الفهرس

المؤلفات

 الثقافة الإسلامية

الصفحة الرئيسية

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

وبعد: في عالم اليوم الذي أخذت المادة فيه بالأكظام، وطغت البهارج فيه على كل شيء، وانعدم فيه الاطمئنان والهدوء، وقامت فيه الثورات والحروب، مما أزعج الكل، وسلب الاستقرار والأمن عن الجميع.. أخذ الناس يلتمسون المخرج الذي يوجب الهدوء والسكينة، والدواء الذي يشفي هذا المرض العام ويذهب بالآلام والأسقام

وقد كنت أُفكر منذ زمن بعيد أنه لو عمل الناس بالإسلام، كما أنزله إله السماء لكان منه العلاج التام، وإزالة كل قلق واضطراب ومرض وهيام، فالإسلام حياة ونور واطمئنان وســـلام كما قال سبـــحانه في القـــرآن الحكيم: (إذا دعاكم لما يحييكم)(1) وقال تعالى: (النور الذي أُنزل)(2) وقال عز شأنه: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)(3). وقال جلت آلاؤه: (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام)(4)، بالإضافة إلى أن الإسلام يحل مشاكل الحياة كلها كما قال الله تعالى: (ويحلّ لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم)(5).

لكن الجماهير الكثيرة من المسلمين يجهلون هذه الحقيقة، فكيف بغير المسلمين؟ ولذا يعانون كل هذه الويلات كالذي يعيش فوق كنز في جوع وعري وشقاء.

إذن من الضروري، تعريف الناس بالإسلام، وتعريف الإسلام للناس علّه يوجب لهم الأخذ به، فيحصلون على السعادة في الدنيا، والفوز بجنة عرضها السماوات والأرض في الآخرة.

هذا ما حداني إلى تأليف هذا الكتاب (ما هو الإسلام؟) وحيث كان الغرض هو: (التعريف) فحسب، اقتصرنا فيه على الموجز جداً، من كل شيء ليكون أقرب إلى المطالعة لكافة الطبقات، والله سبحانه هو المسؤول في أن يقرنه برضاه، ويجعله وسيلة للهداية، وهو الموفق المستعان.

كربلاء المقدسة

محمد الشيرازي

 

1 ـ سورة الأنفال: الآية 24.

2 ـ سورة الأعراف: الآية 157.

3 ـ سورة الرعد: الآية 28.

4 ـ سورة المائدة: الآية 16.

5 ـ سورة الأعراف: الآية 157.