الفهرس

فهرس المجموعة الثامنة

المؤلفات

 الثقافة الإسلامية

الصفحة الرئيسية

 

المبدأ والقوّة

إن المبدأ مهما كان خيراً أم شراً لا قوام له إلا بالقوة، أما المبدأ الفاسد فلأن الناس لا يدينون به - لعلمهم بفساده - فإذا لم تدعمه القوة لكان حرياً بأن لا يقبل، وإن قبل بالقوة ثم ارتفعت لكان حقيقاً بأن ينهار، ولعل من الشواهد لهذا الأمر مبادئ (نابليون)(1) و(هتلر)(2) و(موسوليني)(3) حيث قام المبدأ بالإرهاب والقوة بما لهما من معنى متسع ثم انهاروا بانهيار قواهم.

وأما المبدأ الصحيح، فلأن البشر لا يدرك الصالح ولو قام عليه ألف دليل، ولو أدرك لا ينساب إليه ما عارض التقاليد والعادات، ولو انساب إليه اضطهده آخرون، مما سيؤدي إلى رجوعه، ثم هناك عوامل أخرى تكافح اعتناق المبدأ وإن كان في طرف الكمال، وهو كفاح أرباب المبدأ الآخر.. وكون المبدأ مهما خفّ فهو ثقل على عاتق المعتنق، فإنه لا يتيح الحرية المطلقة حتى ما أضرت الآخرين، لكل فرد، فلابد وأن يقع التصادم بين مصالح الفرد ومصالح الجماعة مما ينجرّ إلى خلع الفرد المبدأ عن عنقه، كي يمشي وراء صالحه.

وقد صاغ التاريخ لذلك أمثلة من أصحاب الأديان وغيرهم حيث كان المبدأ ما لم تدعمه القوة غير ملتفت إليه، ثم لما عاضدته القوة - على اختلاف صنوفها - أوى إليه الناس، وأقبلوا يتهافتون عليه تهافت الفراش على مصدر النور، دعا عيسى (عليه السلام) إلى الله أعزل، فلم يؤمن به إلا نفر قليل، ثم لما ساعدت القوة مبدأه، أخذ يوسع رقعته في غرب الأرض وشرقها، والنبي محمد (صلّى الله عليه وآله) دعا برهة من عمره فلم يكن نصيبه أكثر من نصيب أخيه من قبل، وبعدما هاجر وتعزّز جانب الإسلام، رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً.

وجملة القول: أن القوة دعامة المبدأ، ولو أخذنا مبدأ بلا قوة فجدير بأن ينهار، كما أنه لو كان هناك قوة بلا مبدأ لم تتمكن من القيام ولو استقلت يوماً أو بعض يوم..

المسلمون كان يدعم مبدؤهم القوة في زمن الرسول (صلّى الله عليه وآله) بعد الهجرة، وهكذا توالت الحلقات في زمن الخلافة حقاً كانت أم باطلة، أبي بكرية أم عمرية أم أموية أم عباسية أم عثمانية، ولذا كانت قوانين الإسلام والقرآن لم تزل قائمة على ساق ولو بنسبة أو أخرى، وإن اختلف فهم الخلفاء تلك المبادئ، وإذا كان أفاد هذا شيئاً وذاك شيئاً، وكثيراً ما كان الدين يفرّغ قوالب السياسة فسيكون شنفاً في أذن الخليفة، وقلادة في رقبة زوجه، ووشاحاً على جاريته، لكن الدين بما هو دين قائم ومنبع الثقافة والاختلاف والاتفاق هو في القرآن الحكيم، وإن نبذه الخليفة وراءه ظهرياً حين خلا بندمائه وجواريه، وأنبذته ومغنّيه، وليس حال المسلمين في هذا الأمر إلا حال سائر الملوك الذين يعتنقون المبادئ، فالبشر هو البشر تجلى في لباس خليفة، أو تقمّص قميص الملك، أو لبس طيلسان كسرى، أو جلس مجلس قيصر.

فتح الغرب عينه في هذا القرن، ونفض عن جناحه غبار الخمود، وأخذ يمد يديه على عينيه، ليتأكد عن أحوال ما في الكون، فإذا قادة المسلمين نائمون، وهذا ما أتاح لهم الفرصة للتدخل في شؤون المسلمين بلفظ الحق الذي يراد به الباطل، والظاهر الخلاّب المنطوي على آخر من النار، قطعوا أول الأمر أفلاذاً من مملكة آل عثمان حرباً ومعاهدة وغيرهما، ثم أسسوا جمعية الدستور - الاتحاد والترقي - وفي الحقيقة لم تكن الحرب إلا بين عبد الحميد وتتبعه الخلافة الإسلامية بقضها وقضيضها، وبين دول الغرب، وتمخضت عن سقوط الأول، فصارت الوحدة الإسلامية المتماسكة، والقوة التي تدعم المبدأ، أشلاء مبعثرة بين عراق يملكه فيصل الحسين، ومصر يتصرف فيها الخديو، وحجاز يتقلب فيه سعود، وأردن يأخذ بزمامها عبد الله الحسين، ودمشق ولبنان، ودروز، وجبال العلويين، وإسكندرونة، وفلسطين، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تشتيت شمل المسلمين الأبعدين الذين تشملهم الهند والصين وغيرهما ممن كانوا يدينون بالخلافة العثمانية على بعد بينهم، وأصبحت تركيا بعد أن سادت البلاد، لا تزيد عنها عدداً أو عدة، أو سلاحاً أو نفوذاً.

ثم تدخلوا في إيران باسم انحصار التنباك تدخلاً ينمّ عن مقاصدهم، ولم يفد تحريم الإمام الشيرازي(4) في قصته التاريخية إلا بعض الشيء فقد كان الملك مع الغرب ويتبعه رجال الدولة طبعاً.

وبانهيار هاتين الدعامتين الخلافة الإسلامية الفسيحة، والملوكية الشرعية الإيرانية، انهار الإسلام بقواعده، وارتفعت النعرات الطائفية، وجالت الهمسات القومية، وانقلب المسلمون رأساً على عقب، وأخذت قوانين الشريعة تتقلص على نفسها، وتنكمش حول ذاتها، تارة باسم الرجعية، وأخرى بسمة الخرافة، وثالثة بطابع مناقضتها لقواعد الغرب التي كانت أصلح - على زعمهم - لموكب الزمن السائر، ورابعة بقول أنها تنافي العلم الحديث: الكهرباء والماء والراديو والتلفزيون والسائرة والطائرة والباخرة وما إليها، وهذه لابد منها في الحياة، وهكذا خامسة وسادسة وما بعدها.. كل ذلك ولا حق لأحد أن يسأل عن هذه المزاعم، إذ القوة قد مال ميزانها إلى جانب الغرب، فأصبح المسلم وهو أخ المسلم يحارب أخيه، بينما يوادّ من حارب الله ورسوله ويقول إن أردت إلا الحسنى.

وبهذا خرجت خيوط الملك والدين عن أصابع المسلمين، فأصبحوا يبكون على دينهم ودنياهم في وقت واحد، ولم يبق لديهم التقدم المزعوم مع ركب الزمن، ثم لم يلبث المسلمون زمناً حتى أسفر الصبح لذي عينين، ورأوا الخداع في هذا أيضاً، فلم يسمح لهم الغرب تقدماً عمرانياً، ولا صناعياً، ولا غيرهما، فبينما كانت أرض العراق تسمى السواد في أوائل الإسلام، لكثرة عشبها وخضرتها، أصبحت أرض البياض، تكسوها الشمس كل يوم، وتظللها الكواكب الزاهرة كل ليلة، وبينهما الرافدان كانا يصبان الذهب الأحمر في أرض العراق، أصبحا ينصبان في البحر، ليزيدا ماءً على مائه، وأسماكاً على أسماكه، وهكذا لم يسمح لهم استيراد معمل، أو اختراع مخترع، أو صناعة مصنوع، بل عكسوا الأمر فجعلوا العقوبات والغرامات على ذلك، ولم يزل المسلمون بأحكامهم الإسلامية في انحطاط وانهيار إلى يومنا هذا، ولا يعلم مصيرنا بعد اليوم.

والعلاج الوحيد الذي يمر في المخيلة: هو رجوع المسلمين على ما كانوا من الوحدة والائتلاف، وإن تفرقت مذاهبهم، وتباعدت بلادهم واختلفت ألسنتهم، وهذه هي الأساس الذي بنى نبي الإسلام (صلّى الله عليه وآله) عليه كيان المسلمين حتى حلّقوا في سماء المجد ونشروا أجنحتهم بين الغرب والشرق، وكبر هذا الوليد الجديد في مهد الهجير حتى صار يبادر قرنيه (فرس وروم) العتيدين، في ربع قرن، وبقي زهاء ثلاثَة عشر قرناً وحدة متماسكة، كلما أراد أعداؤه الإيغال في بلاده رفضهم لفظ الفم النواة، والمنجنيق الحجر.

لو كان اختلاف الآراء، وتباين الأشكال بالأبيضية والأحمرية والأسمرية والأسودية، وتباعد البلاد بالصينية والحجازية والمصرية والعراقية والجزائرية والتونسية، وعدم وحدة الألسن بالعربية والفارسية والهندية والتركية، توجب التضارب والتجانب، لكان اختلاف البلاد في القطر الواحد، وتباين المحلات في البلدة الواحدة، ومغايرة الدور في المحلة الواحدة، وتعدد الأفراد في الدار الواحدة، توجب التضارب والتباعد، حتى يصبح كل فرد من أفراد المسلمين - والعياذ بالله - كنبت الصحراء لا يربطه بغيره رابط، ولا يجمع بين هذا وذاك جامع، وهو رجوع إلى عصر لا يذكره التاريخ، ويجلّ الوحش أن يشبّه به.

أنا لا أنكر انشعاب المسلمين إلى آراء، ولا أنكر اختلاف بلدانهم وألوانهم وألسنتهم، وإنما أنكر كل الإنكار تشتتهم بهذا الشكل الفظيع الذي يسبّ بعضهم بعضاً، ويلعن أحدهم الآخر، ويرفع الحواجز الكمركية والحدود الجغرافية أحدهم في وجه الآخر.

المسلمون وإن اختلفوا في أشياء كثيرة، إلا أنهم متفقون في الأكثر: فإلههم واحد، عالم، قادر، حي، مريد، مدرك، قديم، أزلي، متكلم، صادق، رؤوف، رحيم، حكيم، سميع، بصير، يحب الخير وأهله، ويبغض الشر وأهله.. ونبيهم واحد، جاء (مُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً)(5)، (مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ)(6)..

وقرآنهم واحد، فيه (شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ)(7)، (هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ)(8)، (لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(9).. وعترة نبيهم صادقون مصدقون، تركهم الرسول فيهم(10)، كمثل سفينة نوح من ركبها نجى، ومن تخلف عنها هوى(11)..

وأحكامهم: الصلاة والصوم، والخمس والزكاة، والحج والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتولي لأولياء الله ورسوله والتبرّي من أعدائهم، وكعبتهم واحدة، وكلهم يعتقدون بعدل الله سبحانه، وكلهم يعتقدون بالقبر والحساب والمعاد والجنة والنار، وكلهم يرون حرمة الخمر والميسر والأنصاب والأزلام والزنا واللواط والسحق، والكذب والخيانة والغدر وبخس المكيال والميزان، والربا وشهادة الزور والتبرج والبدعة، والعقوق والكبر والإهانة، وما إليها من عشرات ألوف الأحكام أو مئاتها أو ألوفها، وكلهم يعتقدون بالمعاد.

نحن المسلمون إذا بقينا أشلاء مبعثرة، بين مليون، وثلاثة ملايين وخمسة، وثمانية عشر، وعشرين، وثلاثين، وما أشبه لا نتمكن من حفظ كياننا، ولا المقاومة لمن عدى علينا من الأمم، ولذا نرى أن كثيراً من دول الإسلام تحتمي في حمى دولة غير مسلمة شرقية أو غربية، جنوبية أو شمالية، ومع ذلك تسومها تلك الدولة الخسف، ولذا أصبح المسلمون، لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة، أليس المسلم أرأف بالمسلم، من غير المسلم؟ أليس هذا الخسف مبرراً للاتحاد؟

ولست أقصد الآن من الاتحاد أن يترك الإيراني لسانه للهندي أو العربي مثلاً، ولا أن يترك العربي بلادة للتركي، ولا أن يترك الهندي طريقته للتونسي أو ما شابه، فإن هذا مما لا يكون. بل كل المقصد أن يرفضوا أحكام غير القرآن والسنة فلا يشرع لهم الدستور، ولا البرلمان، ولا مجلس الأمة، فلا قانون إلا قانون الإسلام، ولا محكمة إلا المحكمة الشرعية، ولا خمور ولا فجور ولا ربا ولا زنا.

أليس الولايات المتحدة تختلف عناصرها ديناً، ومذهباً، وطريقة، ولوناً، ولساناً، ثم يجمعهم دستور واحد؟ وبذلك حازوا ما حازوا، وتقدموا في ميادين العلم والحضارة ما تقدموا، ومنعوا جانبهم عن الضيم والذل؟

أليس الاتحاد السوفيتي سابقاً كذلك، مركب من جمهوريات جمعها جامع الاتحاد والاتفاق؟

ألسنا نحن المسلمين أولى بهذا الاتحاد والاتفاق، من كل أمة؟

ألسنا يقول الله عنا: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا)(12)؟ أما رأينا ذل التفرق والانقسام؟ ألم يكفينا نصف القرن هذا للتجربة؟

فريق يدعون إلى القومية، وآخرون يدعون إلى الماركسية، وجمعية إلى الديمقراطية، هب أنّا قبلنا القومية، فهل يتمكن العربي أن يكون قوياً يكافح عن نفسه عادية الدولة القوية؟ وهل يتمكن الإيراني، أو التركي، أو الهندي ذلك؟

ولو أجبنا نداء الماركسية، فهل نحن مستقلون أم تابعون؟ مسلمون أم كافرون؟ ثم يحكمنا بعد ذلك علم آخر غير علم القومية والوطن والدين، ولو تمسكنا بالوطنية، فهل أوطاننا تكفي شر المعتدين؟ إنا لو جمعنا أنفسنا بعضاً إلى بعض، وأدخلنا في مجتمعنا كل مسلم، وإن اختلف لونه ومذهبه ولسانه وبلده، كنا على الأكثر ستمائة مليون(13)، وحينئذ يكون النجاح خمسين في المائة.

وبعد ذلك نحتاج إلى الابتداء بكل شيء من صناعة وتجارة ومواصلات، حتى الدين الذي ابتعدنا عنه زهاء نصف قرن، وبعد هذا وذاك نصبح دولة قوية، يخاف جانبها، ولا تكون لقمة سائغة لكل مستعمر ومستثمر، ويكون حالنا حال سائر الدول، لنا ما لهم، وعلينا ما عليهم لا يخاف ويخاف منه، ويأخذ ويعطي، ويستنشق الحياة.

من المؤسف أن يدرك (نابليون) هذا المعنى وهو شاب لم يبلغ الثلاثين ثم يأخذ في توسيع رقعة ملكة فرنسا، وإن لم يجمع أطراف الدولة جامع، ويدرك (موسوليني) هذا فيوسع إيطاليا، ويدرك (هتلر) هذا فيأخذ في توسيع ألمانيا، ويدرك (لينين) ذلك، فيأخذ في توسيع البلشفيك، وكذلك تجمع إنكلترا وأمريكا أنفسهما، ثم لا يدرك المسلمون أو يدركون ولا يرجون التوفيق مع أن ما بأيديهم من سند قرآني (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ)(14) ما لم يكن بأيدي أولئك.

قصة (حزمة القصب) والملك، وأولاده مشهورة! لا يتمتع أي أحد بقوة إلا إذا انضم إلى آخرين، ولا يمنع أحد جانبه إلا بالوحدة والائتلاف، ولا ينهار مجتمع إلا بالتفرّق.

فيا أيها المسلمون اتحدوا، وتمسكوا (بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)(15)، وطبقوا قول الله تعالى: (إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)(16)، وكونوا وحدة جامعة يجمعكم القرآن والسنّة، ويرفرف على رؤوسكم علم الأخوة (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(17) الخفّاق، ثم بعد ذلك كلٌّ وحريته في مذهبه، وكما يقال إن معنى الحرية هي حرية الفرد في إطار حرية المجتمع، كذلك حرية المذهب في إطار الدين، فكلٌّ يقطع يد السارق - بشروطه(18) - وإن قطعها هذا من الأشاجع، وذاك من الزند، كلٌّ يعطي الزكاة، وإن أعطاها هذا من مال التجارة مستحباً، وذاك واجباً، وكلٌّ يصلي الصلوات إلى الكعبة، وإن صلاها هذا مسبلاً والآخر متكتّفاً، وكلٌّ لا يشرب الخمر وإن امتنع من النبيذ هذا، ولم يمتنع ذاك، وكلٌّ يعطي الخمس، وإن أعطاه هذا من الأرباح أيضاً، ولم يعطه ذاك.. وهكذا..

وبعد هذا الاتحاد الذي هو منبثق القوة، ومنبع العزة، وجماع المنعة يتمكن المسلمون من تبليغ دينهم السماوي إلى كل من في غرب الأرض وشرقها، برها وبحرها، متمدنها ومتوحشها، حتى ينخرطوا في هذا السلك النير، ويعتصموا بحبل الله المتين، ويسلكوا في صراطه المستقيم، فإن حقائق الإسلام، ونواميس الشريعة المحمدية (صلّى الله عليه وآله) من أحسن المبادئ التي عرفها البشر إلى هذا اليوم، خصوصاً والناس متنوّرون، والتعصّب في غالب الأماكن قد انهزم وولّى الدُّبر، وبهذا يزداد المسلمون قوةً يوماً فيوماً كما ازدادوا حين علموا حقائق القرآن في الأزمنة السابقة.

وأخيراً أقول: - عوداً على بدء - إن المبدأ الإسلامي ما لم تدعمه القوة لا يقوم على ساق، فليكثر المسلمون من القوة حتى تُرجع إليهم عزّهم ودينهم ودنياهم وأُخراهم، كما قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ)(19).

ولسنا نريد بالقوة القوة الحربية، بل القوة العلمية والصناعية والدفاعية.. وغيرها..

***

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

                                                                                                   كربلاء المقدسة

                                                                                                    محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

نابوليون (1769-1821م) ولد في أجاكسيو من أسرة بونابرت، إمبراطور فرنسا (1804-1815) اشتهر في حملة إيطاليا الأولى 1794 والثانية 1799، قاد حملة على مصر (1798-1799).

سبقت ترجمته.

بنيتو موسوليني (1883-1945م) زعيم إيطاليا الفاشية، أسس الحزب الفاشي عام 1919م أنشأ مع هتلر محور روما برلين عام 1936م، أعلن الحرب على الحلفاء عام 1940 ولكن هزيمة قواته أدت إلى سقوطه عام 1943م، قتله خصومه عام 1945م.

المرجع الديني الأعلى الإمام السيد محمد حسن الشيرازي ، المعروف بالمجدد الشيرازي، صاحب قصة التنباك الشهيرة (ت: 1312هـ).

سورة الأحزاب: 45-46.

سورة المائدة: 48.

سورة يونس: 57.

سورة الأعراف: 154.

سورة فصلت: 42.

10ـ إشارة إلى قوله (صلّى الله عليه وآله): (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، ألا وهما الخليفتان من بعدي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) أمالي الشيخ الصدوق: ص415.

11ـ الصراط المستقيم: ج2 ص81.

12ـ سورة آل عمران: 103.

13ـ سبق أن عدد المسلمين بلغ المليارين عام 2000.

14ـ سورة محمد (صلّى الله عليه وآله): 7.

15ـ سورة آل عمران: 103.

16ـ سورة الحجرات: 13.

17ـ سورة الحجرات: 10.

18ـ ذكر الإمام الشيرازي (دام ظله) أكثر من أربعين شرطاً في قطع يد السارق، راجع موسوعة الفقه، كتاب الحدود والتعزيرات، وكتاب (ممارسة التغيير لإنقاذ المسلمين).

19ـ سورة الأنفال: 60.