فان لم تستطع أن
تقبّله فاستلمه بيدك، وإن لم تستطع أن
تستلمه بيدك فأشر إليه وقل: اللّهم
أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد
لي بالموافاة)(1). وقد
روى ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه
وآله وسلم) أنه قال: (الحجر الأسود يمين
الله في الأرض يصافح بها خلقه كما يصافح
الرجل أخاه). ودخل
سفيان الثوري على أبي عبد الله، فقال:
أصلحك الله بلغني أنّك لم تستلم الحجر في
طواف الفريضة، وقد استلـــمه رسول الله (صـــلى
الـــله عليه وآله وسلم)؟ قال (عليه
السلام): (كان رســـول الله (صلى الله عليه
وآلــــه وسلم) يفرج له وأنا لا يفرج لي)(2). وفي
وسائل الشيعة: قال لأبي عبد الله رجل من
موالي بني أميّة وهو في الطواف: ما تقول
في استلام الحجر؟ فقال (عليه السلام):
استلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) فقال: ما أراك استلمته؟ قال: (اكره
أن أؤذي ضعيفاً أو أتأذى، قال الرجل: قد
زعمت أنّ رسول الله استلمه، قال: نعم،
ولكن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) إذا رأوه عرفوا له حقّه وأنا فلا
يعرفون لي حقّي)(3). وروي
عن عبد الله بن صالح أنه قال: رأيته يعني
صاحب الأمر (عليه السلام) عند الحجر
الأسود والناس يتجاذبون عليه، وهو يقول:
ما بهذا أمروا)(4). ثم
لا يخفى إن الحجر الأسود أزيل عن مكانه
غير مرّة، ثمّ أعاده الله إليه، ووقع ذلك
من (جرهم) و(أباد) و(العمالقة) و(خزاعة) و(القرامطة)،
وآخر من أزاله منهم أبوطاهر القرمطي في
الموسم سنة سبع عشرة وثلاثمائة، والقصة
مذكورة في كتب التواريخ، وقد حصل ذلك منه
في يوم التروية فنهب الحاج وسفك الدماء
حتّى سأل بها الوادي، ثمّ رمى بعض القتلى
في بئر زمزم، حتّى امتلأت، وصعد رجلاً
على أعلى البيت ليقلع الميزاب فتردّى على
رأسه ومات، ثمّ انصرف ومعه الحجر الأسود،
فعّلقه على الأسطوانة السابعة من جامع
الكوفة، وزعم أن الحج ينتقل إليها، وقد
أرادوا بذلك صرف الأموال إلى أنفسهم
واستمر عنده إلى أن اشتراه منه المطيع
لله أبو القاسم بثلاثين ألف دينار، ثمّ
أعيد إلى مكانه سنة تسع وثلاثين
وثلاثمائة وكانت مدّة مكثه عندهم اثنين
وعشرين سنة إلاّ شهراً. |
علة الاستلام وتقبيله |
روي
عن الحلبي عــــن الصادق (علــــيه
السلام) قـــال: سألته لم يستلم الحجر؟
قال (عليه السلام): (لأن مواثيق الخلائق
فيه)(5). وعن
أبي الحسن الرضا (عليه السلام): (علّة
استلام الحجر أنّ الله تبارك وتعالى لما
أخذ مواثيق بني آدم القمها الحجر، فمن
ثمّ كلّف الناس بتعاهد ذلك الميثاق، ومن
ثمّ يقال عند الحجر أمانتي أديّتها
وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة)(6). وعن أحدهما (عليه السلام) سأل عن تقبيل الحجر، فقال: (إنّ الحجر كان درّة بيضاء في الجنة، وكان آدم يراها، فلما أنزلها الله عزّوجل إلى الأرض، نزل آدم (عليه السلام) فبادر فقبّلها، فأجرى الله تبارك وتعالى بذلك السنّة)(7). |
حجر
اسماعيل (عليه السلام) |
قال
ابن عباس: سمعت أبي يقول: كان عبد المطلب
أطول الناس قامة وأحسن الناس وجهاً، ما
رأه شخص قط إلاّ أحبّه، وكان له مفرش في
الحِجر لا يجلس عليه غيره، ولا يجلس معه
عليه أحد، وكان الندى من قريش حرب بن
أميّة فمن دونه يجلسون حوله دون المفرش،
فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وهو غلام يدرج ليجلس على المفرش فجذبوه
فبكى. فقال
عبد المطلب: ما لابني يبكي؟ قالوا
له: إنه أراد أن يجلس على المفرش فمنعوه. فقال
عبد المطلب: دعوا ابني فانّه يحسّ بشرف،
أرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغ عربي قط.
وتوفي
عبد المطّلب والنبي (صلى الله عليه وآله
وسلم) ابن ثمان سنين، وكان خلف جنازته
يبكي حتى دفن بالحجون). |
الحطيم
وباب البيت |
روي
أن حسن بن الجهم سأل أبا الحسن الرضا (عليه
السلام) عن أفضل موضع في المسجد يصلى فيه،
قال (عليه السلام): (الحطيم ما بين الحجر
وباب البيت، قلت: والذي يلي ذلك في الفضل،
فذكر أنّه عند مقام إبراهيم (عليه السلام)
قلت: ثمّ الذي يليه في الفضل، قال: في
الحِجر، قلت: ثمّ الذي يلي ذلك، قال: كلّ
ما دنى من البيت)(8). وعن
الإمام الصادق (عليه السلام) قال: كلما
انتهيت إلى باب الكعبة فصلّ على النبي (صلى
الله عليه وآله وسلم)(9). وعن
الفقيه عنه (عليه السلام): (فإذا بلغت باب
البيت فقل: سائلك فقيرك مسكينك ببابك
فتصدّق عليه بالجنة، اللّهم البيت بيتك،
والحرم حرمك، والعبد عبدك، وهذا مقام
العائذ بك المستجير بك من النّار،
فاعتقني ووالدّي وأهلي وإخواني المؤمنين
من النّار، يا جواد يا كريم)(10). وعن
ابن عمّار قال: سألت أبا عبد الله (عليه
السلام) عن الحطيم، فقال: (هو ما بين الحجر
الأسود وباب البيت، قال: قلت له: لم سمّي
الحطيم؟ قال (عليه السلام): لأن الناس
يحطم بعضهم بعضاً)(11)
. وعن
الصادق (عليه السلام): (إن تهيأ لك أن
تصلّي صلواتك كلّها الفرائض وغيرها عند
الحطيم فإنه أفضل بقعة على وجه الأرض،
وهو ما بين باب البيت والحجر الأسود، وهو
الموضع الذي فيه تاب الله عزوجل على آدم،
وبعده الصلاة في الحِجر أفضل، وبعد
الحِجر ما بين الركن العراقي وباب البيت،
وهو الموضع الذي كان فيه المقام وبعده
خلف المقام حيث هو الساعة)(12). |
قصة
المقام ومحله |
روي
عن الإمام الصادق (عليه السلام): انه لّما
أوحى الله عزّوجل إلى إبراهيم (عليه
السلام) أن أذّن في الناس بالحج، أخذ
الحجر الذي فيه أثر قدميه وهو المقام،
فوضعه بحذاء البيت لاصقاً بالبيت بحيال
الموضع الذي هو فيه اليوم، ثمّ قام عليه
فنادى بأعلى صوته بما أمره الله عزوجل به.
فلمّا تكلّم بالكلام لم يحتمله الحجر
فغرقت رجلاه فيه. فقلع
إبراهيم (عليه السلام) رجليه من الحجر
قلعاً، فلمّا كثر الناس وصاروا إلى الشر
والبلاء ازدحموا عليه فرأوا أن يضعوه في
هذا الموضع الذي هو فيه اليوم ليخلوا
المطاف لمن يطوف بالبيت. فلمّا
بعث الله عزوجل محمداً (صلى الله عليه
وآله وسلم) ردّه إلى الموضع الذي وضعه
إبراهيم (عليه السلام) فما زال فيه حتّى
قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (الحديث).
وفيـه ثمّ ردّ المقام إلى موضعه الآن(13).
|
1
ـ وسائل الشيعة ج13
ص313 باب12 ح17826. 2
ـ راجع
مستدرك الوسائل ج9 ص384 باب11 ح11136 وفيه: (دخل
سفيان الثوري على أبي عبد الله (ع) فقال
أصلحك الله بلغني أنك صنعت أشياء خالفت
فيها النبي (ص). قال: وما هي؟ قال: بلغني
أنك أحرمت من الجحفة وأحرم رسول الله (ص)
من الشجرة، وبلغني أنك لم تستلم الحجر في
طواف الفريضة وقد استلمه رسول الله (ص)؟
الى ان قال (ع): وأما استلام الحجر فكان
رسول الله (ص) يفرج له وأنا لا يفرج لي). 3
ـ وسائل الشيعة ج13
ص327 باب16 ح17860. 4
ـ الكافي ج1 ص331 .
ووسائل الشيعة ج13 ص327 باب16 ح17861. 5
ـ من لا يحضره
الفقيه ج2 ص191 باب2 ح2114. والوسائل ج13 ص319
باب13 ح 17838. 6
ـ وسائل الشيعة ج13
ص319 باب13 ح17837. وفيه: (التقمه الحجر). 7
ـ وسائل الشيعة ج13
ص322 باب13 ح17846. 8
ـ الكافي ج4 ص525 ح1.
ووسائل الشيعة ج5 ص273 باب53 ح6527. 9
ـ الكافي ج4 ص406 ح1.
ووسائل الشيعة ج13 ص333 باب20 ح17876. 10
ـ من لا يحضره
الفقيه ج2 ص531 باب2 ح1. 11
ـ الكافي ج4 ص527 ح12
. والتهذيب ج5 ص451 باب16 ح221. 12
ـ من لا يحضره
الفقيه ج2 ص209 باب2 ح217 . وشبهه ورد في وسائل
الشيعة ج5 ص275 باب53 ح6532 وفيه: (ما بين الركن
الشامي وباب البيت) بدلاً من الركن
العراقي. 13
ـ مستدرك الوسائل
ج9 ص429 باب63 ح11265. |